يا معاذ والله إني لأحبك
استوقفتني تلك الكلمات التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وهو ابن ثمانية عشر عامًا، وشعرت فيها بفيض من المشاعر الجميلة الصادقة التي تأسر قلب سامعها، وأستعجب كل العجب من هؤلاء المربِّين الذين يبخلون على أطفالهم خاصة الذكور منهم، وهم في عمر الزهور بهذه الكلمة؛ ظنًّا منهم أن الطفل يعلم هذا بديهيًّا من خلال رعايتهم له وحرصهم عليه، أو أنه ليس في حاجة إلى سماعها حتى يُصبح رجلًا صُلْبًا.
فالعاطفة احتياج بشري طبيعي يحتاج إليها كلُّ إنسان؛ ليشعر بالثقة والانتماء والقبول وسط مجتمعه، ويكون دائم العطاء ومُتَّزِن النفس؛ لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم التعبير عن حبِّه علنًا.
فانظر، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال: ((يا معاذ، والله إني لأحبك))؛ رواه ابو داود.
كلمات جميله وأحاسيس رائعة!
ولما سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحَبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قلتُ: فمِنَ الرجال؟ قال: ((أبوها))، قلت: ثم منْ؟ قال: ((ثم عمر بن الخطاب))، فعَدَّ رجالًا؛ رواه البخاري.
وعبَّر عن حبِّه لأحفاده؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحسن: ((اللهم، إني أحبُّه، فأحبَّه وأحبِبْ من يُحبُّه))؛ رواه البخاري.
وقال في الحسن والحسين: ((اللهم إني أُحبهما، فَأَحِبَّهُما، وأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُما))؛ رواه الترمذي.
وعبَّر عن حُبِّه لزيد وابنه رضي الله عنها؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عن زيد بن حارثة وابنه أسامة: ((إِنْ كانَ مِنْ أَحَبِّ الناسِ إلَيَّ (يعني: زيدًا)، وإِن هذا (يعني: أسامة) لمِنْ أَحَبِّ النَّاس إِلَيَّ بعده))؛ رواه البخاري.
وأوصانا صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: ((إذا أحب الرجل أخاه، فليُخبره أنه يحبُّه))؛ رواه أبو داود.
وتعليقًا على حديث معاذ:
فقد أحبَّه النبي صلى الله عليه وسلم حبًّا عظيمًا، وحلف بالله عز وجل على ذلك، وكرَّر له الكلمة؛ ليشعر معاذ بعظمة هذه المحبة.
قال الشيخ ابن عثيمين: "وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه؛ لأن الإنسان إذا علم أنك تحبُّه أحبَّك".
وقيل أيضًا بأن هذه الكلمة أدعى أن يلين قلبُ سامِعِها لها، فيستجيب لما بعدها.
الخلاصة:
عبِّروا بحبِّكم لأبنائكم، يُعبِّروا بحبِّهم لكم؛ فكل شيء يزول وينتهي،
وتبقى كلماتُ الحب التي أسمعتَها لطفلك لها الأثر في نفسه، ودمتم طيِّبين.
شبكة الألوكة
استوقفتني تلك الكلمات التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل وهو ابن ثمانية عشر عامًا، وشعرت فيها بفيض من المشاعر الجميلة الصادقة التي تأسر قلب سامعها، وأستعجب كل العجب من هؤلاء المربِّين الذين يبخلون على أطفالهم خاصة الذكور منهم، وهم في عمر الزهور بهذه الكلمة؛ ظنًّا منهم أن الطفل يعلم هذا بديهيًّا من خلال رعايتهم له وحرصهم عليه، أو أنه ليس في حاجة إلى سماعها حتى يُصبح رجلًا صُلْبًا.
فالعاطفة احتياج بشري طبيعي يحتاج إليها كلُّ إنسان؛ ليشعر بالثقة والانتماء والقبول وسط مجتمعه، ويكون دائم العطاء ومُتَّزِن النفس؛ لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم التعبير عن حبِّه علنًا.
فانظر، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال: ((يا معاذ، والله إني لأحبك))؛ رواه ابو داود.
كلمات جميله وأحاسيس رائعة!
ولما سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحَبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قلتُ: فمِنَ الرجال؟ قال: ((أبوها))، قلت: ثم منْ؟ قال: ((ثم عمر بن الخطاب))، فعَدَّ رجالًا؛ رواه البخاري.
وعبَّر عن حبِّه لأحفاده؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحسن: ((اللهم، إني أحبُّه، فأحبَّه وأحبِبْ من يُحبُّه))؛ رواه البخاري.
وقال في الحسن والحسين: ((اللهم إني أُحبهما، فَأَحِبَّهُما، وأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُما))؛ رواه الترمذي.
وعبَّر عن حُبِّه لزيد وابنه رضي الله عنها؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال عن زيد بن حارثة وابنه أسامة: ((إِنْ كانَ مِنْ أَحَبِّ الناسِ إلَيَّ (يعني: زيدًا)، وإِن هذا (يعني: أسامة) لمِنْ أَحَبِّ النَّاس إِلَيَّ بعده))؛ رواه البخاري.
وأوصانا صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: ((إذا أحب الرجل أخاه، فليُخبره أنه يحبُّه))؛ رواه أبو داود.
وتعليقًا على حديث معاذ:
فقد أحبَّه النبي صلى الله عليه وسلم حبًّا عظيمًا، وحلف بالله عز وجل على ذلك، وكرَّر له الكلمة؛ ليشعر معاذ بعظمة هذه المحبة.
قال الشيخ ابن عثيمين: "وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه؛ لأن الإنسان إذا علم أنك تحبُّه أحبَّك".
وقيل أيضًا بأن هذه الكلمة أدعى أن يلين قلبُ سامِعِها لها، فيستجيب لما بعدها.
الخلاصة:
عبِّروا بحبِّكم لأبنائكم، يُعبِّروا بحبِّهم لكم؛ فكل شيء يزول وينتهي،
وتبقى كلماتُ الحب التي أسمعتَها لطفلك لها الأثر في نفسه، ودمتم طيِّبين.
شبكة الألوكة
تعليق