إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||



    الحمدلله وكفى وصلاة وسلام ع عباده الذين اصطفى

    اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الامر كله
    اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد

    ثم أما بعد:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
    أنَّ رجلًا قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أَوصِني ، قال : ( لا تَغضَبْ ) . فردَّد مِرارًا ، قال : ( لا تَغضَبْ ) . رواه البخاري .

    خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب الأرض بجميع أنواعه - الأبيض منها والأسود ، والطيب والرديء ، والقاسي واللين - ، فنشأت نفوس ذرّيته متباينة الطباع ، مختلفة المشارب، فما يصلح لبعضها قد لا يناسب غيرها ، ومن هذا المنطلق راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وصاياه للناس ، إذ كان يوصي كل فرد بما يناسبه ، وما يعينه في تهذيب نفسه وتزكيتها .





    فها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يتسابقون إليه كي يغنموا منه الكلمة الجامعة والتوجيه الرشيد ، وكان منهم أبو الدرداء رضي الله عنه - كما جاء في بعض الروايات - ، فأقبل بنفس متعطشة إلى المربي العظيم ، يسأله وصية تجمع له أسباب الخير في الدنيا والآخرة ، فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن قال له : ( لا تغضب ) .

    وبهذه الكلمة الموجزة ، يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطر هذا الخلق الذميم ، فالغضب جماع الشر ، ومصدر كل بليّة ، فكم مُزّقت به من صلات ، وقُطعت به من أرحام ، وأُشعلت به نار العداوات ، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم .





    فإنه غليان في القلب ، وهيجان في المشاعر ، يسري في النفس ، فترى صاحبه محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر ، فبعد أن كان هادئا متزنا ، إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كلية عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد .




    ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء : ( اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا ) رواه أحمد ، فإن الغضب إذا اعترى العبد ، فإنه قد يمنعه من قول الحق أو قبوله ، وقد شدّد السلف الصالح رضوان الله عليهم في التحذير من هذا الخلق المشين ، فها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : " أول الغضب جنون وآخره ندم ، وربما كان العطب في الغضب "، ويقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما : " مكتوبٌ في الحِكم: يا داود إياك وشدة الغضب ؛ فإن شدة الغضب مفسدة لفؤاد الحكيم "، وأُثر عن أحد الحكماء أنه قال لابنه : "يا بني ، لا يثبت العقل عند الغضب ، كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة ، فأقل الناس غضباً أعقلهم "، وقال آخر : " ما تكلمت في غضبي قط بما أندم عليه إذا رضيت ".

    ومن الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين في كتابه ، ما جاء في قوله تعالى : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ( آل عمران : 134 ) ، فهذه الآية تشير إلى أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة مراتب : فمنهم من يكظم غيظه ، ويوقفه عند حده ، ومنهم من يعفوا عمن أساء إليه ، ومنهم من يرتقي به سمو خلقه إلى أن يقابل إساءة الغير بالإحسان إليه .




    فياأيها الغاضب .
    يا من ثارت ثائرتك وتشنجت أعصابك . يا من فقدت السيطرة على قولك وفعلك .

    يا من دعاك الشيطان إلى الانتقام ممن أغضبك بالسب والشتم أو الاعتداء باليد ونحو ذلك تَذكَّر ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس الشديد بالصُّرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) أخرجه البخاري .
    وعليك محاولة رد الغضب والتحكم في أقوالك وأفعالك حتى لا تخطئ في حق غيرك أو تتلفظ بلفظٍ لا يليق بك . وأعلم أن من ملك نفسه عند الغضب كان أقوى إرادة وأكثر قدرةً على ضبط أعصابه وانفعالاته .

    واعلم أن في ترك الغضب عصمة للإنسان من كيد الشيطان ومكره .




    ومعنى هذا على المسلم اجتناب أسباب الغضب ودواعيه لأنه عدو خطير للإنسان المسلم حينما ينقاد لهوى النفس الأمارة بالسوء وقواها الشريرة ، حتى قال بعض السلف : (( أقرب ما يكون العبد من غضب الله عز وجل إذا غضب )) . وفي ذلك يقول أبو العتاهية :
    ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم *** عدو العقل أعدى من الغضب


    http://www.youtube.com/watch?v=3pnXzXbOtdE





    الوسائل التي تحد من الغضب ، وتعين العبد على التحكم بنفسه في تلك الحال ؟
    : لقد بينت الشريعة العلاج النافع لذلك من خلال عدة نصوص ، وهو يتلخص فيما يأتي :

    أولا : اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء ، فالنفوس بيد الله تعالى ، وهو المعين على تزكيتها ، يقول الله تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ( غافر : 60 ) .





    ثانيا : التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فهو الذي يوقد جمرة الغضب في القلب ، يقول الله تعالى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ } ( فصلت : 36 ) ، وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجلين يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه ، وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم كلمة ، لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، ذهب عنه ما يجد ) ، وعلى الغاضب أن يكثر من ذكر الله تعالى والاستغفار ؛ فإن ذلك يعينه على طمأنينة القلب وذهاب فورة الغضب .



    والوضوء الذي يساعد – بإذن الله – على إطفاء حرارة الغضب وإخماد لهيبه ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خُلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ )) رواه أحمد وأبو داود .





