إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشّدات في القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشّدات في القرآن


    في القرآن الكريم كلمات مشددة، مع جوازها يغير التشديد، بل في قراءات بغير تشديد.. فما دلالة هذا التشديد؟..
    1- تمسك بشدة وأخذ بقوة
    قوله تعالى: " { وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) }
    " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ " أي بالتوراة، أي بالعمل بها، يقال: مسك به وتمسك به أي استمسك به.
    وقرأ أبو العالية وعاصم في رواية أبي بكر " يمسكون " بالتخفيف من أمسك يمسك.(أي بدون تشديد السين)

    وقرأ أبي بن كعب: "والذين تمسَّكوا بالكتاب"، على الماضي وهو جيد لقوله تعالى: { وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } إذ قَلَّ ما يعطف ماض على مستقبل إلا في المعنى
    وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه : «والذين استمسكوا بالكتاب» .
    قال القرطبي: والقراءة الأولى أولى، لأن فيها معنى التكرير والتكثير للتمسك بكتاب الله تعالى وبدينه فبذلك يمدحون.
    فالتمسك بكتاب الله والدين يحتاج إلى الملازمة والتكرير لفعل ذلك.

    قال سيد: إن الصيغة اللفظية : { يُمَسِّكُونَ } . . تصور مدلولاً يكاد يحس ويُرى . . إنها صورة القبض على الكتاب بقوة وجد وصرامة . . الصورة التي يحب الله أن يؤخذ بها كتابه وما فيه . . في غير تعنت ولا تنطع ولا تزمت . . فالجد والقوة والصرامة شيء والتعنت والتنطع والتزمت شيء آخر . . إن الجد والقوة والصرامة لا تنافي اليسر ولكنها تنافي التميع! ولا تنافي سعة الأفق ولكنها تنافي الاستهتار! ولا تنافي مراعاة الواقع ولكنها تنافي أن يكون « الواقع » هو الحكم في شريعة الله! فهو الذي يجب أن يظل محكوماً بشريعة الله!

    "الذين يمسكون..." هو تعريض بالذين أخذ عليهم ميثاق الكتاب ودرسوا ما فيه؛ ثم هم لا يتمسكون بالكتاب الذي درسوه، ولا يعملون به، ولا يحكمونه في تصوراتهم وحركاتهم؛ ولا في سلوكهم وحياتهم. . غير أن الآية تبقى - من وراء ذلك التعريض - مطلقة، تعطي مدلولها كاملاً، لكل جيل ولكل حالة .

    والتمسك بالكتاب في جد وقوة وصرامة؛ وإقامة الصلاة - أي شعائر العبادة - هما طرفا المنهج الرباني لصلاح الحياة . . والتمسك بالكتاب في هذه العبارة مقروناً إلى الشعائر يعني مدلولاً معيناً . إذ يعني تحكيم هذا الكتاب في حياة الناس لإصلاح هذه الحياة، مع إقامة شعائر العبادة لإصلاح قلوب الناس . فهما طرفان للمنهج الذي تصلح به الحياة والنفوس، ولا تصلح بسواه . . والإشارة إلى الإصلاح في الآية :
    {
    إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } . .
    يشير إلى هذه الحقيقة . . حقيقة أن الاستمساك الجاد بالكتاب عملاً، وإقامة الشعائر عبادة هما أداة الإصلاح الذي لا يضيع الله أجره على المصلحين .

    وما تفسد الحياة كلها إلا بترك طرفي هذا المنهج الرباني . . ترك الاستمساك الجاد بالكتاب وتحكيمه في حياة الناس؛ وترك العبادة التي تصلح القلوب فتطبق الشرائع دون احتيال على النصوص، كالذي كان يصنعه أهل الكتاب؛ وكالذي يصنعه أهل كل كتاب، حين تفتر القلوب عن العبادة فتفتر عن تقوى الله . .

    إنه منهج متكامل . يقيم الحكم على أساس الكتاب؛ ويقيم القلب على أساس العبادة . . ومن ثم تتوافى القلوب مع الكتاب؛ فتصلح القلوب، وتصلح الحياة .
    إنه منهج الله، لا يعدل عنه ولا يستبدل به منهجاً آخر، إلا الذين كتبت عليهم الشقوة وحق عليهم العذاب!.

