قصة
وجد نفسه على رمال متعبًا منهكًا من كثرة السباحة، وأخذ ينظر حوله، هل تبقى معه من أحد ممن كان معه على السفينة،
يا الله ..!!
لا يوجد أحد ..
فأعاد النظر هل تبقى معه شيء مما كان معه من مالٍ و عدةٍ وعتادٍ،
يا الله ..!! هلك كل شيء ..والوصف الحالي لحاله أنه في جزيرة مهجورة بمفرده بعد أن ضاع كل شيء، قالها بلسان حاله لا بلسان مقاله .. الله المستعان.
وبدأ في التعامل مع وضعه الراهن، فبدأ يفكر كيف سيأكل وما الذي يمكن أكله في الأساس على هذه الجزيرة المنعزلة المهجورة، وما الذي سيؤويه من البرد والشمس.
وبعد أيام ليست بالقليلة .. كان هناك كوخ قد بناه بعد تعب، وطعام قد جمعه بعد ألم، وكساء قد صنعه بعد مشقة، وفقدان للأمل في أن يعثر عليه أحد.
ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهيه سكان الجزر..
كان عائدًا من حركته اليومية في بحثه عن الطعام وإذ به يجد المفاجأة ....
الكوخ يحترق ..
نعم يحترق بكل ما فيه، بعد التعب الطويل والمشقة التي لا يعلمها إلا الله..!!
الكوخ يحترق، بل احترق بالفعل، وإذ به يجزع ويتفوه بكلمات في غضبه لا تعبر عن سابق صبره أبدًا، وكما قيل: تكلم وأنت غضبان وستتكلم بأعظم كلام تندم عليه بقية عمرك !!
كلمات من مثل هذه العبارات: لماذا أنا يا ربي؟ أما يكفي ما جرى لي؟ حتى في ابتلائي مبتلى؟ لماذا؟ لماذا؟حتى سقط فاقدًا للوعي من كثرة الصراخ وهول الصدمة. وإذ به يستيقظ على يد قد لامست أكتافه تهزها برفق أن: " قم "..
فنظر نظرة يملؤها الاقتناع أنه في حلم، ثم قال:
...............................
نكمل غدا
تعليق