إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

و الله يعصمك من الناس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • و الله يعصمك من الناس

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إهداء
    إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    إلى أحبتي في الله
    إلى من جمعهم حب الله ورسوله
    إلى أعوان الحق
    أهدي هذه السلسلة
    *****************************
    *****************
    *******


    أخوتي في الله
    حياكم الله وأعاننا و إياكم على ما يحب ويرضى
    وبعد


    قال تعالي :
    (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ))

    الحلقة الأولى
    **فصل في المعنى الإجمالي للآية الكريمة

    ينادي الرب تبارك وتعالى رسوله معظماً له بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} المبجل ليأمره بإبلاغ ما أوحاه إليه من العقائد والشرائع والأحكام فيقول: {... بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} .

    ويقول له: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ} أي: إن قصرت في شيء لم تبلغه لأي اعتبار من الاعتبارات {فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} أي: فكأنك لم تبلغ شيئاً،

    وأما قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} أي: يمنعك من أن يمسوك بشيء من الأذى، ولذا فلا عذر لك في ترك إبلاغ أي شيء سواء كان مما يتعلق بأهل الكتاب أو بغيرهم، ولذا فلم يكتم رسول الله شيئاَ مما أمر بإبلاغه البتة.

    وفي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} تقرير لوعده تعالى بعصمة رسوله صلى الله عليه وسلم، إذ هو تعالى لا يوفق الكافرين لما يريدون ويرغبون فيه من أذية رسوله صلى الله عليه وسلم. أهـ بتصرف
    وانظر: أيسر التفاسير للجزائري

    والخلاصة:

    أن هذا أمر من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأعظم الأوامر وأجلها،
    وهو التبليغ لما أنزل الله إليه،

    ويدخل في هذا كل أمر تلقته الأمة عنه صلى الله عليه وسلم
    من العقائد
    والأعمال
    والأقوال،
    والأحكام الشرعية
    والمطالب الإلهية.أهـ بتصرف
    وانظر: تيسير الكريم الرحمن للسعدي


    جمع وترتيب
    (أبو أنس)
    حادي الطريق
    _ عفا الله عنه _


  • #2
    رد: و الله يعصمك من الناس

    الحلقة الثانية


    (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ
    بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
    وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ
    إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ))


    شرح وتفصيل:-

    فصل قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ... ))
    وأن فيه تعظيم لقدر النبي صلى الله عليه وسلم


    وقد دلت آيات من كتاب الله على:-

    • أن الله تعالى لا يخاطبه في كتابه باسمه المجرد ،

    • وإنما يخاطبة بما يدل على التعظيم والتوقير،


    كقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} [الأنفال:64],
    {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ} [المائدة:41],
    {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل:1],
    {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1]

    مع أنه ينادي غيره من الأنبياء بأسمائهم

    كقوله:
    {وَقُلْنَا يَا آدَمُ} [البقرة:35]

    وقوله:
    {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إبراهيم}[الصافات:104]

    وقوله:
    {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} [هود:46]...
    وقوله:
    {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} [الأعراف:144]

    وقوله:
    {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} [آل عمران:55]

    وقوله:
    {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً} [صّ:26].

    بتصرف وانظر أضواء البيان / سورة الحجرات


    جمع وترتيب
    (أبو أنس)
    حادي الطريق
    _ عفا الله عنه _

    تعليق


    • #3
      رد: و الله يعصمك من الناس

      رائع ..

      متابع إن كان بقية .. !

      تعليق


      • #4
        رد: و الله يعصمك من الناس

        يارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتك
        اللهم اغفرلي ذنبي دقه وجله واغفر لوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.
        رب ارحم والدي ولاقني به في الفردوس الأعلى رفقة النبيين والصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا.
        رب اجعلني بارا بوالدتي وارزقنا الجنة بغير حساب.
        اللهم آمين انت ولي ذلك والقادر عليه وصلي اللهم على نبينا محمد:87[[:

        تعليق


        • #5
          رد: و الله يعصمك من الناس

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاكم الله بمثل دعائكما أخوي

          Alzaher Pepars
          مراقب قسم الترحيب بالإخوة الجدد

          و عز الإسلام

          مأجورون إن شاء الله
          التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 16-03-2015, 11:47 PM.