    قلتُ: التمسّك بالكتاب، وأخذه بقوّة، والعضّ على ما جاء فيه بالنواجذ، لا بمجرد أطراف الأسنان... وإلاّ فالفتنة عاتية، وسيولها عارمة جارفة... نسأل الله تعالى حسن الإسلام وصدق الإلتزام...
    ويتبع مع شدة أخرى إن شاء الله تعالى
    التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 03-01-2014, 04:30 PM. سبب آخر: تعديل بسيط

  • #2
    رد: الشّدات في القرآن

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ،، وبارك الله فيكم

    ينقل لقسم القرآن
    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: الشّدات في القرآن

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم


      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
      وتولني فيمن توليت"

      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

      تعليق


      • #4
        رد: الشّدات في القرآن

        الله اكبر و لله الحمد اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


        اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على كل حال

        لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


        اللهم اختم بالصالحات اعمالنا و توفنا وانت راض عنا يا رب العالمين
        التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 25-03-2014, 11:31 PM. سبب آخر: تصحيح كلمة

        تعليق


        • #5
          رد: الشّدات في القرآن

          شكر الله لكم وبارك فيكم
          التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 25-03-2014, 11:50 PM. سبب آخر: تصحيح كلمة

          تعليق


          • #6
            رد: الشّدات في القرآن

            جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

            تعليق


            • #7
              رد: الشّدات في القرآن


              { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ (38) }
              قال أبو جعفر: وهذه الآية حثٌّ من الله جل ثناؤه المؤمنين به من أصحاب رسوله على غزو الروم، وذلك غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك.
              وأصل "النفر"، مفارقة مكان إلى مكان لأمرٍ هاجه على ذلك.
              (
              اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ)، يقول: تثاقلتم إلى لزوم أرضكم ومساكنكم والجلوس فيها وتكاسلتم وملتم إلى المقام في الدعة والخفض وطيب الثمار

              [فهو من "الثقل"، ومجازه مجاز "افتعلتم"]، من "التثاقل"
              (
              اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ) قال المفسرون: معناه أثاقلتم إلى نعيم الارض، أو إلى الاقامة بالارض.
              وهو توبيخ على ترك الجهاد وعتاب على التقاعد عن
              المبادرة إلى الخروج، وهو نحو من أخلد إلى الارض.
              وأصله تثاقلتم، أدغمت التاء في الثاء لقربها منها
              وقرأ الاعمش " تثاقلتم " على الاصل.
              ولا خلاف أن هذه الآية نزلت عتابا على تخلف من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وكانت سنة تسع من الهجرة بعد الفتح بعام.

              نزلت في الحث على غزوة تبوك، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الطائف أمر بالجهاد لغزوة الروم، وكان ذلك في زمان عسرة من الناس، وشدة من الحر، حين طابت الثمار والظلال، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة، غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَرٍّ شديد، واستقبل سفرا بعيدا، ومفاوز هائلة، وعدوًا كثيرًا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم، فشقّ عليهم الخروج وتثاقلوا فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ } (1) أي: قال لكم رسول الله صلى الله: { انْفِرُوا } أخرجوا في سبيل الله { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْض } أي: لزمتم أرضكم ومساكنكم،

              وقرأ الأعمش « تثاقلتم » على الأصل ، ومعناه : تباطأتم ،
              ( والتثاقل ) تكلّف الثقل ، أي إظهار أنّه ثقيل لا يستطيع النهوض .
              والثِقَل حالة في الجسم تقتضي شدّة تطلّبه للنزول إلى أسفل ، وعُسرَ انتقاله ، وهو مستعمل هنا في البطء مجازاً مرسلاً ، وفيه تعريض بأنّ بُطأهم ليس عن عجز ، ولكنّه عن تعلّق بالإقامة في بلادهم وأموالهم .
              وعُدّي التثاقل ب { إلى } لأنّه ضمن معنى المَيل والإخلاد ، كأنّه تثاقل يطلب فاعله الوصول إلى الأرض للقعود والسكون بها .
              والأرض ما يمشي عليه الناس .

              ومجموع قوله : {
              اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ } تمثيل لحال الكارهين للغزو المتطلّبين للعُذر عن الجهاد كسلاً وجبناً بحال من يُطلب منه النهوض والخروج ، فيقابل ذلك الطلب بالالتصاق بالأرض ، والتمكّن من القعود ، فيأبى النهوض فضلاً عن السير .

              ذلك بدء العتاب للمتخلفين والتهديد بعاقبة التثاقل عن الجهاد في سبيل الله ، والتذكير لهم بما كان من نصر الله لرسوله ، قبل أن يكون معه منهم أحد ، وبقدرته على إعادة هذا النصر بدونهم ، فلا ينالهم عندئذ إلا إثم التخلف والتقصير .
              إنها ثقلة الأرض ، ومطامع الأرض ، وتصورات الأرض . . ثقلة الخوف على الحياة ، والخوف على المال ، والخوف على اللذائذ والمصالح والمتاع . . ثقلة الدعة والراحة والاستقرار . . ثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب . . ثقلة اللحم والدم والتراب . .

