يرى المختصون أنه إذا كانت سن التكليف بالصيام هي سن البلوغ, فيجب أن نعود الطفل على الصوم قبل ذلك تدريجيا, فيمكن أن نبدأ من سن السادسة فيصوم الطفل يومين أسبوعياً مثلا حتى موعد صلاة الظهر ثم يمكن أن تزداد إلى ثلاثة أيام, وفي العام التالي تزيد فترة صومه إلى موعد صلاة العصر، وهكذا حتى تكتمل مواعيد الصيام في سن التكليف وأحيانا قبلها. وهذا التدريج في الصوم يتيح لأنسجة جسم الطفل أن تتعود على الحرمان التدريجي من السوائل والأغذية التي تحتاجها دون أن تتأثر وظائفها بطريقة مفاجئة.
وينبه الأطباء الأمهات إلى ضرورة ملاحظة أطفالهن خلال فترة صيامهم, خصوصا مع الانتظام في الدارسة مما يزيد من المجهود البدني والذهني الذي يبذلونه خاصة الذين يشكون أصلا من بعض المشاكل الصحية، فمن لديه مشاكل في جهازه التنفسي مثل حساسية الصدر نجده يشكو من صداع وزغلله نتيجة سوء التغذية والأنيميا، وأحيانا تكون الشكوى من الإرهاق وسوء الهضم مصاحبة لاضطراب الكبد، وهنا لا بد من أن يبدأ الوالدان في تقليل فترات صيام الطفل تحت سن التكليف والاستعانة بالمشورة الطبية.
وكذلك في حالة إصابة الطفل في سن التكليف بمرض معين لا بد من استشارة الطبيب المختص, وإذا ما وافق على صيامه, فلا بد من التنسيق بينه وبين والدي الطفل المريض لضامن تنظيم غذائه وتناوله دوائه.
كما ينصح الأطباء الأمهات بضرورة ضبط نشاط الطفل في أثناء ساعات الصيام, فيقلع تماما عن الأنشطة البدنية التي تزيد من إحساسه بالعطش والجوع نتيجة ازدياد حاجة الجسم للماء والسعرات الحرارية لمواجهة هذا المجهود العضلي الزائد, والتركيز على شغل وقت الطفل بألعاب مسلية وأنشطة تعتمد على المجهود العقلي.
وحول النظام الغذائي الواجب اتباعه في إفطاره وسحوره يقول المختصون: إن وجبة الإفطار لا بد أن تعوض كل ما يحتاجه جسم الطفل من السوائل والأغذية نتيجة للصيام، السكريات والنشويات والأرز والمكرونة والخبز والحلوى التي تمد الطفل بالسعرات الحرارية اللازمة لحركته طوال اليوم, وكذلك البروتينات والفيتامينات اللازمة لنموه كاللحوم والخضروات، ويمكن أن يبدأ إفطاره بالمشروبات الساخنة, ولكن بكميات قليلة, ويستمر تناول الطفل للسوائل على فترات تمتد من موعد الإفطار حتى السحور؛ لأن مفاجأة المعدة بكمية كبيرة من السوائل ساعة الإفطار تؤدي إلى الإحساس بالانتفاخ وعسر الهضم.
أما السحور, فهو في غاية الأهمية بالنسبة للطفل, ويفضل فيه الأغذية البطيئة الهضم والامتصاص مثل الفول المدمس والدهنيات بوجه عام كالقشدة والزبدة والجبن بأنواعه والإقلال من المخللات والأغذية الحريفة في وجبة السحور؛ لأنها تزيد من إحساس الطفل بالعطش في الصيام.
النموذج الأول لوجبة إفطار:
4-5 حبات تمر- طبق صغير من شوربة الدجاج أو اللحم بالشعيرية – 4 ملاعق سلطة خضراء – قطعة لحم متوسطة أو ربع دجاجة أو شريحة سمك متوسطة – طبق من خضار الموسم – طبق متوسط من الأرز أو نصف رغيف.
النموذج الثاني لوجبة الإفطار:
4-5 حبات تمر – طبق صغير شوربة عدس – 4 ملاعق سلطة خضراء -4 وحدات من السمبوسة أو من الجلاش بالسبانخ -3 أصابع كفتة – طبق مكرونة صغير أو نصف رغيف.
ما بين الإفطار والسحور:
كوب عصير فاكهة أو فاكهة الموسم – قطعة من الحلويات الشرقية أو كيك أو طبق صغير من الأرز باللبن أو المهلبية.
وجبة السحور:
كوب لبن أو زبادي – طبق صغير فول مدمس بالزيت والليمون مع قطعة جبن أو 2 بيضة مسلوقة أو مقلية وقطعة جبن أو 4 حبات سمبوسة باللحم, وقطعة جبن -5 حبات زيتون -2 ملعقة عسل أسود بالطحينة أو 2 ملعقة عسل أبيض أو 2 ملعقة مربى, وثمرة طماطم أو خيار أو جرجير.