إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدء إسلام الأنصار وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بدء إسلام الأنصار وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

    بدء إسلام الأنصاروهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

    ولما جاء الموسم تعّرَض رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر منهم يبلغون الستة، وكلهم من الخزرج وهم: أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث من بني النجار، ورافع بن مالك من بني زريق، وقُطْبة بن عامر من بني سَلِمة، وعقبة بن عامر من بني حَرَام، وجابر بن عبد الله من بني عبيد بن عدي، ودعاهم إلى الإسلام وإلى معاونته في تبليغ رسالة ربه، فقال بعضهم لبعض: إنه للنبي الذي كانت تَعِدُكم به يهود فلا يَسْبِقُنَّكُمْ إليه، فآمنوا به وصدّقوه، وقالوا: إنا تركنا قومنا بينهم من العداوة ما بينهم، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك، ووعدوه المقابلة في الموسم المقبل، وهذا هو بَدء الإسلام لعرب يثرب.
    العقبة الأولى
    فلما كان العام المقبل قدم اثنا عشر رجلاً، منهم عَشَرة من الخزرج، واثنان من الأوس، وهم: أسعد بن زرارة، وعوف ومعاذ ابنا الحارث، ورافع بن مالك، وذكوان بن قيس، وعُبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبة، والعباس بن عبادة، وعقبة بن عامر وقطبة بن عامر، وهؤلاء من الخزرج، وأبو الهيثم بن التَّيِّهان، وعُوَيم بن ساعدة وهما من الأوس، فاجتمعوا به عند العقبة، وأسلموا وبايعوا رسول الله على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض الحرب، على ألا يشركوا بالله شيئاً، ولا يسرقوا ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصونه في معروف، فإن وَفَوا فلهم الجنة، وإن غَشوا من ذلك شيئاً فأمرهم إلى الله عز وجل، إن شاء غفر وإن شاء عذب، وهذه هي العقبة الأولى.
    فأرسل لهم عليه الصلاة والسلام مصعب بن عمير العبدري وعبد الله ابن أُم مكتوم وهو ابن خال خديجة يُقرآنهم القرآن، ويفقهانهم في الدين،
    العقبة الثانية
    ولما كان وقت الحج في العام الذي يلي البيعة الأولى، قدم مكة كثيرون منهم يريدون الحج، وبينهم كثير من مُشركيهم، ولما قابل وفدهم رسول الله، واعدوه المقابلة ليلاً عند العقبة، فأمرهم أن لا يُنبِّهوا في ذلك الوقت نائماً، ولا ينتظروا غائباً، لأن كل هذه الأعمال كانت خفية من قريش كيلا يطّلعوا على الأمر، فيسعَوا في نقض ما أبرم، شأنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول أمره. ولما فرغ الأنصار من حجهم توجهوا إلى موعدهم كاتمين أمرهم عمّن معهم من المشركين وكان ذلك بعد مضي ثلث الليل الأول فكانوا يتسللون الرجل والرجلين حتى تم عددهم ثلاثة وسبعين رجلاً منهم اثنان وستون من الخزرج وأحد عشر من الأوس ومعهم امرأتان وهما: نُسَيبة بنت كعب من بني النجار وأسماء بنت عمرو من بني سَلمة ووافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هناك وليس معه إلا عمه العباس بن عبد المطلب وهو على دين قومه ولكن أراد أن يحضر أمر ابن أخيه ليكونَ متوثقاً له فلما اجتمعوا عرَّفهم العباس بأن ابن أخيه لم يزل في مَنَعة من قومه حيث لم يمكِّنوا منه أحداً ممّن أظهر له العداوة والبغضاء وتحملوا من ذلك أعظم الشدة ثم قال لهم: إن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممّن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك وإلا فدعوه بين عشيرته فإنه لبمكان عظيم فقال كبيرهم المتكلم عنهم البَراء بن معرور: والله لو كان لنا في أنفسنا غير ما ننطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مُهَجنا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وحينذاك ابتدأت المبايعة وهي العقبة الثانية فبايعه الرجال على ما طلب وأول من بايع أسعد بن زرارة وقيل البراء بن معرور ثم تخير منهم اثني عشر نقيباً لكل عشيرة منهم واحد تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وهم: أبو الهيثم بن التَّيِّهان وأسعد بن زرارة وأسيد بن حضير والبراء بن معرور ورافع بن مالك وسعد بن خيثمة وسعد بن الربيع وسعد بن عبادة وعبد الله بن رواحة وعبد الله بن عمرو وعبادة بن الصامت والمنذر بن عمرو ثم قال لهم: أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريِّين لعيسى ابن مريم وأنا كفيل على قومي.
    هجرة المسلمين إلى المدينة
    ولما رجع الأنصار إلى المدينة ظهر بينهم الإسلام أكثر من المرة الأولى. أما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فازداد عليهم أذى المشركين لما سمعوا أنه حالف قوماً عليهم، فأمر عليه الصلاة والسلام جميع المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فصاروا يتسلَّلون خيفة قريش أن تمنعهم.
    وأول من خرج أبو سلمة المخزومي زوجُ أم سلمة ومعه زوجه، وكان قومها منعوها منه ولكنهم أطلقوها بعد فَلحقت به. وتتابع المهاجرون فراراً بدينهم ليتمكنوا من عبادة الله الذي امتزج حبّه بلحمهم ودمهم، حتى صاروا لا يعبؤون بمفارقة أوطانهم والابتعاد عن آبائهم ما دام في ذلك رضا الله ورسوله. ولم يبق بمكة منهم إلا أبو بكر وعلي وصهيب وزيد بن حارثة، وقليلون من المستضعفين الذين لم تمكِّنهم حالُهم من الهجرة.
    وقد أراد أبو بكر الهجرة فقال له عليه الصلاة والسلام: «على رِسْلك فإني أرجو أن يؤذن لي»، فقال أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت؟ قال: «نعم». فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمُر استعداداً لذلك.
    دار الندوة
    أما قريش فكانوا كأنهم أصيبوا بمَسِّ الشيطان حينما طرق مسامعهم مبايعة الأنصار له على الذَود عنه حتى الموت، فاجتمع رؤساؤهم وقادتهم في دار الندوة وهي دار قصيّبن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها يتشاورون ما يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوه. فقال قائل منهم: نخرجه من أرضنا كي نستريح منه، فرُفِض هذا الرأي لأنهم قالوا: إذا خرج اجتمعت حوله الجموع لما يرونه من حلاوة منطقه وعذوبة لفظه. وقال لهم طاغيتهم: بل نقتله، ولنمنع بني أبيه من الأخذ بثأره، نأخذ من كل قبيلة شاباً جلداً يجتمعون أمام داره، فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد، فيفترق دمه في القبائل فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب قريش كلهم بل يرضون بالدية، فأقرّوا هذا الرأي. هذا مكرهم، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[1] فأعلم نبيه بما دبره الأعداء في سرّهم، وأمره باللحاق بدار هجرته، بدار فيها ينشر الإسلام، ويكون فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم العزة والمنعة. وهذا من الحكمة بمكان عظيم فإنه لو انتشر الإسلام بمكة لقال المبغضون: إن قريشاً أرادوا مُلْكَ العرب، فعمَدوا إلى شخص منهم، وأوعزوا إليه أنْ يدَّعي هذه الدعوى حتى تكون وسيلة لنيل مآربهم، ولكنهم كانوا له أعداء ألدَّاء، آذوه شديد الأذى حتى اختار الله له مفارقة بلادهم والبعد عنهم.
    هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
    فتوجه من ساعته إلى صديقه أبي بكر وأعلمه أن الله قد أذِنَ له في الهجرة فسأله أبو بكر الصحبةَ فقال نعم ثم عرض عليه إحدى راحلتيه اللتين كانتا معدَّتين لذلك فجهزهما أحثّ الجهاز وصُنعت لهما سُفْرَة في جِرَاب فقطعت أسماء بنت أبي بكر نِطاقها وربطت به على فم الجراب واستأجرا عبد الله بن أُرَيقط من بني الدِّيل بن بكر وكان هادياً ماهراً وهو على دين كفار قريش فأمِنَاه ودفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليالٍ ثم فارق الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر وواعده المقابلة ليلاً خارج مكة وكانت هذه الليلة هي ليلة استعداد قريش لتنفيذ ما أقرّوا عليه فاجتمعوا حول باب الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخله فلما جاء ميعاد الخروج أمر ابن عمه عليّاً بالمبيت مكانه كيلا يقع الشك في وجوده أثناء الليل فإنهم كانوا يرددون النظر من شقوق الباب ليعلموا وجوده ثم سجَّى عليَّاً ببرده وخرج على القوم وهو يقرأ (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)[2] أما المشركون فلما علموا بفساد مكرهم وأنهم إنما باتوا يحرسون علي بن أبي طالب لا محمد بن عبد الله هاجت عواطفهم فأرسلوا الطلب من كل جهة وجعلوا الجوائز لمن يأتي بمحمد أو يدل عليه، وقد وصلوا في طلبهم إلى ذلك الغار الذي فيه طِلْبَتُهم بحيث لو نظر أحدهم تحت قدميه لنظرهما حتى أبكى ذلك أبا بكر فقال له عليه الصلاة والسلام (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)[3] فأعمى الله أبصار المشركين حتى لم يَحِنْ لأحد منهم التفاتة إلى ذلك الغار بل صار أعدى الأعداء أمية بن خلف يبعد لهم اختفاء المطلوبين في مثل هذا الغار.
    النزول بقُباء
    فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء والذي حققه المرحوم محمود باشا الفلكي أن ذلك كان في اليوم الثاني من ربيع الأول الذي يوافق 20 سبتمبر سنة 622، وهذا أول تاريخ جديد لظهور الإسلام بعد أن مضى عليه ثلاث عشرة سنة، وهو مضيق عليه من مشركي قريش ورسول الله ممنوع من الجهر بعبادة ربه أما الآن فقد آواه الله هو وصحابته رضوان الله عليهم بعد أن كانوا قليلاً يتخطفهم الناس.

