السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال
لن أطيل عليكم.... أنا ابني عمرة سنة و9 أشهر، أحبه حبا شديدا وهو أيضا، ومتعلق بدرجة مبالغ بها، لكن هذا لا يضايقني لكن الذي أتعب نفسيتي بشدة هو أني أصرخ في وجهه دائما، وأحيانا أضربة إذا فعل شيئا استفزني؛ مما يشعرني بالقهر، ويبكي بكاءً شديدا فيصعب علي، وآخذه في حضني، وما هي إلا لحظات وأرجع لعادتي القديمة ألا وهي أنا.... فمنذ ولادته كنت أحنو عليه بشدة، لكن ما أن يلبث في شقاوته من عمر 9 أشهر وأنا أصرخ في وجهه وأحيانا أضربه حتى وصلتإلى ذروتي معه من عمر سنة و 4 أشهر ....
لا أخفي عليك سيدي فهو كثير الحركة، وقد ولد أخدج وعصبيا، وزادت عصبيته بعد أن تحولت أنا لامنا الغول، فأصبح هو دائم الصراخ المشكلة أنه بعد أن بدأت في هذه المعاملة معه أصبح الآخرون يتعاملون معه بنفس الطريقة حتى ضربه أحيانا، ومنهم أمي وزوجي، فأمي عندما أدير ظهري تقوم بضربه من ورائي، وأبوه أيضا يضربه إذا أخطأ كأنه رجل بالغ يعي ما يحدث.
فبدأت أشعر بالمسكنة في وجهه أحيانا مما يشعرني بالذنب تجاه أغلى ما في حياتي وهو ابني....
لقد ذهبت إلى دكتور نفساني حتى أتحكم في عصبيتي الشديدة، وكتب لي مضادات الاكتئاب لكن أخذت منها القليل، ولم أكملها لأني خشيت كوني أبحث عن حمل جديد بإذن الله فهل تلك المهدئات قد تؤثر علي حدوث الحمل؟ وإذا حدث هل قد تؤثر على الجنين بإذن الله؟
أنا أريد أن أنمي وأقوي شخصية ابني، وأخاف عليه من الذي أفعل به من الصراخ والضرب، من اهتزاز شخصيته أمام الآخرين، وكيف أمحي كل هذا عن ذاكرة ابني فأنا أود أن أبدا صفحة جديدة معه أريد أن أنسيه ما كان، فأنا أشفق عليه عندما أنادي عليه عندما يلعب فإذا بجسمه ينتفض رعبا.
أرجوك أنا أتعذب قل لي ماذا أفعل، أشعر أنه ضعيف الشخصية أمام الأطفال ممن هم في سنه أو أكبر فهو يحاول التقرب منهم دائما، وهم يبعدون عنه فيتأثر جدا فاشفق عليه كثيرا، وهل ممكن أن ينسى ما حدث؟!
وأحاول أن أستعيد شخصيته من جديد، لا أريده شخصا انطوائيا ولا مهزوزا فهو أول فرحتي وبهجتي في هذه الدنيا، لكن السؤال الأعظم الذي أود أن أسأله لك كيف أقوي شخصيته، وثقته بنفسه في هذه السن؟
أرجو الإجابة عليّ ولك جزيل الشكر.
-----------------------------------------------------
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك وأن يجعله قرة عين لك.
فلا شك أنك على إدراك تام أن الضرب بهذه الطريقة التي تتحدثين عنها لهذا الطفل لهو أمر خاطئ لهو أمر مرفوض من الناحية التربوية، ومن حيث التنشئة، وأقول لك بكل صدق وأمانة: مثل هذه المعاملة التي يجدها الطفل – أي الضرب منك ومن جانب الآخرين كذلك كما ذكرت – يعتبر فيه إساءة وامتهان للطفل ولا شك في ذلك، وكثير من جمعيات حقوق الأطفال – وهي مُحقة – تشنع تمامًا مثل هذا السلوك، وربما يطال الإنسان القانون إذا عومل الطفل بهذه الطريقة.