    فاحرص – بارك الله فيك – على ذلك وعوِّد نفسك على هذا العلاج النبوي ؛ وإياك أن تغفل عنه متى ما شعرت بالغضب حتى لا تندم و لات ساعة مندم





    ثالثا : التطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجور العظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه ، فمن ذلك ما رواه أبو داود بسند حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    مَن كظمَ غيظًا وَهوَ قادرٌ على أن يُنْفِذَهُ، دعاهُ اللَّهُ على رءوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ، حتَّى يخيِّرَهُ في أيِّ الحورِ شاءَ
    الراوي: معاذ بن أنس الجهني المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3394
    خلاصة حكم المحدث: حسن





    http://www.youtube.com/watch?v=ZQhLxkVyRK8


    رابعا : الإمساك عن الكلام ، ويغير من هيئته التي عليها ، بأن يقعد إذا كان واقفا ، ويضطجع إذا كان جالسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
    إذا غضبَ أحدُكم وَهوَ قائمٌ فليجلِسْ فإن ذَهبَ عنْهُ الغضبُ وإلَّا فليضطجِعْ الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث:ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 2/260
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح







    خامسا : الابتعاد عن كل ما ما يسبب الغضب ، والتفكر فيما يؤدي إليه.





    سادسا : تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل ، في شتى شؤون الدنيا والدين .


    وفى النهاية:
    يجب أن نتذكَّر أن الغضب لا يكون محموداً إلا في حالة واحدة تتمثل في غضب الإنسان المسلم متى انتهكت محارم الله سبحانه ، أو اعتدي على أمر من أوامره جل وعلا ، أو عُطل حكم من أحكامه . عندها يكون الغضب محموداً ، وعلى المسلم حينها أن يغضب لله وأن يثور على من انتهك محارم الله أو اعتدى على حرمات الدين اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يكن يغضب لنفسه وإنما كان غضبه لله سبحانه . فقد روى مالك والبخاري : (( ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ، إلا أن تنتهك حرمة الله ، فينتقم لله تعالى )) .

    وختاماً..أسأل أن يُجنبنا وإياكم أسباب الغضب ودواعيه وأن يكفينا مكر الشيطان ووساوسه ،
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    من تجميعى



    التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 11-04-2013, 02:59 PM.


    {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}


  • #2
    رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

    جميل جداااا وشامل
    ماشاء الله
    ربنا ينفع بيكي
    جزاكِ الله خيرا
    مواضيعي
    أسألكم الدعاء

    تعليق


    • #3
      رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

      جزاكِ الله خيراً منه ياغالية
      تشرفت بمرورك


      {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}

      تعليق


      • #4
        رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

        وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
        ما شاء الله جزاكِ الله خيراا كثيراا
        تجميع موفق
        بوركتِ

        --------------------------------
        اللهم صل على سيدنا محمد

        تعليق


        • #5
          رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

          قال تعالى :
          "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين "
          جعلنا الله تعالى من المحسنين
          جزاكِ الرحمن خيراااا
          "أنت وليي في الدنيا والآخرة "
          إذا صحَّ مِنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّـنٌ
          وكُـلُّ الذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

          تعليق


          • #6
            رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاك الله خيرا اخيتي , وبارك الله فيك
            موضوع مميز جدا جعله الله في ميزان حسناتك
            عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك

            تعليق


            • #7
              رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

              المشاركة الأصلية بواسطة محبة لقاء الله مشاهدة المشاركة
              وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
              ما شاء الله جزاكِ الله خيراا كثيراا
              تجميع موفق
              بوركتِ

              --------------------------------
              اللهم صل على سيدنا محمد


              المشاركة الأصلية بواسطة مخلصة لرب العالمين مشاهدة المشاركة
              قال تعالى :
              "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين "
              جعلنا الله تعالى من المحسنين
              جزاكِ الرحمن خيراااا

              المشاركة الأصلية بواسطة سهير(بنت فلسطين) مشاهدة المشاركة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              جزاك الله خيرا اخيتي , وبارك الله فيك
              موضوع مميز جدا جعله الله في ميزان حسناتك
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
              جزاكم الله خيـراً منـه


              {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}

              تعليق


              • #8
                رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

                لحظة
                هى فقط لحظة:

                لحظة غضب ..فيها نفقد كل جميل ..ونخنق كل فرحــه ..
                ونغتال كل الأمانـي ..هي لحظة فقط .. ولكننا ..
                فيها نؤلم ونجرح ونذبح من الوريد للوريد ..
                هي ..(( لحظة الغضب والتهور ))


                {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}

                تعليق


                • #9
                  رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

                  قال تعالى :
                  "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين "


                  {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}

                  تعليق


                  • #10
                    رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

                    جزاكم الله خيرًا ... ونفع الله بكم ،،،

                    تعليق


                    • #11
                      رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

                      جزاكِ خيراً منه ياغالية


                      {اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ,ونعيماً لا ينفد ,ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنة الخلد}

                      تعليق


                      • #12
                        رد: ||¦ ☼ж−لا تغضــــب −ж☼ ¦||

                        و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

                        طرح رائع و أسلوب أروع ببساطته
                        بارك الله فيك أختي و نفع بك
                        و جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

                        تعليق

                        يعمل...
                        X