إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


    موضوع غال ونفيس وبه درر لا غنى لى ولا لكِ أختاه عنها
    فتعال سويا نتأملها ولنصبر على قراءتها لعلنا نجد بُغيتنا !

    أختاه .. إنّ كل مفقود عسى أن نسترجعه إلاّ الوقت، فهو إن ضاع لم يتعلّق بعودته أمل !، ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه الإنسان في هذه الحياة.




    الإسلام دين يعرِف الوقت، ويقدِّر خطورة الزمن
    قال الله تعالى: "إنّ في اختِلافِ اللّيلِ والنّهارِ ومَا خَلَق اللهُ في السّمواتِ والأرضِ لآياتٍ لقومٍ يتّقون". (6) سورة يونس

    وقد وزَّع الإسلام عباداته الكبرى على أجزاء اليوم وفصول العام ليكون من ذلك نظام مُحكم دقيق يرتّب الحياة الإسلامية ويقيسها بالدقائق من مَطلع الفجر إلى مَغيب الشّفَق
    قال تعالى: "فَسُبْحَانَ اللهِ حين تُمْسُون وحين تُصْبِحون، ولهُ الحمدُ في السّموات والأرْضِ وعَشِياً وحينَ تُظْهِرُون". (17 ) (18) سورة الروم

    أخواتى :.
    إنّ عُمرَ الإنسان رأس مالهِ الضخم، ولسوفَ يُسأل يوم القيامة عن إنفاقه منه، وتصرّفاته فيه
    جاء في جامع الترمذي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :. ''لا تزول قدمَا عبدٍ يومَ القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفْناهُ، وعـن شبـابِــه فيـم أبْلاهُ، وعـن مالِه من أينَ اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنفقهُ، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه''.



    ولتعلمى أختى أن للوقت خصائص يتميّز بها، منها:
    ** سرعة انقضائه: فهو يمرّ مرَّ السّحاب، فمهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة فهو قصير ما دام الموت هو نهاية كلّ حي كما قال سيّدنا نوح عليه السّلام لمّا سُئِل: يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدتَ الدُّنيا؟ فقال: كدار لها بابان، دخلتُ من أحدهما وخرجتُ من الآخر !!.

    وهذا ما عبَّر عنه القرآن تضاؤل الأعمار عند الموت، وأيضاً عند قيام السّاعة، قال تعالى: ''كأنّهُم يومَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إلاّ عشيَّةٍ أوْ ضُحاها''.

    ** أنّ ما مضى منه لا يعود ولا يُعوَّض:فكلّ يوم يمضي وكلّ ساعة تنقضي وكلّ لحظة تمرّ، وليس في الإمكان استعادتها، وبالتالي لا يمكن تعويضها، وهو ما عبَّر عنه الحسن البصري حين قال: ''ما مِن يومٍ ينشق فجره إلاّ ويُنادي يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملِك شهيد، فتَزوَّد منّي فإنّي إذا مَضيتُ لا أعود إلى يوم القيامة''.
    ** إنّه أنفس ما يملكه الإنسان: وترجع نفاسة الوقت إلى أنّه وعاء لكلّ عمل، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً أو مجتمعاً، فالوقت ليس من ذهب فقط كمــا يقــول المثـل الشــائع، بــل هـو أغــلى مــن الذهــب واللــؤلــؤ والمــرجان.


    فالوقت هو الحياة، وما حياة الإنسان إلاّ الوقت الّذي يعطيه من ساعة ميلاد إلى ساعة الوفاة
    قال الحسن البصري: ''يا ابن آدم، إنّما أنتَ أيّام مجموعة، كلّما ذهب يوم ذهب بعضُك''.

    لهذا فيجب الحرص على الاستفادة من الوقت، يقول عمر بن عبد العزيز: ''إنّ اللّيل والنّهار يعملان فيك، فاعْمَل فيهما''.
    وقال الحسن البصري:''أدركتُ أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم حِرصاً على دراهمكم''
    وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب قدميه بالدرة إذا جَنَّ اللّيل ثمّ يقول لنفسه: ماذا عمِلْتِ اليوم؟
    ومن النِّعم اليوم التي يغفل كثير من النّاس عنها ويجهلون قدرها ولا يقومون بحق شُكرها نعمة الفراغ
    ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''نِعمتان من نِعَم الله مغبون فيهما كثير من النّاس الصحّة والفراغ''.
    ولهذا كان السّلف يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً لا هو في أمر دينه ولا هو في أمر دُنياه
    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنّي لأكره من الرجل أن يكون فارغاً في أمر دينه أو دنياه.


    ولا شكّ أنّ الإنسان يحب الحياة ويحبّ أن يطول عمره فيها، بل يحبّ الخلود فيها لو استطاع، وطول العمر يعتبر نعمة من نِعم الله تعالى إذا استخدم في نصرة الحق والعمل الصّالح
    روى الترمذي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سُئِل: أيُّ النّاس أفضل؟ فقال: مَن طال عمره وحسُن عملُه.

    والحق أنّ العُمر الحقيقي للإنسان ليس هو الأعوام الّتي يقضيها من يوم الولادة إلى يوم الوفاة، إنّما عمره الحقيقي بقدر ما يكتب له عند الله من عمل الصّالحات
    يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ''ما نَدِمتُ على شيء ندمي على يومٍ غَربَت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي''



    أختاااه !!!




    وهنا إشارة ولمحة بسيطة عن " أهمية الطاعة وثمرتها"


    كما أن النجم إذا ترك مداره الذي حدده الله له ... احترق !!!


    كذلك الانسان الذي يخرج عن مدار طاعة الله ومسار الخضوع لله يحترق ليس في الدنيا بل في دار جهنم فلا تنحرف عن المسار .... وتشذ عن المدار وتصادم الاقدار حتي تنجو من حر النار


    وكيف لا تكره ذنوبا قد تكون سببا فى بغض الله لك !
    وكراهية الناس لكــ وحاجبة التوفيق عنك ومانعة الاحسان اليك؟
    وفاتحة الاحزان عليك
    ومن كره شيئا هرب منه
    سفينة نفسك مُطاردة في بحر الدنيا تائهة
    تلتمس المأوي... أغواها الشيطان ملياً في كل غداوة وعشيا
    لكن الله برحمته
    أهداك طريق هدايته
    فتهب ريح قدسية تبذر في القلب الإيمان
    وتزيل الغفلة تطويها تهزم اجناد الشيطان
    وشراع الخير ستنثره لتعود إلي بر أمان
    وهناك سيحلو مرسانا في أطيب عيش وجنان !





    أخواتى وحبيباتى ..!



    ما سقت هذه الكلمات إلا لأبين أن نهاية طاعة الله هي الجنان
    فإن عبادة الله سبحانه هي الحكمة التي خلق الله تعالى من أجلها الإنسان، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ {56:الذاريات}.




    قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له؛ فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب. وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم. فهو خالقهم ورازقهم. انتهى


    وقفـــــــــــــــة



    من عرف اشتاق ومن اشتاق بذل
    ومن بذل هنا تعلن هناك
    فمع هذه الكلمات حثا وتشويقا وجذبا وترغيبا إلي جنة الخلد


    فلا شك ولا ريب أن تقوى الله وطاعته هي الهدف من خلق الإنسان.



    ولطاعة الله ورسوله فوائد عظيمة منها : دخول الجنة والنجاة من النار، فالطاعة توجب القرب من الله سبحانه وتعالى، فكلما اشتد القرب قوي الأنس بالله. والمعصية توجب البعد من الله، وكلما ازداد البعد قويت الوحشة.





