الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
رزقٌ من الله
جاء لنا ونحن لم نبذل لنرزقه أدنى جهد
جاءنا
وقد كان يرغب به نبينا صلى الله عليه وسلم لعمه فلم يملك أن يعطيه له
وكان نوحاً عليه السلام يرجوه لولده ولم يستطع منحه له
الإسلام
فهل حققنا رسالته؟
"إن الله أخرجنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة"
نسينا أن هذه الأمانة التى جعلها الله فى أعناقنا
يقول تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ – إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } الأحزاب:72
ففي تفسير الطبري لهذا الآية ذكر حديث
عَنِ الْحَكَم بْن عَمْرو , وَكَانَ مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ الْأَمَانَةَ وَالْوَفَاء نَزَلَا عَلَى ابْن آدَم مَعَ الْأَنْبِيَاء فَأُرْسِلُوا بِهِ فَمِنْهُمْ رَسُول اللَّه,وَمِنْهُمْ نَبِيّ وَمِنْهُمْ نَبِيّ رَسُول. نَزَلَ الْقُرْآن وَهُوَ كَلَام اللَّه , وَنَزَلَتْ الْعَرَبِيَّة وَالْعَجَمِيَّة , فَعَلِمُوا أَمْر الْقُرْآن , وَعَلِمُوا أَمْر السُّنَن بِأَلْسِنَتِهِمْ , وَلَمْ يَدَع اللَّه شَيْئًا مِنْ أَمْره مِمَّا يَأْتُونَ وَمِمَّا يَجْتَنِبُونَ , وَهِيَ الْحُجَج عَلَيْهِمْ , إِلَّا بَيَّنَّهُ لَهُمْ , فَلَيْسَ أَهْل لِسَان إِلَّا وَهُمْ يَعْرِفُونَ الْحَسَن مِنَ الْقَبِيح , ثُمَّ الْأَمَانَة أَوَّل شَيْء يُرْفَع , وَيَبْقَى أَثَرهَا فِي جُذُور قُلُوب النَّاس , ثُمَّ يُرْفَع الْوَفَاء وَالْعَهْد وَالذِّمَم , وَتَبْقَى الْكُتُب , فَعَالِم يَعْمَل , وَجَاهِل يَعْرِفهَا وَيُنْكِرهَا حَتَّى وَصَلَ إِلَيَّ وَإِلَى أُمَّتِي , فَلَا يَهْلِك عَلَى اللَّه إِلَّا هَالِك , وَلَا يُغْفِلهُ إِلَّا تَارِك , وَالْحَذَر أَيّهَا النَّاس , وَإِيَّاكُمْ وَالْوَسْوَاس الْخَنَّاس , وَإِنَّمَا يَبْلُوكُمْ أَيّكُمْ أَحْسَن عَمَلًا " غريب جدا
لذلك فحقاً
ياله من دين لو أن له رجال
فلنكن رجال هذا الدين
فإننا ان لم نكن له رجال سنغرق جميعا
عن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعا». صحيح البخاري
وتذكرن
قال صلى الله عليه وسلم : { من دل على هدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه )
[ رواه مسلم 4831 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)رواه ابو داود وابن ماجه والترمذى
وقال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسَنةً فلهُ أجرُها ، وأجرُ مَنْ عمِلَ بِها من بعدِهِ ، من غيرِ أنْ يُنقَصَ من أُجورِهمْ شيءٌ ، ومَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سيِّئةً فعليهِ وِزرُها ، ووِزرُ مَنْ عمِلَ بِها من بعدِهِ ، من غيرِ أنْ يُنقَصَ من أوْزارِهمْ شيءٌ )
الراوي: جرير بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6305
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فكونى أختى من رجال هذا الدين
فالأيام القادمة بإذن الله هى أيام الدين لا أيام غيره
فقد اشتدت ظلمة الباطل وطالما اشتدت فلنستبشر بعدها بفجر الإسلام ونوره
فلكل من ترجو أن تكون من رجال الدين
أو نساؤه بمعنى أصح
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ :: ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ
هذه بعض المقترحات الدعوية:
أنت فتاة لم تتزوج بعدماذا عمن تزوجن من عائلتك وانشغلن بالزوج والأولاد
ماذا لو قمتِ أثناء زيارتهن بتقدم بعض المحاضرات لهن ومعها كتيبات صغيرة
وماذا لو اتفقتِ معهن على مراجعة ما يحفظن من القرآن ولو عبر سماعة الهاتف
الأمر يسير بإذن الله
لكن هل تكسلين أنتِ؟
أنتِ الآن تزوجتِ وانشغلتِ فى بيتك
مؤكد تزورين حماتك وأخوات زوجك
ماذا لو جعلتِ لهن حظا من وريقات دعوية صغيرة لا تفارق حقيبتك تقرأيها عليهم ولو من باب الفضول وحب الاطلاع
