اطفالنا والتلفزيون كيف نحميهم؟ تنصح دراسة علمية استرالية الأولياء أن يمنعوا التلفزيون عن أبنائهم حتى يصبح عمرهم على الأقل عامين. كما توصي الدراسة الآباء بأن لا يسمحوا للأطفال الأكبر سنا بمشاهدة التلفزيون لأكثر من ساعتين أو أقل يوميا.
ويحذر تقرير النهوض والنمو حول الأكل الصحي والتمارين في مرحلة الطفولة المبكرة وضعته مستشفى الأطفال الملكية في ملبورن من أن جلوس الأطفال الصغار أمام الشاشات يقلل من حجم الوقت المتاح أمامهم للعب النشط والاتصال الاجتماعي مع الآخرين وفرص تطوير اللغة.. وتأتي هذه الاستنتاجات لتعزّز أبحاثا سابقة أظهرت أن الأطفال الصغار الذين يشاهدون التلفزيون يواجهون احتمالا متزايدا للإصابة بمشاكل نقص الانتباه مع بلوغهم سن الذهاب إلى المدرسة.
وقال أستاذ علم نفس الطفل بجامعة جنوب أستراليا جلين كوبيت إن التقرير ذكر الكثير عن الحاجة إلى النشاط، وهو أمر ينتفي مع وجود التلفزيون، حيث يكتفي الأطفال بالجلوس مبهورين بما يجري داخل هذا الصندوق العجيب. ويحذّر كوبيت من أن "الأطفال يحتاجون إلى النشاط البدني، وإذا كان الآباء ومراكز رعاية الأطفال يتخلّصون من "مضايقة" الأطفال بوضعهم أمام التليفزيون، فإنهم بذلك يقللون من حجم الوقت الذي يشاركون فيه بالفعل في أنشطة أخرى".
وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بألا يزيد معدل مشاهدة الأطفال الذين يتعدى عمرهم عامين للتلفزيون أو الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وألعاب الفيديو عن ساعة أو ساعتين يوميا، وأن يكون ذلك أمام برامج ذات نوعية جيدة.
وفي أحدث الدراسات حول تأثير الإعلام المرئي عموما، كشفت دراسة أمريكية، نشرت في "دورية أرشيف طب الأطفال والمراهقين"، أنه كلما زادت مشاهدة طفل دون سن الثالثة للتلفزيون زاد احتمال تصرفه بعدوانية. وطلب الباحثون من الآباء "التحلي بالذكاء فيما يتعلق باستخدام التلفزيون"، مشبهين تأثير التلفزيون على الطفل بـ"التدخين السلبي"، فحتى مجرد وجود التلفزيون في الخلفية دون أن يشاهده الطفل يؤدي إلى تطوّر السلوك العدواني لديه.
وأجرى الباحثون التجربة على الأطفال بعد وضعهم في عدة عوامل منها إصابة الأمهات بالاكتئاب بعد الولادة، العيش في حي غير آمن، بالإضافة إلى التعرض للعقاب البدني. وأوضحت منفذة الدراسة، جينفر مانغانيللو، من جامعة ستايت في نيويورك، أن "التلفزيون الأكثر ترجيحا من العوامل الأخرى، لاكتساب سلوكيات الأطفال المزيد من العدوانية.. وهو واحد من أكثر المصادر خطورة على تربية الطفل وصقل اتجاهات شخصيته". وتبيّن، خلال التجربة، أنه مع كل ساعة مشاهدة مباشرة للتلفزيون، ازدادت عدوانية الطفل بواقع 16 %من مقياس مخصص يبدأ من الصفر وحتى 30% بينما تدنت إلى 9% عند تشغيل التلفزيون فقط.
ولا يقلّ خطر مشاهدة التلفزيون بتقدّم الطفل بالسن، بل إن الخطر يتفاقم، حيث توصّلت دراسة إلى أن المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند بلوغ سن الرشد.
