بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة في اللغة والاصطلاح
الدعوة في اللغة والاصطلاح
تعريف الدعوة ومعناها لغة واصطلاحا
أولا : الدعوة في اللغة
كلمة ( الدعوة ) مصطلح إسلامي، وهناك علاقة وثيقة بين مدلول هذا اللفظ في الأصل اللغوي، وبين استعماله كمصطلح إسلامي صرف .
معاني الدعوة في القرآن
ورد لفظ الدعوة في القرآن الكريم للدلالة على معاني متعددة منها:
1 ـ معنى الطلب: نحو قوله تعالى: ( لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ) (الفرقان: 14). بمعنى لا تطلبوا اليوم هلاكاً واحداً بل اطلبوا هلاكاً وويلاً كثيراً فإن ذلك لن ينفعكم.
2 ـ معنى النداء: نحو قوله تعالى:( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم) (الكهف:52). أي فنادوهم فلم يستجيبوا لهم.
3 ـ معنى السؤال: نحو قوله تعالى حكاية عن بني إسرائيل:( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ) (البقرة:69). أي اسأل ربّك يبين لنا ما لون البقرة التي أمرنا بذبحها.
4 ـ معنى الحث والتحريض على فعل شيء: نحو قوله تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون:( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) (غافر:41). بمعنى أنه ليس من العدل والإنصاف أن أحثّكم وأحرضكم على فعل ما من شأنه نجاتكم في الدنيا والآخرة، وأنتم تحرضونني على فعل ما من شأنه هلاكي.
5 ـ معنى الاستغاثة: نحو قوله تعالى:( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (الأنعام:40).
بمعنى: هل إذا أتاكم عذاب وغضب من الله وأصابتكم كارثة أو مصيبة أو أتتكم الساعة هل إذ حدث ذلك تستغيثون بغير الله؟ فإن كلمة تدعون في الآية بمعنى الاستغاثة.
6 ـ معنى الأمر: نحو قوله تعالى : { وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ غ™ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (الحديد:8). أي والرسول يأمركم أن تؤمنوا بالله ربكم.
7 ـ معنى الدعاء: نحو قوله تعالى:( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً غڑ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55). بمعنى توسلوا إلى الله بالدعاء وتقربوا إليه به.
هذه معاني متعددة استُعمل لفظ الدعوة للدلالة عليها كما ورد في القرآن الكريم ، وإذا نظرنا بشيء من الإمعان إلى تلك المعاني سوف نجد أنها تعود جميعها إلى أصل واحد وهو معنى «الطلب».
فالنداء هو طلب الحضور والمجيء سواء لأمر حسي أو معنوي.
والسؤال: هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً لدى السائل.
والتحريض والحث: هو طلب إتيان فعل غير مرغوب فيه عند المخاطب.
والاستغاثة: طلب رفع ضرر واقع على المستغيث.
والأمر: طلب إتيان الفعل مطلقاً.
والدعاء: هو الطلب من الله سبحانه وتعالى.
وتعدّد معنى الدعوة كما هو واضح بغرض بيان القصد المراد منها.
ومن ثمّ يمكن تعريف الدعوة إلى الإسلام من خلال ما تقدم بأنها : الطلب من الناس الدخول في طاعة الله تبارك وتعالى، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والالتزام بشرائعه أي التدين بالدين الإسلامي الحنيف الذي اختاره الله تبارك وتعالى لخلقه والعمل بتعاليمه. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) .
الدعوة في الاصطلاح
الدعوة في لسان الشرع قد وردت فيها عدة تعاريف، نذكر منها:
1) تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
(الدعوة إلى الله، هي الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا).
انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية ج15/ 157
2) تعريف د. السيد محمد الوكيل:
الدعوة إلى الله هي جمع الناس إلى الخير،ودلالتهم على الرشد، بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، قال تعالى: ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ )) [آل عمران104]
انظر: أسس الدعوة وآداب الدعاء للدكتور السيد محمد الوكيل، ص9
3) تعريف الشيخ الصواف:
الدعوة هي رسالة السماء إلى الأرض، وهي هدية الخالق إلى المخلوق، وهي دين الله القويم، وطريقه المستقيم، وقد اختارها الله وجعلها الطريق الموصل إليه سبحانه، ((نَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ)) [آل عمران 19]، ثم اختارها لعباده، وفرضها عليهم، ولم يرض بغيرها بديلاً عنها ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ)) [آل عمران 85].
انظر: الدعوة والدعاء للصواف، ص22
وخلاصة التعاريف فإننا نقول بأن الدعوة إلى الله هي قيام الداعية المؤهل بإيصال دين الإسلام إلى الناس كافة (أمة الدعوة وأمة الاستجابة) وفق الأسس والمنهج الصحيح، وبما يتناسب مع أصناف المدعوين ويلائم أحوال وظروف المخاطبين
المصدر:http://www.saaid.net/aldawah/492.htm
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
كلمة ( الدعوة ) مصطلح إسلامي، وهناك علاقة وثيقة بين مدلول هذا اللفظ في الأصل اللغوي، وبين استعماله كمصطلح إسلامي صرف .
