يتعرض الأبناء للضرب من قِبل آبائهم، أو يكتفي الآباء بتهديدهم بالضرب أو بتوعدهم لفظياً.وربما يجد الآباء هذه الطريقة أكثر فعّالية للسيطرة على أبنائهم. إلا أن الأبناء (الأطفال ) عند تلقيهم مثل هذه التهديدات لا يملكون إلا الطاعة نتيجة للخوف فقط. ومع ذلك لا تثمر هذه الطريقة الثمرة المرجوة، إذ تدفع لإتباع أساليب المراوغة والكذب من قِبَل الأبناء لتجنب العقاب. إضافة إلى ذلك فإنه عندما يفقد الأبناء ثقتهم في مربيهم فإن قدرة هؤلاء الأبناء على بناء علاقات صداقة تُصاب بعطب شديد. وقد يجعلهم ذلك غير قادرين على تكوين أية علاقة طيبة أو تعاون مثمر مع الآخرين. بل ربما يدرك هؤلاء الأبناء أن علاقتهم مع الآخرين قائمة على الربح والخسارة، وأن الأمانة والثقة في الآخرين بمثابة ضعف. وغير خفي على التربويين مقدار الخسارة الناجمة عن اللجوء السريع للضرب سواء على شخصية المربي أو على شخصية الابن. وذلك لأن الحالة النفسية للمربي وهو يعاقب بالضرب لا تمكنه من إحداث أي تغيير إيجابي في سلوك الطفل إلا بشكل مؤقت يبدو في البداية فقط، ولكن سرعان ما تندثر هذه الاستجابة لتحل محلها استجابات أكثر استعصاءً تدمر جوانب إيجابية عديدة في شخصية الطفل مثل: ( الجرأة، والثقة بالنفس، والقدرة على التفاعل مع الناس، والمحبة المتبادلة مع والديه والآخرين ).
الضرب ليس حلاً:العقاب هو تعريض الشخص للإهانة النفسية أو الألم الجسدي. وعلى العكس من ذلك نجد أن الانضباط يعني تعلم كيفية الالتزام بالتعليمات، وكيفية التصرف ضمن حدود النظام بتدريب واقتناع. فهل استخدام الضرب من قبل الوالدين أو المربين بصفة عامة يساعد الأطفال على الالتزام بالتعليمات والأنظمة والقوانين؟ وفي معرض الإجابة على هذا يمكن الإشارة إلى قضية هامة في هذا السياق وهي أن الضرب يتعارض مع بناء الثقة بين الآباء والأبناء كما ذكرنا. فإذا كان وجود الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء أمراً ضرورياً، فإن حتمية الضرب تحديداً أمر غير ضروري. نتفق جميعاً على أن الأطفال يقعون في الخطأ كثيراً في اختياراتهم وسلوكياتهم، وأنهم بحاجة إلى توجيه وإرشاد، وأنهم بحاجة إلى تعلم السلوك السوي، وإلى تعلم الانضباط من خلال فهم التعليمات والقوانين، وما دام الأمر كذلك فإن ضرر الضرب أكثر من نفعه. صحيح أن الضرب قد يؤدي إلى نتائج سريعة ولكنها مؤقتة، وبالتالي فإن الأثر التربوي الايجابي المطلوب لا يعمر طويلاً فيعود الطفل إلى نفس السلوك الذي ضُرب من أجله، أما التأثيرات السلبية المثبطة فتبقى في الذاكرة طويلة الأمد، وتتخندق في شخصية الطفل وتؤثر سلباً في مستقبل حياته.
