السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفق أم ذكي
((ربنا عرفوه بالعقل)) ... مقولة تنتشر على لسان كثير من الناس من غير أن يعرفوا معناها ومغزاها ،
فهي غير صحيحة بإطلاقها دون قيد او شرط ، بل وينقضها سؤال مفاده (إذا كان الله قد عُرف بالعقل المجرد فلماذا ضل عنه أذكى الذكياء أمثال زيد وعبيد؟).
والإجابة القاطعة التي لا شك فيها :
أن هناك أمر آخر مع العقل ...
أتعلمون ما هو ؟ ...
إنه التوفيق ...
وأعني به هداية الرشاد بعد هداية الإرشاد ...
فالله تعالى قد أرشد عباده إلى الحق والطريق المستقيم ولم يتركهم هملا ولا سدى كما في قوله سبحانه: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى [فصلت:17] ، أي: فهديناهم هداية إرشاد يعقلها كل احد ، فبعثنا رسولا يقيم حجة الله عليهم ولكنهم لم ينتفعوا بذلك وفضلوا الباطل بأهوائهم،
ومثل ذلك حال أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكم تغنى بقوله : (ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا) ولكن صده عن الإيمان ما كان في قلبه من تعظيم دين الآباء والأجداد فمات على ملة عبد المطلب كما أراد ونطق بها لسانه.
وأما الهدي والرشاد فنعمة إلاهية قد يحرم منها أذكى الناس وأعقلهم وهي الهداية التي استأثر بها ربنا لنفسه فقال عز من قائل معلما لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته من بعده: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )[القصص:56] فنفى عنه هداية الرشاد (التوفيق) ، في حين اثبت له أثبت له هداية الإرشاد، فقال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ ) [الشورى:52-53] .
فالتوفيق إذا هو القيد الذي عُرف الله به مع العقل ، فإن شئت فقل : ((ربنا عرفوه بتوفيق الله للعقل))
ولهذا قال الله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ [يونس:99-] ، فالهداية نور يقذفه في قلب من شاء من، كما قال في وصف الإيمان: وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى:52] .
فتأمل في حال الناس :
فكم من عالم يخترع أعقد المخترعات ويحل أعقد المسائل يسجد لصنم او يعبد إنسانا فهو لم يعرف ربه برغم ما يملك من عقل،
وكم من فلاح أُمِّيٍ لا يعرف القراءة ولا الحساب قد عرف ربه ولان جلده لذكر الله وما نزل من الحق ... يعفر وجه بين يدي ربه بفرض أو نافلة ... يؤمن بالغيب ويصدق النبي - صلى الله عليه وسلم -
والفارق بينهما عظيم جد عظيم
فالعالم قد يكون ذكيا عاقلا ولكن هذا العامل الأمي موفق وشتان بين هداية هذا وذاك.
نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد فيما نقول ونعمل ...
آمين
وكتبه أبو أنس أمين بن عباس
موفق أم ذكي
((ربنا عرفوه بالعقل)) ... مقولة تنتشر على لسان كثير من الناس من غير أن يعرفوا معناها ومغزاها ،
فهي غير صحيحة بإطلاقها دون قيد او شرط ، بل وينقضها سؤال مفاده (إذا كان الله قد عُرف بالعقل المجرد فلماذا ضل عنه أذكى الذكياء أمثال زيد وعبيد؟).
والإجابة القاطعة التي لا شك فيها :
أن هناك أمر آخر مع العقل ...
أتعلمون ما هو ؟ ...
إنه التوفيق ...
وأعني به هداية الرشاد بعد هداية الإرشاد ...
فالله تعالى قد أرشد عباده إلى الحق والطريق المستقيم ولم يتركهم هملا ولا سدى كما في قوله سبحانه: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى [فصلت:17] ، أي: فهديناهم هداية إرشاد يعقلها كل احد ، فبعثنا رسولا يقيم حجة الله عليهم ولكنهم لم ينتفعوا بذلك وفضلوا الباطل بأهوائهم،
ومثل ذلك حال أبي طالب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكم تغنى بقوله : (ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا) ولكن صده عن الإيمان ما كان في قلبه من تعظيم دين الآباء والأجداد فمات على ملة عبد المطلب كما أراد ونطق بها لسانه.
وأما الهدي والرشاد فنعمة إلاهية قد يحرم منها أذكى الناس وأعقلهم وهي الهداية التي استأثر بها ربنا لنفسه فقال عز من قائل معلما لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته من بعده: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ )[القصص:56] فنفى عنه هداية الرشاد (التوفيق) ، في حين اثبت له أثبت له هداية الإرشاد، فقال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ ) [الشورى:52-53] .
فالتوفيق إذا هو القيد الذي عُرف الله به مع العقل ، فإن شئت فقل : ((ربنا عرفوه بتوفيق الله للعقل))
ولهذا قال الله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ [يونس:99-] ، فالهداية نور يقذفه في قلب من شاء من، كما قال في وصف الإيمان: وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى:52] .
فتأمل في حال الناس :
فكم من عالم يخترع أعقد المخترعات ويحل أعقد المسائل يسجد لصنم او يعبد إنسانا فهو لم يعرف ربه برغم ما يملك من عقل،
وكم من فلاح أُمِّيٍ لا يعرف القراءة ولا الحساب قد عرف ربه ولان جلده لذكر الله وما نزل من الحق ... يعفر وجه بين يدي ربه بفرض أو نافلة ... يؤمن بالغيب ويصدق النبي - صلى الله عليه وسلم -
والفارق بينهما عظيم جد عظيم
فالعالم قد يكون ذكيا عاقلا ولكن هذا العامل الأمي موفق وشتان بين هداية هذا وذاك.
نسأل الله الهداية والتوفيق والسداد فيما نقول ونعمل ...
آمين
وكتبه أبو أنس أمين بن عباس
تعليق