إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

    حظ العبد من اسم الله الرقيب


    التعبد باسم الله الرقيب فى حال الدعاء


    أن يدعو العبد الله سبحانه وتعالى ويثنى عليه فى دعائه و هو يترقب ويتلمس قلبه ويتحسسه حتى لا يلتفت
    و دائمًا وأبدًا يذكر نفسه أن الله رقيبًا عليه فلا يلتفت ويجمع همه ويجمع شمله
    فلا يخطر بباله أدنى خاطر يبعده عن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى وميل القلب وانصراف همته إليه أثناء دعائه




    مراقبة الله تعالى فى السر والعلانية


    فيتعلم العبد كيف يُراقب نفسه و يُراقب الله فى أفعاله

    والمراقبة لله سبحانه وتعالى على نوعين :

    أولاً : مراقبة العبد لربه بالمحافظة على حدوده و شرعه و اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم

    فعلى العبد أن يسعى لتحقيق أركان القبول في جميع أعماله حتى يكون العمل مقبولاً عندالله

    ألا وهى : الإخلاص و المتابعة للنبى صلى الله عليه وسلم

    فإن كان يقوم بأعمال بر ظاهرة، عليه أن يقوم بأعمال خفية عن الناس في المقابل؛ لكي يُحقق معنى الإخلاص

    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل"{صحيح الجامع}

    و فى أثناء العمل يراقب العبد نفسه ، هل أداه كما ينبغى ؟


    و ينظر لحق الله عليه فى العمل هل جاء به على أكمل وجه أم لا ؟

    مثلاً : فى الصلاة هل أداها فى اول وقتها ؟ هل كان خاشعًا فيها ؟
    ويفتش فى نفسه ما الذى جعله لا يخشع ؟ ما الذى شتت ذهنه ؟ و من أين دخل عليه الشيطان ؟


    ويُراقب نفسه حتى لا يدخل فى العمل حظ النفس وغيرها من الآفات التى تُفسد عليه إخلاصه و تُفسد عمله

    فتُثمر له هذه المراقبة معرفة بآفاته و عيوبه و من أين أوتى فيعمل على إصلاح نفسه من آفاتها حتى يستقيم بعد ذلك

    ومن الناحية الأخرى ينظر فى عمله هل هو موافق للسنة و لهدى النبى صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
    و يتحرى السُّنَّة في عمله حتى يكون موافقًا لهدى النبى صلى الله عليه وسلم


    وفى هذا معنى الحفظ الذى ورد من حديث عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :


    " يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ،احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إذا سَألت فاسْألالله، وإذا اسْتعنتَ فاسْتعن بالله"
    {رواه الترمذي وصححه الألباني}

    أى احفظ أوامر الله بالامتثال واحفظها بمتابعة النبى صلى الله عليه وسلم يحفظك الله

    ثانيًا : إيمان العبد بمراقبة الله لعباده وإطلاعه على عملهم وحفظه لهم وإحصائه لكسبهم


    فطول الوقت يُذكر العبد نفسه بهذه المعانى" إن الله ناظر إلىّ إن الله مطلع علىّ "

    عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

    (قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ،
    فَقَالَ: ارْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّاي)
    أى ابتغاء وجهى

    الشاهد فى الحديث " أرقبوه "

    إذًا الملائكة ترقب هذا العمل وتكتبه فى الدواويين فيكون من شأن ذلك أن يلاحظ العبد هذا فى عمله
    ويكون مستشعرًا تمامًا أن الله سبحانه وتعالى ناظرًا إليه حال صنعه لهذا الأمر ويرى خطرات قلبه وكذلك عمله فى الخارج


    يقول بن القيم : إذا فرغ العبد من فريضة الصبح ينبغى أن يفرغ قلبه ساعة لمشارطة نفسه

    " و المشارطة تعنى أن يحدد الإنسان الاهداف التى عليه تحقيقها فى هذا اليوم
    و ما يُريد عمله من الطاعات و ما عليه اجتنابه من المحرمات و ماذا سيفعل خلال يومه و يُذكر نفسه بما لها و ما عليها ؟ "


    فيقول للنفس: ما لى بضاعة إلا العمر فإذا فني منى رأس المال وقع اليأس من التجارة وطلب الربحوهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه
    وأخرَّ أجلي وأنعمَّ عليَّ به ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا حتى أعمل فيه صالحاً


    فقل لنفسك: احسبي يا نفس أنك قد توفيتِ ثمَّ رددتِ، فإياكِ أن تضيعي هذا اليوم
    فهل تحبين أن تلقى الله بحالكِ هذا ؟ أم أفضل منه ؟


    إن كنتِ تريدين أن تكونى أفضل مما أنتِ عليه الآن، لِمَ لا تتحركى وقد أمهلكِ الله تعالى وأمدَّ في عمركِ؟

    وينبغى أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفى العمل

    هل حركه عليه هوى النفس أو المحرك له هو الله تعالى خاصة ؟ فإن كان الله تعالى أمضاه وإلا تركه وهذا هو الإخلاص
    قال الحسن :
    رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر
    فهذه مراقبة العبد في الطاعة وهوأن يكون مخلصاً فيها

    أما مراقبته في المعصيةتكون بالتوبة والندم والإقلاع

    فكلما ورد الذنب على خاطره، يستعيذ بالله منه ويبعث على وجل قلبه .. فيكون دائمًا أبدًا مُنيـــب إلى ربِّ العالمين، كثيــر الرجوع إليه.
    ومراقبته في المباح تكون بمراعاة الأدب والشكر على النعم

    فإنه لا يخلو من نعمة لابد له من الشكر عليها، ولا يخلو من بلية لابد من الصبر عليها، وكل ذلك من المراقبة
    والتوسع في المباحات يبعث على الذنب لا محالة لأن النفس تطغى بذلك وهي لا تأمر بخيرٍ أبدًا.

