رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقه السادسه "السادس: مشاهدة بره، وإحسانه، وآلائه، ونعمه الظاهرة والباطنة؛ فإنها داعية إلى محبته"
فكل إنسان مجبول على أن يحب من أحسن إليه، وما بالخلق من نعمة إلا وهي من الله -عز وجل-
وأعظم ذلك بره وإحسانه إليك في الإسلام والإيمان واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ووجود آثار هذا الإيمان في قلبك وعلى جوارحك،
وقد حُرم من هذه النعمة الكثيرون، وهم معك، ولهم نفس القدر من العقل والفكر، وقد ولدوا في يوم ولادتك أو قريبًا منك،
وأخذ بقلبك فوجَّه وجهته إليه، حتى صرت تعبده وحده لا شريك له، وغيرُك محروم، فلابد وأن تحبه على بره وإحسانه،
وأيضاً تذكَّر لحظات الألم التي مرت عليك في حياتك لتعرف قدر نعمة الله -عز وجل- عليك.
قارن............!!؟ قارن بين حالك الآن وحالك في لحظات الألم، ثم قارن بينك وبين من حرم من النعمة: مِن مشيك على قدميك، تبصر الطريق بعينيك، تسمع بأذنيك، سليم العقل، معافى البدن، كذلك نعمة الأهل والولد، والقدرة على التقلب في البلاد، إذا شاهدت بر الله وإحسانه علمت أنه هو البر الرحيم، وتشاهد نعمه وآلائه الظاهرة والباطنة: الظاهرة المحسوسة المرئية بعينيك، والباطنة في قلبك من الإيمان والهداية، فإنها داعية إلى محبته -عز وجل-.
انكسار القلب بكليته بين يدي الله -عز وجل-: وسبب انكسار القلب هو الشعور بالفقر والاحتياج التام والضرورة التامة لله -سبحانه وتعالى-، والحب والذل قرينان في معنى العبودية، فالذل والانكسار يجلبان الحب ويزيدانه، كما أن الحب يؤدي إلى حصول الذل ويقود إليه ويجلبه، ولذلك قالوا أن الذل أنواعٌ منها ذل المحبة، فالمحب ذليل منكسر؛ لأن الحب قد كسره، فانكسار الإنسان بين يدي الله، وشعوره بأنه محتاج إلى الله -عز وجل-،
ومن أسباب انكسار القلب شهود التقصير في حق الله بارتكاب الذنوب والمعاصي، ومن أسبابه أيضًا شهود الشعور بالضعف والشكوى إلى الله -سبحانه وتعالى-، وذلك حين يجد الإنسان في نفسه ما لا يقدر على تفريجه وكشفه إلا الله -عز وجل-،
فاقرأ بعينى قلبك يا محب لتفهم...!!! ولذا يبتلي الله -سبحانه وتعالى- العباد ليسمع تضرع المؤمنين وشكواهم وبثهم حزنهم لله تعالى. ************************ فالله يستخرج منك ومن قلبك وقت الإبتلاء عباده لا تخرج منك إلا فى وقت الإبتلاء وبالإبتلاء تنال درجات عُليا-إن صبرت-فى الجنان لا تنالها إلا بهذا الصبر عند ذاك المحنه فهلا أحببته.............؟!؟
وللحديث بقية إن شاء الله
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:51 AM.
سبب آخر: التنسيق
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
بسم الله والصلاة والسلام على رسول
أيها الاحبه كيف حالكم وحال قلوبكم
هل حققتم شيىء من الاسباب التى ذكرها الشيخ -حفظه الله-؟؟؟
هل شعرتم باستجلاب المحبه؟؟؟
هل اشتقتم للذتها ؟؟؟
رزقكم الله هذا النعمه , ورزقكم الشكر عليها
أيها المحبين لم ننتهى بعد من الاسباب _ معذرة _
ولكن احببت ان اقدم المقال السابق عن هذا المقال لزيادة الشوق
إن شاء الله اقتربت الاسباب من الانتهاء
ثم ندخل فى علامات المحبين !!!
