الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
موضوع غال ونفيس وبه درر لا غنى لى ولا لكِ أختاه عنها
فتعال سويا نتأملها ولنصبر على قراءتها لعلنا نجد بُغيتنا !
فتعال سويا نتأملها ولنصبر على قراءتها لعلنا نجد بُغيتنا !
أختاه .. إنّ كل مفقود عسى أن نسترجعه إلاّ الوقت، فهو إن ضاع لم يتعلّق بعودته أمل !، ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه الإنسان في هذه الحياة.
الإسلام دين يعرِف الوقت، ويقدِّر خطورة الزمن
قال الله تعالى: "إنّ في اختِلافِ اللّيلِ والنّهارِ ومَا خَلَق اللهُ في السّمواتِ والأرضِ لآياتٍ لقومٍ يتّقون". (6) سورة يونس
وقد وزَّع الإسلام عباداته الكبرى على أجزاء اليوم وفصول العام ليكون من ذلك نظام مُحكم دقيق يرتّب الحياة الإسلامية ويقيسها بالدقائق من مَطلع الفجر إلى مَغيب الشّفَق
قال تعالى: "فَسُبْحَانَ اللهِ حين تُمْسُون وحين تُصْبِحون، ولهُ الحمدُ في السّموات والأرْضِ وعَشِياً وحينَ تُظْهِرُون". (17 ) (18) سورة الروم
أخواتى :.
إنّ عُمرَ الإنسان رأس مالهِ الضخم، ولسوفَ يُسأل يوم القيامة عن إنفاقه منه، وتصرّفاته فيه
جاء في جامع الترمذي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :. ''لا تزول قدمَا عبدٍ يومَ القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفْناهُ، وعـن شبـابِــه فيـم أبْلاهُ، وعـن مالِه من أينَ اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنفقهُ، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه''.
قال تعالى: "فَسُبْحَانَ اللهِ حين تُمْسُون وحين تُصْبِحون، ولهُ الحمدُ في السّموات والأرْضِ وعَشِياً وحينَ تُظْهِرُون". (17 ) (18) سورة الروم
أخواتى :.
إنّ عُمرَ الإنسان رأس مالهِ الضخم، ولسوفَ يُسأل يوم القيامة عن إنفاقه منه، وتصرّفاته فيه
جاء في جامع الترمذي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال :. ''لا تزول قدمَا عبدٍ يومَ القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفْناهُ، وعـن شبـابِــه فيـم أبْلاهُ، وعـن مالِه من أينَ اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنفقهُ، وعن عِلمِه ماذا عمِل فيه''.
ولتعلمى أختى أن للوقت خصائص يتميّز بها، منها:
** سرعة انقضائه: فهو يمرّ مرَّ السّحاب، فمهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة فهو قصير ما دام الموت هو نهاية كلّ حي كما قال سيّدنا نوح عليه السّلام لمّا سُئِل: يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدتَ الدُّنيا؟ فقال: كدار لها بابان، دخلتُ من أحدهما وخرجتُ من الآخر !!.
** سرعة انقضائه: فهو يمرّ مرَّ السّحاب، فمهما طال عمر الإنسان في هذه الحياة فهو قصير ما دام الموت هو نهاية كلّ حي كما قال سيّدنا نوح عليه السّلام لمّا سُئِل: يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدتَ الدُّنيا؟ فقال: كدار لها بابان، دخلتُ من أحدهما وخرجتُ من الآخر !!.
وهذا ما عبَّر عنه القرآن تضاؤل الأعمار عند الموت، وأيضاً عند قيام السّاعة، قال تعالى: ''كأنّهُم يومَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إلاّ عشيَّةٍ أوْ ضُحاها''.
** أنّ ما مضى منه لا يعود ولا يُعوَّض:فكلّ يوم يمضي وكلّ ساعة تنقضي وكلّ لحظة تمرّ، وليس في الإمكان استعادتها، وبالتالي لا يمكن تعويضها، وهو ما عبَّر عنه الحسن البصري حين قال: ''ما مِن يومٍ ينشق فجره إلاّ ويُنادي يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملِك شهيد، فتَزوَّد منّي فإنّي إذا مَضيتُ لا أعود إلى يوم القيامة''.