              والتعبير يلقي كل هذه الظلال بجرس ألفاظه : { اثاقلتم } . وهي بجرسها تمثل الجسم المسترخي الثقيل ، يرفعه الرافعون في جهد فيسقط منهم في ثقل! ويلقيها بمعنى ألفاظه : {
              اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ } . . وما لها من جاذبية تشد إلى أسفل وتقاوم رفرفة الأرواح وانطلاق الأشواق .

              وما يحجم ذوعقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله ، إلا وفي هذه العقيدة دخل ، وفي إيمان صاحبها بها وهن . لذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - «
              مَنْ ماتَ ولم يغْزُ ، ولم يُحَدِّثْ نفْسَهُ بغزْوٍ مات على شُعْبَةٍ منَ نفاقٍ »صححه الألباني فالنفاق - وهو دخل في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال - هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة عن الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر ، والآجال بيد الله ، والرزق من عند الله . وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل .
              الطبري، القرطبي، ابن كثير، فتح القدير، ابن عاشور، سيد قطب، أبو بكر جابر الجزائري


              يتبع مع شدات أخرى إن شاء الله تعالى
              التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 14-02-2014, 01:38 AM. سبب آخر: تخريج الحديث

              تعليق


              • #8
                وفيكم سمَّاعون لهم



                3-وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ

                قال الله تعالى:" وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) "[التوبة].
                يكشف الله –سبحانه- دسيسة بعض الناس، ويكشف كذبهم وتظاهرهم بالخير وإرادة الإصلاح؛ والمتمثل هنا في الخروج للجهاد في سبيل الله مع المسلمين- .
                وبين أن برهان صدق إرادتهم هو ما يظهر من العمل لا ما يضمرون في صدورهم أو يدّعونه فقط... لوْا أرادوا.. لأَعدُّوا..

                والطامة.. والخزي أن الله –سبحانه- كره انبعاثهم فثبطهم، ولم يقل كرهوا .. مما يدل على خبث طويتهم وفساد نيتهم من جهة.. وأيضا رحمة من الله بالصف المؤمن لأن خروجهم سبب للفتنة والهزيمة والخبال والاختلال والاختلاف..

                فلا يحزن المسلمون أنْ لم يخرج معهم أناس مِن أنواع الناس كره الله انبعاثهم: عسكراً كانوا، أو سياسيين، دعاة، طلبة علم، مشايخ ومشهورين.. كلّ أولئك قد يكون خروجهم مع المسلمين كما وصف الله حال هؤلاء.. وصدور الناس وبطون الأيام غيب لا يعلمه إلا الله-سبحانه-، وقد قال الله تعالى:"
                مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ"[آل عمران:179]
                ولستُ أقصد من هذه الآيات هنا إلا قوله تعالى:"
                وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ"

                فحتى خروج هؤلاء الأوباش والفَتَنَة والمخبِّلين والمثبطين إنما يضر الصف ويفعل فعلته في وجود هولاء "الـسّـماعين"، ولذلك أردف الله وجود السماعين بعد ذكر أضرار هؤلاء كالتعليل له، يعني هم يفعلون هذا وأنتم فيكم من يسمع لهم ويتأثر بهم..

                وهذه الجملة "
                وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ" اعتراض للتنبيه على أنّ بغيهم الفتنةَ أشدّ خطراً على المسلمين لأنّ في المسلمين فريقاً تنطلي عليهم حيلهم، وهؤلاء هم السذج من المسلمين والمغفلون والمستغفلون والمستخَفُّون الذين يعجبون من أخبارهم ويتأثّرون ولا يبلُغون إلى تمييز التمويهات والمكائد عن الصدق والحقّ، فيذيعونه في الصف، خاصة مع وجود سائل وسائل الإعلام النشَّارة..

                والقلوب الحائرة تبث الخور والضعف في الصفوف ، والنفوس الخائنة خطر على الجيوش؛ ولو خرج أولئك المنافقون ما زادوا المسلمين قوة بخروجهم بل لزادوهم اضطراباً وفوضى . ولأسرعوا بينهم بالوقيعة والفتنة والتفرقة والتخذيل . وفي المسلمين من يسمع لهم في ذلك الحين .

                سامع وسمّاع، وقائل وقوَّال وعالم وعلاّم...وفاعل وفعَّال مبالغة للقوة أو الكثرة، أي كثير الفعل أو شديدَهُ.. شديد الاستماع أو كثير الاستماع..

                فجاء {
                سَمَّاعُونَ } مشددة بصيغة مبالغة للدلالة على أنّ استماعهم كثير وتامّ وشديد وقوي، سواء كان استماعهم مقترنا بتصديق واعتقاد، أو لضعف شخصية تُصَدِّق الخبرَ ونقيضَه، أو لاندساس مقصود مُبَيَّت: { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ } [ المائدة : 41 ].
                وعن الحسن ، ومجاهد ، وابن زيد : معنى {
                سَمَّاعُونَ لَهُمْ } ، أي جواسيس يستمعون الأخبار وينقلونها إليهم ، وقال قتادة وجهور المفسّرين : معناه وفيكم من يقبل منهم قولهم ويطيعهم. أي من ضعاف المسلمين.