    هجرة الأنبياء
    وبهذه الهجرة تمّت لرسولنا صلى الله عليه وسلم سُنَّةُ إخوانه من الأنبياء من قبله فما من نبي منهم إلا نَبَتْ به بلاد نشأته، فهاجر عنها من إبراهيم أبي الأنبياء، وخليل الله، إلى عيسى كلمة الله وروحه، كلهم على عظيم درجاتهم ورفعة مقامهم أهينوا من عشائرهم، فصبروا ليكونوا مثالاً لمن يأتي بعدهم من متّبعيهم في الثبات والصبر على المكاره ما دام ذلك في طاعة الله.
    فَسَلْ مصر وتاريخها تُنبئك عن إسرائيل (يعقوب) وبنيه أنهم هاجروا إليها حينما رأوا من بَنِيها ترحيباً بهم وتركهم وما يعبدون إكراماً ليوسف وحكمته. ولما مضت سنون، نسي فيها المصريون تدبير يوسف وفضله عليهم، فاضطهدوا بني إسرائيل وآذوهم، خرج بهم موسى وهارون ليتمكنوا من إعطاء الله حقه في عبادته وهرب المسيح عليه السلام من اليهود حينما كذَّبوه، فأرادوا الفتك به حتى كان من ضمن تعاليمه لتلاميذه طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات ثم قال بعد افرحوا وتهلّلوا لأن أجركم عظيم في السموات فإنهم طردوا الأنبياء الذين قبلكم وسَل القرى التي حلّت بها نقمة الله بكفر أهلها كديار لوط وعاد وثمود تنبئك عن مُهَاجَرة الأنبياء منها قبل حلول النقمة فلا غرابة أن هاجر عليه الصلاة والسلام من بلاد منعه أهلها من تتميم ما أراده الله {سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)[4]

    [1] سورة آل عمران 54

    [2] سورة يس 6

    [3] سورة التوبة 40

    [4] سورة الأحزاب 62



  • #2
    رد: بدء إسلام الأنصار وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

