إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز


    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
    تقديم للسلسلة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    إلى أحبتي في الله طلاب العلم و العمل
    أهدي هذه السلسلة
    الإبريز في لطائف الكتاب العزيز


    عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىِّ عَنْ عُثْمَانَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
    « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ »
    رواه البخاري في صحيحه تحت رقم 5027 وأحمد (413) وغيرهما بألفاظ مختلفة
    قال صلى الله عليه وسلم" أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "
    صححه الألباني في الضعيفة .
    قال الفضيل : حامل القرآن حامل راية الإسلام
    فاعلموا أخوتي أنكم مخاطبون بالقرآن وعده ووعيده ،
    فاقرؤا القرآن قراءة عبد كاتبه سيده بمقصوده .
    وعليكم بتدبره قال علي رضي الله عنه: لا خير في عبادة لا فقه فيها ولا في قراءة لا تدبر فيها.

    والآن مع الحلقة الأولى:
    ـ فصل في قوله تعالى :(
    ... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ... [ 28 ] )فاطر
    الوقفة الأولى :


    المعنى العام للآية :ـ

    إنما يخاف الله فيتقي عقابه بطاعته العلماء، بقدرته على ما يشاء من شيء، وأنه يفعل ما يريد، لأن من علم ذلك أيقن بعقابه على معصيته؛ فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه.
    ـ و نقل عن ابن عباس ، قوله(
    إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) قال: الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير.
    انظر جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري

    أي إنما يخشى الله من البشر المختلفة ألوانهم العلماء منهم ... وإذا علم ذلك دل بالالتزام على أن غير العلماء لا تتأتى منهم خشية الله فدل على أن البشر في أحوال قلوبهم ومداركهم مختلفون ...
    انظر التحرير و التنوير تفسير سورة فاطر

    الفوائد البيانية و النحوية :ـ

    "جزم النحويون بأن ما كافة في (
    إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )، ولا يمتنع أن تكون بمعنى الذي والعلماء خبر والعائد مستتر في يخشى "
    وانظر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام الأنصاري

    * والقصر المستفاد من ( إنما ) قصر إضافي أي لا يخشاه الجهال... ثم إن العلماء في مراتب الخشية متفاوتون في الدرجات تفاوتا كثيرا ...
    * وتقديم مفعول ( يخشى ) على فاعله لأن المحصور فيهم خشية الله هم العلماء فوجب تأخيره على سنة تأخير المحصور فيه.
    وانظر التحرير و التنوير تفسير سورة فاطر

    يقول صلاح الدين الزعبلاوي في كتابه دراسات في النحو:
    " وقد بدا بالإعراب فاعلية (العلماء) ومفعولية (لفظ الجلالة)، وكشفت عن ذلك القرنية المعنوية. فالخشية إنما تقع من العلماء، وقد نُزِّه الله عن الخشية. وفي تقديم المفعول، وهو اسم الله، غرض هو الإخبار بأنَّ الذين يخشون الله هم العلماء خاصة دون سواهم، فقد قصد بتقديم المفعول حصر الفاعلية، ولو أخِّر لا نعكس الأمر، أي لو قيل: (إنما يخشى العلماء الله) لفُهم أن المخشيّ هو الله دون غيره، ولا تكون الخشية مخصوصة بالعلماء، مقصورة عليهم، بل يشارك فيها غير العلماء، فهم يخشون الله وقد يخشون سواه، خلافاً للعلماء فهم لا يخشون سواه."

    وهناك قراءة مرجوحة :
    عن الزمخشري: فإن قلتَ: فما وجه قراءة من قرأ " إنما يخشى الله " بالرفع " من عباده العلماء " بالنصب، وهو عمر بن عبد العزيز. وتحكى عن أبي حنيفة.