وفي دراسته لتأثير الإعلام المرئي على حياة المراهقين، لفت بحث علمي إلى أن عوارض الاكتئاب تبدأ في الظهور بعد مرور سبع سنوات، ويرتفع خطر التعرّض لهذا المرض النفسي مع تزايد عدد ساعات المشاهدة.. ولفت الباحثون إلى أن التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى له ذات تأثير التلفزيون. وعقّب د. برايان برايماك، بروفيسور مساعد للطب وطب الأطفال بجامعة "بيتسبراه" للطب، والذي قاد فريق البحث: "أن الدراسة، عند البدء بها، لم تشمل أي أشخاص يعانون من أعراض الاكتئاب. وقال أكثر من 4100 من المراهقين الذين شاركوا في الدراسة عام 1995، إنهم يقضون قرابة 5.7 ساعات في المتوسط، في مشاهدة البرامج التلفزيونية أو الفيديو أو ألعاب الفيديو، أو الاستماع للإذاعة، من بينها 2.3 ساعة أمام التلفاز. وبعد مرور سبع سنوات، لاحظ الباحثون أن 7.4 في المائة من المشاركين بدت عليهم الأعراض المتلازمة مع الاكتئاب، وارتبطت بعدد الساعات التي قضوها أمام شاشات التلفزيون أو وسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى". تأتي الدراسة في أعقاب تنبيه مشابه أشار إلى أن طفل اليوم "أسير" وسائل الترفيه والاتصال الحديثة، فهو يمضي أمامها ضعف الوقت الذي يمضينه داخل الفصول الدراسية.
وتثبت دراسات عديدة أن الأطفال، الذين يجلسون أمام شاشات التلفزيون لمدة طويلة يتعرضون لموجاته الكهرومغناطيسية، التي تسبب الاكتئاب، والقلق، والشيخوخة المبكرة، وخلص الباحثون إلى أن الحلّ الذي يقضي بمنع التلفزيون كلّيا هو حلّ مستحيل التحقيق، لكن يمكن أن يكون التلفزيون وسيلة تسلية وترفيه إذا تمّ ضبط نظام محدد لمشاهدته، مع تشجيع التواصل العاطفي والنفسي والتركيز على إعطاء الطفل الصغير دور فاعل داخل الأسرة.
المصدر:المتوسط اونلاين.
2010/4/3
ويحذر تقرير النهوض والنمو حول الأكل الصحي والتمارين في مرحلة الطفولة المبكرة وضعته مستشفى الأطفال الملكية في ملبورن من أن جلوس الأطفال الصغار أمام الشاشات يقلل من حجم الوقت المتاح أمامهم للعب النشط والاتصال الاجتماعي مع الآخرين وفرص تطوير اللغة.. وتأتي هذه الاستنتاجات لتعزّز أبحاثا سابقة أظهرت أن الأطفال الصغار الذين يشاهدون التلفزيون يواجهون احتمالا متزايدا للإصابة بمشاكل نقص الانتباه مع بلوغهم سن الذهاب إلى المدرسة.
وقال أستاذ علم نفس الطفل بجامعة جنوب أستراليا جلين كوبيت إن التقرير ذكر الكثير عن الحاجة إلى النشاط، وهو أمر ينتفي مع وجود التلفزيون، حيث يكتفي الأطفال بالجلوس مبهورين بما يجري داخل هذا الصندوق العجيب. ويحذّر كوبيت من أن "الأطفال يحتاجون إلى النشاط البدني، وإذا كان الآباء ومراكز رعاية الأطفال يتخلّصون من "مضايقة" الأطفال بوضعهم أمام التليفزيون، فإنهم بذلك يقللون من حجم الوقت الذي يشاركون فيه بالفعل في أنشطة أخرى".
وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بألا يزيد معدل مشاهدة الأطفال الذين يتعدى عمرهم عامين للتلفزيون أو الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وألعاب الفيديو عن ساعة أو ساعتين يوميا، وأن يكون ذلك أمام برامج ذات نوعية جيدة.