الخبرات التربوية للضرب:إن استخدام العقاب في التربية أمر معروف منذ القدم ولا يجهله أحد، وكل منا قد خبره في طفولته بشكل أو بآخر. وهو من أقد م وسائل السيطرة الاجتماعية التي مارسها النوع البشري. ولقد استخدم المربون الضرب كثيراً في الماضي وكانوا ينصحون به. فهيئة مدير المدرسة الذي يحمل العصا أثناء تجواله في المدرسة، أو هيئة المعلم الذي يدخل غرفة الصف والعصا بيده كان شكلاً مألوفاً خلال حقبة من الزمن ليست ببعيدة. ولكن مع تقدم الأبحاث والدراسات التجريبية فقد صرح علماء النفس والتربويون بأضرار العقاب البدني على شخصية الطفل. كما أكدت نتائج الدراسات الميدانية ما للعقاب البدني من آثار سلبية على الطفل. إن نتائج العقاب البدني غالباً ما تكون مؤقتة وسريعة الزوال لأن الشخص ( المعاقب بدنياً ) لم يستوعب القيم الأخلاقية التي يرجى زرعها في النفس، ولم يدرك ما النظام، ولم يقتنع بعد بأهمية الانضباط لذلك النظام. وإن الامتناع المؤقت عن مخالفة القوانين عبارة عن ردة فعل مؤقتة للعقاب الخارجي. فإذا ما أزيل مثير العقاب فإن الفرد لا يلبث أن يعود إلى السلوك الخاطىء بقوة أكبر من ذي قبل. فالامتناع عن السلوك السلبي يحدث مؤقتاً عندما يكون الفرد تحت أنظار السلطة، وما إن تزول تلك السلطة حتى يعود لممارسة ذلك السلوك. مما يؤكد لنا محدودية تأثير العقاب البدني في تعديل السلوك.
الآثار الجانبية طويلة المدى للضرب.
قد يدعي البعض أن الضرب يؤدي أحياناً إلى اقتلاع السلوك السلبي إلى الأبد. ورغم مجانبة هذه العبارة للحقيقة في غالبية الأحيان، إلا أننا إن سلمنا جدلاً بصحتها، فيحق لنا أن نتساءل عن الآثار الجانبية التي تنتج عن الضرب. فقد دلت الأبحاث والدراسات الميدانية في العلوم السلوكية أن الآثار الجانبية الناتجة عن الضرب كثيرة متنوعة، فربما أدى الضرب إلى ظهور مجموعة جديدة من السلوك السلبي كالكذب والسرقة والخداع وإشعال الحرائق. وأما الآثار الداخلية على الفرد نفسه فتتمثل في العقد النفسية، وخدش الكرامة الإنسانية، والكآبة، والعادات المنحرفة، وعدم احترام الذات، والشعور بالذنب والأحلام المزعجة، والتبول أثناء النوم، وعدم الرضى عن النفس. وربما يتحول كل ذلك إلى نقمة على المجتمع، وعدم احترام حقوق الآخرين، بل واستخدام العنف معهم. هذا بالإضافة إلى خدش أو تدمير الثقة المتبادلة بين الوالدين وأولادهما. وقد دلت نتائج الدراسات الميدانية، أن آثار العقاب البدني على شخصية الفرد وحالته النفسية تتمثل فيما يلي: (1) تُذكر الفرد بالإهانة والألم والخوف الذي رافق العقاب البدني، ولا يتذكر الدرس الذي أريد له أن يتعلمه من وراء ذلك.(2) اعترف غالبية الآباء والأمهات الذين يستعملون العقاب البدني للأطفال أنه وسيلة لتفريغ غضبهم هم دون نتائج ملموسة على سلوك أولئك الأطفال.(3) يرى الأطفال الذين يخضعون للعقاب البدني أنه وسيله للتعبير عن الإحباط والخوف والفشل. وقد تعلموا منه كيف يضربون الآخرين، وليس كيف يتعاملون معهم بإيجابية.(4) اضطراب العلاقة بين الآباء والأبناء مما يسبب الانزعاج والتوتر.(5) تنمية سلوك التمرد على الآخرين.(6) تولد الاضطراب لدى الأطفال حيث يتعارض مع تعلم السلوك و القيم المرغوبة.
هذا ويمكن القول أن العقاب البدني على وجه التحديد لا يؤدي إلى الانضباط الداخلي لأنه لا يؤدي إلى التعلم.
خطوات العقاب التربويتوجد مجموعة من الخطوات والمبادىء التي ينبغي أن نتنبه لها إذا ما رغبنا الحصول على نتائج ملموسة من وراء عملية العقاب وهي: (1) أن نغرس السلوكيات السليمة في نفوس أبنائنا أولاً، فمن الأسلم ألا نعاقب أبناءنا قبل التأكد من فهمهم للفرق بين السلوك الخاطىء والسلوك السليم.(2) التحلي بالصبر، وتوضيح السلوك السليم، وشرح الخطأ من أجل تلافيه مستقبلاً.(3) إذا استمر الطفل في عناده على الخطأ نستخدم أسلوب التهديد مع مراعاة تنفيذنا لذلك التهديد، بحيث لا يكون التهديد ضاراً للطفل كالحبس مثلاً، وأن لا يشمل التهديد حرماناً من المصروف حتى لا يضطر الطفل للسرقة، وأن يكون التهديد بالحرمان في أمور مثل : الحرمان من مشاهدة التلفاز، أو عدم اصطحابه للتنزه واللعب، أو عدم شراء الحلوى ونحو ذلك.(4) من الأمور التي تقلل أهمية العقاب في نفس الطفل هو تكرار استخدام الوالدين للأسلوب نفسه في كل مناسبة، ومع كل تصرفات الطفل الصغيرة منها والكبيرة. بل الأسلم تنويع أساليب العقاب.(5) إذا فعل الطفل سلوكاً خاطئاً، وأخفى هذا السلوك عن والديه، ثم علم الوالدان به فإن عليهما حينئذ تجاهل الأمر ومحاولة استخدام الوسائل غير المباشرة في التوجيه كاستخدام أسلوب القصة، أو عبر الاستفادة من المواقف المماثلة.