    إن ثمرات الطاعة وفوائدها ومنافعها التي يحصل عليها العبد في الدنيا والآخرة كثيرة جداً. ومنها:


    - إن من منافع الطاعة والعمل الصالح الثبات على الدين، فالثبات من ثمرات الطاعة والمعصية توجب الخذلان، وانظر إلى قوله: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(147) سورة آل عمران، فيه إشارة إلى أن الرعب من نتائج الذنب، والثبات من ثمرات الطاعة.


    والجامع لذلك كله طاعة الله ورسوله فإنها موجبة لتأييد المطيع بقوة من هو في طاعته، وذلك سر قول أبي الدرداء - رضي الله عنه - الذي رواه البخاري في باب « عمل صالح قبل القتال»: "إنما تقاتلون الناس بأعمالكم"


    مقولة :- إن من أراد دوام العافية فليتق الله، ما أقبل مقبلٌ عليه إلا وجد كل خير لديه، ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثر في ثوب غفلته !


    - ومن منافع الطاعة والعمل الصالحالحصول على محبة الله تعالى فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6502




    قال أبو سليمان الداراني: "من صفا صفا له، ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسن في ليله كفى في نهاره"


    وقال الفضيل بن عياض: "إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي".


    - ومن منافع الطاعة والعبادةالحصول على الفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(77) سورة الحـج
    وقال سبحانه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(200) سورة آل عمران
    وقال سبحانه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(35) سورة المائدة.




    - ومن منافع الطاعة والعبادة الحصول على السعادة في هذه الحياة وانشراح الصدر
    قال تعالى :{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(28) سورة الرعد،


    وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}(124) سورة طـه.

    - ومن منافع الطاعة والعبادة دخول الجنة والتنعم فيها:



    قال تعالى:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(43) سورة الأعراف.

    وقال تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(72) سورة الزخرف.


    وقال تعالى:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(19) سورة الطور.




    فيا من يريد دوام العيش على البقاء، دم على الإخلاص والنقاء، وإياك والمعاصي، فالعاصي في شقاء المعاصي، والمعاصي تذل الإنسان وتخرس اللسان، وتغير الحال المستقيم، وتحمل الاعوجاج مكان التقويم.
    فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية، شؤم المعصية تحول النعمة إلى نقمة.


    وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نور في القلب، وقوة في البدن، والعمل بالسيئة ظلمة في القلب، ووهن في البدن "



    وقد قال فقيه العراق ابن شبرمة : " عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار "





    وماذا بعد الكلام ! :





    قس ايمانك !! بميزان تأثرك بالذنوب وعلي هذا الاساس حدد مقدار حاجته للاصلاح والترميم





    اذا نسيت هذه الاثار فاذكرها عند القبور فاذا فاتك هذا فمع الرفقة الصالحة , فاذا فاتك هذا فاذكرها عند مجالس الذكر فاذا فقدت كل هذا فقس نبضك احي انت ام ميت؟

    قال محمد بن حنيفة :" ان ابدانكم هذه ليس لها الا اثمان الا الجنة , فلا تبيعوها الا بها "


    واخيرا كان الفضيل بن عياض يقول :"هاه ... تريد ان تسكن الفردوس , وتجاور الرحمن في داره مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين , بأي عمل عملته ؟ بأي شهوة تركتها ؟ بأي غيظ كتمته ؟بأي رحم وصلتها ؟ بأي زلة لاخيك غفرتها ؟بأي قريب باعدته في الله ؟ بأي بعيد قاربته في الله ؟







    أختاااااااااه

    إن الفتن التي تعصر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من قتل وسفك دم وقول على الله بلا علم أمر قدره الله عز وجل قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وجعل الله لها أسباباً علمها من علمها وجهلها من جهلها

    إن هذه الفتن أصبحت تموج موج البحر حتى أنها أنست بعضاً من المسلمين عبادة ربهم الواجبة والمستحبة وأصبحوا يشغلون أنفسهم بها.




    روى الإمام مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ).



    قال النووي رحمه الله تعالى في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد.أهـ


    وقال بعض العلماء: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْج) أي وقت الفتن واختلاط الأمور (كهجرة إليّ) في كثرة الثواب. وقال ابن العربي: وجه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله فإذا وقعت الفتن تَعيَّن على المرء أن يفر بدينه من الفتنة إلى العبادة ويهجر أولئك القوم وتلك الحالة وهو أحد أقسام الهجرة.....أهـ.


    أخواتى فى الله !

    هذا الحديث العظيم الذي يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (الْعِبَادَةُ)، وهذا لفظ عام يشمل جميع أنواع العبادات كالصلاة والصيام والذكر وغيرها، والهرج -كما تقدم- هي الفتنة وأيام الفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب والتشريد والفيضانات، وفي حال الخوف والذُّعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى، الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج، فالذي يجمع قلبه على ربه تكون العبادة في هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام، وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال: (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، فالعبادة في الهرج في فضلها وأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟ لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور، في زمن ثوران الشهوات والغرائز.




    فالعبادة في أوقات الغفلة لها ميزة فالمتمسك بطاعة الله، إذا قصّر فيها الناس وشُغلوا عنها كالكارّ بعد الفار، فيكون الذي يطيع ربه في هذه الحال له ثواب كثواب الذي يكرّ في الغزو بعد أن فرّ الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمر الطاعة، ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر، وترك الطاعات هو العنوان، وقلة المقتدى به وقلة العاملين، فإن الأجر عند ذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ) رواه الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني.




    قال الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله:
    (( استحب العلماء عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فُضٍّل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر
    ))



    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علّل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم .


    وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له»


    وتحدث الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله- عن فوائد الطاعة في أوقات ومواطن الغفلة، فقال: «وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة ومثّل له بصيام شهر شعبان - فوائد منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام، فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء. وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما، ويصوم فيظن أهله أنه أكلهما، ويظن أهل سوقه أنه أكل في بيته.






    والعبادة وقت الغفلة أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثُرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثُرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء»، وفي رواية: «قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يُصلحون إذا فسد الناس».



    ومنها أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس، وقد قيل في تأويل قوله تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة. وجاء في الأثر إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله » انتهى كلامه رحمه الله.



    و من أمثلة فضل العبادة وقت الفتن ووقت غفلة الناس، ما ورد في فضل صلاة الضحى - والتي يبدأ وقتها من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبيل زوال الشمس- وأفضل وقتها حين ترمض الفصال من شدة الحر فيكون الناس منصرفون إلى أعمالهم من بيع وشراء وغيرها وقد غفلوا عن هذه الصلاة أما هذا العبد فقد وفقه الله لصلاة ركعتين تقربه إلى الله وفيها من الفضائل ما رواه مسلم في صحيحه: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) وقوله: (فِي الإِنْسَانِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ). قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ: (النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا وَالشَّيءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ) رواه أبو داود وإسناده صحيح.

    ***||||||||||||||||***||||||||||||||||***




    وبعد أن تذكرنا سويا بأهمية الوقت وقيمتة والطاعة وأثرها وثمراتها كان من الواجب أن نتذكر سويا خطر الغفلة وأسبابها والعلاج من هذا المرض العضال


    وهذا ما نتعرف عليه فى المشاركة القادمة


    فكونى معنا :)



    التعديل الأخير تم بواسطة راجية الانس بالله ورضاه; الساعة 26-10-2013, 04:09 PM.
    يارب كن لنا ولا تكن علينا

  • #2
    رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

    عدنا بفضل الله :)




    يقول الفضيل بن عياض رحمه الله : ((من عرف أنه عبد لله وراجع إليه فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد لكل سؤال جواباً. قيل: يرحمك الله فما الحيلة؟ قال: الأمر يسير، تُحسن فيما بقي يُغفرْ لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي أُخِذتَ بما مَضى وما بَقي )).