    قلتُ: الخشية في هذه القراءة استعارة، والمعنى: إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده
    ذكرها القرطبي في تفسيره 14/343

    يتبع إن شاء الله
    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-09-2014, 08:36 PM. سبب آخر: تشكيل الآيات

  • #2
    رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

    جزاكم الله خيرا
    وبارك الله فيكم
    إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
    أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
    لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
    كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

    تعليق


    • #3
      رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

      و فيكم بارك الله


      وجاري تنزيل الوقفة الثانية بفضل الله

      تعليق


      • #4
        رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

        فصل في قوله تعالى :( ... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ... [ 28 ] )فاطر
        الوقفة الثانية:
        مع المفردات :ـ

        الخشية:
        وهي خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون ذلك عن علم بما يخشى منه، ولذلك خص العلماء بها في قوله: {
        إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } [فاطر/28]، وقال: { وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى } [عبس/8 - 9]، {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } [ق/33]، { فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا } [الكهف/80]، {فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي} [البقرة/150]، { يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } [النساء/77]، وقال: { الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ } [الأحزاب/39{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ... } الآية [النساء/9]، أي: ليستشعروا خوفا من معرته، وقال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء/31]، أي: لا تقتلوهم معتقدين مخافة أن يلحقهم إملاق، { لمن خشي العنت } [النساء/25]، أي: لمن خاف خوفا اقتضاه معرفته بذلك من نفسه.
        وانظر مفردات القرآن للأصفهاني 1/301

        هل هناك فارق بين الخشية والخوف.

        «الخشية»، و«الخوف» متقاربان؛ إلا أن أهل العلم يقولون:
        إن الفرق أن «الخشية» لا تكون إلا عن علم؛ لقوله تعالى: {
        إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] بخلاف «الخوف»: فقد يخاف الإنسان من المخوف وهو لا يعلم عن حاله،
        والفرق الثاني: أن «الخشية» تكون لعظم المخشيّ؛ و«الخوف» لضعف الخائف، وإن كان المخوف ليس بعظيم، كما تقول مثلاً: الجبان يخاف من الجبان ـ يخاف أن يكون شجاعاً، وعلى كل حال إن صح هذا الفرق فهو ظاهر؛ لكن الفرق الأول واضح؛ وهو أن «الخشية» إنما تكون عن علم.
        و انظر تفسير العلامة محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ

        ... والخشية تألم القلب لتوقع مكروه مستقبلا وتكون : ـ
        * تارة بكثرة الجناية من العبد،
        * وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته ومنه خشية الأنبياء ذكره ابن الكمال .
        وانظر التوقيف على مهمات التعاريف لمحمد عبد الرؤوف المناوي

        والخشية لا تكون الا بعد معرفته تعالى قال عز و جل(
        إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) وجعل الخشية غاية للهداية لأنها ملاك الأمر من خشي الله تعالى أتى منه كل خير ومن أمن اجتر على كل شر...
        وانظر تفسير أبي السعود الموسوم بـ (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم)


        والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
        يتبع بمشيئة الله

        التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-09-2014, 08:31 PM. سبب آخر: تشكيل الاآيات

        تعليق


        • #5
          رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز


          جزاكَ الله خيراً أخي...
          معلومات طيبة و جديدة... نفعَ الله بها الأمة...

          تعليق


          • #6
            رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

            ما شاء الله
            أسأل الله أن يجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم يوم القيامة
            تقبل الله منا ومنكم
            وكل عام وأنتم بخير
            إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
            أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
            لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
            كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

            تعليق


            • #7
              رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

              جزاكما الله خيرا أحبابي في الله
              أسأل الله أن يجعلني خيرا مما تظنون
              و أن يغفر لي ما لا تعلمون

              تعليق


              • #8
                رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

                جزاكما الله خيرا أحبابي في الله
                أسأل الله أن يجعلني خيرا مما تظنون
                و أن يغفر لي ما لا تعلمون

                تعليق


                • #9
                  رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

                  جزاكم الله خيرا ومتابع

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    سؤال للمناقشة

                    ما الفرق بين
                    الخوف التعبدي
                    و
                    الخوف الفطري؟


                    إجابة هذا السؤال ستحل لك مشاكل كثيرة بإذن. الله

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

                      المشاركة الأصلية بواسطة حادي الطريق


                      هل هناك فارق بين الخشية والخوف.