    ثم تأتي مرحلة المراقبة بعد العمل

    وهي أن يكون قلبه وجلاً ألا يُقبَل عمله المراقبة وهذا من تمام
    قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون )




    حراسة الخواطر


    فمراقبة الله سبحانه تعالى تقتضي أن يحترس المرء من خواطره؛ لأنها نقطة البداية لأي عمل
    فالخاطر يستتبع بعد ذلك حديث النفس ثم بعد ذالك يكون الارادة والهمة ثم يكون بعد ذلك العزم فى آخر الامر ،

    إذًا يبدأ الامر كذلك .. خاطر يصرفه العبد عن نفسه ينتهى الأمر.. لكن إذا ترك العبد الخاطر يبدأ بعد ذلك يُحدث نفسه أن يفعل هذا العمل
    ثم يبدأ فى أ خذ قرار فتتولد فى نفسه الإرادة للفعل ثم بعد ذلك تكون العزيمة وعندها يبدأ الحساب اول ما يعزم العبد على فعل الشئ سواء فعله أو لم يفعله


    وعلاج ذلك بأن يقطع العبد الأمر من بدايته ولا يسبح مع خواطره


    فلا تطلقى لخيالكِ العنــان وتدعى نفسكِ تشرُد في كل ما تشتهي وتتمنى .. وكلما راودتكِ تلك

    الخواطر وأحلام اليقظة، تحرَّكى واشغلى نفسك بأي عمل آخر حتى لا تسبحى بخيالك بعيدًا عن هدفكِ

    اسرحى بخيالكِ فى الجنة .. فى التفكر فى أسماء الله و صفاته .. فى تأمل سيرة النبى صلى الله عليه وسلم
    و لكن لا تسرحى فى المعاصى و أمور الدنيا حتى لا يفسد قلبكِ


    ومن راقب الله في خواطره عصمَّه الله في حركات جوارحه



    فوائد تحقيق المراقبة :


    1) الفوز بالجنة والنجاة من النــار .. فإن من راقب الله يُبلَّغ المنازل العلا.

    وسئل ذو النون : بم ينال العبد الجنة ؟

    قال بخمس : إستقامة ليس فيها روغان .. واجتهاد ليس معه سهو.. ومراقبة لله فى السر والعلن
    وانتظار الموت بالتأهب ..ومحاسبة نفسك قبل ان تحاسب


    2) أن يشمل الله العبد بحفظه ورعايته في الدنيــا والآخرة
    كما في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، ومنهم :
    ".. ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله،
    ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"
    [متفق عليه]


    3) الأمان من الفزع الأكبر يوم القيامة
    4) المراقبة دليلٌ على كمال الإيمان وحُسن الإسلام
    فالمراقبة ترتقي بإيمان العبد إلى درجة الإحسان، كما ذكر النبي في تعريف الإحسان "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ" [رواه مسلم]
    والمحسن أعلى درجة من المؤمن والمسلم .


    5) تُثمر محبة الله تعالى ورضاه
    قال بن عطاء: أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات
    فلو جلستِ تتفكرين أن الله ناظر إليكِ و مطلع عليكِ وأنه بصير و يراكِ وهكذا تمررين معانى المراقبة على قلبكِ
    فهذا من أفضل الأمور التى تتقربين بها إلى المولى عز وجل و تُبلغكِ حبه و رضاه

    6) يرزقه الله تعالى حُسن الخاتمة
    إذا راقب العبد قلبه واستقامت أحواله في حياته.




    كيف تعيشين اسم الرقيب فى حياتك ؟

    استشعرى فى كل لحظة أن الله معكِ .. يراكِ و يرى تفاصيل ما فى قلبكِ و عقلكِ
    استشعرى حبه لكِ و معيته لكِ فى كل أوقاتكِ و لحظاتكِ
    استشعرى حراسته و حفظه لكِ
    و استحيى أن يراكِ الله على ما لا يُرضيه أو أن يرى فى قلبكِ غيره
    احفظى قلبكِ له فلا ينشغل إلا بحبه ولا يتعلق إلا به ولا يحب سواه
    و احفظى عقلكِ و أفكاركِ له فلا تفكرين إلا فى طاعته و ما يُقربكِ منه
    واحفظى جوارحكِ له فلا تستعمليها إلا فى طاعته
    و إذا و قعتِ فى معصية بادرى بالتوبة و الإنابة
    و كونى مراقبة لله فى جميع أحوالكِ و أعمالكِ .. مستشعرة قربه و حفظه و إطلاعه عليكِ


    جاهد من أجل تحقيق هدفك و لا تقبل أن تصير جزءًا من أهداف الآخرين
    ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

    تعليق


    • #47
      رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

      جزاكِ الله خيرًا أختي
      وبارك الله فيكِ
      جعله الله في موازين حسناتك



      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

      تعليق


      • #48
        رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

        آميــــــــــــــن
        و جزاكِ خيرًا و بارك فيكِ

        جاهد من أجل تحقيق هدفك و لا تقبل أن تصير جزءًا من أهداف الآخرين
        ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

        تعليق


        • #49
          رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

          يارب ارزقنى حبك وحب من يحبك وحب ما يقربنى الى حبك

          تعليق


          • #50
            رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

            ماشاء الله اللهم بارك
            جزاكنّ الله خيرا أخواتى الفضليات
            أسأل الله تعالى أن يكتب أجركنّ ويجعله فى موازين حسناتكنّ
            وأسأله جل وعلا أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه
            متابعه معكم بإذن الله

            "أنت وليي في الدنيا والآخرة "
            إذا صحَّ مِنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّـنٌ
            وكُـلُّ الذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ

            تعليق


            • #51
              رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله




              حياكن الله أخواتنا الكريمات
              موعدنا اليوم مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى،
              وهو اسم
              ( الستير )، وقد يدور على ألسنة الناس اسم الستار،
              واسم الستار لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة
              أما الذي ورد اسم ( الستير )، فقد ورد هذا الاسم في السنة، ولم يرد في القرآن مقروناً باسم الحَيِيّ،
              والاسم الحقيقي في هذا الموضوع اسم ( الستير )، وليس الستار.

              الستير سبحانه
              هو الذي يحب الستر ويبغض القبائح، ويأمر بستر العورات ويبغض الفضائح،
              يستر العيوب على عباده وإن كانوا بها مجاهرين،
              ويغفر الذنوب مهما عَظُمَت طالما أن عبده من الموحدين، وإذا ستر الله عبدًا في الدنيا ستره يوم القيامة ..