بعض أنواع العقاب المرفوض * الصفع على الوجه: حيث يُعرّض الطفل للأذى الجسدي الحقيقي والنفسي أيضاً، وقد يسبب أذى للدماغ بسبب تحريك الرأس بعنف، كما أن من شأن هذا الأسلوب إضعاف الرباط العاطفي بين الطفل ووالديه. ( وقد حذر الشرع من صفع الوجه والتقبيح ). * الحبس في غرفة مظلمة: وهو حبس الطفل في الغرفة منفرداً مع قفل الباب عليه وهذه الطريقة في الضبط ترعب الطفل كثيراً وتحدث لديه صدمة نفسية شديدة، تترك آثارها عليه لمدة طويلة، وتظهر نتائجها السلبية بعد سنوات طويلة على شكل ( خوف، قلق، اهتزاز في الشخصية ).* الحرمان من النقود: ومن المساوىء الشديدة لهذا الأسلوب تشجيع الطفل على السرقة وأخذ النقود بأي طريقة لأنه يرى في ذلك استعادة لحق انتزعه منه والده دون وجه حق فيحاول استرجاعه بأي طريقة وربما أصبحت عادة سلوكية مستقبلاً.
بعض أنواع العقاب التي ينصح باستخدامها ولكن ليس لفترات طويلة
* الحرمان من مشاهدة التلفاز: يولع الأبناء عادة بمشاهدة التلفاز ولهذا سيكون الحرمان من المشاهدة وسيلة عقابية مقبولة تربوياً، ولكن بشرط إفهام الطفل السبب الحقيقي لهذا الحرمان وهو الفعل الذي ارتكبه. وفي هذه الحالة لا يحاول الوالدان منع ابنهما بهدف أن يُشاهدا برنامجاً آخر يخصهما، فهذا من شأنه أن يذهب بفائدة العقاب، لأن الطفل سيتوصل إلى أنهما منعاه من أجل مشاهدة خاصة لهما. * الحرمان من الحلوى: يتأثر الابن من الحرمان الذي يتعلق بالحلوى والأشياء التي تُشترى من السوق، فمن المفيد أن تُفهِم طِفلَكَ السبب الذي جعلك تحرمه من الحلويات بشرط أن يكون الحرمان لفترة قصيرة، ثم تُكافؤه بالحلوى إذا عدّل سلوكه. * الحرمان من الخروج للنزهة: آثاره التربوية رائعة وكبيرة جداً على سلوك الأطفال، فتلويحك بحرمان ابنك من الخروج معك عند إقدامه على أي سلوك سلبي سيجعل هذا الحرمان فعالاً بالاتجاه المرغوب، ولكن ينبغي أن لا يترك وحيداً بل من الضروري تركه مع أخوته أو جدته مثلاً.