                وجيء بحرف ( فــي ) من قوله: {
                وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } الدالّ على الظرفية دون حرف ( مــن ) فلم يقل ومنكم سمّاعون لهم أو ومنهم سماعون، لئلا يتوهّم تخصيص السماعين بجماعة من أحد الفريقين دون الآخر لأنّ المقصود أنّ السّمّاعين لهم فريقان فريق من المؤمنين وفريق من المنافقين أنفسهم مبثوثون بين المؤمنين لإلقاء الأراجيف والفتنة وهم الأكثر فكان اجتلاب حرف ( فـي ) إيفاء بحقّ هذا الإيجاز البديع ولأنّ ذلك هو الملائم لمحملي لفظ { سَمَّاعُونَ } فقد حصلت به فائدتان .
                ولا مانع من اجتماع الأمرين وتواجد النوعين.. بل هذا هو الذي يحتمله معنى الآية ونطق به المفسرون وصدّقه الواقع..

                أناس من المندسين والمندسات السَّماعين والسّمّاعات في الأوساط النسائية والرجالية، همهم تَسَمُّع أخبار الناس ثم الطيران بها إلى الأسياد الذين يعيثون في الأرض الفساد من أجل عروشهم وكروشهم..

                أو أنهم يبثون الأراجيف في أوساط المؤمنين، من بث فرقة وإنشاب خلاف، وتشكيك، ونزع الثقة من بينهم، وإلقاء الشبهات، وتضخيم أمر العدو...

                ثم أناس من ضعاف الإيمان وضعيفاته، ومن المغفلين والمغفلات، والسُّذّج منهم جميعاً، يسمعون لهؤلاء، فيتأثرون، فيكونون هم أيضا أسبابا لمثل تلك الفتن والهزائم، مُكَثِّرين لسواد المندسين..
                أو أنهم يسمعون منهم زخرف قولهم ومعسول كلامهم فيثقون بهم، فيدلونهم على عورات المسلمين أو إفشاء سرهم، لظنهم أنهم معهم وهم عليهم..
                كل أولئك كائنون.. وكل ذلك كائن...

                ولعل دولة الحق تستعين بمخبريها للحفاظ على أمن وأمان العباد والبلاد.. ثم إن المبخرين للتحقيق في الضرر الواقع والتصدي للمتوَقّع.. ولكن المؤسف أن يعمل هؤلاء على إيقاع الأمر المراد، ثم إلصاقه بالأبرياء لتحقيق رغبة الطغمة... وكأنهم في حرب ضد تجمعات وطنها، ولو كانت على الإسلام.. بل هي كذلك. وقد أصبح النفاق مؤسسات أمنية قائمة بذاتها.
                اللهم سَلِّمنا وسلِّم الناس منا
                مراجع المنقول-عدا المقول-: تفاسير:
                الطبري، القرطبي، ابن كثير، فتح القدير، ابن عاشور، سيد قطب.. وغير ذلك
                يتبع بشدات أخرى إن شاء الله تعالى
                التعديل الأخير تم بواسطة بذور الزهور; الساعة 14-02-2014, 01:45 AM. سبب آخر: تشكيل بعض الآيات

                تعليق


                • #9
                  رد: الشّدات في القرآن

                  عليه آفضل آلصلآه وآلسلآم
                  ***
                  {... چزيت من آلخيرآگثره
                  ومن آلعطآء منپعه ...
                  لآ حرمنآ آلپآرئ وآيآگ چنآته .. }


                  تعليق


                  • #10
                    رد: الشّدات في القرآن

                    شكر الله لكم وبارك فيكم

                    تعليق


                    • #11
                      رد: الشّدات في القرآن

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم
                      متابعون معكم بإذن الله


                      "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                      وتولني فيمن توليت"

                      "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                      تعليق


                      • #12
                        رد: الشّدات في القرآن


                        السلام عليكم ورحمة الله من جديد
                        كنت أر
                        ى مقاربة الموضوعات من حيث المعنى..
                        لكن لا بأس أن نقاربها من جهة اللفظ وإن كان الموضوع مختلفاً

                        يَسْمَعون.. يَسَّمَّعون
                        قال الله تعالى:" إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) "[الصافات].
                        المفردات:
                        "
                        يَسَّمَّعُونَ" الضمير عائد إلى الشياطين الذين كانوا يسمعون الملائكة.
                        "
                        الْمَلَإِ الْأَعْلَى": يعني الكَتَبَة من الملائكة في السماء.
                        "ويُقْذَفُونَ": ويُرْمَوْن مِنْ كُلِّ جانِبٍ من آفاق السماء.
                        "دُحُوراً": يبعدونهم عن مجالس الملائكة، والدحر والدحور: الطرد والإبعاد.
                        "وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ": دائم.
                        "إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ": مسارق فسمع الكلمة، فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ: تبعه ولحقه كوكب مضيء قوي لا يخطئه يقتل أو يحرق أو يحيل، وإنما يعودون إلى استراق السمع مع علمهم بأنهم لا يصلون إليه طمعاً في السلامة ونيل المراد كراكب البحر.