لنرى هل حققنا المحبه وفزنا بها أم ماذا ؟؟؟
إن شاء الله سترو ما يقر أعين المحبين
لا تملوا , ولا تركنوا , ولا تستطيلوا الطريق
فإن شاء الله ستحصدوا الثمرات الغاليه
ألا ان سلعة الله غالية ***الا ان سلعة الله هى الجنه
لا تحسبن المجد تمرا انت اكله*** لن تنال المجد حتى تلعق الصبر
فاصبروا أيها الاحبه
وستحصدوا اللذه إن شاء الله قريباً.
ولا تنسونى من صالح دعاؤكم
" مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها، ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة، ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب".
فلا شك أن هذا هو السبب الأعظم في زيادة محبة العبد لربه -سبحانه وتعالى- ومحبة الله -عز وجل- له، ويكون ذلك بأن يتعبد لله -عز وجل- بمعرفة كل اسم من هذه الأسماء التي أعلمنا إياها الله -عز وجل- في كتابه وأعلمنا إياها رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته، وكذلك مشاهدة أثر كل منها، مع استحضارها في القلب، ورد كل فعل في الكون إلى اسم وصفة له تبارك وتعالى.
وهو من أعظم ما يأخذ بقلب العبد إلى ربه سبحانه، حبًّا وشوقًا، ورجاءً وعبوديةً، فالحب ينبت على حافات شهود المنن ومعرفة الأسماء الحسنى والصفات العلى.
فلا أحسن ولا أجمل ولا أوسع ولا أفضل من التعلق بأسماء الله وصفاته؛ فبه يحصل برد اليقين، وحسن الظن، وصدق التوكل والتفويض، وانتظار الرحمة من أرحم الراحمين، وهو أرحم بالعبد من أمه وأبيه ونفسه التي بين جنبيه.
ولنا فى قصة سيدنا يعقوب -عليه السلام- مع أولاده قدوه فى التعامل مع أسماء الله عز وجل وصفاته والتمسك بها . -إقرأ المقال الاصلى -
فكل حال من أحواله؛ فيه تعلق بصفة من صفات الله؛ فحينما يستحضر بُعد يوسف عنه يستحضر حفظ الله -عز وجل- له، وحينما يشفق على يوسف ويرحمه يستحضر أن الله -عز وجل- أرحم الراحمين، فمن أعظم الأمور التي تقرب العبد من الله التعلق بأسماء الله وصفاته.
فانظر ماذا فعلت أسماء الله -عز وجل- الحسنى وصفاته فى حياتك وتعالو لننظر الى مدى تمسكنا بها؟؟! ************************************ وللحديث بقية إن شاء الله
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:51 AM.
سبب آخر: التنسيق
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
اللهم ارزقنا حبك وحب رسولك وحب كتابك العظيم
وارزقنا الجنة
احذر ارجع الي الله قبل فوات الاوان وراجع نفسك فيما فعلت وقل لها يا نفس توبي فأن الموت قد حان اختكم المطيعة تعالي معايا نمحي ذنوبك في دقيقتين0اضغطططط يالا http:www.shbab1.com/2minutes.htm
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحلقه الثامنه "وهي مطايا القوم التي سراهم على ظهورها دائمًا إلى الحبيب، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب."
السرى هو سيرُ عامةِ الليل، والسابق من عبَدَ الله قبل أن يعبده الناس، والتزم الالتزام الصادق قبل أن يلتزموا، فالمحبة للمحبِّ الصادقِ كالمطية التي يركبها، فتجد الظلام يعم الدنيا والفساد يملأ الأرض والكفر والظلم والنفاق يغشى الناس جميعًا وهو يعمل لله -عز وجل-، يدفعه الحب إلى ذلك، ويسهل عليه أمره فيسير بلا تعب.
ومن كان صادقًا في الحب عملَ ولم يلتفت إلى أحدٍ، حتى إن كان الناس جميعًا يسيرون في غير طريقه ولم يجد من يعينه.