أرجو أن لا تفهميني خطئًا، فالذي أقصده أنك بالرغم من حبك الشديد لطفلك إلا أنك بالطبع تقومين بإيذائه دون أن تقصدي، ولذا أنا سعيد أنك قد كتبت لنا، والذي أنصحك به هو أن يتوقف الضرب من هذه اللحظة، وأن تعرفي أن تبعات الضرب سلبية وسلبية جدّا على ابنك، سوف تبني فيه الخوف، سوف تجعليه ضعيف الشخصية، وفي نفس الوقت حين يكبر سوف يلجأ إلى الكذب وكل الحيل التي تنجيه من الضرب والقسوة.
الأمر الطيب والجيد هو أن الطفل قبل عمر ثلاث سنوات لا يُدرك فترة المعاملة القاسية له.
أنا لا أقصد بقاسية أنك تقصدين إيذاءه، لكن لا شك أن هذا تصرف ليس حسنًا – أي ضرب الطفل – فإن شاء الله تعالى بالتوقف عن ضربه، ونسبة أنه لازال في مرحلة عمرية مبكرة، فهذا لن تكون له أي تبعات سلبية عليه إن شاء الله تعالى.
أنا أريدك بالفعل أن تتوعي وتتفهمي وبكل قوة وبكل تركيز أن الضرب ممنوع، يمنع منعًا باتًا في هذا العمر.
وبالنسبة لزوجك وللآخرين الذين يقومون بضربه، أعتقد أنه من الواجب أن تتحدثي معهم مباشرة، وتوضحي لهم أنك قد أخذت الرأي والاستشارة من المربين، وأن هذا الضرب سوف يعود بأذى شديد وبليغ على طفلك، وأوضحي لهم أن ما كنت تنتهجينه من مسلك وطريقة تعامل لطفلك هي طريقة خاطئة، والآن أنت قد أدركت شناعة خطأك، وها أنت الآن تصححي مسارك، وهم عليهم أيضًا أن يبتعدوا من ضرب الطفل.
هنالك أمر آخر مهم جدًّا من الناحية التربوية وهي أن تبعدي طفلك عنك قليلاً، مهما كانت درجة محبتك، لابد أن تكون هنالك مسافة جغرافية بينك وبين الطفل، هذا مهم جدًّا، أن يكون الطفل متعلقا بك، أن يعتمد عليك هذا الاعتماد المطلق، هذا لن ينمي مقدراته وسوف يجعل شخصيته ضعيفة ولا شك في ذلك، وسوف يحاول أن يستدر العطف دائمًا، وسوف يكون البكاء والصراخ هو منهجه لتحقيق ما يطلبه دائمًا في جميع الأوقات، وحين يرزقك الله تعالى طفلا آخرا لا شك أن قضية الغيرة سوف تكون أمرًا لا يمكن استبعاده، وسوف تسبب لك الكثير من المضايقات، فأرجو أن تتركي الطفل وحده حتى وإن احتجّ وصرخ في بداية الأمر سوف يتعود على هذا.
للإحسان في تربيته دعيه يختلط بالأطفال الآخرين الذين هم في سنه، هذا مهم جدًّا، كما أن الاستفادة من الألعاب والدمى ذات القيمة التعليمية سوف يكون مفيدًا للطفل من ناحية أن يبعده عنه الخوف، يشعره بالأمان، وفيه شيء من التسلية، وفي نفس الوقت يوسع من آفاقه ومداركه، وهذه هي الوسائل التي تقوّى بها شخصية الطفل.
ليس لي أكثر من ذلك لأضيفه، وعليك بالدعاء لابنك، وإن كنتِ فعلاً تعانين من عسر في مزاجك وزيادة في انفعالاتك فتناولي الدواء أعتقد أنه مهم، وهنالك أدوية سليمة لا تؤثر على الحمل، فيمكن أن تتناولي أحدها، أو للمزيد من التحوط تناولي الدواء، وحين يحدث الحمل يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.