    مرض الغفلة


    إن الغفلة داء عضال، ومرض فتاك، أهلك الماضين، وأوقع الأحياء في بعد عن التزود ليوم الدين، صرف الكثيرين عن ربهم، وأرداهم الموت فكانوا من الخاسرين، سهوا عن طلب النجاة لأنفسهم، وغفلوا عن التزود للقاء ربهم، فاستيقظوا من غفلتهم وهم موسدون في قبورهم، مرتهنون بأعمالهم، يتمنى الواحد منهم أن يرجع إلى الدنيا كي يقدم زاداً يجده بين يدي ربه عندما تنشر الصحائف، وتفضح الخلائق بما قدموا من مساوىء أعمالهم.

    قال تعالى ﴿ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)﴾سورة الأعراف

    ولقد تفشّى هذا المرض العضال الذي قد يودي بالقلب ويهلكه ولما لا !!! وقد قال الله تعالى
    ﴿ إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(8) ﴾سورة يونس



    الغفلة لغة هى :.
    مصدر غفل يغفل غفلةًوغفولًا ويقال أغفلت الشيء إغفالًا أي تركته إهمالًا وإعراضًا


    والغفلة هي السهو عن الشيء وغيبته عن بال الإنسان وترك هذا الشيء إهمالا وإعراضا ومنه قوله تعالى
    ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) ﴾ سورة الأنبياء

    واصطلاحا :. متابعة النفس على شهواتها وتضييع الوقت والعمر باللهو والباطل وإهمال الطاعة والإعراض عن الآخرة والإنهماك والإنغماس في الدنيا.

    الغفلة = البعد عن الله
    وهذا المرض _الغفلة له عراض عديدة


    أعراض الغفلة !


    1.العرض الأول :.
    تقصير العبد في حق أهله وولده
    يسارع إلى أعماله وكأنما يسارع إلى كنز ثمين، تاركاً وراءه زوجته وأولاده وهم أمانة في عنقه، يقضي حاجاتهم من طعام وشراب ولباس وتعليم وغيره، ولا يقضي حاجتهم من المحبة والنصح والإرشاد، إذا دخل بيته لم يُعلم به، وإذا خرج غاب، فماذا يفعل مع هذه الأمانة عندما يسأله عنها ربه، أحفظ أم ضيع؟

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله سائل كل راع عما استرعاه ، حفظ أم ضيع ، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ))
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 271
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    2. العرض الثانى :.
    تقصيره في حقوق العباد
    فلا يصل رحمه، ولا يزور جاره، ولا يعود مريضاً، ولا يبش في وجوه إخوانه، تجده قاسياً في معاملته، باخلاً عن البذل لإخوانه، يبادر إلى الإساءة وينتظر الإحسان، همه نفسه وهو لنفسه مضيعٌ.

    فكيف يعيش هنيئاً من طال بعده عن الله، وكيف يعيش سعيداً من هجر محبة الله، وكيف يرتاح من شكا همه وغمه لغير الله !!؟؟؟

    يقول ابن القيم رحمه الله : (( إن حجاب الهيبة لله ـ عز وجل ـ رقيق في قلب الغافل)) الوابل الصيب 62
    وقال أيضاً: (( إن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة)) الوابل الصيب ص65 .

    3. العرض الثالث :.
    اليأس من صلاح الناس
    بأنكَّ تدّعي أنَّ الناسَ كُلَّهُم هلكى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إذا قال الرَّجلُ : هلك النَّاسُ ، فهو أهلكُهم ))
    بضم الكاف أي هوَ أشدُّهم هلاكاً

    الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2623
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    وفي رواية ثانية: (( فهوَ أهلَكَهُم ))

    بفتح الكاف أي هوَ الذي وصفهم بالهلاك وهُم ليسوا كذلك

    يعني ييأس، طريق إلى الصلاح لا يوجد.. لماذا ؟
    لقد كان المجتمع في الجاهلية كان في أشد انحراف وأشد بُعد عن الله من المجتمع الحالي ومع ذلك المجتمع أصبحَ أبطالاً، فكُل إنسان ييأس من الإصلاح، يقول لا أملَ هناك، الناس كُلّهُم منافقون، من قالَ ذلك ؟ ينبغي أن يعبّر المرء عن ذاته فقط لا يُعبّر عن الأخرين فكُل إنسان يصف الناس جميعهم بالهلاك وييأس من صلاحِهم هوَ الهالِكُ وحدهُ، فأحد أعراض هذا المرض أن تيأَسَ من صلاح الناس،والتيئيس من فِعل الشيطان، فالإنسان إذا كان مع الشيطان ييأس.

    وينبغي أن لا نيأس من صلاح حال الناس وقد ذكر الله لنا مثالا رائعا يحثنا فيه سبحانه على عدم اليأس فقد قال تعالى مخاطبا نبيين كريمين من أنبياءه فقال تعالى ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) سورة طه

    فرعون !!!!!
    الذي قالَ أنا ربُكم الأعلى
    ربنا سبحانه يأمر نبييه بدعوة من قال أنا ربكم الأعلى و يريدُ هِدايتَهُ فكيف بدعوة من هو على التوحيد !!
    يا ربي إذا كانت رحمتُكَ بمن قال أنا ربُكُم الأعلى هكذا فكيفَ رحمتُكَ بمن قالَ سُبحانَ ربيَ الأعلى ؟

    فالذي يقولُ هَلَكَ الناس فهوَ أهلَكُهُم.. هذا أول عَرَضْ: يائس، مُثبّط، ميئس يعني مُنته كُلَّ شيء عِندَهُ.


    4. العرض الرابع :.
    المُعرض عن الله دائماً ينظر في الدين إلى من هوَ دونَهُ

    فالمعرض عن الله الذي أصيب قلبه بداء الغفلة لا ينظر إلى حاله مع ربه ولا ينظر في الدين إلى من هو فوقه بل ينظر إلى من هم دونه في الدين وأما الدنيا فينظر إلى من هوَ فوقَهُ ويرى أنَّ الله لم يُعطيه شيء

    أمّا حال المؤمن فينبغى أن ينظر في الدين إلى من هوَ فوقَهُ وفي الدُنيا إلى من هوَ دونَهُ
    كأن يقارن الحال الذى عليه بالحال الذى كان عليه الصحابة أو كبار المؤمنين لمن كان شُغلُهم الشاغل الله عزّ وجل، لمن باعوا أنفسَهُم في سبيل الله، لمن ملئوا الأرضَ عِلماً، لمن دعوا إلى الله
    فإذا نظر إلى حال هؤلاء الفضلاء فيجد أنه بجوارهم الكريم لا شيء ولا مجال للمقارنة أصلا فترتفع همته وتسمو غايته ويجتهد فى إرضاء ربه لعل أن يكون معهم في جنات عرضها السماوات والأرض بحبه لهم وتشبهه بهم

    كذلك ينبغي أن يكون حال المؤمن في أن ينظر لمن هو دونه في الدنيا فإن كان فقيرا ينظر إلى من هم أفقر منه وهكذا ليدفعه ذلك على مزيد من شكر الله على نعمة وبالشكر يستجلب المزيد .