توجيهات للآباء تتعلق بأسلوب الضرب
(1) عدم ضرب الطفل في المدرسة من قبل والده لما لذلك من نتائج مدمرة منها: ( أ ) عدم الرغبة في زيارتك لمدرسته مستقبلاً، وعلى طول مسيرته الدراسية.( ب ) بذر الكراهية في نفسه لمعلمية، ولجميع منسوبي المدرسة لأنهم في ( نظر الطالب ) قد وشوا به عند أبيه، وبذلك لن يثق بأحد منهم، مما يحد بشدة من استفادته وتقبله لهم. (ج ) شعوره بالنقص أمام زملائه الطلاب مما يولد لديه عدوانية تجاه الآخرين.(2) لا تضرب أبنك إطلاقاً عند قيامك بشرح بعض الدروس، أو مساعدتك له في حل الواجبات المنزلية، حتى وإن بدر منه عدم الفهم أو التقصير، لأن ذلك سيجعله ينفر من مساعدتك له، ولن يطلبها أبداً.(3) إذا كان ولابد من الضرب فلا تضرب ابنك وأنت في حالة غضب، فقد تقوم بأعمال غير عقلانية لا تحمد عقباها.(4) ابتعد عن استخدام أداة حادة أو قاسية عند قيامك بضرب ابنك حتى لا تسبب له عاهة مّا. (5) من المهم جداً أن لا تعاقب أبنك بالضرب خصوصاً أمام أخوته, أو أصدقائه، لما لذلك من أثر سيء على مسار نمو شخصيته، وفي نمط علاقاته بأخوته وأقرانه. (6) كن مصدر أمن لأبنك، لا مصدر تهديد.وننصحك بالامتناع تماماً عن استخدام الضرب، مهما كانت الأسباب والدوافع.
الضرب ليس حلاً:العقاب هو تعريض الشخص للإهانة النفسية أو الألم الجسدي. وعلى العكس من ذلك نجد أن الانضباط يعني تعلم كيفية الالتزام بالتعليمات، وكيفية التصرف ضمن حدود النظام بتدريب واقتناع. فهل استخدام الضرب من قبل الوالدين أو المربين بصفة عامة يساعد الأطفال على الالتزام بالتعليمات والأنظمة والقوانين؟ وفي معرض الإجابة على هذا يمكن الإشارة إلى قضية هامة في هذا السياق وهي أن الضرب يتعارض مع بناء الثقة بين الآباء والأبناء كما ذكرنا. فإذا كان وجود الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء أمراً ضرورياً، فإن حتمية الضرب تحديداً أمر غير ضروري. نتفق جميعاً على أن الأطفال يقعون في الخطأ كثيراً في اختياراتهم وسلوكياتهم، وأنهم بحاجة إلى توجيه وإرشاد، وأنهم بحاجة إلى تعلم السلوك السوي، وإلى تعلم الانضباط من خلال فهم التعليمات والقوانين، وما دام الأمر كذلك فإن ضرر الضرب أكثر من نفعه. صحيح أن الضرب قد يؤدي إلى نتائج سريعة ولكنها مؤقتة، وبالتالي فإن الأثر التربوي الايجابي المطلوب لا يعمر طويلاً فيعود الطفل إلى نفس السلوك الذي ضُرب من أجله، أما التأثيرات السلبية المثبطة فتبقى في الذاكرة طويلة الأمد، وتتخندق في شخصية الطفل وتؤثر سلباً في مستقبل حياته.
الخبرات التربوية للضرب:إن استخدام العقاب في التربية أمر معروف منذ القدم ولا يجهله أحد، وكل منا قد خبره في طفولته بشكل أو بآخر. وهو من أقد م وسائل السيطرة الاجتماعية التي مارسها النوع البشري. ولقد استخدم المربون الضرب كثيراً في الماضي وكانوا ينصحون به. فهيئة مدير المدرسة الذي يحمل العصا أثناء تجواله في المدرسة، أو هيئة المعلم الذي يدخل غرفة الصف والعصا بيده كان شكلاً مألوفاً خلال حقبة من الزمن ليست ببعيدة. ولكن مع تقدم الأبحاث والدراسات التجريبية فقد صرح علماء النفس والتربويون بأضرار العقاب البدني على شخصية الطفل. كما أكدت نتائج الدراسات الميدانية ما للعقاب البدني من آثار سلبية على الطفل. إن نتائج العقاب البدني غالباً ما تكون مؤقتة وسريعة الزوال لأن الشخص ( المعاقب بدنياً ) لم يستوعب القيم الأخلاقية التي يرجى زرعها في النفس، ولم يدرك ما النظام، ولم يقتنع بعد بأهمية الانضباط لذلك النظام. وإن الامتناع المؤقت عن مخالفة القوانين عبارة عن ردة فعل مؤقتة للعقاب الخارجي. فإذا ما أزيل مثير العقاب فإن الفرد لا يلبث أن يعود إلى السلوك الخاطىء بقوة أكبر من ذي قبل. فالامتناع عن السلوك السلبي يحدث مؤقتاً عندما يكون الفرد تحت أنظار السلطة، وما إن تزول تلك السلطة حتى يعود لممارسة ذلك السلوك. مما يؤكد لنا محدودية تأثير العقاب البدني في تعديل السلوك.
