القلب الذي قصدته غير متاح حاليا....
إزداد القلق ... أين هو ... مالنا لا نراه ... لم يعد يأتي للمسجد ... هل ياترى ؟؟؟ ... ولكن كيف ... كيف يعود بعد كل تلك الخطوات التى خطاها لله ... كيف هانت عليه نفسه ... كيف هان عليه صيامه وقيامه ... أبتلك السهولة ... باع كل تلك اللحظات ... أبكل تلك السهولة باع صحبة الجنة ... وبكم باع ... وكم رضي مقابل طريق جنة الرحمن ... وهل هناك ثمن يعادل نعيم الجنة ... وهل فى الدنيا لذه تعادل نعيم الطاعة ... والله ما فى هذه الحياة ألذ من اشتياق القلب للرحمن ... كيف حدث هذا ... هل هناك أمل فى عودته ... لكم اشتقنا إليه ... كم كانت بسمته تضئ لنا صعوبة الطريق ... كم كان دافعا لنا للطاعة ... كم آخذ بيدنا لطاعة الله ... حتما سيعود ... لا يمكن لقلب ذاق طعم الإيمان أن يحتمل البعد عنه ... حتما سيعود ... لن يجد سعادته قط إلا فى طاعة الله ...حتما سيعود ... نعم ... حتما سيعود ...
ضاقت به الدنيا ... أصبح كثير التفكير ... لم يعد يحتمل تلك الأمواج المتلاطمه من الأفكار التي تعصف بذهنه عصفًا ... حتى الحلول المؤقتة التى طالما كان يرضي بها نفسه لم تعد تجدي ... لم يعد يشعر بالراحة فى أى مكان... يكاد يصرخ ... كفااااااااايه ...ليه كل ده ...
استلقى وهو يفكر ... يستعيد الذكريات... بدأ يتحرك أمامه شريط حياته ... هاهو يرى نفسه طفلا صغيرا...يلعب مع أصحابه ...يتبادلون الضحكات ... يالها من سعاده تلك التى يشعرون بها ...لا هموم لا تفكير ...
تحرك الشريط مرة أخري إنه الآن يجلس أمام شيخه يردد بعض آيات القرآن التى حفظها ... وشيخه ينظر إليه مبتسما متوسما فيه الذكاء والنبوغ ... كانت أياما ممتعة وهو يزيد حفظة يوما بعد يوم ويداعب تفكيره أمنيتة الكبيرة بحفظ كتاب الله كاملا يوما ما ...
ثم تحرك الشريط مرة أخري ... ولكن كان ذلك المشهد مشهدا قاتما ...لم يكن سعيدا وهو يمر عليه ...ها هو ذا يرتكب أول معصية في حياته ... ها هو ينظر أول مرة لإمرأة نظرة محرمة ... هاهو ذا يفتح لأول مرة موقعا إباحيا فى خلوته ... ها هو ذا يضع في فمه أول سيجارة بعد أن خارت قواه عن مقاومة ضغط صحبته التي كانوا يدفعونه إلى المعاصي دفعا...قال أجرب...مرة مش هخسر حاجة ...ولكنه خسر الكثير ... ففى كل مرة يبدا فيها معصية يكسر بابا مغلقا أمام الشيطان ليدخل له منه دون أن يدري .... فالتجربة تكررت .. وتكررت ... وأصبح المسكين لا يقدر أن يقلع عن ذلك السم اللعين واللى كان حرام بقى مكروه ... واللى كان مكروه بقى عادي .... ولن يعجز الشيطان فى تزيين المعصية لمن ضعف قلبه .... تذكر دوما أن تساهلك فى المعصية ولو مرة واحدة قد يعني ضياع كل شئ ... واستمر الحال هكذا ... المعصية تجلب معصية والسلسلة لا تنتهى ....
