تعريفات هامة في العقيدة
تعريف العقيدة : العقيدة في اللغة : من العَقْد : وهو الرَّبطُ ، والإبرامُ ، والإحكامُ ، والتَّوثُّقُ ، والشَّدُّ بقوة ، والتماسُك ، والمُراصَّةُ ، والإثباتُ ؛ ومنه اليقين والجزم . والعقد نقيض الحل ، ويقال : عقده يعقده عقداً ، ومنه عقدة اليمين والنكاح ، قال الله تبارك وتعـالى: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِ أيْمانِكُمْ ولَكِنْ يُؤَاخذُكُمْ بِما عَقَّدْتُّمُ الأيْمَانَ ) . ( المائدة/89 ) ـ
والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده
والعقيدة في الدين : ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل ، والجمع : عقائد . وخلاصته : ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدة ، سواءٌ ؛ كان حقاً ، أو باطلاً . وفي الإصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدَّقَ بها القلب ، وتطمئن إليها النفس ؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب ، ولا يخالطها شك . وسمي عقيدة ؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه . والعقيدة الإسلامية : هي الإيمان الجازم بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأُصول الدين ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر ، والحكم ، والطاعة ، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . والعقيدة الإسلامية : إذا أُطلقت ؛ فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضلة ؛ من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان . وللعقيدة الإسلامية أسماء أخرى عند أهل السنة والجماعة ، ترادفها وتدل عليها ، منها : " التوحيد " ، " السنة " ، " أصول الدين " ، " الفقه الأكبـر " ، " الشريعة " ، " الإيمان " . هذه أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة . تعريف السلف السلف في اللغة : ما مضى وتقدم ، يقال: سَلَف الشيء سَلَفاً ، أي مضى ، والسَّلف : الجماعة المتقدمون ، أو القوم المتقدمون في السير . قال تعالى : ( فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمنْا مِنْهُمْ فَأغْرقْناهُمْ أجْمَعِينَ ، فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمثَلاً للآخِرِينَ ) . (الزخرف/55،56) . أي ؛ جعلناهم سلفاً متقدمين لمن عمل بعملهم ، وذلك ليعتبر بهم من بعدهم ، وليتعظ بهم الآخرون . والسلف : ( من تقدمك من آبائك وذي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل ، ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين ؛ السلف الصالح ) . وفي الاصطلاح : إذا أطلـق السلف عند علماء الاعتقاد ؛ فإنما تدور كل تعريفـاتهم حول الصحابة ، أو الصحابة والتابعين ، أو الصحابة والتابعين وتابعيهم ؛ من الأئمة الأعـلام المشهود لهـم بالإمامة والفضل واتباع السنة والإمامة فيها ، واجتناب البدعة والحذر منها ، وممن اتفقت الأمة على إمامتهم وعظيم شأنهم في الدين ، ولهذا سمي الصدر الأول بالسلف الصالح . قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْد ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى ويَتَبَّعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلَّهِ مَا تَوَلَّى ونَصُلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصيراً ) . ( النساء/115 ) . وقال : ( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرينَ والأنصار والَّذينَ اتَّبَعُوهُم بإحْسانٍ رضي اللهُ عَنْهُمْ ورَضُـوا عَنْهُ وأعدَ لَهُمْ جنَّاتٍ تجري تَحتَْها الأنْهارُ خَالِدينَ فيها أبَداً ذلكَ الفَوْزُ العَظيم ) . ( التوبة /100 ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] . رواه البخاري ومسلم . ورسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وصحابته والتابعون لهم بإحسان ؛ هم سلف هذه الأمة وكل من يدعو إلى مثل ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وصحابته والتابعون لهم بإحسان ؛ فهو على نهج السلف . والتحديد الزمني ليس شرطاً في ذلك ؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف ؛ فكل من وافق الكتاب والسنة فهو من أتباع السلف ، وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان ، ومن خالفهم فليس منهم وإن عاش بين ظهرانهيم . وإمام السلف الصالح ؛ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله والذين مَعَهُ أشدَّاءُ عَلى الكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُم تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتغُونَ فَضْلاً منَ اللهِ ورِضْواناً سيماهُمْ في وُجُوهِهِمْ مِنْ أثرِ السُّجُودِ ذلكَ مَثَلُهُم في التوراةِ ومَثَلُهُم في الإنجيل..) . ( الفتح/29 ) . ولهذا كان مرجع السلف الصالح عند التنازع ؛ هو كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما قال تعالى : ( فَإنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله والرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليومِ الآخِرِ ذَلكَ خَيْرٌ وأحْسَنُ تأويلاً ) . ( النساء /59 )