** إنّه أنفس ما يملكه الإنسان: وترجع نفاسة الوقت إلى أنّه وعاء لكلّ عمل، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً أو مجتمعاً، فالوقت ليس من ذهب فقط كمــا يقــول المثـل الشــائع، بــل هـو أغــلى مــن الذهــب واللــؤلــؤ والمــرجان.
** إنّه أنفس ما يملكه الإنسان: وترجع نفاسة الوقت إلى أنّه وعاء لكلّ عمل، فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان فرداً أو مجتمعاً، فالوقت ليس من ذهب فقط كمــا يقــول المثـل الشــائع، بــل هـو أغــلى مــن الذهــب واللــؤلــؤ والمــرجان.
فالوقت هو الحياة، وما حياة الإنسان إلاّ الوقت الّذي يعطيه من ساعة ميلاد إلى ساعة الوفاة
قال الحسن البصري: ''يا ابن آدم، إنّما أنتَ أيّام مجموعة، كلّما ذهب يوم ذهب بعضُك''.
قال الحسن البصري: ''يا ابن آدم، إنّما أنتَ أيّام مجموعة، كلّما ذهب يوم ذهب بعضُك''.
لهذا فيجب الحرص على الاستفادة من الوقت، يقول عمر بن عبد العزيز: ''إنّ اللّيل والنّهار يعملان فيك، فاعْمَل فيهما''.
وقال الحسن البصري:''أدركتُ أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم حِرصاً على دراهمكم''
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب قدميه بالدرة إذا جَنَّ اللّيل ثمّ يقول لنفسه: ماذا عمِلْتِ اليوم؟
ومن النِّعم اليوم التي يغفل كثير من النّاس عنها ويجهلون قدرها ولا يقومون بحق شُكرها نعمة الفراغ
ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''نِعمتان من نِعَم الله مغبون فيهما كثير من النّاس الصحّة والفراغ''.
ولهذا كان السّلف يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً لا هو في أمر دينه ولا هو في أمر دُنياه
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنّي لأكره من الرجل أن يكون فارغاً في أمر دينه أو دنياه.
وقال الحسن البصري:''أدركتُ أقواماً كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم حِرصاً على دراهمكم''
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب قدميه بالدرة إذا جَنَّ اللّيل ثمّ يقول لنفسه: ماذا عمِلْتِ اليوم؟
ومن النِّعم اليوم التي يغفل كثير من النّاس عنها ويجهلون قدرها ولا يقومون بحق شُكرها نعمة الفراغ
ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''نِعمتان من نِعَم الله مغبون فيهما كثير من النّاس الصحّة والفراغ''.
ولهذا كان السّلف يكرهون من الرجل أن يكون فارغاً لا هو في أمر دينه ولا هو في أمر دُنياه
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنّي لأكره من الرجل أن يكون فارغاً في أمر دينه أو دنياه.
ولا شكّ أنّ الإنسان يحب الحياة ويحبّ أن يطول عمره فيها، بل يحبّ الخلود فيها لو استطاع، وطول العمر يعتبر نعمة من نِعم الله تعالى إذا استخدم في نصرة الحق والعمل الصّالح
روى الترمذي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سُئِل: أيُّ النّاس أفضل؟ فقال: مَن طال عمره وحسُن عملُه.
روى الترمذي أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سُئِل: أيُّ النّاس أفضل؟ فقال: مَن طال عمره وحسُن عملُه.
والحق أنّ العُمر الحقيقي للإنسان ليس هو الأعوام الّتي يقضيها من يوم الولادة إلى يوم الوفاة، إنّما عمره الحقيقي بقدر ما يكتب له عند الله من عمل الصّالحات
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ''ما نَدِمتُ على شيء ندمي على يومٍ غَربَت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي''
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ''ما نَدِمتُ على شيء ندمي على يومٍ غَربَت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي''
أختاااه !!!