                        قراءتان:

                        1- لا يَسْمَعون، بتسكين السين وتخفيف الميم، وهي قراءة الجمهور.
                        2- "لا يَسَّمَّعون" بتشديد السين والميم، وهي قراءة حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ عَنْ عَاصِمٍ وَخَلَفٌ. أي لا يتسمَّعون، والتسمع طلب السمع وتَكلُّفه.
                        فالقراءة الأولى(يَسْمَعون) تنفي السمع، سواء تسمَّعوا وطلبوا الاستماع أم لا. فحتى وإن حاولوا لم يستطيعوا ذلك، ويؤيده قول الله تعالى:"إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ" [الشعراء: 212].

                        والقراءة الثانية( يَسَّمَّعون) تنفي أن يقع منهم استماع ، أي أنهم لا يطلبون السماع ولا يحاولونه.
                        والواقع أنه كما قالوا هم عن أنفسهم لمَّا جاء الوحي واستنارت جنبات الكون به، مُنِعوا من السمع بعدما كانت لهم مقاعد للسمع:
                        "
                        وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا "[الجن: 8-9]. مرصود سلفاً معدود مسبقاً لمن يحاول التَّسمع من الشياطين، كما قال تعالى:" وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ "[الملك: 5].. وهذه الرجوم من الشهب الثاقبة في السماء الدنيا، القريبة، فهم ممسوكون بعيدا مدحورون عن السمع.

                        فهم كانت لهم مقاعد يتراكبون فيها ويستقرُّون فيها للسمع، أمَّا الآن فمن حاول أن يَتَسَّمع في تلك المقاعد يُمنع ويرمى بالشهب الحارقة، فلا يفلت منهم أحد، وبالتالي ينتفي سماع مَن أرسلوهم أيضا من الكَهَنَة والمشوعذين.
                        وهذا الاستثناء واضح لمن استرق السمع وخطفة خطفة، فإنه تتبعه الشهب الحارقة الثاقبة:
                        "
                        لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ*إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ "[الصافات8: 10]، فحتى الخاطف تلاحقه الشهب.

                        فحتى وإن تسمَّع بعضهم وطلب التَّسمُّع فهم في حكم من لم يتسمَّع. وإلا فاللفظ أنهم لا يطلبون السماع لما رأوا من المنع القذف والشهب، وامتناع الاستماع، ومن تسمَّع منهم فإنه لا يسمع، وإن خطف خطفة لم يفرح بها، لا هو ولا مَن خلفه.
                        وقد وردت أحاديث تفيد أن:" الشياطين كانت تصعد إلى السماء فتقعد للسمع واحدا فوق آخر يتقدم الأجسر نحو السماء ثم الذي يليه فيقضي الله تعالى الأمر في الأمور في الأرض، فيتحدث به أهل السماء، فيسمعه منهم ذلك الشيطان الأدنى، فيلقيه إلى الذي تحته، فربما أحرقه شهاب وقد ألقى الكلام، وربما لم يحرقه جملة فينزل تلك الكلمة إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة، فتصدق تلك الكلمة، فيصدق الجاهلون الجميع، فلما جاء الله تعالى بالإسلام حرست السماء بشدة فلم يفلت شيطان سمع البتة".

                        وقد أفادتنا الآية في قراءة
                        التشديد فمَنعت بِشَدَّةٍ بِشِدَّةٍ سماع الشياطين للملأ الأعلى، لأنها إن نفت التَّسمُّع أصلا، فمن باب الأولى أن تنفي وقوع السمع، لأنه هو وسيلته وذريعته..
                        فسبحان ربِّي بالغ الحكمة والبيان...
                        المراجع: تفاسير: سراج الدين النعماني، الثعالبي، ابن كثير، ابن عطية، الطاهر بن عاشور..


                        والله أعلم
                        التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 01-04-2014, 01:08 AM. سبب آخر: توسيط الكلام

                        تعليق


                        • #13
                          رد: الشّدات في القرآن

                          5-لأُقَطِّعَنَّ... لأُصَلِّبَنَّكُم!!
                          عبارات الفرعون الأول، لما دعى الانتخابات، في السوق العامة، وحشر الناس ضُحى، وقال لسيدينا موسى وهارون-عليهما الصلاة والسلام-، هيَّ نلعب الديمقراطية-ديمقراطية الدكتاتور-، ومن غلب حَكَم واتُّبِع!!!
                          وظنَّ أنه الغالب، غير أنّ اللهَ غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون...