ولكن تحرك الشريط فهو لم يكن يريد البقاء كثير على تلك المشاهد التى كانت تدمي قلبه كلما تذكرها وتذكر أن الله سيسأله عن كل ذنب اقترفه وهو لا يملك الجواب ... تحرك الشريط ... وعاد النور ليضئ مرة أخري ... لقد انفجر نور الإيمان في قلبه ... نعم لم يحتمل قلبه الذى امتلأ حبا لله أن يستمر فى طريق العصيان ... لم يرضى قلبه الذى عمره كلام الرحمن ... أن يكون به مكان لشهوات وملذات ... نعم استيقظ بعد الغفلة ... و انطلق يطلب طريق الهداية ... وبدأ المسير ...
هاهو ذا يحافظ لأول مرة على صلاة الجماعة يوما كاملا .... هاهو ذا يبدأ فى حضور دروس العلم والوعظ ... هاهو ذا يبدأ فى حفظ القرآن ... يالها من أيام ... كل يوم يزداد الإيمان في قلبه ... يكاد يشعر أن قلبه يطوف مع الملائكة حول عرش الرحمن .... تنهمر من عينيه الدموع كلما تذكر ذنوبه ... وكم ستره الله وهو يعصيه .... وكيف امتن عليه الله بالهداية والتوبة من غير حول منه ولا قوة ... انطلق .... هاهو ذا يدعوا أصحابة ... فكل منا عندما يشعر بلذة الإيمان يتمنى لو أنه صرخ فى الكون كله داعيا إياه إليه ...
وفجأة ... ومع تحرك المشاهد ... جاء مشهد ليس كسابقيه ... إنه العبد الطائع التائب ... ولكنه واقع فى معصية ... لا يذكر كيف وقع أو كيف بدأ الأمر ولكن انتصر عليه الشيطان ووقع فى هذا الذنب ... كان هذا الإنذار كافيا له لينتبه أن هناك خلل ما فى التزامه ... فمع الإنطلاقة القوية قد تغفل عن وجود الكثير من أبواب الخطر التى ما تزال مفتوحة ... لم يهتم بالكثير من بقايا المعاصي وحب المعاصى الذى كان لا يزال واقرا فى قلبه ... لم يهتم بوجود الكثير من حب الدنيا وحب المظاهر فى قلبه ... وحتى مع هذا الإنذار لم ينتبه ... فليس دوما المخدر هو الحل الأمثل لكل الامراض فقد يوضع المخدر فيزيل الآلام ولكن المرض ما زال يأكل فى الجسم أكلا ... قال لنفسه ... شئ طبيعي إني أعصى ... كل ابن آدم خطاء ... بس المهم إنى أتوب ... وبالفعل تاب واستغفر وندم ... ولكن دون إصلاح حقيقي لقلبه ...
لا تغتر بأيام التزامك الأولى .. مع الأرتفاع المتواصل فى إيمانياتك ... فهذه الطفرة لا بد لها يوما ما أن تقل فالإيمان يزيد وينقص ... فإن لم تحرص فى هذه الأيام الاولى على تصفية قلبك مما علق به من ركام الجاهلية وأيام المعاصي ... فقد ينحسر إيمانك يوما ما ليكشف عن أبواب ظننتها مغلقه وهى ما تزال مفتوحة فيدخل عليك الشيطان منها ... ليهوي بك في أوحال المعاصي مرة أخرى ... قلبك قلبك .... إياك أن تغفل عنه ...
وتوالت المشاهد بعد ذلك بعضها مضئ وبعضها قاتم مظلم فالطاعات تزداد والمعاصي تزداد وصاحبنا لا ينتبه ... بدأ التناقض الداخلى فى الظهور فهو أمام الملتزمين في شكل ملتزم ... ولكن بينه وبين نفسه ... شئ آخر ... ولاحت بوادر حرب الأفكار المتناقضة في الظهور ... وكان الانتقال سريعا ... أسرع حتى مما توقع صاحبنا ... وبسرعة لم يكن لديه القدرة على التغلب عليها ... فالصلاة أصبحت ثقيلة .... بل ربما ضيع بعض الجماعات ... ولا تسأل عن السنن والقيام ... بل لقد نام عن الفجر ... أياما وأياما ... و بدأ الإنهيار ...
