الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تربية الأبناء وتأديبهم بآداب الشرع من آكد المهمات التي ينبغي تعاون الأسر والمجتمع عليها، ومن تعاونهم عليها أن يتعاونوا على تكوين علماء ربانيين تربويين ناجحين تتوفر فيهم أخلاق العلماء، وشفقة المربين، ورفقهم حتى يربوا النشء بأخلاقهم، ويرفقوا بهم، ويقوموا لهم بواجب الهداية والإرشاد والنصح والتعليم والتوجيه بالحكمة والصبر، فقد قال الإمام البخاري رحمه الله:
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ {آل عمران: 79} حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ، وَيُقَالُ: الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ العِلْمِ قَبْلَ كِبَارِهِ. اهـ
فالأبناء هم النعمة التي وهبها الله لنا، وهم أملنا وأمل بلادنا وقوام مستقبلها، وهم أمانة في أعناقنا، وغرس أيدينا.. ما نزرعه فيهم نجنيه منهم، وما نربيهم عليه ونبثه فيهم من قيم ومبادئ، أو نعلمه لهم من معارف وقناعات ومفاهيم يساهم بشكل لا يمكن لأحد أن يجادل فيه في تكوين شخصياتهم وتشكيل ملامحهم النفسية والسلوكية، فالأبناء يولدون صفحة بيضاء ينقشها الآباء والأمهات، ثم يتعلمون مجموعة من الأشياء التي يكونون منها لغة يعرفون بها العالم الخارجي، ثم ما يلبث الأبناء أن يكتشفوا أن الآخرين يتكلمون بلغة مختلفة، ولا نعني باللغة اللكنة أو اللهجة ولكن نعني بها ما تعلموه من المفاهيم والقيم والأخلاق والعادات والطبائع والأساليب التي يتعاملون بها مع الآخرين.
لذا سيكون موضوعنا مركزًا على هذه الجزئية متناولًا بعض النقاط والنصائح الهامة المنقولة من المتخصصين في هذا المجال والتي تخص الوالدين عند تعاملهم مع أبنائهم، سائلين المولى عز وجل أن ينفع به ويحفظ أبنائنا ويجعلهم ذخرًا للإسلام والمسلمين.
.......
تابعونا
تعليق