وهنا إشارة ولمحة بسيطة عن " أهمية الطاعة وثمرتها"
كما أن النجم إذا ترك مداره الذي حدده الله له ... احترق !!!
كذلك الانسان الذي يخرج عن مدار طاعة الله ومسار الخضوع لله يحترق ليس في الدنيا بل في دار جهنم فلا تنحرف عن المسار .... وتشذ عن المدار وتصادم الاقدار حتي تنجو من حر النار
وكيف لا تكره ذنوبا قد تكون سببا فى بغض الله لك !
وكراهية الناس لكــ وحاجبة التوفيق عنك ومانعة الاحسان اليك؟
وفاتحة الاحزان عليك
ومن كره شيئا هرب منه
سفينة نفسك مُطاردة في بحر الدنيا تائهة
تلتمس المأوي... أغواها الشيطان ملياً في كل غداوة وعشيا
لكن الله برحمته
أهداك طريق هدايته
فتهب ريح قدسية تبذر في القلب الإيمان
وتزيل الغفلة تطويها تهزم اجناد الشيطان
وشراع الخير ستنثره لتعود إلي بر أمان
وهناك سيحلو مرسانا في أطيب عيش وجنان !
وكراهية الناس لكــ وحاجبة التوفيق عنك ومانعة الاحسان اليك؟
وفاتحة الاحزان عليك
ومن كره شيئا هرب منه
سفينة نفسك مُطاردة في بحر الدنيا تائهة
تلتمس المأوي... أغواها الشيطان ملياً في كل غداوة وعشيا
لكن الله برحمته
أهداك طريق هدايته
فتهب ريح قدسية تبذر في القلب الإيمان
وتزيل الغفلة تطويها تهزم اجناد الشيطان
وشراع الخير ستنثره لتعود إلي بر أمان
وهناك سيحلو مرسانا في أطيب عيش وجنان !
ما سقت هذه الكلمات إلا لأبين أن نهاية طاعة الله هي الجنان
فإن عبادة الله سبحانه هي الحكمة التي خلق الله تعالى من أجلها الإنسان، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ {56:الذاريات}.
فإن عبادة الله سبحانه هي الحكمة التي خلق الله تعالى من أجلها الإنسان، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ {56:الذاريات}.
قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية:ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده لا شريك له؛ فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب. وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم. فهو خالقهم ورازقهم. انتهى
وقفـــــــــــــــة
وقفـــــــــــــــة
من عرف اشتاق ومن اشتاق بذل
ومن بذل هنا تعلن هناك
فمع هذه الكلمات حثا وتشويقا وجذبا وترغيبا إلي جنة الخلد
ومن بذل هنا تعلن هناك
فمع هذه الكلمات حثا وتشويقا وجذبا وترغيبا إلي جنة الخلد
فلا شك ولا ريب أن تقوى الله وطاعته هي الهدف من خلق الإنسان.
ولطاعة الله ورسوله فوائد عظيمة منها : دخول الجنة والنجاة من النار، فالطاعة توجب القرب من الله سبحانه وتعالى، فكلما اشتد القرب قوي الأنس بالله. والمعصية توجب البعد من الله، وكلما ازداد البعد قويت الوحشة.
إن ثمرات الطاعة وفوائدها ومنافعها التي يحصل عليها العبد في الدنيا والآخرة كثيرة جداً. ومنها:
- إن من منافع الطاعة والعمل الصالح الثبات على الدين، فالثبات من ثمرات الطاعة والمعصية توجب الخذلان، وانظر إلى قوله: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(147) سورة آل عمران، فيه إشارة إلى أن الرعب من نتائج الذنب، والثبات من ثمرات الطاعة.
والجامع لذلك كله طاعة الله ورسوله فإنها موجبة لتأييد المطيع بقوة من هو في طاعته، وذلك سر قول أبي الدرداء - رضي الله عنه - الذي رواه البخاري في باب « عمل صالح قبل القتال»: "إنما تقاتلون الناس بأعمالكم"
مقولة :- إن من أراد دوام العافية فليتق الله، ما أقبل مقبلٌ عليه إلا وجد كل خير لديه، ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثر في ثوب غفلته !