                      «الخشية»، و«الخوف» متقاربان؛ إلا أن أهل العلم يقولون:
                      إن الفرق أن «الخشية» لا تكون إلا عن علم؛ لقوله تعالى: {
                      إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] بخلاف «الخوف»: فقد يخاف الإنسان من المخوف وهو لا يعلم عن حاله،
                      والفرق الثاني: أن «الخشية» تكون لعظم المخشيّ؛ و«الخوف» لضعف الخائف، وإن كان المخوف ليس بعظيم، كما تقول مثلاً: الجبان يخاف من الجبان ـ يخاف أن يكون شجاعاً، وعلى كل حال إن صح هذا الفرق فهو ظاهر؛ لكن الفرق الأول واضح؛ وهو أن «الخشية» إنما تكون عن علم.
                      و انظر تفسير العلامة محمد العثيمين ـ رحمه الله ـ

                      ... والخشية تألم القلب لتوقع مكروه مستقبلا وتكون : ـ
                      * تارة بكثرة الجناية من العبد،
                      * وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته ومنه خشية الأنبياء ذكره ابن الكمال .
                      وانظر التوقيف على مهمات التعاريف لمحمد عبد الرؤوف المناوي

                      والخشية لا تكون الا بعد معرفته تعالى قال عز و جل(
                      إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) وجعل الخشية غاية للهداية لأنها ملاك الأمر من خشي الله تعالى أتى منه كل خير ومن أمن اجتر على كل شر...
                      وانظر تفسير أبي السعود الموسوم بـ (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم)


                      جزاك الله خيرا أخي الحبيب
                      وأسأل الله أن يعلمنا العلم النافع
                      غفر الله لنا ولكم
                      التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-09-2014, 08:42 PM.
                      إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
                      أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
                      لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
                      كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

                        جزاك الله خيرا أخي حادي الطريق و أسأل الله أن ينفع بك
                        لكن عندي تنويه ألا و هو أن الزمخشري الذي ذكرت تفسيره للأية الكريمة هو من المعتزلة و ممن يقولون بخلق القرأن و هذا لا يعني أن نترك تفسيره بالجملة و لكن علينا التثبت و التدقيق و مراجعة أهل العلم قبل أن نورد جزءا من تفسيره بارك الله فيك

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز


                          جزاكم الله خيراً...
                          طبعا هذا سؤال و سأُجيب و لكن جوابي يحتمل الصواب و الخطأ... و نرجو أن نتعلم بإذن الله...
                          أظن مِن معنى اللفظين... أن الخوف التعبدي هو ما يتعلق بالله... لأنه من الربوبية...
                          لكن لا أدري هل الخوف من نار جهنم سيكون فطري أم تعبدي؟ أم يحتمل كلا الأمرين؟

                          و أُرجح أن الخوف من النار يغلب عليه أنه تعبدي و الله أعلم... لأنها من صفات المؤمنين التي وصفهم الله بها: " و يخافونَ عذابه" و آيات أخرى...

                          لكن أليس الخوف من النار (نار الدنيا) فطرياً؟ فهل يمكن أن يكون الخوف من نار جهنم فطريا؟

                          يا ليت توضح لنا أخي الحادي بارك الله لك...

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز

                            السلام عليكم أخوتي في الله
                            جزاك الخيرا أخي (أبو حاتم)على هذه النصيحة الطيبة و هذا عهدي بكم أحبتي في الله


                            *
                            ولعلك ـ حبيبي في الله ـ تقصد هذا الجزء من الوقفة الأولى


                            [ وهناك قراءة مرجوحة : عن الزمخشري)
                            فإن قلتَ: فما وجه قراءة من قرأ " إنما يخشى الله " بالرفع " من عباده العلماء " بالنصب، وهو عمر بن عبد العزيز.
                            وتحكى عن أبي حنيفة
                            . قلتُ (و الكلام للزمخشري): الخشية في هذه القراءة استعارة، والمعنى: إنما يجلهم ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الرجال بين الناس من بين جميع عباده
                            ذكرها القرطبي في تفسيره


                            ولعلك تلحظ عنوان الفائدة(وهناك قراءة مرجوحة :( عن الزمخشري وأن كلام الزمخشري هاهنا لا يلتفت إليه
                            ولما كنت في مقام الاسئناس بقوله المرجوح لم أشأ الإشارة إلى عقيدة الرجل وهذا تقصير غير مقصود.