والجنة هي منازل الإنسان الأولى التي لا يزال مشتاقًا إليها، فلا يزال في قلبه دافع يدفعه ويحضه على الرجوع إليها؛
و أقصر الطرق التي تؤدي إلى الجنة ـ المنزل الأول ـ حبُّ الله -عز وجل-، فحبُّ الله -سبحانه وتعالى- هو الصراط المستقيم القصير الثابت الذي يوصلك إلى الجنة، كما قيل:
من لي بمثل سيرك المدلل***** تمشـي رويدًا وتجي في الأول يعني أن المحب الصادق هو أول الناس وصولاً إلى ربه -سبحانه وتعالى- في الآخرة، أما غيره فيتخبط في طرق الدنيا الملتوية المليئة بقطاع الطرق، فالمحبُّ يسير سيرًا فيه الراحة في الدنيا، ويوم القيامة ينال أعلى المنازل، فإذا كنت صادقًا في الحب فأنت مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وكنتَ مع رب العالمين؛ معيةَ محبة ورعاية وتكريم،
والمحبة لا توصف ولا تُعرَّف، إنما يعرفها من وجدها وذاقها، فالمحبة لا تحتاج إلى تفسير، وقد يفسِّرها البعض بالطاعة، وليس بصحيح؛ لأن الطاعة من لوازم المحبة وموجباتها، ولا يكون صادقًا في محبته من لم يُطِع، وإنما المحبة هي المحبة، لا يعرفُها إلا من ذاقها ووجدها، وإنما الذي ينبغي البحث فيه هو أسبابها وموجباتها وعلاماتها وشواهدها؛ إذ الحب أمر يجده الإنسان ويعرفه ويتحقق معناه في قلبه.
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:52 AM.
سبب آخر: التنسيق
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ها نحن قد عدنا بفضل الله أسأل ربى أن يجعله عودا حميدا بفضله ومنه علينا فكيف حال الأحبه؟! هل اشتقتم لسلسلتنا؟؟؟ اسال الله ان لا يجعل للدنيا حظاً فى قلوبنا أسأل الله ان يجعلكم من أحبابه وممن اصطفاهم لحبه وأن يرزقنا وإياكم لذة النظر الى وجهه سبحانه وتعالى وأسأله سبحانه أن ينفع بهذه السلسله وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وان تكون سبباً لنيل هذه اللذة العظيمه وأسأل الله أن لا يحرمنا من نعمه علينا بسبب ذنوبنا وجهلنا وتقصيرنا وأن يعاملنا برحمته وفضله وان يستخدمنا ولا يستبدل بنا وان يجعلنا من خدام دينه سبحانه فلعل انه من قدر الله وتدبيره أن نعاود رحلتنا من جديد فى حب الله وأن نبدأ بهذه الحلقه
نعود الى سلسلتنا الغاليه
فقد توقفنا عند الفائده من الحلقه الثامنه
*
*
*
الحلقه التاسعه "إن المحبين للأحباب خُدَّام " "تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشقِّ الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدًا واصليها، وتبوئهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها".
المؤمنون يريدون الجنة، ولكن هناك أثقال تبطئ سيرهم، ولو حملوها بأنفسهم ما استطاعوا السير، فهذا الطريق يقتضي أن يصوم النهار، وأن يقوم الليل، وأن يضحيَ بجاهه من أجل إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يطلب العلم،................
قال فتح الموصليُّ: "المحبُّ لا يجد مع حب الله -عز وجل- للدنيا لذةً، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين"
وقال محمد بن النضر الحارثي: "ما يكاد يملُّ القربة إلى الله تعالى محبٌّ لله -عز وجل-، وما يكاد يسأم من ذلك"،
وقال بعضهم: "المحب لله طائرُ القلب، كثيرُ الذكر، متسببٌ إلى رضوانه بكل سبيلٍ يقدر عليها من الوسائل والنوافل دَوْبًا دَوْبًا، وشوقًا شوقًا" -فعجباً ورب الكعبه.....!!! فهل اشتقتم للسلسله؟! أسأل الله أن يصلح قلوبنا ويجعلها اهلاً لكى تعى حبه واسأله سبحانه أن لا يجعل للدنيا حظاً فى قلوبنا-
وأنشد بعضهم:
وكن لربِّك ذا حبٍّ لتخدمَه*******إن المحبين للأحباب خُدَّامُ
فهذه المحبةُ حملت أثقالهم وأوصلتهم بسهولة ويُسر إلى منازلهم التي يريدون الوصول إليها، ولذلك سَهُل عليهم أن يقوموا الليل، وأن يصوموا النهار، وأن يأمروا بالمعروف، وأن ينهوا عن المنكر، وأن يبذلوا كل شيء بانشراح صدر، وهم مع ذلك لم يروا أنهم قدَّموا كثيرًا.