- ومن منافع الطاعة والعمل الصالحالحصول على محبة الله تعالى فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6502
قال أبو سليمان الداراني: "من صفا صفا له، ومن كدر كُدر عليه، ومن أحسن في ليله كفى في نهاره"
وقال الفضيل بن عياض: "إني لأعصى الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي".
- ومن منافع الطاعة والعبادةالحصول على الفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(77) سورة الحـج
وقال سبحانه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(200) سورة آل عمران
وقال سبحانه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(35) سورة المائدة.
وقال سبحانه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(200) سورة آل عمران
وقال سبحانه :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(35) سورة المائدة.
- ومن منافع الطاعة والعبادة الحصول على السعادة في هذه الحياة وانشراح الصدر
قال تعالى :{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(28) سورة الرعد، وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}(124) سورة طـه.
- ومن منافع الطاعة والعبادة دخول الجنة والتنعم فيها:
قال تعالى:{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(43) سورة الأعراف.
وقال تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(72) سورة الزخرف.
وقال تعالى:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}(19) سورة الطور.
فيا من يريد دوام العيش على البقاء، دم على الإخلاص والنقاء، وإياك والمعاصي، فالعاصي في شقاء المعاصي، والمعاصي تذل الإنسان وتخرس اللسان، وتغير الحال المستقيم، وتحمل الاعوجاج مكان التقويم.
فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية، شؤم المعصية تحول النعمة إلى نقمة.
فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية، شؤم المعصية تحول النعمة إلى نقمة.
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نور في القلب، وقوة في البدن، والعمل بالسيئة ظلمة في القلب، ووهن في البدن "
وقد قال فقيه العراق ابن شبرمة : " عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار "
وماذا بعد الكلام ! :
قس ايمانك !! بميزان تأثرك بالذنوب وعلي هذا الاساس حدد مقدار حاجته للاصلاح والترميم
اذا نسيت هذه الاثار فاذكرها عند القبور فاذا فاتك هذا فمع الرفقة الصالحة , فاذا فاتك هذا فاذكرها عند مجالس الذكر فاذا فقدت كل هذا فقس نبضك احي انت ام ميت؟
قال محمد بن حنيفة :" ان ابدانكم هذه ليس لها الا اثمان الا الجنة , فلا تبيعوها الا بها "
واخيرا كان الفضيل بن عياض يقول :"هاه ... تريد ان تسكن الفردوس , وتجاور الرحمن في داره مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين , بأي عمل عملته ؟ بأي شهوة تركتها ؟ بأي غيظ كتمته ؟بأي رحم وصلتها ؟ بأي زلة لاخيك غفرتها ؟بأي قريب باعدته في الله ؟ بأي بعيد قاربته في الله ؟
أختاااااااااه
إن الفتن التي تعصر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من قتل وسفك دم وقول على الله بلا علم أمر قدره الله عز وجل قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وجعل الله لها أسباباً علمها من علمها وجهلها من جهلها
إن هذه الفتن أصبحت تموج موج البحر حتى أنها أنست بعضاً من المسلمين عبادة ربهم الواجبة والمستحبة وأصبحوا يشغلون أنفسهم بها.
روى الإمام مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ).
قال النووي رحمه الله تعالى في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ، كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ) المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه: أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد.أهـ
وقال بعض العلماء: (الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْج) أي وقت الفتن واختلاط الأمور (كهجرة إليّ) في كثرة الثواب. وقال ابن العربي: وجه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله فإذا وقعت الفتن تَعيَّن على المرء أن يفر بدينه من الفتنة إلى العبادة ويهجر أولئك القوم وتلك الحالة وهو أحد أقسام الهجرة.....أهـ.
أخواتى فى الله !