          تعليق


          • #6
            رد: و الله يعصمك من الناس

            أخي الغالى اعزك الله وبارك فيك ودائما تمتعنا بمواضيع جميلة وشيقه


            متابع معك ان شاء الله تعالى
            التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-12-2015, 10:30 PM. سبب آخر: حذف كلمة حبيبي كون القسم مختلط بارك الله فيك
            اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

            تعليق


            • #7
              رد: و الله يعصمك من الناس

              جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل
              كلمات بسيطة ضعها فى توقيعك لتقرأها وليقرأها غيرك
              ستجدها يوم القيامة وقد رجحت كفتك بإذن الله تعالى

              تعليق


              • #8
                رد: و الله يعصمك من الناس

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                أخي الغالى أعزك الله وبارك فيك
                دائما تمتعني أخي العابد لله بمرورك الطيب

                لا اله الا الله ، ولا اله الا الله احيا بها وحدى ، ولا اله الا الله ألقى بها ربى ، ولا اله الا الله يمحى به ذنبى ، ولا اله الا الله انجوا بها فى قبرى
                وجزاك الله خيرا أخي هيثم

                ودمت طائعا لله

                و قريبا مع الحلقة الثالثة

                إن شاء الله

                محبكم في الله

                (أبو أنس)
                التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 08-12-2015, 10:31 PM.

                تعليق


                • #9
                  رد: و الله يعصمك من الناس

                  يارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة جعلها الله في ميزان حسناتك

                  تعليق


                  • #10
                    رد: و الله يعصمك من الناس








                    تعليق


                    • #11
                      رد: و الله يعصمك من الناس

                      ونحن بالانتظار يا ابا الرجلان انس ومعاذ بارك الله فيك وفيهما واعزك واقر عينك بهما

                      اللهم امين
                      اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

                      تعليق


                      • #12
                        رد: و الله يعصمك من الناس

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        جزاكم الله خير الجزاء وأدومه

                        وبارك الله فيك أخي العابد

                        ولك بمثل ما دعوتَ


                        نصيحة لله

                        من كان يرغب في النجاة فما له

                        غير اتباع المصطفى فيما أتى

                        ذاك السبيل المستقيم وغيره

                        سبل الغواية والضلالة والردى

                        فاتبع كتاب الله والسنن التي

                        صحت فذاك إذا اتبعت هو الهدى

                        ودع السؤال بكم وكيف فإنه

                        باب يجر ذوي البصيرة للعمى

                        الدين ماقال الرسول وصحبه

                        والتابعون ومن مناهجهم قفا

                        تعليق


                        • #13
                          رد: و الله يعصمك من الناس

                          سلسلة البلاغ والعصمة

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                          الحلقة الثالثة
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          " رب يسر وأعن"

                          فصل في قوله تعالى:
                          ((...بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ... ))

                          * معنى التبليغ لغة:
                          - التّبليغ: مصدر بلّغ ، أي: أوصل ، يقال بلّغه السّلام: إذا أوصله ،وبلغ الكتاب بلوغاً: وصل.

                          * وففي الاصطلاح:
                          والتّبليغ في الاصطلاح أخصّ من ذلك ، إذ يراد به: الإعلام والإخبار ، لأنّه إيصال الخبر.
                          والتّبليغ يكون شفاهاً وبالرّسالة والكتابة...

                          فما حكم تبليغ الرسالة الربانية؟
                          أوجب اللّه على رسله تبليغ رسالاته إلى من أرسلوا إليهم ،
                          لئلاّ يكون لهم على اللّه حجّة ،
                          قال تعالى: «رُسُلاً مبشِّرين ومنذِرين لئلاّ يكون للنّاس على اللّه حُجّةٌ بعد الرّسُل»

                          وكذلك أوجبها الله على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم...
                          قال تعالى[color]:)"]«يا أيّها الرّسول بلِّغْ ما أُنزل إليك من ربّك ، وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته ، واللّه يَعْصِمُك من النّاس» .
                          و للمزيد انظر الموسوعة الفقهية

                          قال البخاري عند تفسير هذه الآية: ...
                          عن عائشة قالت: من حَدّثَك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كتم شيئًا مما أُنزل عليه فقد كذب و الله يقول: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }الآية...
                          صحيح البخاري برقم (4612) وبرقم (4855، 7380) وصحيح مسلم برقم (177) وسنن الترمذي برقم (3068) وسنن النسائي الكبرى برقم (11147).