أما من يرى أنه قد بذل وضحَّى فإن رؤيته لتضحيته وبذله نابعة من عدم ذوقه روح المحبة وحقيقتها.
وقد يكون العبد قليل العبادة، لكن مع المحبة يصل إلى منازل ما كان ليصل إليها دون المحبة،
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
إليكم حلقه جديده لكى يزداد الشوق مظاهر محبة الله
كتبه/ ياسر عبد التواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فمحبة الله إما أن تكون محبة منك لله -تعالى-، أو محبة من الله لك، ولن تحصل على محبة الله لك إلا أن تحصل محبتك أنت لله؛ فهذه المحبة منك تقتضي محبة القرآن الكريم، ومحبة الشريعة السمحة، ومناصرة دين الله الذي لا صلاح للناس إلا به؛ وتدور مع الشرع حيث دار فيجدك الله -تعالى- حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك. ويقول عثمان -رضي الله عنه-: "لو سلمت منا القلوب ما شبعت من كلام الله -عز وجل-"، وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه؟! ومحبة الله -تعالى- تقتضي البعد عما لا يحبه الله -تعالى-.
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس شنيع لـو كان حـبـك صادقاً لأطعته إن الـمـحـب لمن يحب مطيع
إن محبة الله وطاعته واحة غناء، وجنة وارفة الظلال... إنها بذل في الطاعات والعبادات بروح المحب الراغب في البذل والقرب؛ فمحبة الطاعات هي علامة كبرى من علامات محبتك لله -تعالى- ومحبة الله لك، وإن لها للذة وحلاوة يجدها من وفقه الله لأدائها كما ينبغي، فينظر في نفسه فينقيها من الأخطاء والآثام، وينظر لعمله فينقيه من الرياء والنفاق، ويعتني بطاعة ربه كما يعتني بحياة نفسه، بل وأكثر؛ قال يحيى بن معاذ: "أيها المريدون لطريق الآخرة والصدق، والطالبون أسباب العبادة والزهد: اعلموا أنه من لم يعرف آفة العمل لم يحسن يحترز منه، ومن لم تصح عنايته في طلب الشيء لم ينتفع به إذا وجده"،
فلا بد لنا من تقدير قيمة ما لدينا حتى نشعر بالسعادة به.
وهذه اللذة بالطاعات حرم منها غير المؤمنين، بل ظنوا بعض مظاهر الدنيا وزخرفها دليلاً على محبة الله -تعالى- لهم، ونسوا أن الدنيا دار اختبار، فقال -تعالى- إخبارًا عن المترفين المكذبين: (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينََ) (سبأ:35)، أي: افتخروا بكثرة الأموال والأولاد، واعتقدوا أن ذلك دليل على محبة الله لهم واعتنائه بهم، وأنه ما كان ليعطيهم هذا في الدنيا، ثم يعذبهم في الآخرة، وهيهات لهم ذلك، قال الله -تعالى-: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ. نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ) (المؤمنون:55-56)، وقال: (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:55)، وقال تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا. وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا. وَبَنِينَ شُهُودًا. وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا. ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ. كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا. سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) (المدثر:11-17).
إن الناس يعيشون من أجل اللذة... ويسعون إليها وهي هدفهم في الحياة،
واللذة هي:
طيب الشيء وذهاب الألم منه، لكن اللذة
الحقيقية هي في طاعة الله -تعالى- وهي علامة
كبيرة من علامات محبة الله تعالى للعبد. منقـــــــــــــول موقع صوت السلف
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:54 AM.