هذا الحديث العظيم الذي يرويه الصحابي الجليل معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (الْعِبَادَةُ)، وهذا لفظ عام يشمل جميع أنواع العبادات كالصلاة والصيام والذكر وغيرها، والهرج -كما تقدم- هي الفتنة وأيام الفتن واختلاط أمور الناس، كذلك في حال القتل والحرب والتشريد والفيضانات، وفي حال الخوف والذُّعر، في حال اختلاط أمور الناس من الفوضى الاقتصادية أو الفوضى الاجتماعية، أو الفوضى في الفتوى، الفوضى بحيث لا تنتظم أمورهم، ويكونون في أمرٍ مريج، فالذي يجمع قلبه على ربه تكون العبادة في هذا الجو في هذه البيئة في هذه الأوساط في هذه الحال (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، والهجرة بهذا الأجر العظيم ليست فقط من بلاد الكفر إلى بلد الإسلام، وإنما إلى النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال: (كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)، فالعبادة في الهرج في فضلها وأجرها ذات ثواب عظيم، لمن ؟ لهذا الإنسان الذي عبد الله تعالى في زمن الفتن، في زمن اختلاط الأمور، في زمن ثوران الشهوات والغرائز.
فالعبادة في أوقات الغفلة لها ميزة فالمتمسك بطاعة الله، إذا قصّر فيها الناس وشُغلوا عنها كالكارّ بعد الفار، فيكون الذي يطيع ربه في هذه الحال له ثواب كثواب الذي يكرّ في الغزو بعد أن فرّ الناس من أرض المعركة، والناس إذا كثرت الطاعة فيهم وكثر المقتدون والمقتدى بهم سهل أمر الطاعة، ولكن إذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر، وترك الطاعات هو العنوان، وقلة المقتدى به وقلة العاملين، فإن الأجر عند ذلك يكون عظيم، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ) رواه الترمذي وأبو داود وحسنه ابن حجر وصححه والألباني.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله: (( استحب العلماء عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة، ويقولون هي ساعة غفلة، ولذلك فُضٍّل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه من الذكر ))
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)، ولهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يُؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علّل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء، قال لهم: ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم .
وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له»
وتحدث الحافظ ابن رجب الحنبلي- رحمه الله- عن فوائد الطاعة في أوقات ومواطن الغفلة، فقال: «وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة ومثّل له بصيام شهر شعبان - فوائد منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام، فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء. وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما، ويصوم فيظن أهله أنه أكلهما، ويظن أهل سوقه أنه أكل في بيته.
والعبادة وقت الغفلة أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثُرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثُرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء»، وفي رواية: «قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يُصلحون إذا فسد الناس».
ومنها أن المنفرد بالطاعة عن أهل المعاصي والغفلة قد يُدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم، قال بعض السلف: ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس، وقد قيل في تأويل قوله تعالى: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)، أنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة. وجاء في الأثر إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله » انتهى كلامه رحمه الله.
و من أمثلة فضل العبادة وقت الفتن ووقت غفلة الناس، ما ورد في فضل صلاة الضحى - والتي يبدأ وقتها من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح إلى قبيل زوال الشمس- وأفضل وقتها حين ترمض الفصال من شدة الحر فيكون الناس منصرفون إلى أعمالهم من بيع وشراء وغيرها وقد غفلوا عن هذه الصلاة أما هذا العبد فقد وفقه الله لصلاة ركعتين تقربه إلى الله وفيها من الفضائل ما رواه مسلم في صحيحه: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال) وقوله: (فِي الإِنْسَانِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَفْصِلاً فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ). قَالُوا: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ: (النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا وَالشَّيءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ) رواه أبو داود وإسناده صحيح.
***||||||||||||||||***||||||||||||||||***
وبعد أن تذكرنا سويا بأهمية الوقت وقيمتة والطاعة وأثرها وثمراتها كان من الواجب أن نتذكر سويا خطر الغفلة وأسبابها والعلاج من هذا المرض العضال
وهذا ما نتعرف عليه فى المشاركة القادمة
فكونى معنا :)
تعليق