    5- العرض الخامس :.
    أنّهُ دائماً يُقلّد في الدُنيا ويبتدع في الدين
    وهذهِ مشكلة كبيرة بأن يبتدع في الدين ويُقلّد في الدُنيا
    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن أمر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة
    الراوي: العرباض بن سارية المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2549
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    فالمُعرِض عن الله دائماً يبتدع في الدين ويُقلّد في الدُنيا، أمّا المؤمن الصادق يمكنه أن يُبدع في أمور الدُنيا
    ولكن
    في أمور الدين يلتزم بالوحيين الصافيين القرآن والسنة ويسير على نهج ما كان عليه السلف الصالح .

    6. العرض السادس :.
    أنَّ الإنسان يُبهر بالعالم الغربي
    ينبهر انبهار غير معقول فهو منبهر بالغرب في شتى المجالات ويحاول تقليده في أي شيء حتى المأكل والملبس وكل شيء وأنه إذا استطاع أن يأخذ فيزا إلى دولة غربيّة كأنّهُ دخلَ الجنة !!!

    الانبهار بالغرب جملة وتقليده في أي شيء دليل على ضعف الإيمان، اهتزاز القيم، دليل ضيق الأُفق

    فينبغي أن نعلم عِلمَ اليقين أنَّ هؤلاء يمشون في طريق مسدود
    فمعظم دول الغرب دول تحاول بناء نفسها ولكن على أنقاض الآخرين

    7. العرض السابع
    أنَّ المُسلم يستحيي من إسلامِهِ
    فإذا كانَ هُناك مجلس يستحي أن يُصلي ، قُلْ أنا مُسلم ولا تستحي من إسلامك، فالذي يستحي من دينِهِ ليسَ بمُسلم فهذا دينُ الله.

    8. العرض الثامن :.
    تركُ الأهداف العالية وإتّباعُ الأهداف الخسيسة
    فالغافل ليس هناك هموم تشغله إلا هموم الدنيا التى لا تنتهى ولن تنتهى فهو لا يحمل هم الدين ولا هم المسلمين فلذلك الإنسان كُلما إرتقى عِندَ الله يحمِل هم الدين وهموم المسلمين، قال:

    ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)﴾(سورة الحِجر)

    فالله عزّ وجل أقسم بِعُمر النبي عليه الصلاة والسلام
    فكُلمّا ارتقى الإنسان ترتقي همومُهُ، وكُلّما صَغُرَ تصغُر همومُهُ

    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38)﴾(سورة التوبة)

    9. العرض التاسع :.
    أنَّ الإنسان يكتفي بالتشريع الوضعي عن تشريع الإله

    أي لا يهُمُهُ أن يُطبّق شرع الله سبحانه بل يهُمُهُ فقط تطبيق القوانين الوضعية وهذه القوانين ربما أُنشأت لظروف معيّنة .
    فالمسلم ينبغى أن تتقيّد بالشرع فهو سبيل من سبل النجاة .

    هذه بعض أعراض الغفلة
    ومما لا شك فيه أن هذه الأعراض لابد ولها أسباب




    أسباب الغفلة
    إن الإستمرار على الذنوب والتهاون بها سبب رئيس في غفلة القلوب و قسوتها، ولربما لا يوفق العبد بحسن الخاتمة، والعمر فرصة واحدة ولن يتكرر فاستفد من وجودك في هذه الحياة بعمل الصالحات والتزود منها، والتخلص من الذنوب والمعاصي
    ولا شك أن هناك أسبابًا تجعل العبد يجترئ على معصية ربه عز وجل، وينسى ما أمره به سبحانه وتعالى وهذه الأسباب كثيرة نسلط الضوء على أبرزها وأهمها حتى نحاول بعد ذلك مقاومتها والتغلب عليها، فالعلاج الناجع يبدأ بالتشخيص الصحيح للمرض، ومعرفة دواعيه وأسبابه ومقاومتها، ثم بعد ذلك تناول الدواء الشافي الذي يطهر العبد من المرض نهائيًّا، ويطرد منه العلل إن شاء الله
    ========


    http://www.youtube.com/watch?v=2jTwCPnAkpU
    السبب الأول:.
    الإعراض عن معرفة الآخرة والاهتمام بمعرفة الدنيا

    إن حرصنا على الدنيا ومعرفتنا بها بلغ حداً لا يوصف، أما شأن الآخرة فكثير منا قد جمع فيه بين الجهل والغفلة
    يقول الحسن البصري _فى شأن الغافلين_ : (( والله لبلغ من أحدهم بدنياه أن يقلب الدرهم والدينار على ظفره فيخبرك بوزنه وما يحسن أن يصلي)) .
    عياذاً بالله أن نكون ممن قال الله فيهم: ﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) سورة الروم
    فالذين يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا يعلمون أمر معاشهم كيف يكتسبون، وكيف يتاجرون، ومتى يغرسون ويزرعون، ومتى يحصدون، وكيف يعيشون أما شأن الآخرة فهم عنها ساهون وبها جاهلون، لا يتفكرون فيها ولا لأجلها يعملون.
    =========
    السبب الثانى :.
    إنكار الناس لغفلتهم
    هناك الكثير من الناس إلا من رحم الله ينزعج من الكلام عن قضية الغفلة، ولا يحب طرح هذا الموضوع، بل ربما بادرك برده قائلاً عاجلاً: ألست ترانا نصوم ونصلي فعن أي غفلة تتحدث؟ لا إله إلا الله! ويا سبحان الله! لقد عظمت هذه الغفلة حتى حجبت الكثير عن التفكر والتدبير، نحن في غفلة عن الآخرة، والحساب قريب
    قال تعالى ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ (1) سورة الأنبياء

    فيا ساهيًا في غمرة الجهل والهوى
    صريع الأماني عن قريب ستندم
    أفق قد دنا الوقت الذي
    ليس بعده سوى جنة أو حر نار تضرم

    وبذلك فإن أهل الدنيا عموماً في غفلة
    قال تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39) ﴾ سورة مريم
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يُؤتى بالموتِ كهيئةِ كبشٍ أملحَ ، فينادي منادٍ : يا أهلَ الجنَّةِ ، فيشرئبون وينظرون ، فيقولُ : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموتُ ، وكلُّهم قد رآه . ثم ينادي : يا أهلَ النارِ ، فيشرئبون وينظرون ، فيقولُ : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموتُ ، وكلُّهم قد رآه ، فيذبحُ . ثم يقولُ : يا أهلَ الجنَّةِ خلودٌ فلا موتَ ، ويا أهلَ النارِ خلودٌ فلا موتَ . ثم قرأ : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ - وهؤلاء في غفلةِ أهل الدنيا - وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }
    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4730
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله يتمثل بهذه الأبيات فيقول :
    أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم
    وكيف يطيق النوم حيران هائم

    فلو كنت يقظان الغداة
    لحرقت مدامع عينيك الدموع السواجم

    نهارك يا مغرور سهو وغفـلة
    وليلك نوم والردى لك لازم

    يغرك ما يفنى وتشغل بالمنى
    كما غر باللذات في النوم حالم

    وتشغل في ما سوف تكره غبه
    كذلك في الدنيا تعيش البهائم
    ================
    السبب الثالث :.
    حب الدنيا
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( حب الدنيا رأس كل خطيئة ))
    الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد - الصفحة أو الرقم: 359
    خلاصة حكم المحدث: حسن

    وقال صلى الله عليه وسلم: (( من أحب دنياه أضر بآخرته، و من أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى ))

    ا
    لراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8313

    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    وقال صلى الله عليه وسلم : (( من كانت الآخرة همه . جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه . جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ))

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6510

    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    وقال يحيى بن معاذ: الدنيا خمر الشيطان، من شربها لم يفق إلا بين عساكر الموتى، نادمًا بين الخاسرين، قد ترك منها لغيره ما جَمَع، وتعلق بحبل غرورها فانقطع، وقدم على من يحاسبه على الفتيل والنقير والقطمير، فيما كُتِبَ عليه من الصغير والكبير، يوم تزل بالعُصاة القدم، ويندم المسيء على ما قدم.
    ===========
    السبب الرابع :.
    الغفلة عن الهدف الذي من أجله خلقهم الله
    وهي من أشد أسباب الجرأة على المعصية وذلك بعدم إدراك المرء للهدف الذي خلقه الله عز وجل من أجله، والغاية التي ينبغي أن يعيش من أجلها.