              المعنى اللغوي للاسم
              الستير في اللغة على وزن فعِيل من صيغ المبالغة، فعله ستر الشيء يَسْتُرُه سَترًا: أَخفاه ..
              والستير: هو الذي من شأْنه حب الستر والصَّوْن والحياء .. والسُّتْرةُ: ما يُستَر به كائنًا ما كان، وكذا السِّتَارة والجمع السَّتَائِرُ، وسَتَر الشيء غطاه .. وتَسَتَّر، أي: تغطى .. ورجلُ مستور وسَتِيرٌ، أي: عَفيف، والجارية: سَتِيرة.





              ورود الاسم في السُّنَّة النبوية
              لم يرد الاسم في القرآن الكريم، لكنه ورد في الحديث عن عطاء عن يعلى: أن رسول الله رأى رجلاً يغتسل بالبراز (أي: بالخلاء) فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ" [رواه النسائي وصححه الألباني، صحيح الجامع (1756)]

              معنى الستيـــر في حق الله تعالى
              يقول ابن الأثير "ستيــر: فعيل بمعنى فاعل، أي: من شأنه وإرادته حبُّ السَّتر والصون"
              ويقول البيهقي "ستيــر: يعني أنه ساتِرٌ يستر على عباده كثيرًا، ولا يفضحهم في المشاهد.
              كذلك يحبُّ من عباده السَّتر على أنفسهم، واجتناب ما يَشينهم، والله أعلم"


              قال المناوي "ستيــر، أي: تاركٌ لحب القبائح، ساتر للعيوب والفضائح"
              قال ابن القيم:

              وهو الحَيِيُّ فَلَيسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ ... عندَ التَّجَاهُرِ مِنْهُ بالعِصْيَانِ

              لَكِنَّهُ يُلْقِي عَلَيْهِ سِتْرَهُ ... فَهْوَ السَّتِيرُ وصَاحِبُ الغُفْرَانِ
              [القصيدة النونية (189)]
              آثــار الإيمان باسم الله تعالى
              >> الستيــر<<


              قال تعالى {.. وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ..} [لقمان: 20]
              قال مقاتل "أن الظاهرة الإسلام، والباطنة ما ستره الله من المعاصي" [تفسير الماوردي]
              فمن أعظم نِعَم الله تعالى عليك: أن يشملك بستره،،
              فالله سبحانه وتعالى سِتيرٌ يحبُّ السَّتر والصَّون، فيستر على عباده الكثير من الذنوب والعيوب، ويكره القبائح والفضائح والمجاهرة بها.
              وقد أمر تبارك وتعالى بالسَّتر، وكره المفاخرة بالمعصية، أو مجرد محبة ذكرها وشياعها بين المؤمنين ..
              يقول الله جلَّ وعلا {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19]



              وأخبر الرسول بأن المُجاهر بالمعاصي لا يُعافى منها .. فقال "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ، عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ" [متفق عليه]
              قال الكرماني: "ومُحَصَّل الكلام: أن كلُّ واحدٍ من الأمة يُعفى من ذنبه، ولا يؤاخذ به إلا الفاسق المُعْلِن".

              الفرق بين الستر والغفران
              قال أبو البقاء الكفوي "الغفران: يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثواب ولا يستحقه إلا المؤمن ولا يستعمل إلا من الباري تعالى" .. لذلك يقول تعالى {.. وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ ..} [آل عمران: 135] ..
              "والغفران في الآخرة فقط ..
              والستر: أخص من الغفران، إذ يجوز أن يستر ولا يغفر" [كتاب الكليات (1:1058)]





              حظ المؤمن من اسم الله تعالى
              الستيـــر


              كيف تفوزى بستر الله تعالى عليك؟
              إليـــك بعض أسبــاب الفوز بستر الله تعالى عليك:

              الإخلاص واجتناب الريـــاء ..

              قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ" [متفق عليه]

              عدم المجاهرة بالذنب والستر على نفسه ..

              فلو ستر نفسه، لكان في محل ستر الله تبارك وتعالى له .. فليس عندنا كرسي اعتراف ولا صناديق غفران، فمن اقترف ذنبًا وهتك سترًا فليبادر بالتوبة من قريب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وتأخير التوبة ذنب يجب التوبة منه.

              عَنْ مَيْمُوْنٍ قَالَ: "مَنْ أَسَاءَ سِرّاً، فَلْيَتُبْ سِرّاً، وَمَنْ أَسَاءَ عَلاَنِيَةً، فَلْيَتُبْ عَلاَنِيَةً ..

              فَإِنَّ النَّاسَ يُعَيِّرُوْنَ وَلاَ يَغْفِرُوْنَ، وَالله يَغْفِرُ وَلاَ يُعَيِّرُ" [سير أعلام النبلاء (9:81)]
              وعن العلاء بن بذر قال: "لا يعذب الله قومًا يسترون الذنوب"..
              وعن
              عثمان بن أبي سودة قال: لا ينبغي لأحد أن يهتك ستر الله.
              قيل: وكيف يهتك ستر الله؟ قال: يعمل الرجل الذنب فيستره الله عليه فيذيعه في الناس.



              قالَ ابن بَطّال : فِي الجَهر بِالمَعصِيَةِ استِخفاف بِحَقِّ الله ورَسُوله وبِصالِحِي المُؤمِنِينَ، وفِيهِ ضَرب مِنَ العِناد لَهُم،
              وفِي السِّتر بِها السَّلامَة مِنَ الاستِخفاف، لأَنَّ المَعاصِي تُذِلّ أَهلها،
              ومِن إِقامَة الحَدّ عَلَيهِ إِن كانَ فِيهِ حَدّ ومَن التَّعزِير إِن لَم يُوجِب حَدًّا، وإِذا تَمَحَّضَ حَقّ الله فَهُو أَكرَم الأَكرَمِينَ ورَحمَته سَبَقَت غَضَبه، فَلِذَلِكَ إِذا سَتَرَهُ فِي الدُّنيا لَم يَفضَحهُ فِي الآخِرَة ، والَّذِي يُجاهِر يَفُوتهُ جَمِيع ذَلِكَ.
              [فتح الباري (10:487)]



