كثيرة أعدادها تلك الأقدام التي مرت في هذه الحياة ثم ارتحلت وانتقلت في الغابرين
فكان من بينها أقدام تلاشت معالم سيرها
وهناك أخرى ما زالت بصماتها بارزة ومعالمها براقة واضحة
تعجب الناظرين، قد ارتحلت نعم لكن بقي ذكرها الحسن .. لما أبت السير إلا بترك الأثر.
"لكل إنسان وجود وأثر ... ووجوده لا يغني عن أثره ... ولكن أثره يدل على قيمة وجوده"
كلنا سنرحل من هذه الدنيا .. وسنلقى المصير الذي لقيه من قبلنا ..
سنغادر هذه الحياة ونفارق الأحبة .. وننتقل إلى دار البرزخ (القبر) .. وليس لنا أن نفر من ذلك ..
وصدق الحق سبحانه وتعالى القائل : (إنك ميت وإنهم ميتون) ..
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم:
« يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ » متفق عليه.
إن العمل الذي يعمله الإنسان في هذه الدنيا هو الذي سيخرج به منها
فإذا كان العمل هو الذي سنخرج به من هذه الدنيا فحري بنا أن نجتهد وأن نكثر من أعمالنا الصالحة
التي هي السبب لأن يرحمنا الله تعالى ونحن بأشد الحاجة إلى ذلك في ظلمة تلك الحفرة الموحشة ،
حيث لا قريب ولا حبيب أو صديق ..
فما أجمل أن نرحل ونترك خلفنا بصمة و أثراً طيباً
ومن أعظم هذه البصمات التى ستتركيها بعد موتك
الـــدعـــوة الــــى الله
وصدق الله العظيم إذ يقول: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
حبيبتى الغالية
هل أتاكِ نبأ الداعية الهدهد؟
في يوم جمع سليمان عليه السلام جنده من الإنس والجن والطير والوحش،
فافتقد الهدهد: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} [النمل:20]،
فتوعده: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}[النمل:21].
فمكث الهدهد غير بعيد ثم أتى سليمان في ذات المؤتمر، وابتدره ببيان عذره
:{أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22]
فهذا هدهد قدم لدين الله ونصح أمة من الأمم فظهرت آثار هذه الدعوة المباركة وذكره الله فى قرآنه
فــــــــــــــــــــــمــــــــــــــــا أعــظــم آثـــره ||~
متى تتركِ أثراً
يا من أنعم الله عليكِ بالإسلام وكفى بها نعمة، يا من أضاء أجدادك للعالم ظلمته،
وصنعوا حضارة يدهش لها التاريخ، أو ما راعك حال أمتك الراهنة
أو ما أفزعكِ أن كانت الدنيا لغيرك يعبث بها ويجعلها سلاحًا يصوبه نحن صدور أمتك،
ألست الأحق بالسبق في حرفة البناء؟
انهضى ودعى عنك أغلال الخمول
وتعرفى على هويتك، وانظرى إلى ماضي أمتك فحي على العمل،
وضعى بصمتك في الحياة، فما هي إلا أنفاس تعد وتحصى، لا تدري متى يتوقف لها العد والإحصاء،
حينئذ لن يبقى لك في الدنيا إلا أثرك، فإن لم يكن طوى التاريخ صفحتك بغير رجعة،
وإن كان لك أثر وقفوا على أثرك وقالوا: مرت ... وهذا الأثر.
إذاً فهل تريدى أن تكون داعية إلى الله تعالى ؟؟؟
وتتركِ أعظم أثر
تابعينا بإذن الله
تعليق