    فكثير من الناس _إلا من رحم الله _ تجد أهدافهم محصورة وقاصرة على الدنيا، والبعض لا يعلم له هدفًا أصلاً، وإنما يعيش في هذه الحياة هملاً كما تعيش الأنعام ، لا يعلم لِمَ خُلق، ولا لِمَ يعيش !!! .

    وقد حدد الخالق سبحانه وتعالى للإنسان هدفه وغايته، فقال عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُون(56)﴾ سورة الذاريات

    إذن، فهدف الإنسان وغايته التي ينبغي أن يعيش من أجلها، هي عبادة الله عز وجل وحده، بالمفهوم الشامل، وبكل ما تحمله كلمة العبادة من معانٍ صحيحة، وهي التي عرَّفها لنا العلماء بقولهم: ( إن العبادة هي كل ما يرضاه الله عز وجل من الأقوال والأفعال، الظاهرة والباطنة).

    فكل قول باللسان، وكل فعل بالجوارح، وكل شعور وإحساس ظاهر أو باطن، ينبغي أن يُوجَّه لله عز وجل، ويتحول إلى عبادة له سبحانه وتعالى، ويعني ذلك دمج كل الأهداف والغايات المحصورة والقاصرة في هذا الهدف الأكبر، وهذا الدمج يعطي لها امتدادًا ورفعة وسموًّا، يربط الإنسان بخالقه عز وجل، ويجعله ينفلت من جاذبية الطين والماء، ويحلق مع الملأ الأعلى.
    ============
    السبب الخامس :.
    ضعف الإيمان

    لا شك في أن ضعف الإيمان بالله عز وجل وباليوم الآخر سبب كبير للإقدام على المعصية، فالعبد يعصي لأنه يحب شيئًا لا يحبه الله أو يبغض شيئًا يحبه الله، أما الإيمان الكامل فيجعل العبد يحب ما يحبه الله عز وجل ويبغض ما يبغضه الله عز وجل
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( والذي نفسي بيده , لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به))
    الراوي: - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/533
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله تعالى : أن يجدد الإيمان في قلوبكم ))

    الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1590

    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    والإنسان ساعة المعصية لا يرى الله عز وجل، ولا يرى ثواب المطيعين ولا عقاب العاصين، إنه لا يرى إلا لذة الذنب وتزيين الشيطان له، فهو كالعصفور الذي يرى الحب في الفخ، ولا يرى الفخ الذي فيه هلاكه، فيقتحم مُسرعًا فيهلك والعياذ بالله.
    ==========
    السبب السادس :.

    الجهل بالله عز وجل وأمره ونهيه وثوابه وعقابه

    إن الجهل هو السمة المميزة للمجترئين على معصية الله عز وجل؛ لأنهم لو عرفوا ربهم معرفة صحيحة لأحبوه وعظموه وأطاعوا أمره، وعلموا أنه سبحانه وتعالى أهل لأن يُتَّقَى، ولو تعلموا دينهم وشرعهم لوجدوا بغيتهم وسعادتهم فيه، ولو علموا ثواب الله عز وجل وعقابه لرغبوا في الثواب وخافوا من العقاب.
    وقد قارن النبي صلى الله عليه وسلم بين رفع العلم وثبوت الجهل وظهور المعاصي في آخر الزمان، فقال صلى الله عليه وسلم: (( إن من أشراطِ الساعةِ : أن يُرْفَعَ العلمُ ويَثْبُتَ الجهلُ، ويُشْرَبَ الخمرُ، ويَظْهَرَ الزنا ))
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 80
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


    وقال ابن القيم رحمه الله: (( إن النفوس الجاهلة التي لا علم عندها قد ألبست ثوب الذل والإزراء عليها والتنقص بها أسرع منه إلى غيرها )).
    ===========
    السبب السابع :.
    وسوسة الشيطان
    إن الشيطان هو العدو الأول للإنسان، فهو لا يهنأ ولا يهدأ له بال حتى يستدرج الإنسان إلى المعصية
    فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ))
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4719
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    والشيطان -لعنه الله- يسير معك ويستدرجك خطوة خطوة، ويقتحم بك عقبة عقبة، لا يكل ولا يمل، فقد قطع العهد على نفسه بذلك
    قال تعالى :
    ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً (120)سورة النساء
    وقال تعالى :
    ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ﴾ سورةإبراهيم

    ولقد حدد ابن القيم -رحمه الله تعالى- ثلاث جهات يدخل منها الشيطان على العبد وهى (( الإسراف في المباحات، والغفلة عن ذكر الله، وتكلُّف ما لا يعنيه)) .
    =========
    السبب الثامن :.
    مخالطة أهل المعاصي وقرناء السوء
    قال بعض السلف: (( ليس شيء أضر على القلب من مخالطة الفاسقين والنظر إلى أفعالهم ))
    قُل لي من صاحبك ... أقول لك من أنت.

    فمخالطة العصاة تجعل القلب يألف المعصية ويجترئ عليها، فينساق وراء العصاة وهو لا يدري. والرفيق السيء قاطع طريق بينك وبين الله، فكلما سلكت درب الله عز وجل حاول أن يصرفك عنه إلى طريق الغواية، وعندما يأتي يوم القيامة سيتبرئ منك، ويلقي باللوم كله عليك، وساعتها تتمنى لو أعطيت لك الفرصة لتتبرأ منه كما تبرأ هو منك، ولكن لا تجد سوى الحسرة والندم
    يقول رب العزة سبحانه وتعالى في سورة الفرقان:﴿ ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا ويْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إذْ جَاءَنِي وكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنسَانِ خَذُولاً (29)﴾
    ========
    السبب التاسع :.
    اتباع الهوى

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ))
    الراوي: - المحدث: محمد ابن عبد الوهاب - المصدر: الخطب المنبرية - الصفحة أو الرقم: 49
    خلاصة حكم المحدث: صحيح




    ويقول أيضًا صلى الله عليه وسلم (( ثلاث منجيات : خشية الله تعالى في السر و العلانية ، و العدل في الرضا و الغضب ، والقصد في الفقر والغنى ، و ثلاث مهلكات : هوى متبع ، و شح مطاع ، و إعجاب المرء بنفسه))

    الراوي:
    أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3039

    خلاصة حكم المحدث: حسن


    وقال بعض السلف (( إنما سُمِّي هوى؛ لأنه يهوي بصاحبه في النار. والهوى يدعو إلى تحصيل اللذة الحاضرة من غير تفكير في العاقبة، ويحث على نيل الشهوات عاجلاً، وإن كانت سببًا للألم والأذى في العاجل، ومنع لذات في الآجل )).
    ==========
    السبب العاشر :.
    ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

    نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السكوت عن المنكر إذا علم به المرء أو رآه، وكان في استطاعته تغييره دون مفاسد، فإن السكوت على المنكر وهو يستطيع إنكاره بغير منكر لمن أفظع الأمور التي تعرّض المرء للعقاب الشديد