    أحستنم بارك الله فيكم نفع بكم
    "إذا وجدت الأيام تمر عليك ، و ليس لكتاب الله حظ من أيامك و ساعات ليلك و نهارك ، فابك على نفسك ، و اسأل الله العافية، و انطرح بين يدي الله منيبا مستغفرا ، فما ذلك إلا لذنب بينك و بين الله ، فوالله ما حرم عبد الطاعة إلا دل ذلك على بعده من الله عز وجل"

    تعليق


    • #3
      رد: بدء إسلام الأنصار وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

      جزاكم الله خيراً ونفع بكم
      وأثابكم الله الفردوس الأعلى
      نسألكم الدعاء
      اذكر الله ^_^


      تعليق


      • #4
        رد: بدء إسلام الأنصار وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالعزيز المالكي مشاهدة المشاركة
        أحستنم بارك الله فيكم نفع بكم
        سترك الله في الدنيا والآخرة و
        جزاك
        الله خيراأسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق نفع الله بك ورفع قدرك


        تعليق


        • #5
          رد: بدء إسلام الأنصار وهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

          المشاركة الأصلية بواسطة a_e_b مشاهدة المشاركة
          جزاكم الله خيراً ونفع بكم
          وأثابكم الله الفردوس الأعلى
          سترك الله في الدنيا والآخرة و
          جزاك
          الله خيراأسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق نفع الله بك ورفع قدرك


          تعليق


          • #6
            هجرة أهل البيت وبدء الأذان

            هجرة أهل البيت وبدء الأذان

            ولما استقر عليه الصلاة والسلام بالمدينة أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة ليأتيا بمن تخلّف من أهله وأرسل معهما عبد الله بن أُرَيقط يدلهما على الطريق فقَدِما بفاطمة وأُم كلثوم ابنتيه عليه الصلاة والسلام وسَودة زوجه وأُم أيمن زوج زيد وابنهما أسامة وأما زينب فمنعها زوجها أبو العاص بن الربيع وخرج من الجميع عبد الله بن أبي بكر بأُمّ رومان زوج أبيه وعائشة أخته وأسماء زوج الزبير بن العوّام وكانت حاملاً بابنها عبد الله وهو أول مولود للمهاجرين بالمدينة.

            حُمَّى المدينة
            ولم يكن هواء المدينة في البدء موافقاً للمهاجرين من أهل مكة، فأصاب كثيراً منهم الحُمَّى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعُودهم، فلما شَكوا إليه الأمر قال: «اللهمّ حبب إلينا المدينة كما حببتَ إلينا مكة وأشد، وبارك لنا في مُدِّها وفي صاعها، وانقل وباءها إلى الجُحْفَة». فاستجاب الله جَلَّ وعلا دعوته، وعاش المهاجرون في المدينة بسلام.
            منع المستضعفين من الهجرة
            ومنع مشركو مكة بعضاً من المسلمين عن الهجرة، وحبسوهم وعذبوهم، منهم: الوليد بن الوليد، وعيَّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص، فكان عليه الصلاة والسلام يدعو لهم في صلاته، وهذا أصل القنوت، وقد حصل في أوقات مختلفة وَمحالّ في الصلاة مختلفة، فكان في وتر العشاء، وصلاة الصبح بعد الركوع وقبله، فروى كل صحابي ما رآه، وهذا سبب اختلاف الأئمة في مكان القنوت.


            السَّنة الأولى : بناء المسجد


            ثم شرع عليه الصلاة والسلام في بناء مسجده في مَبْرك ناقته أمام محلّة بني مالك بن النجار، وكان محله مِرْبَداً للتمر يملكه غلامان يتيمان في حِجر أسعد بن زرارة، فدعا الغلامين، وساومهما بالمِربد ليتخذه مسجداً، فقالا: بل نَهَبُهُ لك يا رسول الله، فأبى عليه الصلاة والسلام أن يقبله منهما هبة بل ابتاعه منهما.


            وكان فيه قبور للمشركين وبعض حفر ونخل، فأمر بالقبور فنُبشتْ، وبالحفر فَسُويت، وبالنَّخل فقُطع، ثم أمر باتخاذ اللبِن فاتخذ وشرعوا في البناء به، وجعلوا عضادتي الباب من الحجارة، وسقفوه بالجريد، وجعلت عمده من جذوع النخل، ولا يزيد ارتفاعه عن القامة إلا قليلاً.


            وقد عمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ليرغِّب المسلمين في العمل، وصاروا يرتجزون وهو يقول معهم:


            اللهم لا خيرَ إلا خيرُ الآخرة فارحم الأنصارَ والمُهاجرهْ


            وجُعلت قبلة المسجد في شماله إلى بيت المقدس، وجُعل له ثلاثة أبواب، ثم حصبت أرضه لأن المطر كان قد أثَّر فيه، فأمر عليه الصلاة والسلام بحصبه، ولم يزين المسجد بِفُرُشٍ حتى ولا بالحصر.


            وبُني بجانبه حجرتان، إحداهما لسَودة بنت زمعة، والأخرى لعائشة، ولم يكن عليه الصلاة والسلام متزوجاً غيرهما إذ ذاك، وكانت الحجرتان متجاورتين وملاصقتين للمسجد على شكل بنائه، وصارت الحجرات تبنى كلما جاءت زوج.

            بدء الأذان


            أوجب الله الصلاة على المسلمين ليكونوا دائماً متذكرين عظمة العليّ الأعلى، فيتبعون أوامره، ويجتنبون نواهيه، ولذلك قال في مُحكم كتابه: (إِنَّ الصلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآء وَالْمُنْكَرِ)[1].
            وجعل أفضل الصلاة ما كان جماعة ليذاكر المسلمون بعضهم بعضاً في شؤونهم واحتياجاتهم، ويقوّوا روابط الألفة والاتحاد بينهم، ومتى حان وقت الصلاة فلا بدّ من عمل ينبه الغافل، ويذكّر الساهي حتى يكون الاجتماع عامّاً، فائتمر النبي عليه الصلاة والسلام مع الصحابة فيما يفعل لذلك.