                          وفي الصحيحين عنها أيضا أنها قالت: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما من القرآن شيئًا لكتم هذه الآية: { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ }[الأحزاب:37].
                          صحيح البخاري برقم (7420) لكنه رواه من حديث أنس، ورواه مسلم في صحيحه برقم (177).

                          وقال البخاري: قال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم.
                          صحيح البخاري (13/503) "فتح"

                          شهادة الأمة الإسلامية لنبيها – صلى الله عليه وسلم -
                          وقد شهدت له أمته ببلاغ الرسالة وأداء الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل، في خطبته يوم حجة الوداع،
                          وقد كان هناك من الصحابه نحو من أربعين ألفًا ("وقيل أكثر من سبعين ألفا")

                          كما ثبت في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يومئذ: "أيها الناس، إنكم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟" قالوا: نشهد أنك قد بَلّغت وأدّيتَ ونصحت. فجعل يرفع إصبعه إلى السماء ويَقلبها إليهم ويقول: "اللهم هل بَلَّغْتُ، اللهم هل بلغت".
                          صحيح مسلم برقم (1218).

                          قال القرطبي في تفسير هذه الآية
                          "وقيل: بلغ ما أنزل إليك من ربك في أمر زينب بنت جحش اللأسدية [ رضي الله عنها ] وقيل غير هذا، والصحيح القول بالعموم،
                          قال ابن عباس:
                          المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك من ربك، فإن كتمت شيئا منه فما بلغت رسالته،
                          وهذا تأديب للنبي صلى الله عليه وسلم، وتأديب لحملة العلم من أمته ألا يكتموا شيئا من أمر شريعته، وقد علم الله تعالى من أمر نبيه أنه لا يكتم شيئا من وحيه، ...

                          قال القرطبي "وقبح الله الروافض حيث قالوا: إنه صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما أوحى إليه كان بالناس حاجة إليه".

                          وفي جامع الرسائل لمؤلفه الإمام العلم ابن تيمية – قدس الله روحه ونور ضريحه -
                          قال "ومعلوم أنه قد بلغ الرسالة كما أمر ولم يكتم منها شيئاً،
                          فإن كتمان ما أنزله الله إليه يناقض موجب الرسالة
                          كما أن الكذب يناقض موجب الرسالة،
                          ومن المعلوم في دين المسلمين أنه معصوم من الكتمان لشيء من الرسالة
                          كما أنه معصوم من الكذب فيها،
                          والأمة تشهد له بأنه بلغ الرسالة كما أمره الله، وبين ما أنزل إليه من ربه،
                          وقد أخبر الله بأنه قد أكمل الدين،
                          وإنما كمل بما بلغه إذ الدين لم يعرف إلا بتبليغه فعلم أنه بلغ جميع الدين الذي شرعه الله لعباده
                          كما قال صلى الله عليه وسلم:
                          " تركتم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك "
                          وقال: " ما تركت من شيء يقربكم إلى الجنة إلا وقد حدثتكم به، وما من شيء يبعدكم عن النار إلا وقد حدثتكم به "

                          وقال أبو ذر:
                          لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكرنا منه علماً.

                          فإذا تبين هذا فقد صح ووجب على كل مسلم تصديقه فيما أخبر به عن الله تعالى من أسماء وصفاته مما جاء في القرآن وفي السنة الثابتة عنه
                          كما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان الذي رضي الله عنهم ورضوا عنه
                          فإن هؤلاء الذين تلقوا عنه القرآن والسنة وكانوا يتلقون عنه ما في ذلك من العلم والعمل

                          قال صاحب أضواء البيان :
                          وقد شهد له تعالى بأنه امتثل ذلك الأمر فبلغ على أكمل وجه في مواضع أُخر؛ كقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [5/3]، وقوله: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} [51/54]، إلى غير ذلك من الآيات.

                          نماذج من الحقائق التي بلّغها صلى الله عليه وسلم:
                          وقد كلف الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بتبليغ حقائق دينه وموضوع دعوته بكلمة "قل" ،
                          وهي "قل التكليفية التلقينية"
                          وقد وردت هذه الكلمة التكليفية ثلاثمائة واثنتين وثلاثين مرة في القرآن الكريم
                          (انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي:57-575)

                          وكثرة ورودها دليل على أهمية تبليغ مضمون الدعوة وكثرة الحقائق التي يجب تقديمها للناس..