وأفضلُ السَّلف ؛ بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الصحابة الذين أخذوا دينهم عنه بصدقٍ وإخلاص ، كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز ، بقوله : ( مِنَ المُؤمنينَ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليهِ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلاً ) . ( الأحزاب/23) . ثم الذين يلونهم من القرون المفضلة الأولى ؛ الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [ خيرُ الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] . ولذا فالصحابة والتابعون ؛ أحق بالاتباع من غيرهم ، وذلك لصدقهم في إيمانهم ، وإخلاصهم في عبادتهم ، وهم حراس العقيدة ، وحماة الشريعة ، العاملون بها ؛ قولاً وعملاً ، ولذلك اختارهم الله تعالى لنشر دينه ، وتبليغ سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ تفترقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملةً ؛ كُلهم في النار ؛ إلا ملة واحدة ] قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : [ ما أنا عليه وأصحابي ] ـ
ويطلق على كل من اقتدى بالسلف الصالح ، وسار على نهجهم في سائر العصور : " سَلَفِيٌّ " نسبة إليهم وتمييزاً بينه وبين من يخالفون منهج السلف ويتبعون غير سبيلهم . قال تعالى : ( وَمَنْ يُشاقِق الرَّسُولَ مِنْ بَعْد ما تَبَيَّنَ لهُ الهُدَى وَيَتَبعْ غَيْرَ سبيلِ المؤمنين نُولِّهِ ما تولى ونَصلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءتْ مَصيراً ) . ولا يسع أي مسلم إلا أن يفتخر بالانتساب إليهم . ولفظ " السَّلفيَّة " أصبح علماً على طريقة السلف الصالح في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه . وبهذا فإن مفهوم السلفية يطلق على الملتزمين بكتاب الله وما ثبت من سنـة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ التزاماً كاملاً
تعريف أهل السنة والجماعة السنة في اللغة :السنـة في اللغة مشتقة من : سَنَّ يَسِنُ ، ويَسُنُّ سَّناً فهو مَسْنُون . وسَنَّ الأمرَ : بَيَّنَه . والسنةُ : الطريقة ُ والسيرة ، محمودة كانت أم مذمومة .ومنه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ لتتبعُنَّ سَنَن من كان قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ] . رواه البخاري ومسلم . أي : طريقتهم في الدين والدنيا . وقوله : [ من سن في الإسلام سنة حسنة ؛ فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده ؛ من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيءٌ ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة...] رواه مسلم ، أي سيرة . السنة في الاصطلاح : الهدي الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه ؛ علماً ، واعتقاداً ، وقولاً ، وعملاً ، وتقريراً . وتطلق السنة على سنن العبادات والاعتقادات ، ويقابل السنة ؛ البدعة . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :[ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ] . رواه أبو داود . الجماعة في اللغة : ( مأخـوذة من الجمع ، وهو ضم الشيء ، بتقريب بعضه من بعض ، يقال جمعته ؛ فاجتمع ) .ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفرق ، وضد الفرقة . والجماعة : العدد الكثير من الناس ، وهي أيضاً طائفة من الناس يجمعها غرض واحد . الجماعة في الاصطلاح : جماعة المسلمين ، وهم سلف هذه الأمة ؛ من الصحابة والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ الذين اجتمعوا على الكتاب والسنة ، وساروا على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ظاهراً وباطناً . وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين وحثهم على الجماعة والائتلاف والتعاون ، ونهاهم عن الفرقة والاختلاف والتناحر ، فقال : واعتصمُوا بحبلِ الله جمعياً ولا تَفرَّقُوا ) . ( آل عمران/103 ) . وقال : ( ولا تكُونُوا كالذينَ تفرَّقُوا واختلفُوا مِنْ بعدِ ما جاءَهُم البيِّنات ) . ( آل عمران /105 ) ـ
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :[ وإنَّ هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار ، واحدةٌ في الجنة ، وهي : الجماعة ] . رواه أبو داود . وقال : [ عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد ،وهو من الاثنين أبعد ، ومن أراد بُحْبوحَة الجنة ؛ فليلزم بالجماعة ] . رواه الإمام أحمد
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( الجماعة ما وافق الحقَّ ، وإن كنت وحدك ) ـ
فأهل السنة والجماعة : هم المتمسكون بسنة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه ومن تبعهم وسلك سبيلهم في الاعتقاد ، والقول والعمل والذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع ، وهم باقون ظاهرون منصورون إلى يوم القيامة فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال
من كتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح
المصدر:شبكة ملتقى السنة
تعريف العقيدة : العقيدة في اللغة : من العَقْد : وهو الرَّبطُ ، والإبرامُ ، والإحكامُ ، والتَّوثُّقُ ، والشَّدُّ بقوة ، والتماسُك ، والمُراصَّةُ ، والإثباتُ ؛ ومنه اليقين والجزم . والعقد نقيض الحل ، ويقال : عقده يعقده عقداً ، ومنه عقدة اليمين والنكاح ، قال الله تبارك وتعـالى: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِ أيْمانِكُمْ ولَكِنْ يُؤَاخذُكُمْ بِما عَقَّدْتُّمُ الأيْمَانَ ) . ( المائدة/89 ) ـ
والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده
والعقيدة في الدين : ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل ، والجمع : عقائد . وخلاصته : ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدة ، سواءٌ ؛ كان حقاً ، أو باطلاً . وفي الإصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدَّقَ بها القلب ، وتطمئن إليها النفس ؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب ، ولا يخالطها شك . وسمي عقيدة ؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه . والعقيدة الإسلامية : هي الإيمان الجازم بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأُصول الدين ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر ، والحكم ، والطاعة ، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . والعقيدة الإسلامية : إذا أُطلقت ؛ فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضلة ؛ من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان . وللعقيدة الإسلامية أسماء أخرى عند أهل السنة والجماعة ، ترادفها وتدل عليها ، منها : " التوحيد " ، " السنة " ، " أصول الدين " ، " الفقه الأكبـر " ، " الشريعة " ، " الإيمان " . هذه أشهر إطلاقات أهل السنة على علم العقيدة . تعريف السلف السلف في اللغة : ما مضى وتقدم ، يقال: سَلَف الشيء سَلَفاً ، أي مضى ، والسَّلف : الجماعة المتقدمون ، أو القوم المتقدمون في السير . قال تعالى : ( فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمنْا مِنْهُمْ فَأغْرقْناهُمْ أجْمَعِينَ ، فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمثَلاً للآخِرِينَ ) . (الزخرف/55،56) . أي ؛ جعلناهم سلفاً متقدمين لمن عمل بعملهم ، وذلك ليعتبر بهم من بعدهم ، وليتعظ بهم الآخرون . والسلف : ( من تقدمك من آبائك وذي قرابتك الذين هم فوقك في السن والفضل ، ولهذا سُمي الصدر الأول من التابعين ؛ السلف الصالح ) . وفي الاصطلاح : إذا أطلـق السلف عند علماء الاعتقاد ؛ فإنما تدور كل تعريفـاتهم حول الصحابة ، أو الصحابة والتابعين ، أو الصحابة والتابعين وتابعيهم ؛ من الأئمة الأعـلام المشهود لهـم بالإمامة والفضل واتباع السنة والإمامة فيها ، واجتناب البدعة والحذر منها ، وممن اتفقت الأمة على إمامتهم وعظيم شأنهم في الدين ، ولهذا سمي الصدر الأول بالسلف الصالح . قال الله تعالى : ( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْد ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى ويَتَبَّعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنينَ نُوَلَّهِ مَا تَوَلَّى ونَصُلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصيراً ) . ( النساء/115 ) . وقال : ( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهاجِرينَ والأنصار والَّذينَ اتَّبَعُوهُم بإحْسانٍ رضي اللهُ عَنْهُمْ ورَضُـوا عَنْهُ وأعدَ لَهُمْ جنَّاتٍ تجري تَحتَْها الأنْهارُ خَالِدينَ فيها أبَداً ذلكَ الفَوْزُ العَظيم ) . ( التوبة /100 ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] . رواه البخاري ومسلم . ورسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وصحابته والتابعون لهم بإحسان ؛ هم سلف هذه الأمة وكل من يدعو إلى مثل ما دعا إليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وصحابته والتابعون لهم بإحسان ؛ فهو على نهج السلف . والتحديد الزمني ليس شرطاً في ذلك ؛ بل الشرط هو موافقة الكتاب والسنة في العقيدة والأحكام والسلوك بفهم السلف ؛ فكل من وافق الكتاب والسنة فهو من أتباع السلف ، وإن باعد بينه وبينهم المكان والزمان ، ومن خالفهم فليس منهم وإن عاش بين ظهرانهيم . وإمام السلف الصالح ؛ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله والذين مَعَهُ أشدَّاءُ عَلى الكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُم تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتغُونَ فَضْلاً منَ اللهِ ورِضْواناً سيماهُمْ في وُجُوهِهِمْ مِنْ أثرِ السُّجُودِ ذلكَ مَثَلُهُم في التوراةِ ومَثَلُهُم في الإنجيل..) . ( الفتح/29 ) . ولهذا كان مرجع السلف الصالح عند التنازع ؛ هو كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما قال تعالى : ( فَإنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله والرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليومِ الآخِرِ ذَلكَ خَيْرٌ وأحْسَنُ تأويلاً ) . ( النساء /59 )