            فقال بعضهم: نرفع راية إذا حان وقت الصلاة ليراها الناس، فلم يرضوا ذلك لأنها لا تفيد النائم ولا الغافل، وقال آخرون: نُشعل ناراً على مرتفع من الهضاب فلم يقبل أيضاً، وأشار آخرون ببوق وهو ما كانت اليهود تستعمله لصلواتهم فكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يكن يحب تقليد اليهود في عمل ما، وأشار بعضهم بالناقوس وهو ما يستعمله النصارى فكرهه الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً، وأشار بعضهم بالنداء فيقوم بعض الناس إذا حانت الصلاة وينادي بها فقُبِل هذا الرأي.


            فعلم بذلك أن الأذان في المسجد بين يدي الخطيب بدعة أحدثها هشام بن عبد الملك، ولا معنى لهذا الأذان، لأنه هو نداء إلى الصلاة، ومن هو في المسجد لا معنى لندائه ومن هو خارج المسجد لا يسمع النداء إذا كان النداء في المسجد. ذكر ذلك الشيخ محمد ابن الحاج في المدخل.


            فعلم من ذلك كله أن سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أذان الجمعة أنه كان إذا جلس على المنبر أذّن مؤذنه على المنار فإذا انتهت الخطبة أُقيمت الصلاة وما عدا ذلك فكله ابتداع.


            أما الإقامة وهي الدعوة للصلاة في المسجد، فقد اختلفت الروايات في نصها فرواها محمد بن إدريس الشافعي مفردة إلاّ لفظ «قد قامت الصلاة» فمَثْنَى، ورواها مالك بن أنس مفردة كلها، ورواها أبو حنيفة النعمان مَثْنَى كلها.


            يهود المدينة


            هذا، وكما ابتلى الله المسلمين في مكة بمُشركي قريش ابتلاهم في المدينة بيهودها وهم: بنو قينقاع، وبنو قريظة، وبنو النضير، فإنهم أظهروا العداوة والبغضاء حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم أنه الحق، وكانوا قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتحون على المشركين من العرب إذا شبّت الحرب بين الفريقين بنبي يبعث قد قرب زمانه، فلما جاءهم ما عرفوا استعظم رؤساؤهم أن تكون النبوّة في ولد إسماعيل، فكفروا بما أنزل الله بغياً، مع أنهم يرون أن رسول الله محمداً صلى الله عليه وسلم لم يأتِ إلاّ مصدقاً لما بين يديه من كتب الله التي أنزلها على من سبقه من المرسلين، مبيّناً ما أفسده التأويل منها، ولكنهم نبذوه وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وقد حجِّهم القرآن الشريف بما يدل على أنهم يعلمون من نفوسهم البُعد عن الحق،
            فقال: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الاْخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[2]
            ثم حتَّم جلّ ذكره عدم إجابتهم بقوله: (وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ)[3].
            فلو كانوا يعلمون من أنفسهم أنهم على الحق لما تأخروا عمّا طُلب منهم مع سهولته، وحرصهم على تكذيب الصادق الأمين، ولم ينقل لنا عن أحد منهم أنه تمنى ذلك ولو نُطْقاً باللسان ولما استحكمت في قلوبهم عداوة الإسلام صاروا يجهدون أنفسهم في إطفاء نوره: (وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[4].

            المنافقون


            وكان يُساعِدُهُم على مقاصدهم جماعة من عرب المدينة أعمى الله بصائرهم فأخفوا كفرهم خوفاً على حياتهم وكان يرأس هذه الجماعة عبد الله بن أبيّ ابن سَلول الخزرجي، الذي كان مرشحاً لرياسة أهل المدينة قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم

            ولا شكَّ أن ضررَ المنافقين أشدُّ على المسلمين من ضرر الكفار، لأن أولئك يدخلون بين المسلمين فيعلمون أسرارهم، ويشيعونها بين الأعداء من اليهود وغيرهم كما حصل ذلك مراراً، والأساس الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبل ما ظهر ويترك لله ما بطن، ولكنه عليه الصلاة والسلام مع ذلك كان لا يأمنهم في عمل ما. فكثيراً ما كان يتغيب عن المدينة، ويولي عليها بعض الأنصار، ولكن لم يُعْهَد أنه وَلَّى رجلاً ممّن عُهِدَ عليه النفاق، لأنه عليه الصلاة والسلام يعلم ما يكون منهم لو وُلُّوا عملاً، فإنهم بلا شك يتخذون ذلك فرصة لإضرار المسلمين، وهذا درس مهم لرؤساء الإسلام، يعلِّمهم أَلاّ يثقوا في الأعمال المهمة إلا بمن لم تظهر عليهم شبهة النفاق أو إظهار ما يخالف ما في الفؤاد.

            [1] سورة العنكبوت 45

            [2] سورة البقرة 94

            [3] سورة البثرة 95

            [4] سورة التوبة 32
            التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 04-06-2011, 12:54 AM. سبب آخر: حذف روابط مخالفة ... سبحانك اللهم وبحمدك


            تعليق


            • #7
              رد: هجرة أهل البيت وبدء الأذان

              جزاكم الله خيرا
              نشكر لكم إثراء القسم بالموضوعات الهادفة
              ولكن نرجو منكم الالتزام بقوانين المنتدى بوضع الموضوع فى القسم المخصص له
              وكذلك حذف الروابط المخالفه التى توجة الى خارج المنتدى

              تعليق


              • #8
                تحويل القبلة وصوم رمضان وغزوة بدر الكبرى

                تحويل القبلة وصوم رمضان وغزوة بدر الكبرى

                مكث عليه الصلاة والسلام بالمدينة ستة عشر شهراً يستقبل بيت المقدس في صلاته وكان يحبّ أن تكون قبلته الكعبة ويقلِّبُ وجهه في السماء داعياً الله بذلك فبينما هو في صلاته إذ أوحى الله إليه بتحويل القبلة إلى الكعبة فتحوّل وتحوَّلَ مَنْ وراءه. وكانت هذه الحادثة سبباً لافتتان بعض المسلمين الذين ضعفت قلوبهم فارتدوا على أعقابهم وقد أكثر اليهود من التنديد على الإسلام بهذا التحويل وما دَرَوا أن لله المشرق والمغرب يهدي مَنْ يشاءُ إلى صراط مستقيم.
                صوم رمضان