                          قال تعالى في قصته" وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56) قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58) قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)"[الأعراف].
                          وفي الشعراء:" قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)"[الشعراء]
                          ولا أطيل ببيان معني هذه الآيات، أولا : لأنها واضحة لا تحتاج إلى كثير بيان، وإنما تحتاج إلى قراءة وتدبر..
                          وثانيا: لأن الواقع اليوم يشرحها بالصوت والصورة، فلا تحتاج إلى كثير بيان وإنما تحتاج إلى تنزيل، ولهذا نزل القرآن، للواقع والحياة...
                          وثالثا: لأن لي موضوعاً في هذا المعنى وهذه الآيات بعنوان:" الديمقراطية مبتدأ وخبر... أو فرعون الديمقراطي!"، وهو هنا:
                          http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=77856
                          فمن شاء رجع إليه..
                          والحاصل أنه لَمَّا غَلَب الحقُّ الباطلَ، ودمغه، وانكشف زيف النظام، انقلب الفرعون على مبدأ اختاره هو وحاشيته وسحرته، وقام بانقلابه العسكري، وأرغى وأزبد، وتوعّد وتهدَّد، وبالغ وتشدَّد...

                          ففي سورة الأعراف:" قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)"[الأعراف].
                          وفي الشعراء:" قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)"[الشعراء].
                          وفي طـه:" قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)"[طـه].

                          في الأعراف " ثم لأصلبنكم أجمعين "وفى طه والشعراء "ولأصلبنكم "بالواو المتوعّد بها." فدل على أن الواو أريد بها معنى ثم من كون الصلب بعد القطع والتعدية قد يكون معها مهلة وقد لا يكون."(1)
                          فرعون الأول.. سلف الفراعنة المُتتالون.. القُدامى والمُحدَثون، يحقد على خصومه، حتى يكاد يفتك بنفسه في سبيل الفتك بهم...

                          يتشدَّد ويُشدِّد في التهديد والتنكيل بخصومه من أطهار قومه، وبني جيله.. الذين يدعونه إلى الرشاد ويدعوهم إلى الضلال..

                          واللام في (لأقطّعنّ، لأصلّبنّ) لام القَسَم؛ أي: قَسَمًا لأنكّلنّ بكم أشد التنكيل، لأقطِّعنَّ الأيدى والأرجل من خلاف ثم لأصلّبنّ كلّ واحد منكم وهو على تلك الحال لتكونوا عبرة لمن تحدّثه نفسه بمعارضتنا أو الخروج عنّا فضلا عن الخروج علينا، أو بالكيد لنا والترفع عن الخضوع لعظمتنا، والتعبُّد بشريعتنا، والتذلّل لربوبيتنا.

                          قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره، مُخبرًا عن قيلِ فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله وصدقوا رسوله موسى: "لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف"، وذلك أن يقطع من أحدهم يده اليمنى ورجله اليسرى، أو يقطع يده اليسرى ورجله اليمنى، فيخالف بين العضوين في القَطْع، فمخالفته في ذلك بينهما هو "القطع من خلاف". (2) .
                          وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: " قال: أوّل من صلّب، وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف، فرعون"(3). يعني سنة فرعونية له جزاؤها وجزاء من عمل بها إلى يوم القيامة..

                          - لأُصَـلِّـبَنَّـكُم: فيها تشديدان: تشديد لام (أُصلِّي) وتشديد نون التوكيد.
                          قال الفرَّاء في معاني القرآن :" وقوله: (ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ) مشددة، وَ (لأصْلِبَنَّكم) بالتخفيف قرأها بعضُ أهل مكة. وهو مثل قولك: قتلت القوم وقتَّلتهم إِذَا فشا القتل جاز التشديد."(4).
                          قال القرطبي:" وَقَرَأَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ هُنَا وَفِي الْأَعْرَافِ" فَلَأُقَطِّعَنَّ"، " وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ" بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ قَطَعَ وَصَلَبَ"(5).

                          فلحقده وحنقه وشديد عداوته وعدوانه، وبطشه والتّعالي في تَرَبُّبِهِ، فلا يكفيه أن (يَقْطَع)، فيقوم (يُقَطِّع)، ولا يُشبعه أن (يَصْلِب) فيروح (يُصلِّب)، ولا يطفئ غيظَه هذان، بل يذهب يؤكد بنون التوكيد:(لأقطِّعَـنَّ، لأصلِّبــنَّ)، وكأني به، يعضّضّضُّ على أسنانه وأضراسه، يكاد يُحدث انفجارًا من الطاء المستعلى، أو يفتك بمخرج النون المغنونة ضغطاً وتشديداً!!
                          وهذا التشديد ( ّ) يدل على أحد أمرين، أو هما معاً: شدة التَّقطيع والصلب، فيقطّعهم إرباً إرباً، أو طرفاً طرفاً، أو لكثرة ما أراد أن يُقطِّع منهم ويصلِّب، فقد أراد أن يفعلها بهم "أجمعين"... وهو التشديد الآتي:

                          - ثم فيها تشدد آخر في التنكيل "أجمعين": (وَلأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) على شاطئ نهر مصر، "فَوَكَّد ذلك بأجمعين إعلامًا منه أنه غير مُسْتَبْقٍ منهم أحدا"(6).