                          ونختار فيما يلى بعض هذه الحقائق التي كلف الرسول -صلى الله عليه وسلم- ببيانها ،

                          والتي يظن بعض الناس أنها مما تخضع للإخفاء والمداهنة والمساومة ،
                          والتي قد يكلف تبليغها جهداً ومشقة وعنتاً وإرهاقاً ،
                          والتي قد يصيب المبلّغ فيها أذى وضراً ..
                          والتي قد يعتبر تبليغها نوعاً من الغلظة والعنف والقسوة مما لا يتفق مع الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة :

                          فتأمل أخي في الله:

                          قال الله تعالى :
                          1 - ((قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وتُحْشَرُونَ إلَى جَهَنَّمَ وبِئْسَ المِهَادُ))
                          [آل عمران:12] .
                          وهذا لا شك أمر غيبي... وقد حدث شقه الدنيوي وأعلى الله دينه وقتها

                          2 - ((قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ ومَا أُنزِلَ إلَيْنَا ومَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ))[المائدة:59].
                          فلما كان المقام مقام تبيين للحق كانت الغلظة في القول مناسبة مع أهل الكتاب الذين يعرفون أنه الدين الحق كما يعرفون أبناءهم.

                          3 - ((قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ والإنجِيلَ ومَا أُنزِلَ إلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ولَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وكُفْراً))[المائدة:68].
                          وهكذا كان حال اليهود من لدن نبينا وحتى وقتنا هذا فزادهم القرآن طغيانا وكفرا

                          4 - ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وأُوحِيَ إلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ ومَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إنَّمَا هُوَ إلَهٌ واحِدٌ وإنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ))[الأنعام:19].
                          فهذا المقام مقام مفاصلة ولا يصدر هذا التبليغ إلا عن شخص وثق في موعود الله بالعصمة من الناس فأيده الله بالنصر .

                          5 - )"]((قُلْ إنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهُوَاءكُمْ))[الأنعام:56] .
                          وهذه مثل سابقتها.

                          6 -((فَإن رَّجَعَكَ اللَّهُ إلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَئْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً ولَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُواً إنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ))[التوبة:83] .
                          وهذا من علم الغيب الذي أطلع الله عليه نبيه المؤيد بالوحي الإلهي والتأييد الرباني والتاريخ يشهد أن المنافقين ما جرؤوا أن يكذبوا القرآن الذي وصف حالهم من قبل أن يتلبسوا به فسبحان علام الغيوب.

                          7-((وقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن ومَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً)) [الكهف:29] .
                          وهذه الآية ليست كما يفهمها بعض الضلال بأنها تخيير بين الكفر والإيمان وإنما هو مقام العيد والتهديد.
                          فهي كما يقول الأب لابنه: "ذاكر أو لا تذاكر فسوف أعاقبك إن لم تذاكر ولله المثل الأعلى.

                          )والله تعالى أعلم

                          وللحديث بقية إن شاء الله


                          جمعه ورتبه
                          محبكم في الله
                          (أبو أنس)
                          حادي الطريق
                          عفا الله عنه

                          تعليق


                          • #14
                            رد: و الله يعصمك من الناس

                            [color="rgb(255, 0, 255)"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            رب يسر و أعن[/color]

                            قال تعالى:
                            (( ... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ... ))

                            قال القرطبي :
                            قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس)
                            دليل على نبوته،
                            لأن الله عزوجل أخبر أنه معصوم،
                            ومن ضمن سبحانه له العصمة فلا يجوز أن يكون قد ترك شيئا مما أمره الله به.

                            قال ابن كثير :
                            وقوله: { وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ }
                            أي: بلغ أنت رسالتي، وأنا حافظك وناصرك ومؤيدك على أعدائك و مظفرك بهم، فلا تخف ولا تحزن، فلن يصل أحد منهم إليك بسوء يؤذيك.

                            قال القرطبي:
                            وسبب نزول هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نازلا تحت شجرة فجاء أعرابي فاخترط (استل) سيفه وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: من يمنعك مني ؟ فقال: " الله "، فذعرت يد الأعرابي وسقط السيف من يده، وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه، ذكره المهدوي.

                            وذكره القاضي عياض في كتاب الشفاء قال: وقد رويت هذه القصة في الصحيح، وأن غورث ابن الحارث صاحب القصة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عنه، فرجع إلى قومه وقال: جئتكم من عند خير الناس.