سبب آخر: التنسيق
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
كتبه/ ياسر عبد التواب
محبة المحبوبات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن اللعب بالنار أن ينشغل المرء بحب ما سوى الله -تعالى- من المحبوبات، ويهمل استدراجه إليها وتدرجه في حبها حتى يجد نفسه غارقـًا إلى أذنيه في محبتها، فلا يميز فيها حقـًا من باطل، ولا خيرًا من شر.
هذا ينطبق على جميع المحبوبات مما هو سوى الله -تعالى-، وأصل ذلك في حب المال، وحب الجاه، وحب النساء؛ لأن هذه المحبوبات أكثر تأثيرًا وأشد ضررًا.
روي أن رجلاً نال من أبي الدرداء وأراه سوءًا فقال: "اللهم من فعل بي سوءًا فأصح جسمه وأطل عمره وأكثر ماله". فانظر كيف رأى كثرة المال غاية البلاء مع صحة الجسم وطول العمر؟! لأنه لابد وأن يفضي إلى الطغيان.
اعلم أن تقصير الأمل مع حب الدنيا متعذر؛ فالمرء إذا كان منشغلاً بشيء لا يكون لشيء آخر محل في قلبه، ولذا قيل: "الدنيا والآخرة كضرتين إذا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى"، وكـ"المشرق والمغرب بقدر ما تقرب من أحدهما تبعد من الآخر".
فمن اللعب بالنار أن ينشغل المرء بحب ما سوى الله -تعالى- من المحبوبات، ويهمل استدراجه إليها وتدرجه في حبها حتى يجد نفسه غارقـًا إلى أذنيه في محبتها، فلا يميز فيها حقـًا من باطل، ولا خيرًا من شر.
هذا ينطبق على جميع المحبوبات مما هو سوى الله -تعالى-، وأصل ذلك في حب المال، وحب الجاه، وحب النساء؛ لأن هذه المحبوبات أكثر تأثيرًا وأشد ضررًا.
روي أن رجلاً نال من أبي الدرداء وأراه سوءًا فقال: "اللهم من فعل بي سوءًا فأصح جسمه وأطل عمره وأكثر ماله". فانظر كيف رأى كثرة المال غاية البلاء مع صحة الجسم وطول العمر؟! لأنه لابد وأن يفضي إلى الطغيان.
اعلم أن تقصير الأمل مع حب الدنيا متعذر؛ فالمرء إذا كان منشغلاً بشيء لا يكون لشيء آخر محل في قلبه، ولذا قيل: "الدنيا والآخرة كضرتين إذا أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى"، وكـ"المشرق والمغرب بقدر ما تقرب من أحدهما تبعد من الآخر".
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
محبة الصالحين
كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمحبة الصالحين، والتودد إليهم من محبة الله -تعالى-؛ ذلك لأن المسلم الذي دخل الإيمان قلبه يحب أولئك الذين سبقوه إلى الطريق، وقد جرت عادة البشر على محبة من يشاكلهم في الأخلاق والصفات، بل وفي المظهر والشكل، ومن هنا كانت عناية الشرع بمخالفة المشركين في زيهم، وطريقة حياتهم ومخالطتهم؛ حتى لا يتأثر المرء بهم، ويأخذ من عوائدهم، ويقتبس من أخلاقهم، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ومحبة الصالحين دأب عباد الله الصادقين فلو رأيت من ينتقص من الصالحين ويذمهم فاعلم أنه ليس منهم؛ لأنه لو كان منهم لانتمى إليهم، ولبادر بالثناء عليهم وستر ما قد يبدر منهم مما تقتضيه طبيعة البشر، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (الحشر:10)، وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْمُوَالاةُ فِي اللهِ وَالْمُعَادَاةُ فِي اللهِ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني)، وعن أبي أمامة أن رسول الله -صلى عليه وسلم- قال: (مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
وحب الأبرار الأتقياء يبلغ بالمرء أكرم المنازل.
