جلس تامر وأفنان مع والديهما، في غرفة المعيشة، يتناولون طعام الغداء، بعد أن ولى رمضان وانتهى العيد، فقالت أفنان لوالدها: (أبي، لماذا لا يأتي رمضان إلا مرة واحدة في العام؟). فرد الأب قائلاً: (أراكِ قد تعلقتِ بهذا الشهر المبارك، يا أفنان).
فبادرها تامر بالإجابة قائلاً: (بالفعل يا أبي، فلقد كنا فيه نتسابق في الطاعة ونشجع بعضنا على الصلاة والصيام). فقال الوالد محذرًا: (نعم، ولكن اعلما أن الله تعالى يقبل العمل في رمضان وفي غير رمضان أيضًا، وأن رب رمضان هو رب شوال وسائر الشهور الأخرى).
أيها المربي، هذا الحوار البسيط الذي دار بين أحد الآباء وأبنائه، هو ما يعبر عن ما يعتمل في صدور الكثير من الأبناء، حتى وإن لم تترجمه ألسنتهم إلى ألفاظ وعبارات صريحة، ولكنهم يشعرون أن رمضان قد ولَّى، ومضى معه كل ما كان فيه.
نعم أيها المربي، مضى شهر القرآن، وولَّى شهر التسابق في الخيرات، ولكن عليك أن تُعلِّم أبناءك أن رمضان ليس موسمًا للطاعة أتى وانفض، وذهبت معه الطاعة، بل رمضان هو شهر التغيير.
تعليق