              فإذا وقع العبد في معصية ثمَّ تاب منها دون أن يجهَر بها، ستره الله في الدنيا والآخرة ..
              عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
              يَقُولُ
              "إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ،
              فَيَقُولُ:
              أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟، فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَيْ رَبِّ ..
              حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ،
              قَالَ: سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ، الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}" [متفق عليه]




              الاستغفار والإكثـــار من العبادات ..
              عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ
              فَقَالَ:
              يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ،
              قَالَ: وَلَمْ يَسْأَلْهُ عَنْهُ، قَالَ: وَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
              فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ،
              فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْ فِيَّ كِتَابَ اللَّهِ، قَالَ "أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ مَعَنَا؟"،
              قَالَ: نَعَمْ، قَالَ "فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ أَوْ قَالَ حَدَّكَ" [متفق عليه]


              فالأصل أن تستر على نفسك إذا وقعت في ذنبٍ ما،
              وعليك أن تُكْثِر من الصلاة ومن العبادات والاستغفار وتُجدد توبتك.

              أن تستر على أخيـــك المسلم ..
              فإن الجزاء من جنس العمل .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [صحيح مسلم]



              عن علام بن مسقين قال: سأل رجل الحسن فقال: يا أبا سعيد، رجل عَلِمَ من رجل شيئًا، أيفشي عليه؟، قال: يا سبحان الله! لا.


              ومن الستر: تغطية المسلم لعيوب أخيه .. قال رسول الله ".. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [صحيح البخاري] .. يقول ابن حجر "قَوله: "ومَن سَتَرَ مُسلِمًا"
              ؛ أَي رَآهُ عَلَى قَبِيحٍ فَلَم يُظهِرهُ أَي لِلنّاسِ، ولَيسَ فِي هَذا ما يَقتَضِي تَرك الإِنكار عَلَيهِ فِيما بَينَهُ وبَينَهُ.


              ويُحمَلُ الأَمرُ فِي جَوازِ الشَّهادَةِ عَلَيهِ بِذَلِكَ عَلَى ما إِذا أَنكَرَ عَلَيهِ ونَصَحَهُ فَلَم يَنتَهِ عَن قَبِيحِ فِعلِهُ ثُمَّ جاهَرَ بِهِ ..
              كَما أَنَّهُ مَأمُورٌ بِأَن يَستَتِرَ إِذا وقَعَ مِنهُ شَيء، فَلَو تَوجَّهَ إِلَى الحاكِمِ وأَقَرَّ لَم يَمتَنِع ذَلِكَ والَّذِي يَظهَرُ أَنَّ السَّترَ مَحَلّه فِي مَعصِيَةٍ قَد انقَضَت، والإِنكارَ فِي مَعصِيَةٍ قَد حَصَلَ التَّلَبُّس بِها فَيَجِبُ الإِنكارُ عَلَيهِ وإِلاَّ رَفَعَهُ إِلَى الحاكِمِ،
              ولَيسَ مِنَ الغِيبَةِ المُحَرَّمَةِ بَل مِنَ النَّصِيحَةِ الواجِبَةِ، وفِيهِ إِشارَةٌ إِلَى تَركِ الغِيبَةِ لأَنَّ مَن أَظهَرَ مَساوِئَ أَخِيهِ لَم يَستُرهُ." [فتح الباري (97:5)]



              واعلم أنَّ النَّاس على ضربين: أحدهما: من كان مستوراً لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي، فإذا وقعت منه هفوةٌ، أو زلَّةٌ ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها، ولا هتكُها، ولا التَّحدُّث بها، لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة ..
              وهذا هو الذي وردت فيه النُّصوصُ، وفي ذلك قد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19] ..
              والمراد:
              إشاعةُ الفَاحِشَةِ على المؤمن المستتر فيما وقع منه، أو اتُّهِمَ به وهو بريء منه، كما في قصَّة الإفك.


              والثاني:
              من كان مشتهراً بالمعاصي، معلناً بها لا يُبالي بما ارتكبَ منها، ولا بما قيل له فهذا هو الفاجرُ المُعلِنُ، وليس له غيبة .. كما نصَّ على ذلك الحسنُ البصريُّ وغيره، ومثلُ هذا لا بأس بالبحث عن أمره؛ لِتُقامَ عليه الحدودُ ..
              ومثلُ هذا لا يُشفَعُ له إذا أُخِذَ، ولو لم يبلغِ السُّلطان، بل يُترك حتّى يُقامَ عليه الحدُّ لينكفَّ شرُّه، ويرتدعَ به أمثالُه.


              قال مالك: من لم يُعْرَفْ منه أذى للناس ، وإنَّما كانت منه زلَّةٌ، فلا بأس أنْ يُشفع له ما لم يبلغ الإمام ..
              وأمَّا من عُرِفَ بشرٍّ أو فسادٍ، فلا أحبُّ أنْ يشفعَ له أحدٌ، ولكن يترك حتى يُقام عليه الحدُّ.

              [جامع العلوم والحكم (38:11,12)، بتصرف]





              ومن الستر على المسلم: أن لا تنعت المرأة امرأة أخرى لزوجها .. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا" [متفق عليه] ..
              وهذا للأسف ينتشر بين المسلمات حتى المتدينات منهن، وينبغي أن لا تصف المرأة امرأة أخرى لزوجها.



