إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سورة الشرح.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سورة الشرح.



    سورة الشرح امتداد لسورة الضحى. والاستفهام الذى بدئت به تكملة للاستفهام المتتابع الذى ختمت به السورة السابقة. وشرح الصدر تم بما أفاء الله عليه من علم وأدب، كما قال فى موضع آخر "
    وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا . لقد نشأ فى بيئة ممتدة الظلام، بل إن العالم كله كان فاقد الرشد تعصف به وثنيات عفنة، فعلام يعتمد ناشد الحق أو من أين يستمد؟ إن متنه يكل من ثقل الحمل، لولا أن الله اصطفى وأنعم " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * " والتوحيد الذى جاء به محمد طراز نقى فريد لا تناقض فيه ولا وهم، لا تجسيد ولا تعديد! وقد تسأل: لماذا انضمت الشهادة لمحمد بالرسالة إلى الشهادة لله بالوحدانية؟ إن التوحيد الذى يعلمه محمد، هو الذى يعرفه النبيون كلهم أزلا وأبدا ولم يبلغوا غيره، فمجيئه عن طريق محمد إشارة إلى أنه من مصدر مصون منزه، ولذلك قال حسان بن ثابت وضم الإله اسم النبى إلى اسمه - إذا قال فى الخمس المؤذن: أشهد!! وهذا معنى " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " صحيح أن الناس فى أوروبا مثلا يكذبون محمدا!! وينسبونه إلى الادعاء! وماذا تنتظر ممن يجحدون الألوهية ويحسبون الأفلاك تدور وحدها فى السماء، أو أن الدماء تنطلق وحدها فى العروق؟! إن الافتراء على الله فوق الافتراء على عباده، ولذلك يقول الله لنبيه: "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ". ويوصى الله نبيه بالتجلد والمصابرة فى ملاقاة الكذابين مهما اشتد أذاهم، فالمستقبل للحق ورجاله. * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * . وهذا التركيب يفيد ـ فى قواعد البلاغة ـ تعدد اليسر وانفراد العسر، ولذلك قالوا: لن يغلب عسر يسرين. ويوصيه مرة أخرى بالدأب على الجهاد والإقبال على الله. فإذا انتهى من واجب
    ص _527

    نهض إلى غيره، لا مكان فى حياته لفتور! " فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ". إن الدين الذى جاء به محمد إذا أخبر صدق، وإذا حكم عدل. والعالم ـ لاسيما فى عصرنا ـ بحاجة إلى الصدق والعدل، فإن الهراء والجور يطاردان الحق والعدل. "وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . والدعاة وراء إمامهم خاتم الأنبياء ينبغى أن يعوا ذلك.

    ص _528


    مأخوذ من كتاب نحْوَ تفسير مَوْضوعيّ.
    الشيخ محمد الغزالي.





    التعديل الأخير تم بواسطة نحري دون نحرك يادين الله; الساعة 27-01-2013, 08:42 PM. سبب آخر: وضع الآيات بالتشكيل


  • #2
    رد: سورة الشرح.

    جزاكم الله خيرا

    قول الله تعالى -ممتنًا على رسوله-: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } أي: نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا، لا يكاد ينقاد لخير، ولا تكاد تجده منبسطًا.
    { وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ } أي: ذنبك، { الَّذِي أَنْقَضَ } أي: أثقل { ظَهْرَكَ } كما قال تعالى: { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } .
    { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
    وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته.
    وقوله: { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: { سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا } وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا " .
    وتعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.
    وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له.
    ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه، فقال: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء.
    { وَإِلَى رَبِّكَ } وحده { فَارْغَبْ } أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك .
    ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من الخاسرين.
    وقد قيل: إن معنى قوله: فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء، وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك.
    واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم





    تعليق


    • #3
      رد: سورة الشرح.

      جزاكم الله خيرا اختي الكريمة على نحري دون نحرك يادين الله على مروركم الكريم.

      تعليق

      يعمل...
      X