                وفي شعبان من هذه السنة أوجب الله صوم شهر رمضان على الأمة الإسلامية، وكان عليه الصلاة والسلام قبل ذلك يصوم ثلاثة أيام من كل شهر. والصيام من دعائم هذا الدين، والفرائض التي بها يتمّ النظام، فإن الإنسان مجبول على حبّ نفسه، والسعي فيما يعود عليها بالنفع الخاص، تاركاً ما وراء ذلك من حاجات الضعفاء والمساكين، فلا بدّ من وازِع يزعه لحاجات قوم أقعدتهم قواهم عن إدراك حاجاتهم، ولا أقوى من ذوق قوارص الجوع والعطش، إذ بهما تلين نفسه ويتهذب خلقه، فيسهل عليه بذل الصدقات.
                صدقة الفطر
                ولذلك أوجب الشّارِع الحكيم عقب الصوم زكاة الفطر فترى الإنسان يبذلها بسخاء نفس ومحبة خالصة.





                زكاة المال


                وفي هذا العام فُرضت زكاة الأموال، وهذه هي النظام الوحيد الذي به يأكل الفقراء والمساكين من إخوانهم الأغنياء بلا ضرر على هؤلاء.


                فإذا بلغت الدنانير عشرين أو الدراهم مائتين، وحال عليها الحول، وجب عليك أن تؤدي ربع عشرها، أي اثنين ونصفاً في كل مائة، وما زاد فبحسابه.


                وإذا بلغت الشياه أربعين، والبقر ثلاثين، والإبل خمساً، وحال عليها الحول وجب عليك كذلك أن تؤدي منها جرءاً مخصوصاً حدده الشّارِع، ومثلها عروض التجارة، ومحصولات الزراعة كل هذا يقبضه الإمام ويوزعه على مستحقيه من الفقراء والمساكين وبقية المذكورين في آية الصدقة: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[1].


                واللبيب العاقل البعيد عن التعصب يحكم لأول نظرة أن هذا النظام مع عدم إضراره بالأغنياء مقلل لمصائب الفقر التي ألجأت كثيراً من فقراء الأمم أن يخالفوا نظام دولهم ويؤسسوا مبادئ تقويض وتداعي الأمن كما يفعله الاشتراكيون وغيرهم.


                غزوة بدر الكبرى


                لم يطل العهد بتلك العِير العظيمة التي خرج لها صلى الله عليه وسلم وهي متوجهة إلى الشام فلم يدركها ولم يزل مترقباً رجوعها فلما سمع برجوعها نَدَبَ إليها أصحابَهُ وقال: «هذه عيرُ قريش فاخرجوا إليها لعلّ الله أن ينفلكموها»، فأجاب قوم وثَقُلَ آخرون لظنهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُرِدْ حرباً، فإنه لم يحتفل بها بل قال: «من كان ظهره حاضراً فليركبْ معنا». ولم ينتظر من كان ظهره غائباً.


                فخرج لثلاثِ ليالٍ خَلَوْنَ من رمضان بعد أن ولَّى على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم، وكان معه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً: مئتان ونيف وأربعون من الأنصار، والباقون من المهاجرين ومعهم فَرَسان وسبعون بعيراً يعتقبونها والحامل للواء مصعب بن عمير العَبْدري.


                ولما علم أبو سفيان بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم استأجر راكباً ليأتي قريشاً ويخبرهم الخبر فلما علموا بذلك أدركتهم حميتهم وخافوا على تجارتهم فنفروا سِراعاً ولم يتخلف من أشرافهم إلا أبو لهب بن عبد المطلب فإنه أرسل بدله العاص بن هشام بن المغيرة وأراد أمية بن خلف أن يتخلَّف لحديث حدَّثه إياه سعد بن معاذ حينما كان معتمراً بعد الهجرة بقليل حيث قال: سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنهم قاتلوك قال: بمكة قال: لا أدري ففزع لذلك وحلف ألاَّ يخرج فعابه أبو جهل ولم يزل به حتى خرج قاصداً الرجوع بعد قليل ولكن إرادة الله فوق كل إرادة فإن منيته ساقته إلى حتفه رغم أنفه وكذلك عَزَمَ جماعةٌ من الأشراف على القعود فَعِيْبَ عليهم ذلك))[2].


                وبهذا أجمعتْ رجالُ قريش على الخروج، فخرجوا على الصعب والذلول، أمامهم القَيْنات يغنين بهجاء المسلمين: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنّي جَارٌ لَّكُمْ)[3].


                أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن يعرف شيئاً مما فعله المشركون، ولم يكن خروجه إلا للعير، فعسكر ببيوت السُّقْيا خارج المدينة، واستعرض الجيش فردَّ مَنْ ليس له قدرة على الحرب، ثم أرسل اثنين يتجسسان الأخبار عن العير. ولما بلغ الرَّوْحاء جاءه الخبر بمسير قريش لمنع عيرهم، وجاءه مخبراه بأن العير ستصل بدراً غداً أو بعد غد، فجمع عليه الصلاة والسلام كبراء الجيش وقال لهم: «أيّها الناس إنَّ الله قد وعدني إحدى الطائفتين أنها لكم: العير أو النفير» فتبين له عليه الصلاة والسلام أن بعضهم يريدون غير ذات الشوكة وهي العير ليستعينوا بما فيها من الأموال، فقد قالوا: هلاّ ذكرت لنا القتال فنستعد وجاء مصداق ذلك قوله تعالى: (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)[4].


                ثم قام المقداد بن الأسود رضي الله عنه فقالَ: يا رسول الله امضِ لما أمرك الله، فوالله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلآ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)[5] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتلون، والله لو سرت بنا إلى بَرْكَ الغِمَاد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فدعا له بخير.