              عدم تتبع عورات المسلمين ..
              عن أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته "
              [رواه أبو داوود وقال الألباني: حسن صحيح (4880)]


              وعن ابن عباس عن النبي قال "من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته"
              [رواه ابن ماجه وصححه الألباني (2546)]



              الصدقـــة ..
              فالصدقة من أسباب الستر وأن يحجبك الله تعالى عن النار، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ:
              سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنْ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ"
              [صحيح مسلم]



              ستر المسلم عند تغسيله ..
              قال رسول الله "من غسل ميتًا فستره، ستره الله من الذنوب. ومن كفنه، كساه الله من السندس"
              [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الجامع (6403)]



              كظم الغيظ والغضب ..
              قال رسول الله ".. ومن كف غضبه ستر الله عورته .."
              [رواه ابن أبي الدنيا وحسنه الألباني، صحيح الجامع (176)]



              الدعـــاء ..
              عن ابن عمر قال: لم يكن رسول الله يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح:
              "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي،
              اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"
              [رواه أبو داوود وصححه الألباني (5074)]




              حُسن الظن بالله ..
              فمن جملة الخير أن يُحسن العبد ظنه بربِّه ويُحسن الظن بأنه سيستره في الدنيا والآخرة، فالله جلَّ في علاه هو الستيـــر يحب الستر على عباده ويسترهم في الدنيا والآخرة ..
              يقول الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير وإن شرا فشر"
              [صحيح الجامع (1905)]


              الإحســان إلى البنــات ..
              عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ،
              فَقَالَ "مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ" [متفق عليه]



              تأدية حق الله في المال ..
              فإذا أديت حق الله في مالك، سترك الله .. أما إذا لم تؤد حق الله في مالك، نالتك العقوبة ..
              عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "قَالَ الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ؛ هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ وَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ ..
              فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا رِيَاءً وَفَخْرًا وَنِوَاءً عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ،
              وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي ظُهُورِهَا وَلَا رِقَابِهَا فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ،
              وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فِي مَرْجٍ وَرَوْضَةٍ
              فَمَا أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا كُتِبَ لَهُ عَدَدَ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ .."
              [رواه مسلم]



              عدم التسميع بالفواحش ..
              فلا يجوز إشاعة الفاحشة بين المؤمنين .. عن شبيل بن عوف قال: "كان يقال: مَنْ سمَّع بفاحشة فأفشاها فهو فيها كالذى أبداها" [صحيح الأدب المفرد (325)] ..
              فالذي ينشر أخبار المعاصي ويُفشيها، سينال وزر كل من يقع فيها بسببه حتى وإن لم يقع هو في تلك المعصية.



              حجـــاب المرأة ..
              عن أبي المليح قال: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة ، فقالت: ممن أنتن؟، قلن: من أهل الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات، قلن: نعم، قالت:
              أما إني سمعت رسول الله يقول "ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى"
              [رواه أبو داوود وصححه الألباني (4010)]
              ..
              فالتي تخلع ثيابها في غير بيت أهلها، تهتك الستر الذي أسدله الله تعالى عليها.



              اجتنـــاب الذنوب والمعاصي ..
              عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
              "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ" [متفق عليه] ..
              فإذا ظلم العبد نفسه باقتراف الذنوب والمعاصي وتعدى الحدود، فإن الله تعالى يؤاخذه بذنبه ويرفع ستره عنه ..
              أما أن لم يقترف تلك الذنوب، كان في رحمة الله تعالى وسَتَرَهُ الله جلَّ وعلا.



              الاستتــار وعدم التعري ..
              عن جابر أن النبي قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار .."
              [رواه الترمذي وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (4477)]
              ..
              والحمامات المقصود بها كحمامات البخار وصالات الألعاب الرياضية في عصرنا، فالأصل أن يستتر.


              غض البصر ..
              عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ .." [صحيح مسلم]

              عدم إفشــاء أسرار الزوجين ..
              قال رسول الله "هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره واستتر بستر الله"، قالوا: نعم، قال "ثم يجلس بعد ذلك فيقول فعلت كذا فعلت كذا"، فسكتوا .. ثم أقبل على النساء فقال "هل منكن من تحدث؟"، فسكتن ..
              فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله ليراها
              ويسمع كلامها فقالت: يا رسول الله، إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن،
              فقال "هل تدرون ما مثل ذلك؟، إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانًا في السكة فقضى حاجته والناس ينظرون إليه، ألا إن طيب الرجال ما ظهر ريحه ولم يظهر لونه، ألا إن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه .."
              [رواه أبو داوود وصححه الألباني، صحيح الجامع (7037)]


              هذه بعض أسباب الفوز بستر الله جلَّ وعلا عليك .. ومن يشمله بستره، فقد فاز بمحبة الله عزَّ وجلَّ ..
              سترنا الله وإياكم في الدنيــا والآخرة،،



              تعليق


              • #52
                رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                المشاركة الأصلية بواسطة sara said مشاهدة المشاركة
                يارب ارزقنى حبك وحب من يحبك وحب ما يقربنى الى حبك
                آمــــــــــــــين يارب أسعدنا مرورك .

                المشاركة الأصلية بواسطة مخلصة لرب العالمين;1[/FONT
                061258280]

                ماشاء الله اللهم بارك
                جزاكنّ الله خيرا أخواتى الفضليات
                أسأل الله تعالى أن يكتب أجركنّ ويجعله فى موازين حسناتكنّ
                وأسأله جل وعلا أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه
                متابعه معكم بإذن الله
                المشاركة الأصلية بواسطة مخلصة لرب العالمين;1[/FONT
                وجزاكِ الله خيرا
                آمـــين يارب
                أنرتى الموضوع بمرورك أنار الله قلبك بطاعته .



                تعليق


                • #53
                  رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                  أحب هذا الاسم جدااا
                  جزاك الله خيرا أختى
                  رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين

                  تعليق


                  • #54
                    رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                    ما شاء الله جزاكنّ الله خيراً

                    رائع
                    هحاول اتابع بإذن الله

                    دعواتكم

                    تعليق


                    • #55
                      رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [صحيح مسلم]
                      ماشاء الله
                      موضوع قيم ورائع يستحق التقييم

                      جزاكِ الله خيرًا أختي
                      وبارك الله فيكِ
                      جعله الله في موازين حسناتك
                      اسجل متابعة


                      قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

                      تعليق


                      • #56
                        رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                        يارب كن لنا ولا تكن علينا

                        تعليق


                        • #57
                          رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                          جزاكن الله خيرًا و بارك فيكن
                          سعدنا بمروركن جدا
                          جعلنا الله جميعًا ممن عرفه فأحبه فرضى عنه الله وقربه و أدناه

                          جاهد من أجل تحقيق هدفك و لا تقبل أن تصير جزءًا من أهداف الآخرين
                          ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                          تعليق


