حين يكون طفلك مخربا
من المعروف أن الأطفال في السنوات الخمس الأولى من حياتهم – خاصة عندما يبدأون في الحبو، والمشي تكون حركتهم زائدة، ورغبتهم في اكتشاف العالم الذي يعيشون فيه ملحة، إذ يعبثون بما تقع أعينهم، وأيديهم عليه، وغالبا ما يخربون، ويبعثرون، ويكسرون أشياء عدة قد تكون ذات أهمية لوالديهم، الأمر الذي يدفع الكثير من الأمهات، والآباء إلى عقابهم بالضرب أو الشتم، والانفعال الزائد الذي يُبكي هؤلاء الأطفال ويؤلمهم، ومن الممكن أن يتسبب بعد ذلك في خوفهم الزائد من الاقتراب من أي شيء في البيت حتى لا يلقوا العقاب نفسه، وقد يصل هذا الخوف في أحايين كثيرة إلى حد انطوائهم، وعزلتهم، وخشيتهم من مواجهة أفراد أسرهم، وغيرهم من الأبعدين..
ومما لا شك فيه أن أحدا من الأطفال لا يولد مُخرِبا، ومُدَمِرا بفطرته، وإنما يكون هذا التخريب نتيجة نشاط زائد، وحب استطلاع لمعرفة أصل الأشياء، ومحتوياتها – إذا ما كُسِرت، أو تفككت. فالتخريب يقع حين يريد الطفل تحقيق غرض أو فكرة طرأت على ذهنه من دون أن يكون وراء هذا السلوك خبث أو سوء نية..
وإذا لم يحسن الأطفال تناول الأشياء وجذبها وفحصها فمن المتوقع إلحاق إتلاف بها، وحين يتلف الصغار الأشياء فإنهم يفعلون ذلك عن جهل بقيمة الأشياء أو آثارها، وحتى إن تعمد الطفل مثلا سكب بعض السوائل على الأرض فليس ذلك دليلا على حب الأذى - كما يظن البعض - بل إن افتقاد الطفل إلى معرفة شكل السائل عندما يُسكَب وحينما يسيل، وينتشر على الأرض هو الذي يدفعه إلى ذلك السلوك، وإن امتدت يد الطفل إلى دولاب الملابس أو أدراج المكاتب للعبث بمحتواها وربما إخراج ما فيها، فغالبا لا يكون ذلك بهدف البعثرة بقدر ما هو محاولة للكشف عن الشيء المختفي خلف محتويات هذا الدولاب أو درج المكتب..
وتزداد رغبة الطفل في التخريب عندما يشعر بالغيرة نتيجة ظهور مولود جديد، أو تفرقة الوالدين في المعاملة بين الإخوة، كما تزداد تلك الرغبة حين يكره الطفل شخصا أو فئة من الناس، أو يكره ذاته، ويشعر بالضيق، والانزعاج، أو بالنقص، والظلم – إذا ما أساء أحد معاملته.
وللتغلب على هذه المشكلة عند الأطفال يُنصَح باتباع ما يلي:
أولا: احتواء الطفل، وإشعاره بالحب، والأمان، والحنان، وعدم تركه وحيدا لمدة طويلة، ومشاركته اللعب، والتلطف معه، والرفق به، وعدم المبالغة في عقابه - إذا ما خرب، أو كسر شيئا.
ثانيا: دراسة الحالة بعناية ودقة لتحديد مدى ونوعية التخريب، ومحاولة تحديد الدافع خلف هذا السلوك التخريبي.
ثالثا: توافر لعب بسيطة للطفل، تكون متقنة الصنع، ويمكن تفكيكها وتركيبها دون أن يلحقها تلف.
رابعا: توفير المكان الفسيح المناسب؛ ليستطيع الطفل اللعب فيه بسهولة.
خامسا: الابتعاد عن كثرة تنبيه الطفل وتوجيهه؛ لأن ذلك يفقد قوة تأثير التوجيه، ويفقد الطفل الثقة في إمكاناته، فيجب التقليل من الأوامر والنواهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالملل، وليس معنى ذلك ترك الأمور، بل خير الأمور الوسط. فالطفل محتاج إلى حزم بغير عنف، ولين بدون ضعف، مع بيان ما هو خير وما هو شر.
سادسا: عرض الطفل المخرب على الطبيب للتأكد من طبيعة الغدة الدرقية، والتعرف على مستوى ذكائه داخل العيادات النفسية.