أعتقد أن هذا هو الحل، دواء بسيط مثل عقار موتيفال مثلاً سيكون جيدًا وسليمًا، وهو بسيط، ولا يحتاج لوصفة طبية، وقليل التكلفة، جرعة الموتيفال هي حبة واحدة، تناوليها ليلاً، وحين يحدث الحمل يمكنك أن تتوقفي عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
المصدر
السؤال
لن أطيل عليكم.... أنا ابني عمرة سنة و9 أشهر، أحبه حبا شديدا وهو أيضا، ومتعلق بدرجة مبالغ بها، لكن هذا لا يضايقني لكن الذي أتعب نفسيتي بشدة هو أني أصرخ في وجهه دائما، وأحيانا أضربة إذا فعل شيئا استفزني؛ مما يشعرني بالقهر، ويبكي بكاءً شديدا فيصعب علي، وآخذه في حضني، وما هي إلا لحظات وأرجع لعادتي القديمة ألا وهي أنا.... فمنذ ولادته كنت أحنو عليه بشدة، لكن ما أن يلبث في شقاوته من عمر 9 أشهر وأنا أصرخ في وجهه وأحيانا أضربه حتى وصلتإلى ذروتي معه من عمر سنة و 4 أشهر ....
لا أخفي عليك سيدي فهو كثير الحركة، وقد ولد أخدج وعصبيا، وزادت عصبيته بعد أن تحولت أنا لامنا الغول، فأصبح هو دائم الصراخ المشكلة أنه بعد أن بدأت في هذه المعاملة معه أصبح الآخرون يتعاملون معه بنفس الطريقة حتى ضربه أحيانا، ومنهم أمي وزوجي، فأمي عندما أدير ظهري تقوم بضربه من ورائي، وأبوه أيضا يضربه إذا أخطأ كأنه رجل بالغ يعي ما يحدث.
فبدأت أشعر بالمسكنة في وجهه أحيانا مما يشعرني بالذنب تجاه أغلى ما في حياتي وهو ابني....
لقد ذهبت إلى دكتور نفساني حتى أتحكم في عصبيتي الشديدة، وكتب لي مضادات الاكتئاب لكن أخذت منها القليل، ولم أكملها لأني خشيت كوني أبحث عن حمل جديد بإذن الله فهل تلك المهدئات قد تؤثر علي حدوث الحمل؟ وإذا حدث هل قد تؤثر على الجنين بإذن الله؟
أنا أريد أن أنمي وأقوي شخصية ابني، وأخاف عليه من الذي أفعل به من الصراخ والضرب، من اهتزاز شخصيته أمام الآخرين، وكيف أمحي كل هذا عن ذاكرة ابني فأنا أود أن أبدا صفحة جديدة معه أريد أن أنسيه ما كان، فأنا أشفق عليه عندما أنادي عليه عندما يلعب فإذا بجسمه ينتفض رعبا.
أرجوك أنا أتعذب قل لي ماذا أفعل، أشعر أنه ضعيف الشخصية أمام الأطفال ممن هم في سنه أو أكبر فهو يحاول التقرب منهم دائما، وهم يبعدون عنه فيتأثر جدا فاشفق عليه كثيرا، وهل ممكن أن ينسى ما حدث؟!
وأحاول أن أستعيد شخصيته من جديد، لا أريده شخصا انطوائيا ولا مهزوزا فهو أول فرحتي وبهجتي في هذه الدنيا، لكن السؤال الأعظم الذي أود أن أسأله لك كيف أقوي شخصيته، وثقته بنفسه في هذه السن؟
أرجو الإجابة عليّ ولك جزيل الشكر.
-----------------------------------------------------
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله تعالى أن يحفظ ابنك وأن يجعله قرة عين لك.
فلا شك أنك على إدراك تام أن الضرب بهذه الطريقة التي تتحدثين عنها لهذا الطفل لهو أمر خاطئ لهو أمر مرفوض من الناحية التربوية، ومن حيث التنشئة، وأقول لك بكل صدق وأمانة: مثل هذه المعاملة التي يجدها الطفل – أي الضرب منك ومن جانب الآخرين كذلك كما ذكرت – يعتبر فيه إساءة وامتهان للطفل ولا شك في ذلك، وكثير من جمعيات حقوق الأطفال – وهي مُحقة – تشنع تمامًا مثل هذا السلوك، وربما يطال الإنسان القانون إذا عومل الطفل بهذه الطريقة.