                          • #58
                            رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                            جزاك الله خيرا
                            موضوع جميل جداااااااااا
                            رزقنا الله وإياكم اﻹخلاص

                            رفع الله قدرك في الدارين
                            سبحان الله وبحمده
                            سبحان الله العظيم


                            تعليق


                            • #59
                              رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                              عدنا إليكم مع اسم جديد يجدد الأمل فى القلوب
                              وتتبدد به الأحزان و ينفتح به كل ما أُغلق علينا من أمورنا

                              إنه اسم الله الفتـــاح






                              ورد هذا الاسم مفردًا مرة واحدة في قول الله تعالى : {قُلْيَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَالْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ:26]

                              وورد بصيغة الجمع مرة واحدة أيضاً في سورة الأعراف : {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُالْفَاتِحِينَ} [الأعراف:8]


                              معنــــــــــاه لغة


                              الفتح
                              : النصر، والاستفتاح طلب النصر


                              قال الله تعالى {إِنتَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال:19]

                              أي إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.




                              والفتح
                              : القضاء و الحكم بين الخصوم


                              قال الأزهري: الفتح أن تحكم بين قوم يختصمون إليك

                              كما قال الله تعالى مخبراً عن شعيب {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُالْفَاتِحِينَ} [الأعراف:89]
                              فمعنى الفتح ها هنا أي (اقض بيننا)



                              و الفتح : نقيض الإغلاق

                              يقول الله جل وعلا {إِنَّالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْأَبْوَابُ السَّمَاء} [الأعراف:40]

                              معنى ذلك أن أبواب السماء تغلق أمام أرواحهم فلا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم بعكس المؤمنين
                              ومن هذا أيضا المفتاح يقال هو كل ما يُتَوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها






                              معنــــــاه ودلالته في حق الله جل وعــــلا


                              قالوا : الفتاح هو الذي يفتح أبواب الرحمة، ويفتح أبواب الرزق لعباده أجمعين، ويفتح أبواب الامتحان والبلاء للمؤمنين الصادقين.



                              فمن الأول أي أنه يفتح أبواب الرحمة والرزق قول الله تعالى :
                              {
                              وَلَوْأَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَالسَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْيَكْسِبُونَ}[الأعراف:96]


                              أي إنهم لو امتثلوا لأمرنا وراعوا قدرنا في السر والعلانية لكان من جزاء ذلك أن اُفَتِح لهم من رحمتي وأن انزل عليهم من فيض رزقي
                              لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون.



                              ومنه قول الله تعالى {مَايَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْفَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[فاطر:2]


                              فإذا أراد الله شيئاً كان، إذا أراد الله عز وجل أن يفتح على عباده فلا راد لقضائه سبحانه وتعالى
                              مهما اجتمع الناس على أن يضروا إنساناً لن يضروه إلا إذا شاء الله له ذلك، وإن اجتمعوا على أن ينفعوه لن ينفعوه إلا بما قدره الله له

                              و قوى الأرض مجتمعةً ليس في إمكانها أن تفتح ما أغلقه الله ولا أن تغلق ما يفتحه الله




                              ومما يفتحه الله على من يشاء من عباده الحكمة والعلم والفقه في الدين



                              يقول الله {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}[البقر:282]


                              ويقول جل وعلا: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر:22].

                              يقول القرطبي: "وهذا الفتح والشرح ليس له حد وقد أخذ كل مؤمن منه بحظ ، ففاز الأنبياء بالقسم الأعلى
                              ثم من بعدهم الأولياء ثم العلماء ثم عوام المؤمنين ولم يخيِّب الله منه سوى الكافرين"

                              فهم الذين لم ينالوا شيء من هذا الشرح وهذا الفتح .




                              والفتاح
                              يفتح البلاء والامتحان


                              قال تعالى : {فَلَمَّانَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىإِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} [الأنعام:44]

                              وهذه عقوبة الذين لا يَذَّكرون برسائل الله تعالى المتتالية
                              الله عز وجل يرسل إليكِ في كل ثانية من عمركِ رسالة فإما أن تفهميها وإما إنكِ تغفلين عنها
                              فلما تنسى _ و لاحظى معنى النسيان أى أنكِ لا تتعمدى ولا تُعرضى و لكن القضية أنكِ نسيتِ وغفلتِ _ فهذه هى عقوبة الغفلة
                              أن تزداد عليكِ المحن وتزداد عليكِ الابتلاءات لكي تفيقى فلن تفيقى إلا بهذا
                              لابد أن يُبعث إليكِ بشيء يوقفكِ ويوقظكِ فتأتي لكِ الابتلاءات والامتحانات من كل الطرق
                              تُبتلى في بيتكِ .. في عملكِ.. فى رزقكِ .. تُبتلى فيما بينكِ وبين نفسكِ وتحسين بالوحشة .. حتى تعودى و ترجعى إلى الله


                              وقد يكون من هذا الابتلاء أن تزداد عليكِ النعم زيادة في إقامة الحجج فيكون من شأنكِ أن تفرحى {حَتَّىإِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً}

                              بعد كل هذه الرسائل ولم تتيقظى تُبعث لكِ نعمة و تُفتح عليكِ الدنيا فإذا رضيتِ بهذه الحال و بمتاع الدنيا
                              جاءت العقوبة بعد الاستدراج .. تؤُخذى مرة واحدة .. موت فجأة .. يحدث لكِ بلاء ليس على البال ولا على الخاطر.. حادثة سيارة.. مرة واحدة هكذا

                              ( فَإِذَا هُم مُّبْلِسُون ) أي حائرون تائهون




                              والفتاح هو الذي يحكم بين العباد فيما هم فيه يختلفون






                              وقيل أيضاً الفتاح هو الذي يفتح خزائن جوده وكرمه لعباده الطائعين، ويفتح أبواب البلاء والهلاك على الكافرين.