فعن أنس -رضي الله عنه-: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟) قَالَ: لاَ شَيْء إِلاَّ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ). قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْء فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) . قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ. (متفق عليه).
وعن ابن مسعودٍ -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ) (متفق عليه).
قلت -يعني القرطبي-: "وهذا الذى تمسك به أنس -رضي الله عنه- يشمل من المسلمين كل ذي نفس، فكذلك تعلقت أطماعنا بذلك وإن كنا مقصرين، ورجونا رحمة الرحمن وإن كنا غير مستأهلين، وقد ذكر الله -تعالى- قصة كلب أحب قومًا فذكره الله معهم؛ فقال -سبحانه-: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) (الكهف:18)، فكيف بنا وعندنا عقد الإيمان وكلمة الإسلام، وحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) (الإسراء:70)" انتهى من تفسير القرطبي.
اللهم ارزقنا محبة الصالحين من عبادك.. آمين.
قال الشافعي -رحمه الله تعالى-:
أحب الصالحين ولست منهم لـعـلـي*** أنـال بـهـم شـفـاعــة
وأكره مـن تجارته المعـاصي*** ولو كلنا سواء في البضاعة
التعديل الأخير تم بواسطة راجية حب الرحمن; الساعة 20-12-2011, 07:55 AM.
سبب آخر: التنسيق
رد: سلسلة ** عن الحب نتحدث ** لفضيلة الشيخ / ياسر برهامى ( متجدد )
لذة طاعة الله
كتبه/ ياسر عبد التواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمن الناس من يظن اللذة بشرب شيء مما حرمه الله -تعالى-! وقد يجد لذة ساعة، لكن سرعان ما تنقضي اللذة... ويعقبها الندم.
وقد يظنها البعض بالنظر الحرام! ولكن سرعان أيضًا ما يتوه في لذته الحرام فيفقدها ويرى حقيقتها عارية ليعود أيضًا بالندم.
ومن الناس من يظن اللذة بكثرة المباحات والعبّ منها، وبعضهم يظن اللذة في بعض متاع الدنيا كالأكل مثلاً، وهذه كلها لذات زائلة... منتهية، ولكن هناك صنف من الناس يجد اللذة عند فهم القرآن وتلاوته، عند الوضوء بتأني وإسباغ، ثم الصلاة في روحانية وخشوع... عند قيام الليل، والإتيان بالذكر، ومساعدة الغير، والبر بالوالدين، وصلة الأرحام، لذة العبادات ليس فيها ندم، ليس فيها باطل، لذة العبادات تأتي من الله وتستمر.
وعليك إذا أردت الوصول لهذه اللذة أن تبدأ صفحه جديدة مع الله بالتوبة، وأن تخشع في عبادتك وتخلص فيها لله -تعالى-؛ لتتنعم بجمال العبادات.
لذات الدنيا منقطعة، أما لذات الآخرة فهي مستمرة -بفضل الله تعالى-.
لذات الدنيا يمل الإنسان منها، أما لذات الآخرة فلا يمل الشخص ولا يكل.
لذات الدنيا كثيرًا ما تفوت لذات الآخرة، أما لذات الأعمال الخيرة فلا تفوت لذات المباحات من الدنيا، بل تزيدها بهاء.
فلذات الدنيا فيها منغصات ومكدرات بعكس لذات الآخرة فليس فيها أي من هذا، بل إنها سعادة للمؤمن؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ . قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:57-58).
وهذه الموعظة التي جاءتنا من ربنا هي كتاب الله، وما تضمنه من أخبار صادقة نافعة وأحكام عادلة، مصلحة للخلق ليس في دينهم فحسب، ولكن في دينهم ودنياهم، إنه موعظة يتعظ بها العبد، فيستقيم على أمر الله، ويسير على نهجه وشريعته، إنه شفاء لما في الصدور، وهي القلوب.
