أولا :
1- هذه الرواية منقطعة فإن محمد بن حميد الرازى لم يدرك مالكا لا سيما فى زمن أبو جعفر المنصور . فإن أبا جعفر توفى بمكة سنة ثمان وخمسين ومائة . وتوفى محمد بن حميد الرازى سنة ثمان وأربعين ومائتين ولم يخرج من بلده حتى رحل فى طلب العلم إلا وهو كبير مع أبيه .
2 - وهو مع ذلك ضعيف عند أكثر أهل الحديث .. كذبه أبو زرعة وقال صالح بن محمد الأسدى : ما رأيت أحدا أجرأ على الله منه . وأحذق بالكذب منه .
... وقال يعقوب بن شيبة : كثير المناكير ... وقال النسائى : ليس بثقة ... وقال بن حبان : ينفرد عن الثقات بالمقلوبات .
3 - وفى الإسناد من لا يعرف حاله .
4 - هذه الحكاية لم يذكرها أحد من أصحاب مالك المعروفين بالأخذ عنه . ومحمد بن حميد ضعيف عند أهل الحديث إذا أسند . فكيف إذا أرسل حكاية لا تعرف إلا من جهته .
هذه أربع علل تقدح فى ثبوت هذه الحكاية من جهة الإسناد كل واحدة منها كافية لردها : الأولى أنقطاع السند .. الثانية : الطعن فى عدالته فهو ضعيف من جهة عدالته بل رمى بالكذب من أئمة معتبرين .... والثالثة : تفرد هذا الرجل المطعون فى عدالته بهذه الحكاية عن أصحاب مالك على كثرة عددهم وعدالتهم وملازمتهم لمالك .... والرابعة : جهالة بعض رواة هذه القصة .
ثانيا : ثم يردها من وجه آخر طريقة أصحاب مالك وشروطهم فى قبول المسائل الفقهية البحتة . فكيف بالمسائل الفقهية العقدية التى تناقض مذهبه مناقضة صريحة ؟
قال الإمام بن تيمية : { وأصحاب مالك متفقون على أنه بمثل هذا النقل لا يثبت عن مالك قول له فى مسألة الفقه . بل إذا روى عنه الشاميون كالوليد بن مسلم ومروان بن محمد الطاطرى ضعفوا رواية هؤلاء . وإنما يعتمدون على رواية المدنيين والمصريين .. فكيف برواية تناقض مذهبه المعروف عنه من وجوه رواها واحد من الخرسانيين لم يدركه وهو ضعيف عند أهل الحديث }
ثالثا : ما يتعلق به المجيزون للتوسل بالجاه وبالذات لا دليل لهم فى هذه الحكاية التى تعلقوا بها .
مع أن قوله : وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم يوم القيامة -- وهذا حق كما جاءت به الأحاديث الصحيحة .
رابعا : مناقضة الرواية لمذهب مالك المعروف عنه من وجوه أحدها قوله : ( أستقبل القبلة وأدعو . أم أستقبل رسول الله صل الله عليه وسلم وأدعو ؟ فقال -- أى مالك -- ( ولما تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ) .
فإن المعروف عن مالك وغيره من الأئمة وسائر السلف من الصحابة والتابعين أن الداعى إذا سلم على النبى ثم أراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة ويدعو فى مسجده ولا يستقبل القبر ويدعو لنفسه بل يستقبل القبر عند الدعاء للنبى صل الله عليه وسلم والدعاءله . )
هذا قول أكثر العلماء كمالك فى إحدى الروايتين والشافعى وأحمد وغيرهم
الموضوعات المرتبطة:
الكلام الشافى الكافى فى موضوع التبرك
التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )
الفرق بين الشرعـي والشركـي في التوسل والتبرك
نقد قصة بلال وشد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم
الرد على ما ساقه المعترض مما ظنه دليل على شرعية التبرك بذات الصالحين وآثارهم
هل فتحت نافذة فوق قبر الرسول صلى الله عليه وسلم للاستسقاء ؟
التبرك المشروع بالنبى صل الله عليه وسلم وما خلف من آثار ( 1 )
الفرق بين الشرعـي والشركـي في التوسل والتبرك
نقد قصة بلال وشد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم
الرد على ما ساقه المعترض مما ظنه دليل على شرعية التبرك بذات الصالحين وآثارهم
هل فتحت نافذة فوق قبر الرسول صلى الله عليه وسلم للاستسقاء ؟
تعليق