الآثار الجانبية طويلة المدى للضرب.
قد يدعي البعض أن الضرب يؤدي أحياناً إلى اقتلاع السلوك السلبي إلى الأبد. ورغم مجانبة هذه العبارة للحقيقة في غالبية الأحيان، إلا أننا إن سلمنا جدلاً بصحتها، فيحق لنا أن نتساءل عن الآثار الجانبية التي تنتج عن الضرب. فقد دلت الأبحاث والدراسات الميدانية في العلوم السلوكية أن الآثار الجانبية الناتجة عن الضرب كثيرة متنوعة، فربما أدى الضرب إلى ظهور مجموعة جديدة من السلوك السلبي كالكذب والسرقة والخداع وإشعال الحرائق. وأما الآثار الداخلية على الفرد نفسه فتتمثل في العقد النفسية، وخدش الكرامة الإنسانية، والكآبة، والعادات المنحرفة، وعدم احترام الذات، والشعور بالذنب والأحلام المزعجة، والتبول أثناء النوم، وعدم الرضى عن النفس. وربما يتحول كل ذلك إلى نقمة على المجتمع، وعدم احترام حقوق الآخرين، بل واستخدام العنف معهم. هذا بالإضافة إلى خدش أو تدمير الثقة المتبادلة بين الوالدين وأولادهما. وقد دلت نتائج الدراسات الميدانية، أن آثار العقاب البدني على شخصية الفرد وحالته النفسية تتمثل فيما يلي: (1) تُذكر الفرد بالإهانة والألم والخوف الذي رافق العقاب البدني، ولا يتذكر الدرس الذي أريد له أن يتعلمه من وراء ذلك.(2) اعترف غالبية الآباء والأمهات الذين يستعملون العقاب البدني للأطفال أنه وسيلة لتفريغ غضبهم هم دون نتائج ملموسة على سلوك أولئك الأطفال.(3) يرى الأطفال الذين يخضعون للعقاب البدني أنه وسيله للتعبير عن الإحباط والخوف والفشل. وقد تعلموا منه كيف يضربون الآخرين، وليس كيف يتعاملون معهم بإيجابية.(4) اضطراب العلاقة بين الآباء والأبناء مما يسبب الانزعاج والتوتر.(5) تنمية سلوك التمرد على الآخرين.(6) تولد الاضطراب لدى الأطفال حيث يتعارض مع تعلم السلوك و القيم المرغوبة.
هذا ويمكن القول أن العقاب البدني على وجه التحديد لا يؤدي إلى الانضباط الداخلي لأنه لا يؤدي إلى التعلم.
خطوات العقاب التربويتوجد مجموعة من الخطوات والمبادىء التي ينبغي أن نتنبه لها إذا ما رغبنا الحصول على نتائج ملموسة من وراء عملية العقاب وهي: (1) أن نغرس السلوكيات السليمة في نفوس أبنائنا أولاً، فمن الأسلم ألا نعاقب أبناءنا قبل التأكد من فهمهم للفرق بين السلوك الخاطىء والسلوك السليم.(2) التحلي بالصبر، وتوضيح السلوك السليم، وشرح الخطأ من أجل تلافيه مستقبلاً.(3) إذا استمر الطفل في عناده على الخطأ نستخدم أسلوب التهديد مع مراعاة تنفيذنا لذلك التهديد، بحيث لا يكون التهديد ضاراً للطفل كالحبس مثلاً، وأن لا يشمل التهديد حرماناً من المصروف حتى لا يضطر الطفل للسرقة، وأن يكون التهديد بالحرمان في أمور مثل : الحرمان من مشاهدة التلفاز، أو عدم اصطحابه للتنزه واللعب، أو عدم شراء الحلوى ونحو ذلك.(4) من الأمور التي تقلل أهمية العقاب في نفس الطفل هو تكرار استخدام الوالدين للأسلوب نفسه في كل مناسبة، ومع كل تصرفات الطفل الصغيرة منها والكبيرة. بل الأسلم تنويع أساليب العقاب.(5) إذا فعل الطفل سلوكاً خاطئاً، وأخفى هذا السلوك عن والديه، ثم علم الوالدان به فإن عليهما حينئذ تجاهل الأمر ومحاولة استخدام الوسائل غير المباشرة في التوجيه كاستخدام أسلوب القصة، أو عبر الاستفادة من المواقف المماثلة.
