الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى.... وبعد...
فهذه كلمات قليلة عن عصمة الأئمة عند الشيعة الروافض ...الله أسأل أن تفيد حضرتك وتفى بالغرض.
**العصمة عند الشيعة الروافض::
*إن عصمة الإمام عند الشيعة الرافضة الإمامية "شرط من شروط الإمامة"...وهى من المبادىء الأولية في كيانها العقدى ...
*قال شيخهم المفيد((إن الأئمة القائمين مقام النبوة والأنبياء في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام "معصومون كعصمة الإنبياء"، وإنهم لا يجوز منهم صغيرة ولا كبيرة وإنه لا يجوز منهم سهو في شىء من الدين ولا ينسون شيئاً من الأحكام وعلى هذا مذهب سلئر الإمامية إلا من شذ منهم وتعلق بظواهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه الفاسد من هذا الباب))...
*ولم تكن هذه العقيدة مقصورة على سلف الرافضة ، بل شاركهم المعاصرون في ذلك ...
يقول "محمد رضا المظفر" ((ونعتقد أن الإمام كالنبى يجب أن يكون "معصوماً" من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهواً ،كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان))....
*وإن من أخطر الأثار العلمية لدعوى العصمة إعتبارهم أن ما يصدر عن أئمتهم الأثنى عشر هو "كقول الله ورسوله" ولذلك فإن مصادرهم في الحديث تنتهى معظم أسانيدها إلى أحد الأئمة ولا تصل إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_...
**أدلتهم والرد عليها::
*لعل هذا هو الجزء المهم وقد حاولت الإختصار بما يفيد إن شاء الله وإلا فالموضوع كبير...
_1_ استدلالهم على عصمة أئمتهم من القرأن الكريم ::
*رغم أن القرأن الكريم "ليس فيه ذكر للأثنى عشر أصلاً ...إلا أن الأثنى عشرية تتعلق بالقرأن لتقرير العصمة ....
يستدل شيوخهم بقوله تعالى {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124
وبهذه الأية قال صاحب كتاب (بحار الأنوار)::باب ..لزوم عصمة الإمام ....وتبعه في ذلك جملة من شيوخ الشيعة المعاصرين وعلى رأسهم صاحب مجمع البيان وهو المسمى "الطبرسى"...
*نقد إستدلالهم ::
1_إختلف السلف في معنى كلمة "العهد " المذكورة في الأية على أقوال ::
*قال بن عباس والسدى : إنه النبوة ،قال الله ((لا ينال عهدى الظالمين ))...أى نبوتى
*قال مجاهد ::الإمامة ،أى لا أجعل إماماً ظالماً يقتدى به..
*قال الزجاج ::أى لا ينال أمانى الظالمين ...أى لا أؤمنهم من عذابى ، والمراد بالظالم::المشرك..
**فالأية كما نرى إختلف السلف في تأويلها فهى "" ليست في مسألة الإمامة أصلاً في أكثرهم
وحتى الذين فسروها بالإمامة قصدوا _إمامة العلم والصلاح والإقتداء_ لا الإمامة بمفهوم الروافض..
2_لو كانت الأية في الإمامة فهى لا تدل على عصمة بحال::
*إذ لا يمكن أن يقال بأن غير الظالم "معصوم" لا يخطىء ولا ينسى ولا يسهر.....إلخ..كما هو مفهوم العصمة عند الروافض إذ يكون قياس مذهبهم ((أن من سها فهو ظالم ومن أخطأ فهو ظالم...وهذا لا يوافقهم عليه أحد ولا يتفق مع أصول الإسلام ،فبين إثبات العصمة ونفى الظلم فرق كبير ،لأن نفى الظلم::: إثبات للعدل لا للعصمة الشيعية))....
3_لا يسلم لهم أن من ارتكب ظلماً ثم تاب منه لحقه وصف الظلم ولازمه::
*ولا تجدى التوبة في رفعه ،فإن أعظم الظلم الشرك ....
قال الله ((الذين أمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بِظلمٍ))..ثم فسر الظلم بقوله تعالى ((لا تشرك بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم)).....
_ومع ذلك قال سبحانه في الكفار((قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف))...
_لكن قياس قول هؤلاء أن :من أشرك ولو لحظة أو إرتكب معصية ولو صغيرة فهو ظالم _لا ينفك عنه وصف الظلم _ ومؤدى ذلك :::أن المشرك ولو أسلم فهو "مشرك"لأن الظلم هو الشرك..
فصاروا بهذا أشد من "الخوارج الوعيدية " لأن الخوارج ::لا يثبتون الوعيد لصاحب الكبيرة إلا في
حالة عدم توبته....
_ومن المعلوم في بداهة العقول فضلاً عن الشرع والعرف واللغة""أن من كفر أو ظلم ثم تاب وأصلح لا يصح أن يطلق عليه أنه كافر أو ظالم...."""....وإلا جاز أن يقال ::صبى لشيخ ،ونائم لمستيقظ
وغنى لفقير ،وجائع لشبعان ،وحى لميت وبالعكس...
**ومن المعروف أنه قد يكون ::التائب من الظلم خيراً ممن لم يقع فيه ...ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يقتل ولم يذنب أفضل من كل من أمن بعد كفره واهتدى بعد ضلاله وتاب بعد ذنوبه ""فهو مخالف لما علم من الدين بالضرورة""....
4_ما قرره أحد علماء الشيعة الزيدية في نقض استدلال الأثنى عشرية بهذه الأية::
_حيث قال ::احتج الرافضة بالأية على أن الإمامة لا يستحقها من ظلم مرة ورام الطعن في إمامة الشيخان"أبو بكر وعمر _رضى الله عنهم_" وهذا لا يصح ....
وذلك لأن العهد إن حمل على النبوة فلا حجة ....وإن حمل على الإمامة ::فمن تاب من الظلم ..فلا يوصف بأنه ظالم ، ولم يمنعه _تعالى_ من نيل العهد إلا حال كونه ظالماً....
**هذه هى الأية الأولى التى يحتجون بها على عصمة أئمتهم _بزعمهم_ ...
يتبع إن شاء الله..
تعليق