                ثم قال عليه الصلاة والسلام: «أشيروا عليّ أيّها الناس» وهو يريد الأنصار لأن بيعة العقبة ربما يفهم منها أنه لا تَجِب عليهم نصرته إلا ما دام بين أظهرهم. فإن فيها: يا رسول الله إنَّا بُرآء من ذمتك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلت إليها فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا. فقال سعد بن معاذ، سيد الأوس: كأنك تريدنا يا رسول الله؟ فقال: «أجل» فقال سعد: قد آمنا بك وصدّقناك، وأعطيناك على ذلك عهودنا، فامضِ لما أمرك الله، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك، وما نكره أن تكون تلقى العدو بنا غداً، إنّا لصُبُر عند الحرب، صُدُق عند اللقاء، ولعلّ الله يُريك منّا ما تقرّ به عَيْنُك، فسر على بركة الله.


                فأشرق وجهه عليه الصلاة والسلام، وسُرّ بذلك، وقال كما في رواية البخاري: «أبشروا والله كأني أنظر إلى مصارع القوم» فَعلم القومُ من هذه الجملة أن الحرب لا بدّ حاصلة، وحقيقةً حصلت، فإن أبا سفيان لما علم بخروج المسلمين له ترك الطريق المسلوكة، وسار متّبعاً ساحل البحر فنجا، وأرسل إلى قريش يُعلِمهم بذلك، ويشير عليهم بالرجوع، فقال أبو جهل: لا نرجع حتى نحضر بدراً فنقيم فيه ثلاثاً: ننحر الجَزور، ونطعم الطعام، ونُسقي الخمر، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً. فقال الأخنس بن شريق الثقفي لبني زهرة وكان حليفاً لهم : ارجعوا يا قوم فقد نجَّى الله أموالكم فرجعوا، ولم يشهد بدراً زهري ولا عدوي، ثم سار الجيش حتى وصلوا وادي بدر فنزلوا عدوته القصوى عن المدينة في أرض سهلة لينة.


                أما جيش المسلمين، فإنه لمّا قارب بدراً أرسل عليه الصلاة والسلام عليّ بن أبي طالب والزبير بن العوّام ليعرفا الأخبار، فصادفا سُقاةً لقريش فيهم غلام لبني الحجاج وغلام لبني العاص السهميين، فأتيا بهما، والرسول عليه السلام قائم يصلي، ثم سألاهما عن أنفسهما، فقالا: نحن سقاة لقريش بعثونا نسقيهم الماء، فضرباهما لأنهما ظنا أن الغلامين لأبي سفيان. فقال الغلامان: نحن لأبي سفيان فتركاهما. ولما أتمَّ الرسول عليه السلام صلاته، قال: «إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما؟ صدقا والله إنهما لقريش». ثم قال لهما: «أخبراني عن قريش؟» قالا: هم وراء هذا الكَثيب، فقال لهما: «كم هم؟» فقالا: لا ندري. قال: «كم ينحرون كل يوم؟». قالا: يوماً تسعاً ويوماً عشراً. قال: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، ثم سألهما عمّن في النفير من أشراف قريش فذكرا له عدداً عظيماً، فقال عليه السلام لأصحابه: «هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها»،


                ثم ساروا حتى نزلوا بعُدْوَةِ الوادي الدنيا من المدينة بعيداً عن الماء في أرض سبخة، فأصبح المسلمون عطاشاً بعضهم جُنب وبعضهم مُحْدِث، فحدَّثهم الشيطان بوسوسته، ولولا فضل الله عليهم ورحمته لثنيت عزائمهم، فإنه قال لهم: ما ينتظر المشركون منكم إلا أن يقطع العطش رقابكم، ويُذهِب قواكم فيتحكموا فيكم كيف شاؤوا.


                فأرسل الله لهم الغيث حتى سال الوادي، فشربوا واتخذوا الحِياض على عُدْوَةِ الوادي، واغتسلوا وتوضؤوا وملؤوا الأسقية، ولبدت الأرض، حتى ثبتت عليها الأقدام، على حين أن كان هذا المطر مصيبة على المشركين فإنه وَحَّل الأرض حتى لم يعودوا يقدرون على الارتحال. ومصداق هذا قوله تعالى: (وَيُنَزّلُ عَلَيْكُم مّن السَّمَآء مَآء لّيُطَهّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الاْقْدَامَ)[6]


                وقد أرى الله رسوله صلى الله عليه وسلم في منامه الأعداء كما أراهموه وقت اللقاء قليلي العدد كيلا يفشل المسلمون وليقضي الله أمراً كان مفعولاً. قال تعالى: (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِى مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِى الاْمْرِ وَلَاكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(43) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِى أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلّلُكُمْ فِى أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِىَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الامُورُ)[7]


                وبعد انقضاء هذه المبارزة، وقف عليه الصلاة والسلام بين الصفوف يعدِلها بقضيب في يده، فمرّ بسواد بن غَزِية حليف بني النجار وهو خارج من الصف، فضربه بالقضيب في بطنه وقالَ: «استقم يا سواد»، فقال أوجعتني يا رسول الله وقد بُعثت بالحق والعدل فَأَقِدْني من نفسك. فكشف الرسول عليه الصلاة والسلام عن بطنه، وقال: «استقد يا سواد»، فاعتنقه سواد وقبَّل بطنه. فقال عليه الصلاة والسلام: «ما حملك على ذلك؟» فقال يا رسول الله قد حضر ما ترى فأردتُ أن يكون آخر العهد أن يمسّ جلدي جلدَك، فدعا له بخير.