أفق أخيا .. أما آن لك أن تنتبه ؟ ... لم يبقى لك إلا خطوط دفاعك الأخيرة .. بل لقد ضاع بعضها بالفعل ... المعركة قاربت على النهاية ... إن لم تكن قادرا فاستعن بغيرك ... لاتستسلم ... أين صيامك وقيامك وبكاؤك ... أين حلقات علمك وصحبتك ... أين قرآنك ومسجدك ... لما ابتعدت عن كل هؤلاء ...
أصبح المشهد الأخير على وشك الحدوث ... المشهد الذي أوصلنا لتلك البداية ... لم يكن الأمر يحتاج إلا إلى أى محفز ولو كان بسيطا ... أى شئ يعلق عليه سبب انتكاسته ... و انتهى كل شئ ... وعادت المشاهد السوداء لتخيم على حياته من جديد ...
أستستسلم ؟؟؟؟ .... أسترضى أن تخسر المعركة بهذه السهولة ... قم أخي ... استفق ... انفض عن نفسك غبار الهزيمة فما تزال هناك جولات كثيرة لم تحسم بعد ... أنت أقوى من أن ترضى بهذه النهاية ... قف وتفكر ... كيف وصلت إلى ما أنت عليه الآن ... ماالسبب ؟؟ أين الخلل ؟؟ هل هو التعلق بشهوة ... هل حب الدنيا ... هل صحبة السوء ... أم كل ذلك ؟؟
إزداد القلق ... أين هو ... مالنا لا نراه ... لم يعد يأتي للمسجد ... هل ياترى ؟؟؟ ... ولكن كيف ... كيف يعود بعد كل تلك الخطوات التى خطاها لله ... كيف هانت عليه نفسه ... كيف هان عليه صيامه وقيامه ... أبتلك السهولة ... باع كل تلك اللحظات ... أبكل تلك السهولة باع صحبة الجنة ... وبكم باع ... وكم رضي مقابل طريق جنة الرحمن ... وهل هناك ثمن يعادل نعيم الجنة ... وهل فى الدنيا لذه تعادل نعيم الطاعة ... والله ما فى هذه الحياة ألذ من اشتياق القلب للرحمن ... كيف حدث هذا ... هل هناك أمل فى عودته ... لكم اشتقنا إليه ... كم كانت بسمته تضئ لنا صعوبة الطريق ... كم كان دافعا لنا للطاعة ... كم آخذ بيدنا لطاعة الله ... حتما سيعود ... لا يمكن لقلب ذاق طعم الإيمان أن يحتمل البعد عنه ... حتما سيعود ... لن يجد سعادته قط إلا فى طاعة الله ...حتما سيعود ... نعم ... حتما سيعود ...
ولكن كيف كانت البداية ... ماذا حدث ... ؟؟
ضاقت به الدنيا ... أصبح كثير التفكير ... لم يعد يحتمل تلك الأمواج المتلاطمه من الأفكار التي تعصف بذهنه عصفًا ... حتى الحلول المؤقتة التى طالما كان يرضي بها نفسه لم تعد تجدي ... لم يعد يشعر بالراحة فى أى مكان... يكاد يصرخ ... كفااااااااايه ...ليه كل ده ...
استلقى وهو يفكر ... يستعيد الذكريات... بدأ يتحرك أمامه شريط حياته ... هاهو يرى نفسه طفلا صغيرا...يلعب مع أصحابه ...يتبادلون الضحكات ... يالها من سعاده تلك التى يشعرون بها ...لا هموم لا تفكير ...
