من وحي الطفولة
ربيع طفولتي يختال فخرا وسر براءتي ينساب عطرا
وأنسام تداعبني بعشق فأرقص نافثاً في الكون سحرا
وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو إذا ما صرت بين الروض زهرا
أميل على سرير الملك عزّاً ولي عرش علا إيوان كسرى
ولي نغم يدغدغ كل قلب لديه تصبح الأكباد أسرى
ولي كبد يغرد في البراري تعانقه البلابل والقمارى
ويرتشف الرحيق من الأقاحي ويسبح في فضاء الله حُرّا
وعذب لحونه في الكون تسري بذبذبة غدت في النفس خمرا
وأطياف تمرّ مُفردّات فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا
أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا تغشّاني الظلام فكنت بدرا
فما أبهاك حين تطوف ليلاً فتزداد القلوب هوىً وسكرا
سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري فهل أعطي لمن أهواه أمرا
أناجيه ويسمعني ويدنو وأرفع راحتيَّ إليه شكرا
يداعبني فيؤنسني ويهدي إلىّ شعاعه الوضّاء تترى
وانظر نحوه والعين جذلى تزفّ إلى الطفولة خير بشرى
فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي وليس شموخي الرقراق كبرا
بغير طفولتي لا شيء يبدو جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا
بغير طفولتي الدنيا ظلام وهذا الجو يمسي مكفهّرا
ولتك طفولتي همسات حُبّ سرت في أنفس الثقلين طُرّا
وكم لطفولتي من مكرمات وآيات وجنات وذكرى
فكم من مهجتين يحوم حولي وصالهما ورام النأي شرا
تألقتا وفي أفياء ظلي تعانقتا وقلبي صار جسرا
وإني بُرعم ألهو ولكن أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا
وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا
وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا
فكم من حسرة تجتاح نفسي وكم بالقلب هذا الحزن أفرى
فيا طفلاً تعاركه المنايا وصنْواً في المهامه هام قهرا
إلى الجنات مأواكم فسيروا فقد أعلاكم الرحمن قدرا
وإنا سائرون على خطاكم ونهفو نحوكم سراً وجهرا
ولم نملك لكم إلا دعاء فصبراً أيها الأبطال صبرا
طفولتكم ترفرف في فؤادي وتحت ظلالها ألفيت فجرا
حسن حسن القرداني - برع
ربيع طفولتي يختال فخرا وسر براءتي ينساب عطرا
وأنسام تداعبني بعشق فأرقص نافثاً في الكون سحرا
وتزهو بي الحياةُ وكيف أبدو إذا ما صرت بين الروض زهرا
أميل على سرير الملك عزّاً ولي عرش علا إيوان كسرى
ولي نغم يدغدغ كل قلب لديه تصبح الأكباد أسرى
ولي كبد يغرد في البراري تعانقه البلابل والقمارى
ويرتشف الرحيق من الأقاحي ويسبح في فضاء الله حُرّا
وعذب لحونه في الكون تسري بذبذبة غدت في النفس خمرا
وأطياف تمرّ مُفردّات فأعدو خلفها كَرّاً وفَرّا
أيا طيف الطفولة أُبْتَ لمّا تغشّاني الظلام فكنت بدرا
فما أبهاك حين تطوف ليلاً فتزداد القلوب هوىً وسكرا
سكنتَ جوانحي وملكتَ أمري فهل أعطي لمن أهواه أمرا
أناجيه ويسمعني ويدنو وأرفع راحتيَّ إليه شكرا
يداعبني فيؤنسني ويهدي إلىّ شعاعه الوضّاء تترى
وانظر نحوه والعين جذلى تزفّ إلى الطفولة خير بشرى
فأشمخ في الذرى عِزّاً بأنفي وليس شموخي الرقراق كبرا
بغير طفولتي لا شيء يبدو جميلاً واللذيذ يبيت مُرّا
بغير طفولتي الدنيا ظلام وهذا الجو يمسي مكفهّرا
ولتك طفولتي همسات حُبّ سرت في أنفس الثقلين طُرّا
وكم لطفولتي من مكرمات وآيات وجنات وذكرى
فكم من مهجتين يحوم حولي وصالهما ورام النأي شرا
تألقتا وفي أفياء ظلي تعانقتا وقلبي صار جسرا
وإني بُرعم ألهو ولكن أبيت – ترفعاً – لغواً ونكرا
وعُودي لم يزل غَضّاً طريّا وروحي في السماء تَرِقُّ طهرا
وإنا ما نسينا – قَطُّ - يوماً أخا الأقصى وقد اغتيل غدرا
فكم من حسرة تجتاح نفسي وكم بالقلب هذا الحزن أفرى
فيا طفلاً تعاركه المنايا وصنْواً في المهامه هام قهرا
إلى الجنات مأواكم فسيروا فقد أعلاكم الرحمن قدرا
وإنا سائرون على خطاكم ونهفو نحوكم سراً وجهرا
ولم نملك لكم إلا دعاء فصبراً أيها الأبطال صبرا
طفولتكم ترفرف في فؤادي وتحت ظلالها ألفيت فجرا
حسن حسن القرداني - برع
تعليق