أرجو أن لا تفهميني خطئًا، فالذي أقصده أنك بالرغم من حبك الشديد لطفلك إلا أنك بالطبع تقومين بإيذائه دون أن تقصدي، ولذا أنا سعيد أنك قد كتبت لنا، والذي أنصحك به هو أن يتوقف الضرب من هذه اللحظة، وأن تعرفي أن تبعات الضرب سلبية وسلبية جدّا على ابنك، سوف تبني فيه الخوف، سوف تجعليه ضعيف الشخصية، وفي نفس الوقت حين يكبر سوف يلجأ إلى الكذب وكل الحيل التي تنجيه من الضرب والقسوة.
الأمر الطيب والجيد هو أن الطفل قبل عمر ثلاث سنوات لا يُدرك فترة المعاملة القاسية له.
أنا لا أقصد بقاسية أنك تقصدين إيذاءه، لكن لا شك أن هذا تصرف ليس حسنًا – أي ضرب الطفل – فإن شاء الله تعالى بالتوقف عن ضربه، ونسبة أنه لازال في مرحلة عمرية مبكرة، فهذا لن تكون له أي تبعات سلبية عليه إن شاء الله تعالى.
أنا أريدك بالفعل أن تتوعي وتتفهمي وبكل قوة وبكل تركيز أن الضرب ممنوع، يمنع منعًا باتًا في هذا العمر.
وبالنسبة لزوجك وللآخرين الذين يقومون بضربه، أعتقد أنه من الواجب أن تتحدثي معهم مباشرة، وتوضحي لهم أنك قد أخذت الرأي والاستشارة من المربين، وأن هذا الضرب سوف يعود بأذى شديد وبليغ على طفلك، وأوضحي لهم أن ما كنت تنتهجينه من مسلك وطريقة تعامل لطفلك هي طريقة خاطئة، والآن أنت قد أدركت شناعة خطأك، وها أنت الآن تصححي مسارك، وهم عليهم أيضًا أن يبتعدوا من ضرب الطفل.
هنالك أمر آخر مهم جدًّا من الناحية التربوية وهي أن تبعدي طفلك عنك قليلاً، مهما كانت درجة محبتك، لابد أن تكون هنالك مسافة جغرافية بينك وبين الطفل، هذا مهم جدًّا، أن يكون الطفل متعلقا بك، أن يعتمد عليك هذا الاعتماد المطلق، هذا لن ينمي مقدراته وسوف يجعل شخصيته ضعيفة ولا شك في ذلك، وسوف يحاول أن يستدر العطف دائمًا، وسوف يكون البكاء والصراخ هو منهجه لتحقيق ما يطلبه دائمًا في جميع الأوقات، وحين يرزقك الله تعالى طفلا آخرا لا شك أن قضية الغيرة سوف تكون أمرًا لا يمكن استبعاده، وسوف تسبب لك الكثير من المضايقات، فأرجو أن تتركي الطفل وحده حتى وإن احتجّ وصرخ في بداية الأمر سوف يتعود على هذا.
للإحسان في تربيته دعيه يختلط بالأطفال الآخرين الذين هم في سنه، هذا مهم جدًّا، كما أن الاستفادة من الألعاب والدمى ذات القيمة التعليمية سوف يكون مفيدًا للطفل من ناحية أن يبعده عنه الخوف، يشعره بالأمان، وفيه شيء من التسلية، وفي نفس الوقت يوسع من آفاقه ومداركه، وهذه هي الوسائل التي تقوّى بها شخصية الطفل.
ليس لي أكثر من ذلك لأضيفه، وعليك بالدعاء لابنك، وإن كنتِ فعلاً تعانين من عسر في مزاجك وزيادة في انفعالاتك فتناولي الدواء أعتقد أنه مهم، وهنالك أدوية سليمة لا تؤثر على الحمل، فيمكن أن تتناولي أحدها، أو للمزيد من التحوط تناولي الدواء، وحين يحدث الحمل يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.
أعتقد أن هذا هو الحل، دواء بسيط مثل عقار موتيفال مثلاً سيكون جيدًا وسليمًا، وهو بسيط، ولا يحتاج لوصفة طبية، وقليل التكلفة، جرعة الموتيفال هي حبة واحدة، تناوليها ليلاً، وحين يحدث الحمل يمكنك أن تتوقفي عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
المصدر
تعليق