تحرك الشريط مرة أخري إنه الآن يجلس أمام شيخه يردد بعض آيات القرآن التى حفظها ... وشيخه ينظر إليه مبتسما متوسما فيه الذكاء والنبوغ ... كانت أياما ممتعة وهو يزيد حفظة يوما بعد يوم ويداعب تفكيره أمنيتة الكبيرة بحفظ كتاب الله كاملا يوما ما ...
ثم تحرك الشريط مرة أخري ... ولكن كان ذلك المشهد مشهدا قاتما ...لم يكن سعيدا وهو يمر عليه ...ها هو ذا يرتكب أول معصية في حياته ... ها هو ينظر أول مرة لإمرأة نظرة محرمة ... هاهو ذا يفتح لأول مرة موقعا إباحيا فى خلوته ... ها هو ذا يضع في فمه أول سيجارة بعد أن خارت قواه عن مقاومة ضغط صحبته التي كانوا يدفعونه إلى المعاصي دفعا...قال أجرب...مرة مش هخسر حاجة ...ولكنه خسر الكثير ... ففى كل مرة يبدا فيها معصية يكسر بابا مغلقا أمام الشيطان ليدخل له منه دون أن يدري .... فالتجربة تكررت .. وتكررت ... وأصبح المسكين لا يقدر أن يقلع عن ذلك السم اللعين واللى كان حرام بقى مكروه ... واللى كان مكروه بقى عادي .... ولن يعجز الشيطان فى تزيين المعصية لمن ضعف قلبه .... تذكر دوما أن تساهلك فى المعصية ولو مرة واحدة قد يعني ضياع كل شئ ... واستمر الحال هكذا ... المعصية تجلب معصية والسلسلة لا تنتهى ....
ولكن تحرك الشريط فهو لم يكن يريد البقاء كثير على تلك المشاهد التى كانت تدمي قلبه كلما تذكرها وتذكر أن الله سيسأله عن كل ذنب اقترفه وهو لا يملك الجواب ... تحرك الشريط ... وعاد النور ليضئ مرة أخري ... لقد انفجر نور الإيمان في قلبه ... نعم لم يحتمل قلبه الذى امتلأ حبا لله أن يستمر فى طريق العصيان ... لم يرضى قلبه الذى عمره كلام الرحمن ... أن يكون به مكان لشهوات وملذات ... نعم استيقظ بعد الغفلة ... و انطلق يطلب طريق الهداية ... وبدأ المسير ...
هاهو ذا يحافظ لأول مرة على صلاة الجماعة يوما كاملا .... هاهو ذا يبدأ فى حضور دروس العلم والوعظ ... هاهو ذا يبدأ فى حفظ القرآن ... يالها من أيام ... كل يوم يزداد الإيمان في قلبه ... يكاد يشعر أن قلبه يطوف مع الملائكة حول عرش الرحمن .... تنهمر من عينيه الدموع كلما تذكر ذنوبه ... وكم ستره الله وهو يعصيه .... وكيف امتن عليه الله بالهداية والتوبة من غير حول منه ولا قوة ... انطلق .... هاهو ذا يدعوا أصحابة ... فكل منا عندما يشعر بلذة الإيمان يتمنى لو أنه صرخ فى الكون كله داعيا إياه إليه ...
وفجأة ... ومع تحرك المشاهد ... جاء مشهد ليس كسابقيه ... إنه العبد الطائع التائب ... ولكنه واقع فى معصية ... لا يذكر كيف وقع أو كيف بدأ الأمر ولكن انتصر عليه الشيطان ووقع فى هذا الذنب ... كان هذا الإنذار كافيا له لينتبه أن هناك خلل ما فى التزامه ... فمع الإنطلاقة القوية قد تغفل عن وجود الكثير من أبواب الخطر التى ما تزال مفتوحة ... لم يهتم بالكثير من بقايا المعاصي وحب المعاصى الذى كان لا يزال واقرا فى قلبه ... لم يهتم بوجود الكثير من حب الدنيا وحب المظاهر فى قلبه ... وحتى مع هذا الإنذار لم ينتبه ... فليس دوما المخدر هو الحل الأمثل لكل الامراض فقد يوضع المخدر فيزيل الآلام ولكن المرض ما زال يأكل فى الجسم أكلا ... قال لنفسه ... شئ طبيعي إني أعصى ... كل ابن آدم خطاء ... بس المهم إنى أتوب ... وبالفعل تاب واستغفر وندم ... ولكن دون إصلاح حقيقي لقلبه ...