                              ويتبين لنا مما سبق أن صفة الفتاح صفة جمال وجلال، ليس صفة جمال فقط بمعنى أن يتنزل ربنا برزقه وخيره ورحمته على الطائعين
                              لكن هى صفة جلال أيضًا بمعنى أن الله جل وعلا قد يفتح أبواب الهلاك والبلاء على الكافرين



                              والفتاح سبحانه وتعالى هو الذي يفتح على خلقه ما انغلق عليهم من أمورهم
                              فإذا ضاقت عليكِ الطُرق وضاقت عليكِ الأرض بما رحبت فالجأى إلى ربِّكِ الفتاح، يفتح لكِ كل عسير وييسر لكِ أمرك.


                              يقول ابن القــــــيم:

                              وكذلك الفتـــاحُ من أسمائه والفتح في أوصــافه أمران

                              فتح بحكم وهو شـــرع إلَهِنا والفتح بالأقدار فتحٌ ثــاني

                              والربُّ فتّـــاح بزين كليهماعدلاً وإحساناً من الرحمــن





                              أثر الايمان باسم الله الفتاح :


                              الاهتمام بأعمــــــال الجوارح والقلــــــوب

                              فإن الفتاح هو الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة يحكم بينهم بالعدل والقسط

                              يفتح بينهم في الدنيا بالحق بما أرسل من الرسل وأنزل من الكتب و هذا يتضمن من الصفات كل ما لا يتم الحكم إلا به

                              بمعنى إنه طالما يحكم بينهم إذن هو سبحانه وتعالى حكيم وعدل وهكذا من الصفات التي تليق به سبحانه وتعالى

                              وهذا يدل على أنَّ هذا الجزاء العدل يكون على أعمال الجوارح والقلوب الاثنين معًا فعلى العبد أن يهتم بهما معًا
                              حتى ينجو إذا وقف بين يدى الفتاح يوم القيامة للحساب والحكم والقضاء
                              ولا يغتر بصلاح ظاهره مع خراب باطنه
                              لأن الله الفتاح الذى سيحكم و يفصل بين العباد يعلم بواطنه فعليه بمراقبة قلبه وخواطره
                              والاجتهاد فى تطهير قلبه من كل ما لا يرضى ربه حتى يفوز بعفوه ورضاه




                              الصبر فـــــي الدعوة

                              الله سبحانه وتعالى يحكم بين عباده في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويفتح بينهم بالحق والعدل
                              لذلك توجهت الرسل إلى الله الفتاح أن يفتح بينهم وبين قومهم المعاندين فيما حصل بينهم من الخصومة

                              وهذه رسالة إلى الدعاة أن ينهجوا بمنهج الأنبياء في معاملةِ قومِهم

                              فهدف الدعاة هو تعبيد الناس لرب العالمين ( إن الناس فقط تحبك يا رب، وترضى عنك يا رب، ويتبعوك ليس إلا، ويمتثلوا لأمرك )
                              وعندما يضيق على الداعية باب و لا يجد ثمرة مع بعض من يدعوهم عليه أن يلهج إلى الله تعالى بهذا الدعاء
                              كما جاء عن نوح عليه السلام {قَالَرَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِيوَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }
                              احكم بيني وبينهم... أعمل أم لا؟، أي هل من ثمرة لهذه الدعوة ؟ والثمرة التي في هذه الدعوة هل أنت راضٍ عنها؟
                              لا يُهم إنهم يُكَذبوا أو إنهم يَتّبِعوا لكن أنت راضٍ عن هذا ؟ هل أنا مقصر في شيء لذلك لا تصل الدعوة؟

                              فيدعو الداعية {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُالْفَاتِحِينَ} [الأعراف:89]
                              حتى يُظهر الله له الأمر




                              الايمان بتفرد الله تعالـــى بمفاتيـــح الغيب



                              قال الله جل جلاله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ} [الأنعام:59]

                              وقد عددها الله تعالى في سورة لقمان في قوله {إِنَّاللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِيالْأَرْحَامِ
                              وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
                              بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:34].

                              فبمجرد أن تسألى إنساناً عن الغيب فأنت ِلا تعرفين الله .. لمجرد أن تطرحى سؤالاً على كاهن تأكدى أنكِ لا تعرفين الله،
                              والدليل قوله عليه الصلاة والسلام

                              (( من أتى كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ))
                              لأن علم الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى فيجب أن يوقن القلب بذلك يقينًا جازمًا لا شك فيه






                              الايمان بأن الفتح والنصر من الله تعالـــى

                              فهو يفتح على من يشاء ويخذل من يشاء، يُعز من يشاء ويذل من يشاء
                              وقد نسب الله الفتوح لنفسه لينبه عباده على طلب النصر والفتح منه لا من غيره

                              لذلك قال الله تعالى: {إِنَّافَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} [الفتح:1]

                              وقال جل ثناؤه {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} [المائدة:52]

                              وقال: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌوَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف:13] .

                              إذن نحن ليس علينا إلا اتخاذ الأسباب فقط أما النصر فهو من عند الله سبحانه وتعالى {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}[آل عمران:126]،

                              ليس عليكِ أن تنتظرى أن تقطفى الثمار، هذا ليس عملكِ، أنتِ عليكِ أن تتخذى الأسباب فقط وتبذلى كل ما بوسعكِ لإيصال الخير للناس
                              ثم بعد ذلك لا تنتظرى الثمرة فإن فتح الله سبحانه وتعالى هذا أمر يختص بسُنته الكونية


                              هو يريد شيء ما لحكمة ما يريد أن نكون في هذا الزمان في هذا المكان

                              يريد أن يكون المسلمين بهذا الحال لأنهم لم يأتوا بمفاتيح النصر فأسباب النصر كثيرة والمسلمون اليوم لم يأخذوا بهذه الأسباب
                              فبالتالي سيظل الأمر كذلك حتى يأتوا بهذه الأسباب.



