ابنك ليس أنت
ليس من الحكمة، والمنطق أن يتسبب المربون في إفشال أولادهم، وقتل أحلامهم، وطموحاتهم قبل أن تولد بتعنتهم، وأنانيتهم، ووقوفهم سدًا منيعا أمام رغباتهم، واختياراتهم،
وفرض سيطرتهم عليهم بدعوى الخوف عليهم، وحبهم، وتأمين مستقبلهم، وخلق فرص أفضل في التعليم، والعمل، والزواج تضمن لهم حياة كريمة، آمنة..
فابنك ليس أنت، وما يناسبك قد لا يناسبه، وإذا كان المال يورَّث؛ فمجال الدراسة، والمهنة لا تورث؛ لأن لكل شخص رغبات، وميولا خاصة، وقدرات مختلفة..
لذا، ينبغي لكل أب، وكل أم أن يعوا جيدا خطورة هذا الأسلوب في التعامل مع حاضر، ومستقبل أولادهم، وأن يدركوا أن ممارسة الضغط على الأولاد لينصاعوا لرغباتهم
وينفذوا أوامرهم لن تجني إلا الفشل، والضياع، وإهدار المال، والوقت، والجهد دون جدوى..
لنترك لأولادنا حرية اختيار المجالات التي يودون دراستها، والمهن التي يحبونها، واختيار من سيشاركونهم حياتهم بحرية، وإرادة كاملة مع إسداء النصائح إليهم،
ودعمهم ماديا، ومعنويا، والوقوف إلى جانبهم، وعدم إجبارهم بأي شكل على فعل ما لا يريدون..
فلا أصعب على أي أب، وأي أم من أن يكون سببا في تعاسة ابنه، وإفشاله تعليميا، أو عمليا، أو اجتماعيا، فلا الزمن سيرجع إلى الوراء لتصحيح الأخطاء والأحوال، ولا الابن سينسى أنه قُهِر وظُلِم من قبل أحد والديه وأُجبِر على دراسة أو امتهان، ما لا يرغب.
هناء المداح
تعليق