لا تغتر بأيام التزامك الأولى .. مع الأرتفاع المتواصل فى إيمانياتك ... فهذه الطفرة لا بد لها يوما ما أن تقل فالإيمان يزيد وينقص ... فإن لم تحرص فى هذه الأيام الاولى على تصفية قلبك مما علق به من ركام الجاهلية وأيام المعاصي ... فقد ينحسر إيمانك يوما ما ليكشف عن أبواب ظننتها مغلقه وهى ما تزال مفتوحة فيدخل عليك الشيطان منها ... ليهوي بك في أوحال المعاصي مرة أخرى ... قلبك قلبك .... إياك أن تغفل عنه ...
وتوالت المشاهد بعد ذلك بعضها مضئ وبعضها قاتم مظلم فالطاعات تزداد والمعاصي تزداد وصاحبنا لا ينتبه ... بدأ التناقض الداخلى فى الظهور فهو أمام الملتزمين في شكل ملتزم ... ولكن بينه وبين نفسه ... شئ آخر ... ولاحت بوادر حرب الأفكار المتناقضة في الظهور ... وكان الانتقال سريعا ... أسرع حتى مما توقع صاحبنا ... وبسرعة لم يكن لديه القدرة على التغلب عليها ... فالصلاة أصبحت ثقيلة .... بل ربما ضيع بعض الجماعات ... ولا تسأل عن السنن والقيام ... بل لقد نام عن الفجر ... أياما وأياما ... و بدأ الإنهيار ...
أفق أخيا .. أما آن لك أن تنتبه ؟ ... لم يبقى لك إلا خطوط دفاعك الأخيرة .. بل لقد ضاع بعضها بالفعل ... المعركة قاربت على النهاية ... إن لم تكن قادرا فاستعن بغيرك ... لاتستسلم ... أين صيامك وقيامك وبكاؤك ... أين حلقات علمك وصحبتك ... أين قرآنك ومسجدك ... لما ابتعدت عن كل هؤلاء ...
أصبح المشهد الأخير على وشك الحدوث ... المشهد الذي أوصلنا لتلك البداية ... لم يكن الأمر يحتاج إلا إلى أى محفز ولو كان بسيطا ... أى شئ يعلق عليه سبب انتكاسته ... و انتهى كل شئ ... وعادت المشاهد السوداء لتخيم على حياته من جديد ...
أستستسلم ؟؟؟؟ .... أسترضى أن تخسر المعركة بهذه السهولة ... قم أخي ... استفق ... انفض عن نفسك غبار الهزيمة فما تزال هناك جولات كثيرة لم تحسم بعد ... أنت أقوى من أن ترضى بهذه النهاية ... قف وتفكر ... كيف وصلت إلى ما أنت عليه الآن ... ماالسبب ؟؟ أين الخلل ؟؟ هل هو التعلق بشهوة ... هل حب الدنيا ... هل صحبة السوء ... أم كل ذلك ؟؟
أصدقك اخي .. لو ذقت بحق ما ابتعدت .... نعم ... لو دخلت بالفعل جنة الطاعة دخولا حقيقيا ما قبلت أبدأ البعد عنها أو الخروج منها إلا بالموت لتنتقل إلى الجنة الرحمن فى الآخرة ... تلك الرواسب في قلبك منعتك عن تنفس نسمات الإيمان تنفسا كاملا ... ذلك الركام من المعاصى حال دون تغلل نور الإيمان إلى أعماق قلبك ليفتت صخور الغفلة ... عليك أن تعترف بأخطائك ... لماذا لم تطلب العلم ؟؟ لماذا لم تبدأ فى حفظ القرآن ؟؟؟ لماذا لم تبتعد ابتعادا تاما عن صحبة السوء وأنت ما زلت ضعيفا غير ثابت ؟؟؟ لماذا لم تستفد من خبرات من سبقك فى الالتزام ليرسم لك منهجا عمليا ويأخذ بيدك ويعينك ؟؟؟
لا تقل لم اجد فكم كانوا كثيرا حولك ... ولكنك دوما كنت لا تحب ان تكون معهم فهم ليسوا مثلك يحبون المظاهر .. وليسوا مثلك يهتمون بالشكل وحسب ... ولكن على الرغم من بساطة منظرهم ... إلا أنهم يحملون قلوبا عامرة بالإيمان وحب الرحمن ... قلوبا طلقت شهوات الدنيا ثلاثا وانطلقت فى الطريق إلى الجنة ... لا تبتغى عن رضى الرحمن حولا ولا عن الفردوس الأعلى بديلا ...