وأفضلُ السَّلف ؛ بعد رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الصحابة الذين أخذوا دينهم عنه بصدقٍ وإخلاص ، كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز ، بقوله : ( مِنَ المُؤمنينَ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليهِ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدَّلوا تبديلاً ) . ( الأحزاب/23) . ثم الذين يلونهم من القرون المفضلة الأولى ؛ الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [ خيرُ الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ] . ولذا فالصحابة والتابعون ؛ أحق بالاتباع من غيرهم ، وذلك لصدقهم في إيمانهم ، وإخلاصهم في عبادتهم ، وهم حراس العقيدة ، وحماة الشريعة ، العاملون بها ؛ قولاً وعملاً ، ولذلك اختارهم الله تعالى لنشر دينه ، وتبليغ سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ تفترقُ أمتي على ثلاثٍ وسبعين ملةً ؛ كُلهم في النار ؛ إلا ملة واحدة ] قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : [ ما أنا عليه وأصحابي ] ـ
ويطلق على كل من اقتدى بالسلف الصالح ، وسار على نهجهم في سائر العصور : " سَلَفِيٌّ " نسبة إليهم وتمييزاً بينه وبين من يخالفون منهج السلف ويتبعون غير سبيلهم . قال تعالى : ( وَمَنْ يُشاقِق الرَّسُولَ مِنْ بَعْد ما تَبَيَّنَ لهُ الهُدَى وَيَتَبعْ غَيْرَ سبيلِ المؤمنين نُولِّهِ ما تولى ونَصلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءتْ مَصيراً ) . ولا يسع أي مسلم إلا أن يفتخر بالانتساب إليهم . ولفظ " السَّلفيَّة " أصبح علماً على طريقة السلف الصالح في تلقي الإسلام وفهمه وتطبيقه . وبهذا فإن مفهوم السلفية يطلق على الملتزمين بكتاب الله وما ثبت من سنـة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ التزاماً كاملاً
تعريف أهل السنة والجماعة السنة في اللغة :السنـة في اللغة مشتقة من : سَنَّ يَسِنُ ، ويَسُنُّ سَّناً فهو مَسْنُون . وسَنَّ الأمرَ : بَيَّنَه . والسنةُ : الطريقة ُ والسيرة ، محمودة كانت أم مذمومة .ومنه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [ لتتبعُنَّ سَنَن من كان قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ ] . رواه البخاري ومسلم . أي : طريقتهم في الدين والدنيا . وقوله : [ من سن في الإسلام سنة حسنة ؛ فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده ؛ من غير أن يَنْقُصَ من أجورهم شيءٌ ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة...] رواه مسلم ، أي سيرة . السنة في الاصطلاح : الهدي الذي كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه ؛ علماً ، واعتقاداً ، وقولاً ، وعملاً ، وتقريراً . وتطلق السنة على سنن العبادات والاعتقادات ، ويقابل السنة ؛ البدعة . قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :[ فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ] . رواه أبو داود . الجماعة في اللغة : ( مأخـوذة من الجمع ، وهو ضم الشيء ، بتقريب بعضه من بعض ، يقال جمعته ؛ فاجتمع ) .ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفرق ، وضد الفرقة . والجماعة : العدد الكثير من الناس ، وهي أيضاً طائفة من الناس يجمعها غرض واحد . الجماعة في الاصطلاح : جماعة المسلمين ، وهم سلف هذه الأمة ؛ من الصحابة والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ الذين اجتمعوا على الكتاب والسنة ، وساروا على ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ظاهراً وباطناً . وقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين وحثهم على الجماعة والائتلاف والتعاون ، ونهاهم عن الفرقة والاختلاف والتناحر ، فقال : واعتصمُوا بحبلِ الله جمعياً ولا تَفرَّقُوا ) . ( آل عمران/103 ) . وقال : ( ولا تكُونُوا كالذينَ تفرَّقُوا واختلفُوا مِنْ بعدِ ما جاءَهُم البيِّنات ) . ( آل عمران /105 ) ـ
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :[ وإنَّ هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين : ثنتان وسبعون في النار ، واحدةٌ في الجنة ، وهي : الجماعة ] . رواه أبو داود . وقال : [ عليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة ؛ فإن الشيطان مع الواحد ،وهو من الاثنين أبعد ، ومن أراد بُحْبوحَة الجنة ؛ فليلزم بالجماعة ] . رواه الإمام أحمد
وقال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( الجماعة ما وافق الحقَّ ، وإن كنت وحدك ) ـ
فأهل السنة والجماعة : هم المتمسكون بسنة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وأصحابه ومن تبعهم وسلك سبيلهم في الاعتقاد ، والقول والعمل والذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع ، وهم باقون ظاهرون منصورون إلى يوم القيامة فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال
من كتاب الوجيز في عقيدة السلف الصالح
المصدر:شبكة ملتقى السنة
تعليق