                              وأول هذه الأسباب : أن يتحقق العبد بمعاني الإيمان والتوحيد

                              أن يوحد العبد الله تعالى فلا ولاء ولا براء إلا لله سبحانه وتعالى، يوالي من يواليه الله سبحانه
                              ويعادي من يعادي الله سبحانه وتعالى، يحب في الله ويُبغض في الله وهكذا

                              لكن الذي يحدث أننا في وقت من الأوقات نكون نوالي في جماعة أو في تيار أوفي حزب ومحبتنا للأشخاص بهذا الوضع لأنَّه معي في نفس الدائرة
                              ويصب جام الغضب على المختلف معه ولربما يكون في قلبه من الكُره و البغض لأخيه المسلم المختلف معه
                              ما لا تجده في قلبه تجاه الكافر والفاجر والمنافق أي لا يكون بهذه الشدة وهذا لا يصح بحال

                              فيحدث هذا فلا يجتمع المسلمون على معاني التوحيد والأمر فقط يكون كلام وشعارات لكن عند التنفيذ لا يوجد

                              فأول شيء التوحيد وتوحيد الكلمة و الطريق إلى توحيد الكلمة سيكون عن طريق التوحيد بأن يُخلِص الجميع لله سبحانه وتعالى ولا يبغي شيء إلا ذلك.

                              فهذا معناه أن تجتمع القلوب على معاني الإخلاص لله سبحانه وتعالى
                              وهو أول درس يجب أن يتعلمه أي إنسان في التوحيد
                              أن يحب في الله، يُبغض في الله، لا يذل لأحد إلا لله، لا يخضع لأحد إلا لله، لا يحب أحدًا مثلما يحب الله


                              فلو اجتمعت الكلمة على ذلك هان الأمر وهذا هو المفتاح الأساس.


                              ثمَّ تتوالى بعد ذلك مفاتيح النصر الأُخرى سواء كان من: الصدق في طلب هذا الأمر ،و طلبِ رضى الله تعالى وحده ،
                              و تحقق المسلمون بمعاني وأخلاق الإسلام
                              ثم بأخذ الأسباب كذلك التي تمكن من مثل هذا الأمر فيجتهد العبد ويبذل فمن علامة الإخلاص الأولى بذل المجهود في الطاعة.


                              وتتولد من معاني التوحيد كل هذه المعاني من علو الهمة و بذل الجهد و أن تكون قضية دينكِ هي قضيتكِ الأساس

                              و هنا يتحقق النصر ، لكن إذا نظرتِ فوجدتِ انهزامًا وذلاً وصغارًا فاعلمى أنَّ المعادلة لم تأتي على الوجه المطلوب
                              لأنَّ الأسباب تؤدي الى نتائج وهذه النتائج التى نراها الآن فى الواقع تدل على أنَّ الأسباب كان فيها خلل



                              حظ العبد من اسم الله الفتاح :


                              دوام التــــوكل على الله وحده

                              أن تعتمدى على الله سبحانه وتعالى قبل الأخذ بالأسباب وأن تطلبى منه وحده مفاتيح الخير.




                              أن تكونى مفتــــــاح خير

                              مفتاح الخير هذا معناه أنكِ تكونى مُباركة حيثما كنتِ
                              أن تكونى طوال الوقت تُفكِّرين في أفكار وأشياء يكون من نتاجها هداية للناسوتكونى سباقة للخير وللطاعات

                              فأنتِ أول من صلَّت في مجموعتها ، أول من بدأت تُحافظ على دروس العلم وتدعو الناس وأصحابها لنفس الشيء


                              أول من تحجبت في وسط أقرانها وفي وسط عائلتها وبدأت تدعو إلى هذا بسمتها وأخلاقها وهكذا فتكونين مفتاح خير وفي نفس الوقت مغلاق شر.

                              فأنتِ بحجابك ستأخذين ثواب كل واحد سيغض بصره عنكِ، واحتسبي الأمر كذلك ليس فقط أنك التزمتِ بالحجاب وانتهت القضية
                              بل كل من سيعف وسيغض بصره حينما يراكِ و لن ينظر إليكِ ستمنعين أنتِ باب الشر هذا وتأخذي ثوابهم كلهم فتكونين مفتاح خير ومغلاق شر

                              وكما قال النبى صلى الله عليه وسلم : "طوبى لعبدٍ جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وويل لعبدٍ جعله الله مفتاحًا للشر، مغلاقًا للخير" [ ابن ماجة]



                              و أعظم مفاتيح الخير التوحيد والمُتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

                              يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول:
                              أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبد الله ورسوله إلا فُتِّحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء"
                              [صحيح].

                              فالجزاء من جنس العمل، أعظم مفاتيح الخير التوحيد عندما يتلبس بها العبد تتفتح له أبواب الجنة


                              و من حديثِ أبي هريرة رضي اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
                              "ما قال عبدٌ لا إله إلا الله قط مُخلِصًا إلا فُتحت له أبواب السماء ما اجتنب الكبائر"[حسنه الألباني]


                              فأعظم أسباب الرزق التوحيد لو أنَّ العبد لهج بها خالصًا من قلبه فتحت لها أبواب السماء لكن أعظم الأسباب في الحرمان هو الذنوب لا سيِّما الكبائر،
                              قال صلى الله عليه وسلم "إنَّ العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يُصيبه" [صحيح]




                              اللجوء إلى الله وحده
                              فإن ظلمكِ الناس أو أساءوا بكِ الظن أو اتهموكِ بالباطل الجأى إلى ربكِ الفتاح يفتح بينكِ وبينهم
                              ويُظهر الحق




                              الدعاء باسم الله الفتاح
                              عند انغلاق الأمور واشتداد البلاء ..و عند تعسر فهم شئ ما .. وعند انغلاق القلب
                              ادعى الله باسمه الفتاح أن يفتح عليكِ
                              ناجيه و قولى له : اللهم افتح مغاليق قلبى إنك أنت الفتاح


                              اللهم افتح لنا أبواب رحمتك و افتح مغاليق قلوبنا لحبك و ذكرك


                              جاهد من أجل تحقيق هدفك و لا تقبل أن تصير جزءًا من أهداف الآخرين
                              ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                              تعليق


                              • #60
                                رد: ♥♥ تــعـــالــى نــحــب ربــنــا ♥♥.. متجدد بإذن الله

                                اللهم افتح لنا أبواب رحمتك و افتح مغاليق قلوبنا لحبك و ذكرك

                                ماشاء الله اللهم بارك
                                حلثة مميزة كالمعتاد
                                بارك الله في جهودكن وأثابكن خيراً
                                ربتا يرضى عنكن جميعاً
                                سبحان الله وبحمده
                                سبحان الله العظيم


                                تعليق

                                يعمل...
                                X