لماذا دوما كنت تقبل بالحلول الوسطى وتأخذ بالرخص فى أمور لا يقبل فيها إلا أمر واحد وتخادع نفسك وتقول في خلاف والناس والشكل والعادات وفقة الواقع و... و... ... لماذا لم تحترم لحظات ضعفك وتبتعد عن كل وسائل المعصية وتركتها أمامك متاحة سهل أن تصل إليها في أى وقت ؟؟؟
وهل تظن أن حالك سيكون أفضل لو ابتعدت ؟ ... هل يمكن ان تشعر ولو للحظة بالسعادة وأنت بعيد عن الله ؟ .. وهاأنت جربت بنفسك .. كل يوم يزداد غمك وهمك ... وتزداد حياتك ضيقا وبؤسا ... وهذا فى الدنيا ... فما بالك بالأخرة ... وأنت لا تزيد إلا رصيدك من السيئات اليوم تلو الآخر ... ما تنتظر مصيرك لو استمريت على هذا الدرب الذى انت عليه .. ما تنتظر يوم تلقى الله فينبئك بما عملت مما أحصاه ربي ونسيته من الذنوب التى كنت تستتر عن أعين الناس لترتكبها وما تستحى من نظر الملك لك ... {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ }فصلت22
حبيبي فى الله .. ما أريد أن أزد همك ولا حزنك ... فيعلم الله أن قلبي ينفطر حزنا لأجلك ... وكم أتمنى ان أراك تعود ... ينير الإيمان قلبك ... وتضئ حياتك بطاعة الله ...
أكاد أسمعك تقول ... ياليتنى أعود ... لكن هل لسه ممكن ...؟؟؟
أكاد أسمعك تقول ... ياليتنى أعود ... لكن هل لسه ممكن ...؟؟؟
أقول لك طبعا ولكن عليك أن تعود عودة صحيحة قوية ... لا رجوع بعدها أبدا إن شاء الله ... وهاهى بعض النقاط أضعها بين يديك لتعينك ... كمنارات لك فى طريقك إلى الله ...
1 ) عليك بالدعاء : قال ربي ادعونى استجب لك وقال وإذا سألك عبادي عني فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .... فهلا رفعت أكف الضراعة إلى الله ترجو عفوه مغفرته وتسأله الهداية و الثبات ... وتسأله أن يعينك وييسر طريقك ... ويزيل كل العقبات أمامك ...
2) قلبك ... قلبك : احرص على إصلاح عيوب قلبك ... احرص على الشحن المستمر وإياك أن يتوقف قلبك فى طريقك إلى الله مرة أخرى ... راقب قلبك باستمرار ولا تغفل عن أى بادرة منه ... من حب دنيا أو شهوة ... وأسرع بالعلاج ...
