بُنيّتِي .. تزداد نوراً
حقاً الأبناء هبة من الله و زينة الحياة ، هم مشروع العمر و استمرار العمر بعد الممات ،
هم من يجسدون أمل المستقبل في تحقيق مجتمع الفضيلة و الرشد .
و يأتي اليوم الذي قررت فيه بنيتي "رؤى" ارتداء الزي الإسلامي ، كان يوماً من أجمل الأيام ،
حيث رأيت حصاد ثمار زرعتها ، وأجملُ اللحظات عند الزارع لما يرى زرعه أينع و يُورق أزهاراً و ثماراً نافعة .
رؤى : ماما .. ماما !!
قررتُ الإلتزام بالحجاب و قلبي مطمئن بالإيمان و نفسي ممتلئة بالإقتناع أنه صيانة لي و تميُّزٌ لشخصيتي .
أخذتها الأم في حضنها و لسانها يردد أحمدُ الله حمداً كثيراً و أشكره شكراً جزيلاً على أن وفقكِ و هداكِ إلى الإلتزام
بالحجاب الإسلامي في الوقت الذي أضحت فيه الفتاة المحجبة غريبة
ما أجملكِ حبيبة قلبي بحجابك زادكِ نوراً على نور و بهاءً .
أتذكرينَ يا أمي يوم كنتِ تحدثيني عن فريضة الحجاب و الأدلة و النصوص التي تدل على وجوبه
أجل يا بنيّتي ، أتذكر جيداا
من ذاك اليوم و كلامكِ يا أمي كالحلقة في أذني ، أتذكر كل كلمة قلتها لي
و دائما أفتح مصحفي و أتدبر في قول الله سبحانه :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59].
حقاً إنها لنعمة و مِنَّة منَّ الله بها عليها و عليَّ و تفضلٌ كريم يستوجب التقدير و الإكثار من الحمد ..
" يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُم أَنْ هَدَاكُم لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ"
الحجرات الآية : 17
تتراقص على ذهن رؤى الصغير تساؤلات و شبهات تحتاج لتوضيحات ،
و الأم كانت تتمتع برجاحة العقل و المنطق
ماما .. بعض الصديقات استهزأن بي وسخرن مني و من حجابي ، كيف أعاملهن ؟
أو أحسن أقاطعهن ؟!!
يا بُنيّتِي .. إن الشيطان يدخل علينا من مدخلين رئيسيين هما : الشبهات و الشهوات ،
و كليهما يُعيقان طريقنا لنيل رضا الله و دخول جنته
نساء المهاجرين و الأنصار تقبّلنَ الحجاب الإسلامي بنفس راضية و قلب مطمئن و اقتناع راسخ ،
يوم أنزل الله سبحانه فيه حكمه القاطع و أمره الحكيم
ماما .. واحدة من صديقاتي قالت لي : نحن صغيرات مالنا و الحجاب ، الحجاب ترتديه المرأة الكبيرة !!
ستسمعين الكثير يا بنيّتي …كمثل من تقول لكِ : (عندما أقتنع سأتحجب ) ،
فيا بنيتي الحجاب أمر رباني لا أمر بشري ، و لما يكون الأمر من الله تعالى أو من رسوله فلا مجال لنقول :
غير مقتنعة ، والله سبحانه لما أمرنا بالحجاب فلأنه من دواعي سعادتنا و كرامتنا و عزتنا كنساء مسلمات .
و تجدين من تقول لكِ : ( أنا ما زلتُ صغيرة السن على الحجاب )
فلا تنصاعي بنيّتي لتلك الشبهة ، فالمرأة منا إذا بلغت المحيض تصبح مكلفة و مسؤولة
افتحي معي المصحف على سورة الصافات الآية 24 ، يقول سبحانه : " وَقِفُوهُم إِنَّهُم مَسِؤُولُون "
وتجدي اخرى تقول لكِ لن أتحجب حتى أتزوج ، لأن الشباب لا يتقدمون لزواجي إلا إذا رأوا محاسني
و شعري و زينتي ، فاعلمي بُنيّتي أن الشاب النقي الطاهر لا ينكح المرأة لجمالها فقط ، بل هناك أمر أهم
من الجمال و هذا يا بُنيتي إذا كان فارساً طاهراً نهل من سنة رسول الله ، فما أكثر الشبهات التي تعطل المسير
و الكثير من التسويفات الشيطانية ، فلا تفتحي سمعكِ بنيّتي لتلك الشبهات .
فيا للسعادة حينما تُكلل مهمتكِ كمربية بالتوفيق و تقطفين ثمار غرسك حُلوة من بستانك
اللهم اهدِ كل بناتنا للعفة و الإحتشام و الحياء .
بقـــلم / رجاء القابسي
تعليق