من المعروف أن الأطفال في السنوات الخمس الأولى من حياتهم – خاصة عندما يبدأون في الحبو، والمشي تكون حركتهم زائدة، ورغبتهم في اكتشاف العالم الذي يعيشون فيه ملحة، إذ يعبثون بما تقع أعينهم، وأيديهم عليه، وغالبا ما يخربون، ويبعثرون، ويكسرون أشياء عدة قد تكون ذات أهمية لوالديهم، الأمر الذي يدفع الكثير من الأمهات، والآباء إلى عقابهم بالضرب أو الشتم، والانفعال الزائد الذي يُبكي هؤلاء الأطفال ويؤلمهم، ومن الممكن أن يتسبب بعد ذلك في خوفهم الزائد من الاقتراب من أي شيء في البيت حتى لا يلقوا العقاب نفسه، وقد يصل هذا الخوف في أحايين كثيرة إلى حد انطوائهم، وعزلتهم، وخشيتهم من مواجهة أفراد أسرهم، وغيرهم من الأبعدين..
ومما لا شك فيه أن أحدا من الأطفال لا يولد مُخرِبا، ومُدَمِرا بفطرته، وإنما يكون هذا التخريب نتيجة نشاط زائد، وحب استطلاع لمعرفة أصل الأشياء، ومحتوياتها – إذا ما كُسِرت، أو تفككت. فالتخريب يقع حين يريد الطفل تحقيق غرض أو فكرة طرأت على ذهنه من دون أن يكون وراء هذا السلوك خبث أو سوء نية..
وإذا لم يحسن الأطفال تناول الأشياء وجذبها وفحصها فمن المتوقع إلحاق إتلاف بها، وحين يتلف الصغار الأشياء فإنهم يفعلون ذلك عن جهل بقيمة الأشياء أو آثارها، وحتى إن تعمد الطفل مثلا سكب بعض السوائل على الأرض فليس ذلك دليلا على حب الأذى - كما يظن البعض - بل إن افتقاد الطفل إلى معرفة شكل السائل عندما يُسكَب وحينما يسيل، وينتشر على الأرض هو الذي يدفعه إلى ذلك السلوك، وإن امتدت يد الطفل إلى دولاب الملابس أو أدراج المكاتب للعبث بمحتواها وربما إخراج ما فيها، فغالبا لا يكون ذلك بهدف البعثرة بقدر ما هو محاولة للكشف عن الشيء المختفي خلف محتويات هذا الدولاب أو درج المكتب..
وتزداد رغبة الطفل في التخريب عندما يشعر بالغيرة نتيجة ظهور مولود جديد، أو تفرقة الوالدين في المعاملة بين الإخوة، كما تزداد تلك الرغبة حين يكره الطفل شخصا أو فئة من الناس، أو يكره ذاته، ويشعر بالضيق، والانزعاج، أو بالنقص، والظلم – إذا ما أساء أحد معاملته.
وللتغلب على هذه المشكلة عند الأطفال يُنصَح باتباع ما يلي:
أولا: احتواء الطفل، وإشعاره بالحب، والأمان، والحنان، وعدم تركه وحيدا لمدة طويلة، ومشاركته اللعب، والتلطف معه، والرفق به، وعدم المبالغة في عقابه - إذا ما خرب، أو كسر شيئا.
ثانيا: دراسة الحالة بعناية ودقة لتحديد مدى ونوعية التخريب، ومحاولة تحديد الدافع خلف هذا السلوك التخريبي.
ثالثا: توافر لعب بسيطة للطفل، تكون متقنة الصنع، ويمكن تفكيكها وتركيبها دون أن يلحقها تلف.
رابعا: توفير المكان الفسيح المناسب؛ ليستطيع الطفل اللعب فيه بسهولة.
خامسا: الابتعاد عن كثرة تنبيه الطفل وتوجيهه؛ لأن ذلك يفقد قوة تأثير التوجيه، ويفقد الطفل الثقة في إمكاناته، فيجب التقليل من الأوامر والنواهي التي تجعل الأطفال يشعرون بالملل، وليس معنى ذلك ترك الأمور، بل خير الأمور الوسط. فالطفل محتاج إلى حزم بغير عنف، ولين بدون ضعف، مع بيان ما هو خير وما هو شر.
سادسا: عرض الطفل المخرب على الطبيب للتأكد من طبيعة الغدة الدرقية، والتعرف على مستوى ذكائه داخل العيادات النفسية.
هناء المداح
تعليق