                واشتد القتال، وحمي الوطيس، وأيد الله المسلمين بالملائكة بُشرى لهم ولتطمئن به قلوبهم. فلم تكن إلا ساعة حتى هُزم الجمع، وولّوا الدُّبُرَ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتل من المشركين نحوُ السبعين، منهم من قريش: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، قُتلوا مبارزة أول القتال، وأبو البَخْتري بن هشام، والجراح والد أبي عبيدة قتله ابنه بعد أن ابتعد عنه فلم يزدجر، وقُتل أُمية بن خلف وابنه علي، اشترك في قتلهما جماعة من الأنصار مع بلال بن رباح وعمّار بن ياسر، وقد سعيا في ذلك لما كان يفعله بهما أُمَيّةُ في مكة. ومن القتلى حنظلة بن أبي سفيان، وأبو جهل بن هشام، أثخنه فَتيان صغيران من الأنصار، لما كانا يسمعانه من أنه كان شديدَ الإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، وقُتل نوفل بن خويلد قتله علي بن أبي طالب، وقتل عبيدة والعاصي ولدا أبي أُحَيْحَةَ سعيدِ بنِ العاصِ بنِ أمية، وقُتِل كثيرون غيرهم.


                أما الأسرى فكانوا سبعين أيضاً، قتلَ منهم عليه الصلاة والسلام وهو راجع عقبة َبن أبي مُعيط، والنضر َبن الحارث اللذين كانا بمكة من أشد المستهزئين.


                وكانت هذه الواقعة في 17 رمضان وهو اليوم الذي ابتدأ فيه نزول القرآن وبين التاريخين 14 سنة قمرية كاملة.


                وقد أمر عليه الصلاة والسلام بالقتلى فنُقلوا من مصارعهم التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بها قبل حصول الموقعة إلى قليب بدر، لأنه عليه السلام كان من سُننه في مغازيه إذا مرّ بجيفة إنسان أمر بها فدفنت، لا يسأل عنه مؤمناً أو كافراً. ولما ألقي عتبة والد أبي حذيفة أحد السابقين إلى الإسلام تغير وجه ابنه ففطن الرسول عليه السلام لذلك، فقال: «لعلّك دخلك من شأن أبيك شيء؟» فقال: لا والله ولكني كنت أعرف من أبي رأياً وحلماً وفضلاً، فكنت أرجو أن يهديه الله للإسلام، فلما رأيت ما مات عليه أحزنني ذلك، فدعا له الرسول عليه والصلاة السلام بخير، ثم أمر عليه السلام براحِلته فشُدَّ عليها حتى قام على شَفَةِ القليب الذي رمي فيه المشركون، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسرّكم أنكم كنتم أطعتم الله ورسوله؟ فإنّا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟» فقال عمر: يا رسول الله ما تُكَلِّمُ من أجساد لا أرواح فيها؟ فقال: «والذي نفسُ محمد بيده ما أنتم بأسمَعَ لما أقولُ منهم». وتقول عائشة رضي الله عنها إنما قال: «إنهم الآن ليعلمون أَنَّ ما كنتُ أقول لهم حق»، يقول: «يعلمون ذلك حينما تبوّؤوا مقاعدهم من النار»[8].


                ثم أرسل عليه السلام المبشرين فأرسل عبد الله بن رواحة لأهل العالية وأرسل زيد بن حارثة لأهل السافلة راكباً على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المنافقون والكفار من اليهود قد أرجفوا بالرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين عادة الأعداء في إذاعة الضرّاء يقصدون بذلك فتنة المسلمين فجاء أولئك المبشرون بما سرّ أهل المدينة وكان ذلك وقت انصرافهم من دفن رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج عثمان.

                ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وهنا وقع خُلف بين بعض المسلمين في قسمة الغنائم، فالشبان يقولون: باشرنا القتال، فهي لنا خالصة، والشيوخ يقولون: كنا ردءاً لكم فنشارككم. ولما كان هذا الاختلاف مما يدعو إلى الضعف، ويزرع في القلوب العداوة والبغضاء المؤديين إلى تشتت الشمل أنزل الله حسماً لهذا الخلاف قال تعالى: ({يَسْأَلُونَكَ عَنِ الانفَالِ قُلِ الانفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ)[9] فسطع على أفئدتهم نور القرآن، فتألّفت بعد أن كادت تفترق، وتركوا أمر الغنائم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها كيف شاء كما حكم القرآن فقسمها عليه الصلاة والسلام على السواء الراجل مع الراجل، والفارس مع الفارس وأدخل في الأسهام بعض مَنْ لم يحضر لأمر كُلف به وهم: أبو لُبابة الأنصاري لأنه كان مخلَّفاً على أهل المدينة، والحارث بن حاطب لأن الرسول عليه الصلاة والسلام خلفه على بني عمرو بن عوف ليحقّق أمراً بلغه، والحارث بن الصمَّة وخَوَّات بن جبير لأنهما كُسِرا بالرَّوْحَاءِ فلم يتمكنا من السير، وطلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد لأنهما أُرسِلا يتجسسان الأخبار، فلم يرجعا إلا بعد انتهاء الحرب، وعثمان بن عفان لأن الرسول عليه السلام خلَّفه على ابنته رقيّة يمرضها، وعاصم بن عدي لأنه خلفه على أهل قُباء والعالية وكذلك أسهم لمن قتل ببدر وهم أربعة عشر منهم عُبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الذي جُرح في المبارزة الأولى، فإنه رضي الله عنه مات عند رجوع المسلمين من بدر ودفن بالصَّفراء ولما قارب عليه السلام المدينة تلقته الولائد بالدفوف يقلن:
                طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا لله داع أيها المبعوث فينا جئت بالأمر
                [1] سورة التوبة 60

                [2] صحيح البخاري

                [3] سورة الأنفال 47

                [4] سورة الأنفال 7

                [5] سورة المائدة 24

                [6] سورة الأنفال 11

                [7] سورة الأنفال من 43 إلى 44

                [8] رواه البخاري

                [9] سورة الأنفال 1
                التعديل الأخير تم بواسطة يكفينى أنى مسلمة; الساعة 09-06-2011, 01:25 AM. سبب آخر: حذف روابط مخالفه


                تعليق


                • #9
                  رد: تحويل القبلة وصوم رمضان وغزوة بدر الكبرى

                  جزاكم الله خيرا
                  وأود لفت انتباهك اختى الفاضله الى انه عند وجود روابط مخالفه بالموضوع
                  فلن يتم الموافقه عليه
                  لانه سبق تنبيهك لهذا الامر مرارا