معاني الدعوة في القرآن
ورد لفظ الدعوة في القرآن الكريم للدلالة على معاني متعددة منها:
1 ـ معنى الطلب: نحو قوله تعالى: ( لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ) (الفرقان: 14). بمعنى لا تطلبوا اليوم هلاكاً واحداً بل اطلبوا هلاكاً وويلاً كثيراً فإن ذلك لن ينفعكم.
2 ـ معنى النداء: نحو قوله تعالى:( وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم) (الكهف:52). أي فنادوهم فلم يستجيبوا لهم.
3 ـ معنى السؤال: نحو قوله تعالى حكاية عن بني إسرائيل:( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ) (البقرة:69). أي اسأل ربّك يبين لنا ما لون البقرة التي أمرنا بذبحها.
4 ـ معنى الحث والتحريض على فعل شيء: نحو قوله تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون:( وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) (غافر:41). بمعنى أنه ليس من العدل والإنصاف أن أحثّكم وأحرضكم على فعل ما من شأنه نجاتكم في الدنيا والآخرة، وأنتم تحرضونني على فعل ما من شأنه هلاكي.
5 ـ معنى الاستغاثة: نحو قوله تعالى:( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) (الأنعام:40).
بمعنى: هل إذا أتاكم عذاب وغضب من الله وأصابتكم كارثة أو مصيبة أو أتتكم الساعة هل إذ حدث ذلك تستغيثون بغير الله؟ فإن كلمة تدعون في الآية بمعنى الاستغاثة.
6 ـ معنى الأمر: نحو قوله تعالى : { وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ غ™ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (الحديد:8). أي والرسول يأمركم أن تؤمنوا بالله ربكم.
7 ـ معنى الدعاء: نحو قوله تعالى:( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً غڑ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (الأعراف:55). بمعنى توسلوا إلى الله بالدعاء وتقربوا إليه به.
هذه معاني متعددة استُعمل لفظ الدعوة للدلالة عليها كما ورد في القرآن الكريم ، وإذا نظرنا بشيء من الإمعان إلى تلك المعاني سوف نجد أنها تعود جميعها إلى أصل واحد وهو معنى «الطلب».
فالنداء هو طلب الحضور والمجيء سواء لأمر حسي أو معنوي.
والسؤال: هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً لدى السائل.
والتحريض والحث: هو طلب إتيان فعل غير مرغوب فيه عند المخاطب.
والاستغاثة: طلب رفع ضرر واقع على المستغيث.
والأمر: طلب إتيان الفعل مطلقاً.
والدعاء: هو الطلب من الله سبحانه وتعالى.
وتعدّد معنى الدعوة كما هو واضح بغرض بيان القصد المراد منها.
ومن ثمّ يمكن تعريف الدعوة إلى الإسلام من خلال ما تقدم بأنها : الطلب من الناس الدخول في طاعة الله تبارك وتعالى، وطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والالتزام بشرائعه أي التدين بالدين الإسلامي الحنيف الذي اختاره الله تبارك وتعالى لخلقه والعمل بتعاليمه. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21) .
الدعوة في الاصطلاح
الدعوة في لسان الشرع قد وردت فيها عدة تعاريف، نذكر منها:
1) تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
(الدعوة إلى الله، هي الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله، بتصديقهم فيما أخبروا به وطاعتهم فيما أمروا).
انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية ج15/ 157
2) تعريف د. السيد محمد الوكيل:
الدعوة إلى الله هي جمع الناس إلى الخير،ودلالتهم على الرشد، بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، قال تعالى: ((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ )) [آل عمران104]
انظر: أسس الدعوة وآداب الدعاء للدكتور السيد محمد الوكيل، ص9
3) تعريف الشيخ الصواف:
الدعوة هي رسالة السماء إلى الأرض، وهي هدية الخالق إلى المخلوق، وهي دين الله القويم، وطريقه المستقيم، وقد اختارها الله وجعلها الطريق الموصل إليه سبحانه، ((نَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ)) [آل عمران 19]، ثم اختارها لعباده، وفرضها عليهم، ولم يرض بغيرها بديلاً عنها ((وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ)) [آل عمران 85].
انظر: الدعوة والدعاء للصواف، ص22
وخلاصة التعاريف فإننا نقول بأن الدعوة إلى الله هي قيام الداعية المؤهل بإيصال دين الإسلام إلى الناس كافة (أمة الدعوة وأمة الاستجابة) وفق الأسس والمنهج الصحيح، وبما يتناسب مع أصناف المدعوين ويلائم أحوال وظروف المخاطبين
المصدر:http://www.saaid.net/aldawah/492.htm
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
تعليق