                          "أجمعين" : فكل من آمن بربهم، واعتقد عقيدتهم، أو نهج نهجهم، أو أيَّدهم، أو وقف معهم، أو تعاطف لمجزرتهم، أو حتى تزوج منهم.. لأنها جماعة إرهابية، فكلهم إرهابيون: لا تُصادَر أموالهم فحسب، بل حتى حياتهم في خطر! حتى السحرة الذين كانوا في جبهة الإغراق والخراب، المسماة: جبهة الإنقاذ، مسَّهم هذا التهديد، ورموا بالخيانة والعمالة لجهات أجنبية... ومع أنهم لم (يؤمنوا) لكنهم (تعاطفوا) وانكسفوا من التقطيع والتصليب والتحريق.. فحتى التحريق سنة فرعونية!!

                          فعن ابن عباس-رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة فقلت: ما هذا يا جبريل؟ " فقال هذه ماشطة بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت: بسم الله فقالت بنت فرعون: أبي؟ قالت: ربي وربك ورب أبيك قالت: أقول له؟ قالت: قولي فقالت فقال لها: ألك من رب غيري؟ قالت: ربي وربك الذي في السماء قالت: فأحمى لها نقرة من نحاس وقالت له: إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قالت: حاجتي أن تجمع بين عظامي وبين عظام ولدي قال ذلك لك لما لك علينا من الحق فألقى ولدها في النقرة واحدا واحدا وكان أهم آخرهم صبي فقال: يا أمتاه فإنك على الحق".
                          قال ابن عباس: أربعة تكلموا وهم صغار بن ماشطة ابنة2 فرعون وصبي جريج وعيسى بن مريم والرابع لا أحفظه"(7).

                          - وفيه تشديد آخر تأكيدًا وتشديدا للصَّلب: في الجذوع وليس عليها!
                          قال: "وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ" [سورة طه: 71] .

                          قال كثير من المفسرين:"فــ"في" توضع موضع"على"، و"على" في موضع"في"، كل واحدة منهما تعاقب صاحبتها في الكلام، (8)، وكما قال: فعلت كذا في عهد كذا وعلى عهد كذا، بمعنى واحد، ويقال: حدث كذا في مدينة كذا وبمدينة كذا، وهو من تعاقب الحروف، يعني يعقب بعضها بعضا ويحل مكانه ويؤدّي معناه..

                          قال السمعني:" وَذكر كلمة فِي؛ لِأَن المصلوب يصلب مستطيلا على الْجذع؛ فالجذع يشْتَمل عَلَيْهِ."(9).
                          قال البيضاوي:" وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ شَبَّه تَمَكُّن المصلوب بالجذع بتمكن المظروف بالظرف"(10)
                          وقال ابن عاشور:" وتعدية فعل (ولأصلبنكم) بحرف (في) مع أن الصلب يكون فوق الجذع لا داخله ليدل على أنه صلبٌ متمكن يشبه حصول المظروف في الظرف، فحرف (في) استعارة تبعية تابعة لاستعارة متعلق معنى (في) لمتعلق معنى (على) ."(11).

                          وقيل: على رؤوس النَّخل"(12)، ولكن رؤوس النخل سِعافه، وليست جذوعه!

                          ولفظ الآية :" في جذوع النخل" وليس "على جذوع النخل"! فما يمنع أنه كان يَشقُّ جذع النخلة الكبير، أو يحفره جوفه- وقد بنى الأهرامات-ويُصلِّبنّهم فيه، زيادة في التنكيل، وتفنُّنا في التعذيب حنقا وحقدا؟!.
                          والتشديد المعنوي اللفظي الآخر الذي يشهد للتشديد الحرفي قول فرعون:".. وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى "[طـه: 71].
                          وهي ليست فلتة من شخص ما في زمان ما أو مكان ما، بل هي" الحماقة التي يرتكبها كل طاغية، حينما يحس بالخطر على عرشه أو شخصه، يرتكبها في عنف وغلظة وبشاعة، بلا تحرج من قلب أو ضمير.. وإنها لكلمة فرعون الطاغية المتجبر الذي يملك تنفيذ ما يقول."(13).
                          النسفي:" كأنه أراد به ترهيب العامة لئلا يتبعوهم فى الإيمان"(14).