                            ثانيا: لعلك تلحظ أيضا أن الاستدلال ها هنا استدلال لُغوي ليس إلا ورُغم ذلك فإن نقل الزمخشري مرجوح

                            *ثم إن الإمام القرطبي بجلالة قدره هو من نقل هذا القول المرجوح وهو من هو في التفسير (ورُغم أنه أشعري العقيدة ) مثله مثل الإمام العلم (ابن حجر العسقلاني)وغيرهم كثير من أئمة العلم وسادته إلا أنهم من أعلم الس تفسيرا وحديثا،

                            ثم أنني بفضل الله ما تعرضت للنقل عنه وعن غيره إلا بعد سنوات من طلب العلم ومطالعة كلام ساداتنا العلماء ـ ومن علمني حفا صار له دَيْنا ـ ولا زلت بفضل الله (طويلب علم) أستفيد ـ والله من إخواني قبل أن أفيدهم ـ

                            والله تعالى أعلم وجزاك الله عني كل الخير



                            وهنا استدراك لابد منه


                            فصل مختصر في ترجمة الزمخشري
                            هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي، الزمخشري (رجب 467 هـ / 1074 م - ليلة عرفة 538 هـ / 1143 م) علامة فارسي،

                            *** من أئمة المعتزلة***،

                            اشتهر بكتابيه "الكشاف" و "أساس البلاغة".
                            قال عنه السمعاني : "برع في الآداب ، وصنف التصانيف ، وَرَدَ العراق وخراسان ، ما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه ، وتتلمذوا له ، وكان علامة نسَّابة".

                            ولد في قرية زَمَخْشَر، من أعمال خوارزم، في رجب سنة 467 هـ. درس في بخارى وسمرقند، ثم انتقل إلى بغداد ليجاور كبار العلماء. ثم انتقل إلى مكة حيث اشتهر بلقب "جار الله".

                            عاد بعد ذلك إلى خوارزم حيث توفي في عاصمتها، الجرجانية

                            . وأخيرا: رُغم أن بعض أعماله بالفارسية، إلا أنّه كان من المؤمنين بتفوق اللغة العربية و من المعارضين للشعوبية
                            .
                            والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.


                            من محبكم في الله
                            (أبو أنس حادي الطريق)

                            أما أنت يا أبا بكر الحبيب

                            فما يؤخرني عنك في كتابة الرد إلا كثرة الزيارات العائلية (زائرا أو مزورا) ثم أنني ـ علمني الله وإياكم الخير ـ ما زلت مبتدءا في الكتابة مما يأخذ مني وقتا كبيرا في الكتابة

                            وإلى أن نلتقي أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

                            التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-09-2014, 08:44 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سلسلة الإبريز في لطائف الكتاب العزيز



                              السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
                              أقول والله المستعان
                              الخوف من أفضل مقامات الدين وأجلها، فلذلك قال العلماء بوجوب إخلاصه للّه تعالى. وقد ذكره اللّه تعالى في كتابه عن سادات المقربين من الملائكة والأولياء والصالحين...


                              والخوف أربعة أقسام:
                              * أحدها: خوف السر وهو أن يخاف من غير اللّه أن يصيبه بما يشاء من مرض أو فقر أو قتل ونحو ذلك بقدرته ومشيئته...، فهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير اللّه أصلاً، لأن هذا من لوازم الإلهية، فمن اتخذ مع اللّه ندًّا يخافه هذا الخوف فهو مشرك.

                              وهذا القسم هو الواقع اليوم من عباد القبور، فإنهم يخافون الصالحين بل الطواغيت، كما يخافون اللّه بل أشد. ولهذا إذا توجهت على أحدهم اليمين باللّه أعطاك ما شئت من الأيمان كاذبًا أو صادقًا، فإن كان اليمين بصاحب التربة لم يقدم على اليمين إن كان كاذبًا،
                              وهذا الخوف لا يكون العبد مسلمًا إلا بإخلاصه للّه تعالى وإفراده بذلك دون من سواه.

                              * الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف من الناس، فهذا محرم.

                              * الثالث: خوف وعيد اللّه الذي توعد به العصاة وهو الذي قال اللّه فيه
                              وقال:{
                              وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}3...
                              وقال تعالى:{
                              وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} 5.
                              وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان، ونسبة الأول إليه كنسبة الإسلام إلى الإحسان وإنما يكون محمودًا إذا لم يوقع في القنوط واليأس من روح اللّه،

                              قال شيخ الإسلام: هذا الخوف ما حجزك عن معاصي اللّه، فما زاد على ذلك، فهو غير محتاج إليه.

                              * بقي قسم رابع وهو الخوف الطبيعي،
                              كالخوف من عدو وسبع وهدم وغرق ونحو ذلك، فهذا لا يذم وهو الذي ذكره اللّه عن موسى عليه الصلاة والسلام في قوله:
                              {
                              فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} 6...وانظر تيسير العزيز الحميد / كتاب التوحيد
                              ولا محالة أن الإنسان يخشى غيره، ويخشى المحاذير الدنيوية، وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء اللّه وتصريفه.