وفي أحدث الدراسات حول تأثير الإعلام المرئي عموما، كشفت دراسة أمريكية، نشرت في "دورية أرشيف طب الأطفال والمراهقين"، أنه كلما زادت مشاهدة طفل دون سن الثالثة للتلفزيون زاد احتمال تصرفه بعدوانية. وطلب الباحثون من الآباء "التحلي بالذكاء فيما يتعلق باستخدام التلفزيون"، مشبهين تأثير التلفزيون على الطفل بـ"التدخين السلبي"، فحتى مجرد وجود التلفزيون في الخلفية دون أن يشاهده الطفل يؤدي إلى تطوّر السلوك العدواني لديه.
وأجرى الباحثون التجربة على الأطفال بعد وضعهم في عدة عوامل منها إصابة الأمهات بالاكتئاب بعد الولادة، العيش في حي غير آمن، بالإضافة إلى التعرض للعقاب البدني. وأوضحت منفذة الدراسة، جينفر مانغانيللو، من جامعة ستايت في نيويورك، أن "التلفزيون الأكثر ترجيحا من العوامل الأخرى، لاكتساب سلوكيات الأطفال المزيد من العدوانية.. وهو واحد من أكثر المصادر خطورة على تربية الطفل وصقل اتجاهات شخصيته". وتبيّن، خلال التجربة، أنه مع كل ساعة مشاهدة مباشرة للتلفزيون، ازدادت عدوانية الطفل بواقع 16 %من مقياس مخصص يبدأ من الصفر وحتى 30% بينما تدنت إلى 9% عند تشغيل التلفزيون فقط.
ولا يقلّ خطر مشاهدة التلفزيون بتقدّم الطفل بالسن، بل إن الخطر يتفاقم، حيث توصّلت دراسة إلى أن المراهقين الذين يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عند بلوغ سن الرشد.
وفي دراسته لتأثير الإعلام المرئي على حياة المراهقين، لفت بحث علمي إلى أن عوارض الاكتئاب تبدأ في الظهور بعد مرور سبع سنوات، ويرتفع خطر التعرّض لهذا المرض النفسي مع تزايد عدد ساعات المشاهدة.. ولفت الباحثون إلى أن التعرض لوسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى له ذات تأثير التلفزيون. وعقّب د. برايان برايماك، بروفيسور مساعد للطب وطب الأطفال بجامعة "بيتسبراه" للطب، والذي قاد فريق البحث: "أن الدراسة، عند البدء بها، لم تشمل أي أشخاص يعانون من أعراض الاكتئاب. وقال أكثر من 4100 من المراهقين الذين شاركوا في الدراسة عام 1995، إنهم يقضون قرابة 5.7 ساعات في المتوسط، في مشاهدة البرامج التلفزيونية أو الفيديو أو ألعاب الفيديو، أو الاستماع للإذاعة، من بينها 2.3 ساعة أمام التلفاز. وبعد مرور سبع سنوات، لاحظ الباحثون أن 7.4 في المائة من المشاركين بدت عليهم الأعراض المتلازمة مع الاكتئاب، وارتبطت بعدد الساعات التي قضوها أمام شاشات التلفزيون أو وسائل الإعلام الإلكترونية الأخرى". تأتي الدراسة في أعقاب تنبيه مشابه أشار إلى أن طفل اليوم "أسير" وسائل الترفيه والاتصال الحديثة، فهو يمضي أمامها ضعف الوقت الذي يمضينه داخل الفصول الدراسية.
وتثبت دراسات عديدة أن الأطفال، الذين يجلسون أمام شاشات التلفزيون لمدة طويلة يتعرضون لموجاته الكهرومغناطيسية، التي تسبب الاكتئاب، والقلق، والشيخوخة المبكرة، وخلص الباحثون إلى أن الحلّ الذي يقضي بمنع التلفزيون كلّيا هو حلّ مستحيل التحقيق، لكن يمكن أن يكون التلفزيون وسيلة تسلية وترفيه إذا تمّ ضبط نظام محدد لمشاهدته، مع تشجيع التواصل العاطفي والنفسي والتركيز على إعطاء الطفل الصغير دور فاعل داخل الأسرة.
المصدر:المتوسط اونلاين.
2010/4/3
تعليق