                          وها نحن نرى رأي العين، ونسمع ملء الأذنين، كيف يتفنن الجلَّادون في تعذيب المؤمنين، بل فاقوا فرعون تعذيبا: بالكهرباء، برميه في الزيت المغلي، في الحوامض الفتَّاكة، حتى ما يبقى جلد على لحم، ولا لحم على عظم..
                          ثم تعذيب نفسي لا نعلم أن فرعون فعله: يغتصبون محارمه أماه، ثم يقتلوهم،.. ثم يقتلوه، وهي قتلة تهون دونها القتلات، وعذاب تسهل دون المهلكات، فلا يموت حتى يموت موتات.
                          كان فرعون يقتل الرجال ويستحيي النساء، يعني يبقيهن أحياءً، أما فراعنة العصر فقتَّلوا الجميع!وإذا فرَّ منهم المطلوب، نكَّلوا بأهله وأقاربه، أو ساوموا بهم! حقدوا على المسلمين، فأُرهبوهم وأُرعبوهم..


                          وإذا تأسَّى الفراعنة والمتفرعنون بفرعون الأول.. فللفئة المؤمنة أسوة في مَن آمن من سحرة فرعون حيث قالوا بعد كل هذا التهديد:" قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)"[الأعراف]." قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)"[الشعراء]..
                          فبعد كل خطابات فرعون العنجهية ردُّوا عليه: "و قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)"[طـه].
                          فنسأل الله تعالى الثبات والنجاة، وكما قالت المرأة الصالحة، امرأة فرعون إذْ قالت:" رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)"[التحريم].
                          والله أعلم.

                          ------ الهوامش -------




                          1 - أبو حيان أثير الدين الأندلسي (المتوفى: 745هـ)، البحر المحيط في التفسير، 5/141.
                          2- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (المتوفى: 310هـ)، جامع البيان في تأويل القرآن ، 13/34.
                          3- الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن ، 13/34.
                          4- الفراء (المتوفى: 207هـ)، معاني القرآن، 1/391.
                          5- أبو عبد الله القرطبي (المتوفى : 671هـ) ، الجامع لأحكام القرآن، 11/224.
                          6 - الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، 19/349.
                          7- فال شعيب الأرناؤوط في " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان"7/165-166:" إسناده قوي وهو مكرر ما قبله. وأخرجه أحمد "1/310"، والبيهقي في "دلائل النبوة" "2" /389" من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد.
                          وأخرجه البزار "54"، والبيهقي "2/389"، وأحمد "1/310" من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، به.
                          وأورده ابن كثير في تفسيره "5/27" من رواية البيهقي، وقال: إسناده لا بأس به.
                          وأخرجه أحمد "1/309-310"، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" "11/12280" من طريق أبي عمر الضرير، وأحمد "1/310" من طريق حسن، والطبراني "11/12279" من طريق أبي نثر التمار، ثلاثتهم عن حماد، به.
                          وزادا الرابع الذي نسي وهو شاهد يوسف وذكره الهيثمي في "المجمع" "1/65" وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلفط.
                          وذكره السيوطي في "الدر المنثور" "4/150"، وزاد نسبته إلى النسائي وابن مردويه.
                          وفي الباب عند ابن ماجه "4030" من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا سند حسن في الشواهد. سعيد بن بشير يتكلمون في حفظه، وهو محتمل.
                          8 - الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق شاكر: 11/201.
                          9 - أبو المظفر السمعاني (المتوفى: 489هـ) ، تفسير القرآن، 3/342.
                          10 - ناصر الدين أبو سعيد، البيضاوي (المتوفى: 685هـ)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل، 4/33.
                          11- الطاهر بن عاشور: التحرير والتنوير، 16/265.
                          12- بو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، 1/699.
                          13 - سيد قطب، في ظلال القرآن، 5/ 2597.
                          14- أبو البركات النسفي (المتوفى: 710هـ)، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، 2/563.


                          التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 01-04-2014, 01:08 AM. سبب آخر: توسيط الكلام

                          تعليق


                          • #14
                            رد: الشّدات في القرآن

                            عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            جزاكم الله خيرًا
                            مجهود طيب جعله الله في ميزان حسناتكم


                            "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
                            وتولني فيمن توليت"

                            "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

                            تعليق


                            • #15
                              رد: الشّدات في القرآن

                              المشاركة الأصلية بواسطة بذور الزهور مشاهدة المشاركة
                              عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                              جزاكم الله خيرًا
                              مجهود طيب جعله الله في ميزان حسناتكم

                              طيَّب الله ثراكم، وجزاكم الله خيرا، ونفعنا وإياكم بما نقول أو نكتب أو نسمع

                              تعليق

                              يعمل...
                              X