                  تعليق


                  • #10
                    رد: هجرة أهل البيت وبدء الأذان

                    المشاركة الأصلية بواسطة يكفينى أنى مسلمة مشاهدة المشاركة
                    جزاكم الله خيرا
                    نشكر لكم إثراء القسم بالموضوعات الهادفة
                    ولكن نرجو منكم الالتزام بقوانين المنتدى بوضع الموضوع فى القسم المخصص له
                    وكذلك حذف الروابط المخالفه التى توجة الى خارج المنتدى
                    سترك الله في الدنيا والآخرة و
                    جزاك
                    الله خيراأسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق نفع الله بك ورفع قدرك


                    تعليق


                    • #11
                      رد: هجرة أهل البيت وبدء الأذان

                      المشاركة الأصلية بواسطة يكفينى أنى مسلمة مشاهدة المشاركة
                      جزاكم الله خيرا
                      نشكر لكم إثراء القسم بالموضوعات الهادفة
                      ولكن نرجو منكم الالتزام بقوانين المنتدى بوضع الموضوع فى القسم المخصص له
                      وكذلك حذف الروابط المخالفه التى توجة الى خارج المنتدى
                      سترك الله في الدنيا والآخرة و
                      جزاك
                      الله خيراأسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق نفع الله بك ورفع قدرك


                      تعليق


                      • #12
                        رد: تحويل القبلة وصوم رمضان وغزوة بدر الكبرى

                        المشاركة الأصلية بواسطة يكفينى أنى مسلمة مشاهدة المشاركة
                        جزاكم الله خيرا
                        وأود لفت انتباهك اختى الفاضله الى انه عند وجود روابط مخالفه بالموضوع
                        فلن يتم الموافقه عليه
                        لانه سبق تنبيهك لهذا الامر مرارا
                        والله يا أختي الفاضلة أنا لا أعرف هل في المواضيع روابط أم لا ولا أعرف أحذفها فلو تكرمتي ممكن تقومي بحذفها سترك الله في الدنيا والآخرة و
                        جزاك
                        الله خيراأسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق نفع الله بك ورفع قدرك


                        تعليق


                        • #13
                          (وفيات)

                          (وفيات) وفاة عبد الله ابن أبيّ
                          وفي ذي القعدة مات عبد الله بن أُبَيَ ابن سلول، وقد صلَّى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة لم يطل مثلها، وشَيَّعَ جنازته حتى وقف على قبره، وإنما فعل ذلك تطييباً لقلب ولده عبد الله بن عبد الله، وتأليفاً لقلوب الخزرج لمكانة عبد الله بن أبيّ فيهم، وقد نزع ربقة النفاق كثير من المنافقين بعد هذا اليوم، لما رأوه من أعمال السيد الكريم صلى الله عليه وسلم ، وقد نهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين فقال جلّ شأنه: (وَلاَ تُصَلّ عَلَى أَحَدٍ مّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)[1].
                          وفاة أُمّ كلثوم
                          وفي هذه السنة في شعبان توفيت أُمّ كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج عثمان رضي الله عنه .
                          وفاة النجاشي
                          وفي رجب من هذا العام توفي النجاشي ملك الحبشة، فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب
                          السَّنَة العاشرة : سرية خالد بن الوليد إلى نجران
                          في ربيع الآخر أرسل عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد في جمع لبني عبد المَدَان بنجران من أرض اليمن، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاث مرات فإن أبوا قاتلهم، فلما قدم إليهم بعث الركبان في كل وجه يدعون إلى الإسلام ويقولون: أسلموا، تسلموا، فأسلموا ودخلوا في دين الله أفواجاً، فأقام خالد بينهم يعلمهم الإسلام والقرآن، وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فأرسل إليه أن يقدم بوفدهم ففعل. وحين اجتمعوا به صلى الله عليه وسلم قال لهم: بِمَ كنتم تغلبون مَنْ قاتلكم في الجاهلية قالوا: كنا نجتمع ولا نتفرق، ولا نبدأ أحداً بظلم، قال: «صدقتم» وأمَّر عليهم زيد بن حصين.

                          سرية علي بن أبي طالب إلى بني مذحج
                          وفي رمضان أرسل عليه الصلاة والسلام علياً في جمع إلى بني مذْحِج قبيلة يمانية وعَمَّمه بيده، وقال: «سر حتى تنزل بساحتهم، فادعهم إلى قول: لا إله إلاّ الله، فإن قالوا: نعم، فَمُرْهُمْ بالصلاة ولا تبغِ منهم غير ذلك، وَلأَنْ يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس، ولا تقاتلهم حتى يقاتلوك» فلما انتهى إليهم لقي جموعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، ورموا المسلمين بالنبل فصفَّ عليٌّ أصحابه وأمرهم بالقتال، فقاتلوا حتى هزموا عدوهم فكفَّ عن طلبهم، ثم لحقهم ودعاهم إلى الإسلام فأجابوا، وبايعه رؤساؤهم، وقالوا: نحن على مَنْ وراءنا من قومنا، وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله، ففعل. ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافاه بمكة في حجة الوداع.
                          بعث العمال إلى اليمن
                          ثم بعث عليه الصلاة والسلام إلى اليمن عمالاً من قبله، فبعث معاذ بن جبل على الكورة العليا من جهة عدن، وبعث أبا موسى الأشعري على الكورة السفلى، ووصّاهما صلى الله عليه وسلم بقوله: «يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا» وقال لمعاذ: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأَنَّ محمداً رسول الله، فإن أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك، فإياك وكرائمَ أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» وقد مكث معاذ باليمن حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما أبو موسى فقدم على الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

                          [1] سورة التوبة 84


                          تعليق


                          • #14
                            رد: (وفيات)

                            جزاكم الله خيرا

                            سيتم النقل لقسم سير وغزوات

                            تعليق


                            • #15
                              رد: (وفيات)

                              جميله جدااااااااااا
                              وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X