                              فائدة:
                              ويمكن تقسيم الخوف باعتبار الصحة و المرض
                              فالخوف قد يكون من الأمراض
                              فإن كان خوفاً طبيعياً، فهو أمر عادي.
                              ومثل ذلك الخوف من المعاصي، بل إن الخوف الطبيعي من الوقوع في المعاصي، أو الخوف من عواقبها، أمر مطلوب شرعاً، أما إذا تجاوز الحد، بحيث يسيطر على الفكر ويقعد عن العمل بالشرع أو عمل ما يخالف الشرع ، فإن ذلك من وساوس الشيطان، أهـ . بتصرف


                              قلت (حادي الطريق)
                              والخلاصة أن الخوف على ثلاثة أنواع:ـ
                              1- خوف فطري.
                              2- خوف تعبدي.
                              3- خوف محرم.

                              * أما الخوف الفطري عند وجود أسبابه (من ضرر محقق أو غلبة ظن بالضرر) فلا يقدح في العقيدة ولا يعد شركا.

                              * فإذا كان من الله فهو تعبدي وصورته أن يعينك على طاعة الله و أن يبعدك عن محارم الله، وهذا خوف محمود.

                              *فإن أقعد الخوف المسلم عن واجب شرعي صار خوفا محرما قادحا في عقيدة المسلم، ومِلاكه اجتماع الخوف مع اعتقاد قدرة المخوِّف على النفع أو الضرر.
                              والله تعالى أعلم.


                              قال تعالى: {فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} 4.
                              فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان،
                              وكلما ضعف إيمان العبد قوي خوفه منهم.


                              وكيف يخاف مِن غير الله مَن رزق حلاوة الإيمان بالقدر،
                              فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً، وأنه لو اجتمع من في أقطار السموات والأرض على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.


                              كيف يخاف من غير الله من يسبح الله وهو يعلم أن الرعد يسبح بحمد الله، وكذلك السموات والأرض، وكذلك الطير قد علم صلاته وتسبيحه.

                              كيف يخاف من يعلم أن الله هو أرحم الرحمين، فهو أرحم بك منك، وأرأف بك منك فلن يكلفك إلا وسعك فهو أعلم منك بطاقتك.

                              وكيف يخاف من يعلم أن الله هو القاهر فوق عباده، وأن ما في الكون عبيد له سبحانه، خلق من خلقه، فلا يخاف من العبيد من كان معتمدا على رب العبيد ، ولا من المخلوقات من كان خالقها هو نصيره سبحانه وتعالى.

                              عن ابن عباس، قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - حين ألقي في النار، وقالها محمد - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا له:{
                              إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
                              [آل عمران:173]الآية. رواه البخاري والنسائي.


                              لطائف عن الخوف:
                              قيل: ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه، وإنما من يترك ما يخاف أن يعذب عليه.

                              قال بعض الصالحين: الخوف سراج القلب به يبصر ما فيه من الخير و الشر ، وكل أحد إذا خفته هربت منه ، إلا الله عز جلّ فإنك إذا خفته هربت إليه.

                              قال ذو النون : الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف ، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق .

                              قال الشيخ إبراهيم الهويمل في شريطه (الخوف من الله):
                              من الأسباب التي تورث الخوف من الله عز و جل:
                              1 - إجلال الله و تعظيمه و معرفة حقارة النفس .
                              2 - خشية التقصير في الطاعة و التقصير في المعصية .
                              3 - زيارة المرضى و المصابين و المقابر .
                              4 - تذكر أن الله شديد العقاب و إذا أخذ الله الظالم لم يفلته .
                              5 - تذكر الموت و ما فيه .
                              6 - ملاحظة الله و مراقبته .
                              7 - تذكر الخاتمة .
                              8 - تدبر آيات القرآن الكريم .
                              9 - المحافظ على الفرائض و التزود من النوافل و ملازمة الذكر .
                              10 - مجالسة الصالحين و الاستماع لنصائحهم .

                              وللاستزادة من هذه الإشراقات الروحانية يُنظر:
                              - مدارج السالكين لابن قيم الجوزية رحمه الله.
                              - شروح كتب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
                              - التعليقات البازية
                              - شعب الإيمان للبيهقي
                              - عمدة القاري / صحيح البخاري

                              التعديل الأخير تم بواسطة عطر الفجر; الساعة 05-09-2014, 08:47 PM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X