حرية الطفل بين المشروع والممنوع
د. تيسير الفتياني
الأولاد نعمة وأمانة ومسؤولية، والنعمة تحتاج إلى الشكر، والأمانة تكون في الإحسان إليهم والحرص على تربيتهم، والتقصير في تربيتهم خيانة للأمانة وسنسأل عنهم يوم القيامة، وقد كفل الإسلام للطفل الحرية الحقة، وهي الحرية المتزنة التي لا تخل بالآداب العامة، ولا تتحول إلى فوضى وإباحية، ولا تتعدى على حرية الآخرين.
ومن الحريات التي ينبغي أن نعلمها للطفل وندربه عليها، حرية الرأي والتعبير بأن يقول رأيه فيما حوله من أحداث فها هو سيدنا عمر رضي الله عنه كان إذا هم بأمر استشار الأطفال. ويجب أن نبعد الأطفال عن الرأي الذي ينساق فيه عن هوى وجهل دون استناد للأصول العامة وعن تهور وسلاطة لسان وتطاول على الآخرين.
ومن الحريات حرية المأوى فقد كفل الإسلام حرية المأوى للأطفال، فبيت الطفل له حرمته حماية له وصونا لعوراته، فلا يجوز دخول مأواه إلا بإذن منه ورضاه، ونعلمه كيف أدب الاستئذان، فلا ينبغي له أن يلح فيه، وليكن شعاره "إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع".
ومن الحريات الحرية الفردية، فلا يصح أن يعتدى على الطفل في ذاته ولا يجوز له أن يعتدي على غيره بأي نوع من الاعتداء من شتم أو ضرب أو إتلاف عضو.
وليس من الحرية أن نسمح له بشرب الدخان أو سماع الأغاني الماجنة التي تفسد الذوق أو مشاهدة الأفلام الخليعة ومتابعة المسلسلات الساقطة أو المجلات الفاسدة أو المواقع الالكترونية المشبوهة.
وليس من الحرية الإفراط في التجمل والمبالغة في التأنق والتطيب والتعري والتكشف والتشبه السافر بغير المسلمين.
وختاما فالحرية معناها أن يشعر الطفل بقيمته وأن تكون لديه الثقة في نفسه وأن يتعلم أن يعيش كريما شجاعا صريحا جريئا في آرائه في حدود الأدب واللياقة بعيدا عن الإسفاف والصفاقة ليخدم دينه ووطنه وأسرته ومجتمعه وليقوي روح التعاون مع الآخرين وليثبت أواصر المحبة في الأمة.
تعليق