2) قلبك ... قلبك : احرص على إصلاح عيوب قلبك ... احرص على الشحن المستمر وإياك أن يتوقف قلبك فى طريقك إلى الله مرة أخرى ... راقب قلبك باستمرار ولا تغفل عن أى بادرة منه ... من حب دنيا أو شهوة ... وأسرع بالعلاج ...
3) الصحبة : حمايتك الخاصة فى طريقك إلى الله ... أخ جديد فى الله تساوى ضمان بالثبات على الطريق أكثر ... وإياك أن تظن أن بعد ابتعادك أنهم لن يقفوا بجانبك ... فكم يشتاقون لمساعدتك ... ولكن أنت الذي تبتعد ...إياك أن تبتعد عنهم مهما كانت الظروف ...
4) إياك والجهل : ما وقعت فيما وقعت فيه إلا لجهلك بالطريق وكيفية السير فيه ... وعدم معرفتك الكاملة بالله عز وجل ... العلم طريقك للثبات ...
5) اصحب القرآن : تلاوة وحفظا وفهما وعملا ... القرآن يهديك وياخذ بيدك فى طريقك إلى الله ... {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9
6) الخطوط الحمراء : احمى التزامك ودينك بخطوط حمراء ... لا تقبل أن يتجاوزها أى شئ لا دنيا ولا قرابة ولا صحبة ولا أى أحد ... كصلاة الجماعة وأوراد الذكر والقرآن ... لا تقبل مهما كان انشغالك أن تضيع ... الخطوط الحمراء مؤشر لك لحماية التزامك فإن حدث أى انتهاك وتعدى لها أسرع بالانتباه قبل أن يزيد الخطر ...
7) اعرف هدفك : أنت .. ماذا تريد ..الجنة .. إذا فاعمل لها واجتهد فى الطاعة .. وإياك إياك والمعصية مهما صغرت فكم من كلمة هوت بقائها فى النار سبعين سنة .... وأخرج تماما من تفكيرك أى تفكير فى الانتكاس أو الرجوع .. دوما قل لنفسك أنا لايمكن أن أنتكس ... لو أنت انتكست من الذى يثبت .. أنا من ساحمل هم الدين ... أنا وأنا ... واعلم أن الشيطان أقصى ما يريده منك فى تلك المرحلة أن تشعر بنفسك ضعيفا غير قادر على مقاومته في المعصية فضلا عن معصيته بطاعة الله عز وجل ... فإياك والضعف ... وإياك إياك من الفراغ .. ففراغك سلاح فى يد الشيطان يوجهه كيف يشاء .. اشغل نفسك دوما واعلم أن نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالمعصية ...
8) أما آن أن تبيع : إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ .... فيامن بعت لله نفسك .... إياك أن يراك حيث نهاك وأن يفقدك حيث أمرك ... إياك أن تبع نفسك رخيصة لعرض من الدنيا زائل فتندم في وقت لا ينفع فيه الندم ..
9) إياك والتأخير : فلعل أنفاسك تنقضي قبل أن تتم قراءة هذا الموضوع وإياك واستعظام ذنوبك أمام مغفرة الله وعفوه وكرمه ... وإياك أن تظن أن الله لن يعينك ويثبتك تعالى الله أن يرد تائبا صادقا عن بابه وهو التواب الرحيم سبحانه ...
10 ) جاهد واجتهد : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 ... فعلى قدر صبرك ومثابرتك على قدر إعانة الله لك ... وعلى قدر جهدك سيكون ثباتك على الطريق إن شاء الله ...
هذه كلمات محب صادق لك .. والكلمات وحدها لا تنفع ما لم تحولها لمنهج عملى فى حياتك .... ولا تغادر هذا الموضوع الذى بفضل الله وفقك الله لقرائته حتى وصلت لهذه السطور إلا وقد قررت أن تعود ... أخي اشتقنا إليك .. فلا تتأخر علينا ...يدا في يد لجنة الرحمن إن شاء الله ..
تعليق