ولعل كلمة ينفع الله بها
وماذا لو جمعتِ أولاد - سلايفك وعماتك - كما نقول فى مصر
وأقصد أخوة وأخوات زوجك
وقمتِ بتحفيظهم القرآن مع أولادك
ولو آية واحدة
لعل هذا الطفل ينشأ على حب طاعة لم يعلمها له أهله وتكون فى موازينك إلى يوم القيامة
أنتِ تعملين ومكان العمل مكتظ بالمنكرات؟
ما رأيكِ لو قمتِ بعمل مجلة حائط صغيرة
قومى بتجميلها على زوقك الرائع
ثم استئذنى من رؤسائك وضعيها فى مكان بارز
ضعى فيها معلومات عامة أواعجاز علمى
ضعى فيها طبخة حلوة
وركن للقلوب - وهو الأهم والهدف طبعا - تضعى فيه مواضيعك الدعوية اللطيفة
يمكنك الاستعارة من المنتدى فهو مليئ اللهم بارك بالمواضيع الرقيقة المؤثرة بفضل الله
يمكنك أيضا وضع سلة هدايا صغيرة بها بعض الوريقات الدعوية مع اضافة الجديد لها فى المواسم
ولعل أحد يقرأها فيعمل بها فتكون فى ميزانك
وما رأيك لو تقومين بعمل مسابقات فى الطاعات فى عملك بين النساء أو فى عائلتكخاصة عند اقتراب مواسم الطاعة مثل رمضان وعشر ذى الحجة
يمكنك عمل برنامج طاعة مبسط من أول شهر شعبان - على سبيل المثال -
وتقومين بعمل تقويم اسبوعى لمن يشاركن فى البرنامج ويعطينكِ جدول محاسبة مليئ بما فعلوا من طاعات
فتكرمى أكثرهن جدا فيحاول غيرهن الاجتهاد مثلها
ولعل أحدهم يزيد فى طاعاته فى رمضان شيئ فيكون فى ميزانك
ما رأيكِ فى مسجد الحى عندكم ؟
طبعا لا تعرفى شكل مصلى النساء أصلا
لا آمرك بالصلاة فى غير بيتك فالصلاة فى قعر بيتك أفضل من الصلاة فى المسجد النبوى بإذن الله
لكن أريدك أن تدعى فى مسجد الحى
مبالغ بسيطة تجمعيها من عائلتك كصدقات دعوية
وتقومين بشراء هدايا بسيطة للأطفال وأوراق دعوية
ومع صديقاتك وبوساطة زوجك أو أخوكِ تتفقن مع امام المسجد عن الاعلان على مسابقة لتسميع عشر سور من القرآن للأطفال
وحضور الطفل ووالدته فى الميعاد المحدد فى مصلى النساء
وبعد التسميع وتوزيع الهدايا
والتبسم وتحبيب النساء فى دين الله وأهله
يمكن أن تلقى احداكن كلمة قصيرة مثلا عن فضل القرآن
وتذكرن النساء بالآخرة فى كلمات قصيرة
وتوزعن الوريقات الدعوية
وكررن هذا من فترة لأخرى ولعل هذا يكون فاتحة خير فى حلقة علم تكون فى موازينكن
حقيبتك
يجب ألا تخلو من وريقات دعوية أو مطويات
لا ينفع ملتزمة تمشى بلا سلاح فى وجه عصابة المنكرات
وأيضا
يمكنك لصق ملصق بسيط يذكر بالآخرة على الحقيبة
فتكونى داعية إلى الله فى كل وقت وأنتِ صامتة
تذكرين نفسك وغيرك بالآخرة ولعل أحدهم يلمحها فيتوب ويعود لربه يكون فى موازينك
هاتفك الجوال
تقولين رناتك اسلامية ولا غبار عليها
لكن ماذا لو تاجرتِ مع الله واخترتِ نغمات تذكر بالآخرة
فممكن يرن الهاتف فى أثناء ركوبك حافلة مثلا فتعلق تلك الكلمات بآذان الناس وعقولهم وتكون فى ميزانك
فمن اليوم بإذن الله
اختارى الأناشيد التى تذكر بالله وبالدار الآخرة وبالذنوب والمعاصى
ما أجمل نشيد يا نفس لله توبى
ونشيد أنا العبد
وما أشد وقعهما على البعدين عن الله
ولا تنسى
استغلى الرسائل المجانية والواتس أب وكل التكنولوجيا الحديثة فى الدعوة
لكن لا ترسلى أحاديث ضعيفة ولا موضوعة ولا دعوة لبدع
كونى داعية " ناصحة " من الآخر
مدرستك أيتها الطالبة الداعية
ما رأيك أن تبحثى عن الصالحات وتحاولن الجلوس فى الحصص الفارغة أو الفسحة لقراءة كتاب مبسط
مثل هبى يا رياح الإيمان
وبإذن الله مع الوقت يقتضى بكن غيركن من البنات
أرءيتم أن الدعوة مجالاتها كثيرة
هذا كله غير الدعوة الفردية والجماعية
أخواتى
هذا دين عظيم
ان لم نشرفه فى الدينا ونرفعه فمتى سنفعل
هو سيرفع يوم القيامة لأنه الدين الذى سيدخل الله به عباده الجنة وله قدره عند ربه
فمن الذى سيخسر ان لم يرفعه؟
نحن من سيخسر والعياذ بالله أننا لم نعش له فى هذه الدنيا كما ينبغى
أننا لم نكن له رجال
جعلنى لله وإياكن ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
تعليق