                            في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال:
                            غزونا مع وسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاه (شجر عظيم له شوك)
                            فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها،
                            قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر،
                            قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف
                            فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف مصلتا (أي مجردا من غمده) في يده
                            فقال لي من يمنعك مني - قال - قلت الله ثم قال في الثانية من يمنعك مني - قال - قلت الله قال فشام (أي غمد) السيف فها هو ذا جالس " ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم)

                            قلت(أبو أنس):
                            وكيف لا وقد تعهد قيوم السموات والأرض بحفظه فعصمه وكفاه سبحانه.

                            قال تعالى:
                            {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ}،
                            فبين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه كفى نبيه صلى الله عليه وسلم المستهزئين الذين كانوا يستهزؤون به وهم قوم من قريش، وذكر في مواضع أُخر أنه كفاه غيرهم؛

                            كقوله في أهل الكتاب:
                            {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} الآية [2/137]، وقوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ...} الآية[39/36]، إلى غير ذلك من الآيات.

                            والمستهزؤون المذكورون:
                            هم الوليد بن المغيرة،
                            والعاص بن وائل،
                            والحارث بن قيس السهمي،
                            والأسود بن عبد يغوث،
                            والأسود بن المطلب.

                            والآفات التي كانت سبب هلاكهم مشهورة في التاريخ.
                            وانظر أضواء البيان

                            وللحديث بقية إن شاء الله
                            فإلى لقاء آخر

                            أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

                            محبكم في الله
                            (أبو أنس)

                            حادي الطريق
                            عفا الله عنه وعن إخوانه
                            آمين

                            تعليق


                            • #15
                              رد: و الله يعصمك من الناس

                              سلسلة البلاغ و العصمة


                              رب يسر وأعن بفضلك يا كريم
                              الحلقة الخامسة

                              ***********************
                              *** صور من العصمة ***
                              ***********************
                              ــ قال ابن كثير :
                              ومن عصمة الله [عز وجل] لرسوله
                              * حفْظُه له من أهل مكةَ وصناديدِها وحسادِها ومُعَانديها ومترفيها،
                              مع شدة العداوة والبَغْضة ونصب المحاربة له ليلا ونهارًا،
                              بما يخلقه الله تعالى من الأسباب العظيمة بقَدَره وحكمته العظيمة.

                              * فصانه في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب،
                              إذ كان رئيسًا مطاعًا كبيرًا في قريش، وخلق الله في قلبه محبة طبيعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا شرعية، ولو كان أسلم لاجترأ عليه كفارها وكبارها، ولكن لما كان بينه وبينهم قدر مشترك في الكفر هابوه واحترموه، فلما مات أبو طالب نال منه المشركون أذى يسيرًا،

                              * ثم قيض الله [عز وجل] له الأنصار فبايعوه على الإسلام،
                              وعلى أن يتحول إلى دارهم -وهي المدينة، فلما صار إليها حَمَوه من الأحمر والأسود، فكلما هم أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء كاده الله ورد كيده عليه،

                              * لما كاده اليهود بالسحر حماه الله منهم، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء،

                              * ولما سم اليهود في ذراع تلك الشاة بخيبر، أعلمه الله به وحماه [الله] منه؛

                              ولهذا أشباه كثيرة جدًا يطول ذكرها،


                              وفي مسند أحمد رحمه الله – تحت رقم (2814)
                              عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إِنَّ الْمَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِى الْحِجْرِ
                              فَتَعَاقَدُوا بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الأُخْرَى وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ
                              لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّداً لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ
                              فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ تَبْكِى حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
                              فَقَالَتْ هَؤُلاَءِ الْمَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ
                              فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ.
                              فَقَالَ « يَا بُنَيَّةُ أَرِينِى وَضُوءاً ».
                              فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا هَا هُوَ ذَا وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِى صُدُورِهِمْ وَعَقِرُوا فِى مَجَالِسِهِمْ فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَراً وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلٌ
                              فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ
                              فَقَالَ « شَاهَتِ الْوُجُوهُ ».
                              ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا فَمَا أَصَابَ رَجُلاً مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلاَّ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِراً.

                              معتلى 3321 مجمع 8/228
                              قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 781 : أخرجه أحمد ( 1 / 303 )


                              هذا ما تيسر بفضل الله وحده
                              يتبع بإذن الله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X