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

    (( منْ رأى منكرًا فغيَّره بيدِه فقد برِئ، ومن لم يستطعْ أن يغيِّرَه بيدِه فغيَّرهُ بلسانِه فقد برئَ، ومن لمْ يستطعْ أن يغيِّرَه بلسانِه فغيَّرهُ بقلبه فقد برئَ، وذلك أضعفُ الإيمانِ ))
    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5024
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    وقال صلى الله عليه وسلم
    (( و الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ، و لتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم ))
    الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7070
    خلاصة حكم المحدث: حسن

    وبيّن الله سبحانه وتعالى فى محكم آياته أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب للعنة، فقال عز وجل في سورة المائدة ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)

    وقال صلى الله عليه وسلم
    ((لمَّا وقعتْ بنو إسرائيلَ في المعاصي نهتْهُم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسِهم وآكلوهم وشاربوهم فضربَ اللَّهُ قلوبَ بعضِهم ببعضٍ ولعنَهم على لسانِ داودَ وعيسى ابنِ مريمَ عليهما السَّلامُ{ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } قالَ فجلسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وكانَ متَّكئًا فقالَ لا والَّذي نفسي بيدِهِ حتَّى تأطروهم أطرًا
    وفي روايةٍ كلَّا واللَّهِ لتأمرنَّ بالمعروفِ ولتنهونَّ عنِ المنكرِ ولتأخذنَّ على يديِ الظَّالمِ ولتَأطُرُنَّهُ على الحقِّ أَطْرًا أو لتَقصُرُنَّهُ على الحقِّ قصرًا أو ليضربنَّ اللَّهُ بقلوبِ بعضِكم على بعضٍ ثمَّ ليلعننَّكم كما لعنَهم
    الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/489
    خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]

    هذه بعض الأسباب التي تودي بالمرء إلى الغفلة عافانا الله وإياكم من الغفلة .


    http://www.youtube.com/watch?v=FvYw9ckxMgw
    وهناك أسباب أخرى كذلك نقع فيها وربما لا ندرى أنها تبعدنا عن الله وتجعلنا في غفلة ومنها على سبيل الإيجاز :.
    - عدم المحافظة على الصلاة في أول وقتها .
    - الكسب الحرام من الربا والغش في البيع والشراء والرشوة ونحوذلك.
    - الظلم.

    - النظر المحرم .
    - عدم محاسبة النفس وطول الأمل.
    - كثرة الكلام بغير ذكر الله عز وجل،
    - كثرة الضحك والمزاح، كثرة الأكل، كثرة النوم.
    - الغضب بلا سبب شرعي.
    - الكذب والغيبة والنميمة.
    - الجليس السوء.
    - الحقد والحسد والبغضاء.
    - إضاعة الوقت بغير فائدة وعدم استغلاله في المفيد.
    - الإعراض عن تعلم العلم الشرعي.
    - عدم قراءة أذكار الصباح وأذكار المساء.
    - سماع وقراءة ما لا يرضى الله.
    - عدم الاهتمام بأمر الدعاء.
    ===========



    الغفلة داء عُضال لم يسلم أحدٌ من آلامه وجراحاته ولهذا فقد حذر

    منها سلفنا الصالح والتابعين

    يقول الإمام ابن القيم رحمه الله :-

    " القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة، فإذا ذكر الله تعالى
    ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار، فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله"

    " من الوسائل التي تبعث على شكر النعم واستمرارها وزيادتها بإذن الله ::

    ترك مخالطة أهل الغفلة: فإن مخالطتهم تنسي الشكر وتقطع العبد عن التفكر في النعم".


    والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى تولد بينهما كل شر
    وكثيرا ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يفارقه ومن تأمل فساد أحوال العالم عموماً وخصوصاً، وجده ناشئاً عن هذين الأصلين
    فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به فيكون من الضالين
    واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه فيكون من المغضوب عليهم.
    وأما المُنعَم عليهم:

    فهم الذين مَنَّ الله عليهم بمعرفة الحق علماً، وبالإنقياد إليه وإيثاره على ما سواه عملاًوهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ومن سواهم على سبيل الهلاكولهذا أمرنا الله سبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين


    " عبادات أهل الغفلة عادات .. وعادات أهل اليقظة عبادات "


    " على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده عن الله"


    ويقول ابن القيم رحمه الله أيضاً : "عجباً لك , موسى عليه السلام رافق الخضر
    فخالفه موسى ثلاث مرات , فقال له الخضر "هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِك "
    أفتأمن أيها العبد , وانت تخالف الله كل يوم مرات كثيرة أن يقول الله لك
    "هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ "


    " إن حجاب الهيبة لله ـ عز وجل ـ رقيق في قلب الغافل "

    " إن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة "

    " إن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه، وأولاهما به فهو مع أهله في الدنيا والآخرة "


    يقول ابن الجوزي - رحمه الله – وهو يوضح أن الغفلة ليست من صفات أصحاب العقول الكاملة

    : "متى تكامَل العقل، فُقدِت لذَّة الدنيا، فتضاءَل الجسم، وقوي السقم، واشتدَّ الحزن؛
    لأنَّ العقل كلما تلمَّح العواقب، أعرَض عن الدنيا، والتفَت إلى ما تلمَّح، ولا لذَّة عِنده بشيءمِن العاجل، وإنما يلتذُّ أهل الغفلة عن الآخِرة، ولا غَفلة لكامل العقل"


    http://www.youtube.com/watch?v=KI5TCD7Hj0c
    يقول الحسن البصري - رحمه الله -: فى شأن من يغفلون عن محاسبة أنفسهم" المؤمن قوَّامٌ على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشقّ الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذاالأمر على غير محاسبة، فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم "


    وقال فى شأن من يغفلون عن الآخرة بدنياهم :

    "والله ليبلغ أحدهم من علمة بدنياه أن يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنة ولا يحسن يصلى "


    ومر الحسن البصري رحمه الله بفتيان يضحكون يوم العيدفقال : يا فتيان أجُزْتم الصراط حتى تضحكون .
    قالوا : لا ما جُزنا



    قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: "ثلاث أعجتني حتى أضحكتني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه! وغافل يغفل ليس يُغفل عنه! وضاحك ملءُ فيه ولا يدري أساخطٌ رب العالمين عليه أم راضٍ "



    وكان محمد بن النضر الحارثي رحمه الله يقول: "تذكر أنك لن يُغفل عنك! فبادر

    إلى العمل الصالح، قبل أن يحال بينك وبينه "



    كان عون بن عبدالله رحمه الله يقول: " ويحي! كيف أغفل عن نفسي،

    وملك الموت ليس بغافل عني؟! ويحي! كيف أتكل على طول الأمل، والأجل يطلبن؟!".

    وهكذا أختنا قد تعرفنا عن الغفلة ومخاطرها
    ويبقى
    .
    .
    العلاااااج من هذا المرض العضال
    وهذا ما سنختم به موضوعنا فى المشاركة القادمة والآخيرة !

    فكونى معنا :)
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 26-10-2013, 04:20 PM. سبب آخر: تعديل لفظ الجلالة .. جزاكِ الرحمن خيرااا
    يارب كن لنا ولا تكن علينا

    تعليق


    • #3
      رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

      عدنا بفضل الله :)



      تبقى لنا عنصر مهم وبه نختم ولكن قبل الختام أذكر نفسى وإياكِ .. نعم أنتِ أيتها الغالية .. أن للغفلة مخاطر ومضار فالأمر ليس هيّن !


      وهذا بعض منها على سبيل الإيجاز


      مخاطر ومضار الغفلة :.