شفاء لها من مرض الشك والجحود، والاستكبار عن الحق أو على الخلق، إنه شفاء لما في الصدور من الرياء، والنفاق، والحسد، والغل، والحقد، والبغضاء، والعداوة للمؤمنين، إنه شفاء لما في الصدور من الهم، والغم، والقلق، فلا عيش أطيب من عيش المتعظين بهذا القرآن، المهتدين به، ولا نعيم أتم من نعيمهم!!
يقول عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام الله -عز وجل-"؛ فلا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوهم فهو لذة قلوبهم، وغاية مطلوبهم, والصديقون إذا قرأ عليهم القرآن اشتاقت قلوبهم إلى الآخرة، وتفكروا في طاعتهم لربهم: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران:191).
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "والإنسان في الدنيا يجد في قلبه بذكر الله وذكر محامده وآلائه وعباداته من اللذة ما لا يجده في شيء آخر"، ولقد سميت مجالس الذكر برياض الجنة للذة الحاصلة فيها إذا عمرت بذكر الله -عز وجل-.
فقد قال -صلى الله عليه وسلم- مبينـًا الفرق بين جميع الملاذ ولذة الصلاة: (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني)، فهذه الصلاة إنما تكون لذيذة ممتعة إذا وقف الشخص بين يدي ربه خاشعًا ذليلاً، وأيضًا محبًا راغبًا، فمن كان حاله هكذا انصرف منها متألمًا؛ لأنها كانت له نشاطـًا، وراحة وروحًا؛ فلا يتمنى أن يخرج منها فهي قرة عينه، ونعيم روحه، وجنة قلبه، ومستراحه في الدنيا، فما يزال في ضيق حتى يدخل فيها، قال ثابت البناني: "اللهم إن كنت قد أعطيت أحدًا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري"، فلا يريدون أن ينقطعوا عن هذه اللذة حتى بعد الموت.
أما قيام الليل فقد كان له عند الصحابة والتابعين والسلف منزلة عظيمة:
- يقول ابن المنكدر -رحمه الله-: "ما بقي في الدنيا من اللذات إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الأخوان، والصلاة في جماعة".
- كان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته.
ومن فضائل صلاة الجماعة والتبكير إليها:
(مَنْ صَلَّى ِللهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ، يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
إدراك دعاء الملك واستغفاره لك.
لا تفوتك صلاة جماعة مع تبكيرك للمسجد أبدًا.
صلاة الجماعة سبب لتعلق القلب في المساجد.
أنه يكتب لك الأجر منذ جلوسك حتى خروجك، فطول الجلوس والتبكير له فوائد متعددة.
التبكير سبب للمحافظة على السنن الرواتب، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ) (رواه مسلم).
أما الإنفاق فكان عندهم من الأمور المهمة؛ فقد كان بعض السلف يتصدق بطعامه ويترك نفسه بلا طعام! يرجون بذلك الأجر من الله -عز وجل-.
وكانت فرحتهم كبيرة إذا رأوا الفقير قد أكل وسد جوعته، وإذا نظروا إلى اليتيم قد أخذ هديته، وإذا رأوا العاري قد اكتسى مما أعطي له!
وأما الزكاة فهي الركن الذي قرن الله دائمًا بينه وبين الصلاة، وهي حق من حقوق الفقراء فما جاع الفقراء إلا بتقصير الأغنياء؛ فالزكاة من أعظم القربات والبر، فإن الله -تعالى- قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) (التوبة:103).
فهي تطهر نفسك من البخل، وتطهر الفقير من الحقد، والحسد، وتطهر المال من المحرمات فيجد المرء متعة ولذة بإخراجها، وبالنظر إلى أثرها في الناس، وأعرف رجلاً وجد سعادته الحقيقية في مساعدته للناس بماله؛ فلا يقر له قرار ولا يهنأ له بال إلا بالصدقة، ومتابعتها لإيصالها إلى مستحقيها، وهكذا فقل في جميع العبادات والطاعات، سيجد لذة وراحة، وطمأنينة وسكينة في أدائها والاستمتاع بها.
بل يجد أيضًا متعة أخرى، وحلاوة يذوقها بالامتناع عن المحرمات.
تعليق