بعض أنواع العقاب المرفوض * الصفع على الوجه: حيث يُعرّض الطفل للأذى الجسدي الحقيقي والنفسي أيضاً، وقد يسبب أذى للدماغ بسبب تحريك الرأس بعنف، كما أن من شأن هذا الأسلوب إضعاف الرباط العاطفي بين الطفل ووالديه. ( وقد حذر الشرع من صفع الوجه والتقبيح ). * الحبس في غرفة مظلمة: وهو حبس الطفل في الغرفة منفرداً مع قفل الباب عليه وهذه الطريقة في الضبط ترعب الطفل كثيراً وتحدث لديه صدمة نفسية شديدة، تترك آثارها عليه لمدة طويلة، وتظهر نتائجها السلبية بعد سنوات طويلة على شكل ( خوف، قلق، اهتزاز في الشخصية ).* الحرمان من النقود: ومن المساوىء الشديدة لهذا الأسلوب تشجيع الطفل على السرقة وأخذ النقود بأي طريقة لأنه يرى في ذلك استعادة لحق انتزعه منه والده دون وجه حق فيحاول استرجاعه بأي طريقة وربما أصبحت عادة سلوكية مستقبلاً.
بعض أنواع العقاب التي ينصح باستخدامها ولكن ليس لفترات طويلة
* الحرمان من مشاهدة التلفاز: يولع الأبناء عادة بمشاهدة التلفاز ولهذا سيكون الحرمان من المشاهدة وسيلة عقابية مقبولة تربوياً، ولكن بشرط إفهام الطفل السبب الحقيقي لهذا الحرمان وهو الفعل الذي ارتكبه. وفي هذه الحالة لا يحاول الوالدان منع ابنهما بهدف أن يُشاهدا برنامجاً آخر يخصهما، فهذا من شأنه أن يذهب بفائدة العقاب، لأن الطفل سيتوصل إلى أنهما منعاه من أجل مشاهدة خاصة لهما. * الحرمان من الحلوى: يتأثر الابن من الحرمان الذي يتعلق بالحلوى والأشياء التي تُشترى من السوق، فمن المفيد أن تُفهِم طِفلَكَ السبب الذي جعلك تحرمه من الحلويات بشرط أن يكون الحرمان لفترة قصيرة، ثم تُكافؤه بالحلوى إذا عدّل سلوكه. * الحرمان من الخروج للنزهة: آثاره التربوية رائعة وكبيرة جداً على سلوك الأطفال، فتلويحك بحرمان ابنك من الخروج معك عند إقدامه على أي سلوك سلبي سيجعل هذا الحرمان فعالاً بالاتجاه المرغوب، ولكن ينبغي أن لا يترك وحيداً بل من الضروري تركه مع أخوته أو جدته مثلاً.
توجيهات للآباء تتعلق بأسلوب الضرب
(1) عدم ضرب الطفل في المدرسة من قبل والده لما لذلك من نتائج مدمرة منها: ( أ ) عدم الرغبة في زيارتك لمدرسته مستقبلاً، وعلى طول مسيرته الدراسية.( ب ) بذر الكراهية في نفسه لمعلمية، ولجميع منسوبي المدرسة لأنهم في ( نظر الطالب ) قد وشوا به عند أبيه، وبذلك لن يثق بأحد منهم، مما يحد بشدة من استفادته وتقبله لهم. (ج ) شعوره بالنقص أمام زملائه الطلاب مما يولد لديه عدوانية تجاه الآخرين.(2) لا تضرب أبنك إطلاقاً عند قيامك بشرح بعض الدروس، أو مساعدتك له في حل الواجبات المنزلية، حتى وإن بدر منه عدم الفهم أو التقصير، لأن ذلك سيجعله ينفر من مساعدتك له، ولن يطلبها أبداً.(3) إذا كان ولابد من الضرب فلا تضرب ابنك وأنت في حالة غضب، فقد تقوم بأعمال غير عقلانية لا تحمد عقباها.(4) ابتعد عن استخدام أداة حادة أو قاسية عند قيامك بضرب ابنك حتى لا تسبب له عاهة مّا. (5) من المهم جداً أن لا تعاقب أبنك بالضرب خصوصاً أمام أخوته, أو أصدقائه، لما لذلك من أثر سيء على مسار نمو شخصيته، وفي نمط علاقاته بأخوته وأقرانه. (6) كن مصدر أمن لأبنك، لا مصدر تهديد.وننصحك بالامتناع تماماً عن استخدام الضرب، مهما كانت الأسباب والدوافع.
تعليق