      (1) أنها تَجْلِبُ الشيطان وتُسْخِطُ الرحمن.
      (2) تُنَزِّلُ الهَمَّ والغمَّ في القلب، وتُبْعدُ عنه الفرح والسرور (تُمِيتُ القَلبَ).
      (3) مَدعَاةٌ للوَسْوَسةِ والشُّكوكِ.
      (4) تُورِثُ العَدَاوةَ والبَغْضاءَ، وتُذْهِبُ الحياء والوقار بين الناس.
      (5) تُبلِّدُ الذِّهنّ وتَسُدُّ أبواب المعرفة.
      (6) تُبْعِدُ العبد عن الله ـ عز وجل ـ وتَجُرُّهُ إلى المعاصي.
      (7) تُوصِلُ العَبدَ بَعْدَ الموتِ إلى الحسرة والندامة يوم يلقى الله تعالى.
      (8) تُسَبِّبُ الخُسرانَ في دار الخزي البوار مع الكفار والفجار.


      =============
      والغفلة أنواع ودرجات أخطرها :. جهل العبد بعظمة خالقه، وإعراضه عنه، وانصرافه عن طاعته، وتعلقه بغيره، وانكبابه على شهواته وملذاته، وتقديم نفسه على ما يرضي ربه، وحرصه على دنياه، وسعيه على جمع حطامها، وصدق الله العظيم حيث قال ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى(17)
      سورة الأعلى


      فتجده مفرطاً في الصلوات، مضيعاً للنوافل والقربات، إن أدى زكاة ماله لم تخرج طيبة بها نفسه
      وإن صام إنما يصوم رياءً

      وإن بادر لفعل الخير قام به مجاملة وسمعة
      تجد لسانه غافلاً عن الله، لاهياً بالقيل والقال، والغيبة والنميمة، والكذب والبهتان
      يفرح بمعصية الله، ويغضب إذا نُصح في الله، قلبه بالدنيا معلق، وإلى المال محبب، همه فرجه وبطنه، إذا ذُكِّر لا يذكَر، وإذا نُصح لا يستنصح، حياته لدنياه، وعمره فانٍ في هواه، كل ما ترغبه نفسه يبادر إليه، فهل بعد هذا الخسران خسران؟

      يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (ليس تحسُّرُ أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله ـ عز وجل ـ فيها)(الوابل الصيب من الكلم الطيب (59).


      وقال ابن القيم رحمه الله: (على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده عن الله)(الوابل الصيب (62).






      إن علاج مرض الغفلة يستلزم من العبد أن يهيء النفس لتتخلى عن غفلتها وأن يكون عنده رغبة صادقة في العلاج، وعنده وقبولا للنصيحة، ومسارعة في العمل النافع للبعد عن الغفلة والآثام ثم ينبغى عليه كذلك أن يبحث عن علاجا شافيا يوقظ همته وقبل أن يبحث عن العلاج عليه أن يتوب إلى الله ويستغفره ويحسن به الظن سبحانه ون يستعين به تبارك وتعالى، كي يوفقه فيما عقد النية على فعله




      علاج الغفلة

      أولا :.الإقبال على الله تعالى بقلبه وقالبه

      فمدار السعادة هو طاعة الله، ومحبته، والانقياد لأمره، والعمل بما يرضيه، والحرص على كل ما يقربه إليه

      قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) سورة الأنفال
      ---------
      ثانيا :. طلب العلم
      يجتهد فى طلب العلم النافع، ذلك العلم المستمد من كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فذلك العلم يجعل صاحبة يخشى الله عز وجل ويتواضع له
      وهذا هو طريق الوصول للجنة، فينير له الطريق، ويشرح صدره للإيمان
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
      (( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ))
      الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 183
      خلاصة حكم المحدث: صحيح

      فمن حرص على تعلّم العلم إبتغاء مرضات الله كان سببا فى يقظته من غفلته وبعده عن ربه كما إن طلب العلم يقوي إيمانه ويثبته .

      ----------

      ثالثًا :. تذكر الموت والآخرة كثيرا
      فإن تذكر الموت يرقق القلب، ويوقظه من غفلته، فينفتح القلب، ويرى إنعام الله عليه وكرمه وإحسانه، ويرى في المقابل أفعال نفسه، وما ارتكب من سيئات في حق الله الخالق سبحانه وتعالى

      وتذكر الموت يجعله يرى حقيقة الدنيا، وأنها لا تسوى شيء، وأنها غير باقيه ، وأن ما عند الله خير وأبقي. ويتجلى له مدي مشقة الموت وشدته، ويتأمل الوحشة في القبر وظلمته.


      قال الله تعالى في سورة هود ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)
      وقال تعالى فى سورة ق ﴿ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)

      وينبغى على العبد زيارة القبور، فهي تذكر بالموت، وتجعل الإنسان يتعظ، ويتذكر أن مصيره القبر والموت وقد حضّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيارة القبور فإنها تذكر الآخرة فيدفعه ذلك إلي العمل الصالح .

      ----------
      رابعًا :. محاسبة النفس فيما يعتريها من الغفلة
      لتوقظ مشاعر الإقبال على الله في القلب واللسان والجوارح جميعاً، فمن لم يظفر بذلك فحياته كلها والله هموم في هموم، وأنكاد وغموم، وآلام وحسرات
      قال تعالى فى محكم آياته ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15) سورة الأعلى.
      يقول الحسن البصري رحمه الله: (( المؤمن قوَّامٌ على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على أقوام حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وشقّ الحساب على أقوام يوم القيامة أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة، فحاسبوا أنفسكم رحمكم الله، وفتشوا في قلوبكم )).
      ---------
      خامسًا :. التقوى والدعاء

      التقوى هى سبيل من سبل النجاة فى الدنيا والآخرة والدعاء سلاح المؤمن فلنتعلق بالله ولنقل ((يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ))

      يا أيها الأحبة! حطموا قسوة القلوب بتمريغ الأنوف والجباه سجوداً لله، واشكو إلى الله قسوة قلوبكم وشدة غفلتكم وطول طريقكم وقلة زادكم، عسى أن تنجلي تلك الغشاوة من الغفلة

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم (( ما من القلوب قلب إلا و له سحابة كسحابة القمر ، بينما القمر يضيء إذ علته سحابة ، فأظلم ، إذ تجلت))
      الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5682
      خلاصة حكم المحدث: حسن
      إذاً فهذه الغفلة سحابة على القلب يمكن أن تنجلي بإذن الله عز وجل، لكن سحابة الغفلات لا تنجلي بالأماني ولا تنجلي بالكلام وإنما تنجلي بالتطبيق، وتنجلي بالمجاهدة

      قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) سورة العكبوت

      --------
      سادسًا :. الصحبة الصالحة المعينة على الثبات على الطريق
      قال تعالى :

      ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28) سورة الكهف

      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      (( مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ والسَّوءِ ، كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ : إمَّا أن يُحذِيَكَ ، وإمَّا أن تبتاعَ منهُ ، وإمَّا أن تجدَ منهُ ريحًا طيِّبةً ، ونافخُ الكيرِ : إمَّا أن يحرِقَ ثيابَكَ ، وإمَّا أن تجدَ ريحًا خبيثةً ))
      الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5534
      خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

      وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

      ((لا تصاحب إلا مؤمنا، و لا يأكل طعامك إلا تقي ))

      الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 9808
      خلاصة حكم المحدث: صحيح
      والصاحب ساحب كما قيل لذا فاحذر من صديق السوء فان مرض الغفلة
      ---------
      سابعًا :. اجتهد فى أن تبكى من خشية الله
      دمعة من عين القلب في جوف الليل ... فى اشرف الأوقات...فى وقت تنزل البركات والرحمات وإستجابة الدعوات
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا مضى شطر الليل ، أو ثلثاه ، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا . فيقول : هل من سائل يعطى ! هل من داع يستجاب له ! هل من مستغفر يغفر له ! حتى ينفجر الصبح ))

      الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758

      خلاصة حكم المحدث: صحيح

      عندها يكون من هؤلاء الناس ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ويستغفر ويبكي بدمع الندم على ما فرط في جنب الله تعالى يناجي ربة ويقول

      لبست ثوب الرجا والناس قد رقدو *** وقمت أشكو الى مولاي ما أجد

      وقلت يا عدتي من كل نائبة *** ومن علية في كشف الضر أعتمد

      أشكو اليك أمورا أنت تعلمها *** مالي على حملها صبر ولا جلد
      وقد مددت يدي بالذل معترفا *** اليك يا خير من مدت الية يد
      فلا تردها يارب خائبة *** فبحر جودك يروي كل من يرد
      هذه بعض الوسائل المعينة على القرب إلى الله وترك الغفلة بشيء من التفصيل
      ------------
      ولمن أراد المزيد من أسباب العلاج فهذا مزيدا من الوسائل المعينة لترك الغفلة وهى على سبيل الإيجاز :.

      - المواظبة على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب مع قراءة تفسير القرآن.
      - قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم وأصحابه.
      - الصدقة (الحرص على صدقة السر).
      - العطف على الفقراء والمساكين والأرامل
      - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
      - بر الوالدين والإحسان إليهما.
      - صلة الأرحام.
      - زيارة المرضى وتخفيف آلامهم ومواساتهم. - الإكثار من ذكر الله تعالى.
      - قيام الليل والحرص على ذلك.
      - التواضع وحسن الخلق.
      - التبكير للصلاة .
      - إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف. - صفاء النفوس.
      - أداء النوافل. - الحرص على التزود من الدنيا بالعمل الصالح.
      - الزهد بالدنيا، والإعراض عنها، وأخذ الكفاية من متاعها. - حب الخير للغير.
      - عدم الانتقام للنفس، والعفوعن من ظلمك.
      - حفظ الجوارح .
      - الكسب الحلال.
      - الإسهام قدر المستطاع في بناء المساجد. - الدعاء لإخوانك المسلمين بظهر الغيب.
      - المكث بالمصلى بعد الصلوات (وخصوصا بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس قدر رمح ثم صلاة ركعتين).
      - إنظار المعسر أوالتجاوز عن شيء من دينه.
      - صيام التطوع.
      - إصلاح ذات البين.
      - تذكر الجنة ونعيمها وقصورها وأنهارها وزوجاتها والحياة الأبدية التي لا موت فيها ولا تعب ولا نصب وأعظم من ذلك رؤية الله رب العالمين.
      - تذكر النار وجحيمها وسعيرها وأغلالها وزقومها وأوديتها وعقاربها وحياتها وطول المكث فيها، ونعوذ بالله ونستجير بالله من عذاب جهنم.
      - التحدث بنعم الله سبحانه وتعالى.
      - مراقبة الله في السر والعلن. - تذكر القبر ووحشته وظلمته وسؤال الملكين.
      - الدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى.
      الحذر... الحذر من الاستمرار والتهاون بالذنوب


      قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
      إياكم و محقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، و جاء ذا بعود ، حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم ، و إن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه
      الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2686

      خلاصة حكم المحدث: صحيح

      ***||||||||||||||||***||||||||||||||||***

      وبعد أن تعرفنا عن أهمية الوقت ووجوب استغلاله فى طاعة الله

      وتعرفنا على الغفلة وخطرها وكيف التخلص منها
      هنا يأتى دورك أختاه فلتحافظى على وقتك فالوقت هو العمر وغدا ستسألى عنه فأعدى للسؤال جوابا ...

      وفى الختام مع





      ختاما نذكركم أن هذا العمل مجهود جماعى نسألكم الدعاء لمن قام به بالإخلاص ولكنّ مثلما تدعوا

      قام بهذا الموضوع
      الأخوات :.



      وللاطلاع على الموضوعات السابقة
      لمجموعة داعيات على ابواب من الجنة
      تفضلوا هنا


      يارب كن لنا ولا تكن علينا

      تعليق


      • #4
        رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

        جزاكن الرحمن خير الجزااااء أخواتى الفضليات
        ما شاء الله .. أكثر من رائع
        جعله الله فى موازين حسناتكن
        وأسأله سبحانه أن يوقظنا من غفلتنا ويردنا إليه ردا جميلا
        --------------------------
        كفى يانفس ماكان .. كفاك هوى وعصيانَ
        "أنت وليي في الدنيا والآخرة "
        إذا صحَّ مِنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّـنٌ
        وكُـلُّ الذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

        تعليق


        • #5
          رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏


          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          ماشاء الله
          جعله الله في ميزان حسنات الجميع إن شاء الله
          نسأل الله أن يفتح له القلوب والعقول

          "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
          وتولني فيمن توليت"

          "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

          تعليق


          • #6
            رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرا
            تقبل الله منكم


            ربِّ خذ من حياتي حتى ترضى، واجعل كل سكنة وكل حركة وكل لحظة طَرْفٍ فيك ولك!

            تعليق


            • #7
              رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

              جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

              تعليق


              • #8
                رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                جزاكم الله خيرا موضوع اكثر من رائع

                تعليق


                • #9
                  رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                  وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
                  جزاكن الله خير الجزاااء اخواتي
                  بارك الله فيكن وتقبل منا ومنكن


                  تعليق


                  • #10
                    رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                    جميل ... بارك الله فيكِ وزادكِ من فضله

                    جزاكِ الله خيرااا

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                      جزاكن الرحمن خير الجزاء أخواتى الفضليات
                      ما شاء الله .. أكثر من رائع
                      جعله الله فى موازين حسناتكن
                      وأسأله سبحانه أن يوقظنا من غفلتنا ويردنا إليه ردا جميلا



                      لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                        ماشاء الله اللهم بارك ,, أكثر من راااااااائع ,, سلمت يميناكن
                        جزاكن الله خير الجزاااء أخواتي ووفقكن الله لما يحبه ويرضاه

                        تعليق


                        • #13
                          رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                          ماشاء الله الموضوع رائع
                          جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                          اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات
                          الأحياء منهم والأموات

                          تعليق


                          • #14
                            رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                            ماشاء الله لاقوة إلا بالله
                            موضوع قيم ونحتاجه كثير اخواتى كتب الله أجركن وأثابكن الجنه
                            ونسأل الله أن يبارك فى اوقتنا وانا نقضيها فيما يرضيه عنا


                            تعليق


                            • #15
                              رد: ♥♡ღ◦˚° ‏ دقائق وثوانٍ ♥♡ღ◦˚° ‏

                              وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
                              ----------------------------
                              مـاشاء الله لاقوة الا بالله
                              حقاً موضوع أكثر من راائع
                              جزاكن الله خير أخواتى
                              *داعيات على أبواب الجنة*
                              أسأل الله أن يجعله فى ميزان حسناتكن
                              لا تحرمونا جديدكم المتميز
                              ........................

                              ========================================
                              الأعمال بالنيات فانوِ الخير في كل عمل، واستحضر نفع الآخرين والكف عن الشر. لا تضق ذرعاً بالمحن فإنها تصقل الرجال،
                              وتقدح العقل، وتشعل الهمم. العمل والجد هو الطريق الأعظم إلى الجد، وهو بلسم لأدوائك، وعلاج لأمراضك بل هو كنزك.



                              تعليق

                              يعمل...
                              X