مقدمة:
أولا أريد أن أشير أن أول ما لفت إنتباهي لهذا الكتاب .. هو تسميته بالفقه، فهي المرة الأولي التي أقرأ فيها إسم فقه لتربية الأبناء.. ومن المعروف أن معنى كلمة فقه: أي ما يجب التفقه فيه أو فهمه وعلمه، فجعله الشيخ حفظه الله من الواجبات التي على المسلم معرفتها وفهما، وليس فقط من باب العلم بالشيء
فيبدأ الشيخ حفظه الله بذكر لماذا إختار هذه المادة وخصص لها كتاب، لأن الله سبحانه وتعالى كلف بني آدم بتكاليف، ومنها حسن رعاية الذرية وإصلاح النسل والسعي لاستنقاذ الأهل من النار، واستشهد بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ( التحريم 6)
وقوله { يوصيكم الله في أولادكم} (النساء 11)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعينه"( بخاري2554 /مسلم 1829)
وقوله صلى الله عليه وسلم:"وإن لولدك عليك حق"( مسلم)
ويقول أن الأبناء فتنة وابتلاء من الله، ليرى هل سنقيم فيهم حدود الله؟ هل سنشكر نعمته علينا؟ أم هل سنفتن بهم؟وغيرها من الأبتلاءات
يبدأ ببيان أن الهادي هو الله، وأن ما يفعله الوالدين من تربية إسلامية، هو فقط من باب الأخذ بالأسباب
لقوله تعالى{ من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولائك هم الخاسرون} (الأعراف178)... وغيرها من الآيات
وأن حتى الأنبياء لا يملكون هداية التوفيق لأحد
قوله تعالى{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} ( القصص56) وهي رسالة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم عندما كان يناشد عمه أبا طالب أن يقول لا إله إلا الله وعمه يأبى!
وأيضا نوح عليه السلامعندما كان يلح على إبنه ويقول { يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين} (هود42) ولكن الله لم يرد له الهداية
كما لم يملك إبراهيم عليه السلام الهداية لوالده { ياأبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتِك فاتبعني أهدك صراطا سويا* يا أبتِ لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا} (مريم43-44)
وانظر كيف هدى الله إسماعيل لإبراهيم عليهما السلام حيث قال له بعد رؤياه { يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} (الصافات102)وكيف أن يوسف عليه السلام تعرض لظروف قاسية طزال حياته ولم يربه أبواه فترة طويلة، ولكن الله هو الذي حفظه، فالحافظ هو الله { خير حافظا وهو أرحم الراحمين} ( يوسف 64)
وموسى عليه السلام ، طفل رضيع تربّى في بيت فرعون، بيت الكفر كله! ولكن حفظه الله وكان نبيا!
وأكبر مثال على ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في بيئة كلها كفر ولكن حفظه الله تعالى وأصبح خير خلق الله
وعلى عكس ذلك، الغلام الذي قتله الخضر، فكان أبواه صالحين، ولكن طبع الغلام فاسدا {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} (الكهف80)
وبذلك، فعلى الوالدين الدعاء أن يرزقهما الله الذرية الصالحة، وفي القرآن العديد من أمثلة دعاء الصالحين بصلاح الذرية
{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} ( الفرقان74)
{رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سمبع الدعاء} (آل عمران 38)
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا لأبنائه وغيرهم، ففي ذلك تحقيق لوجوب الدعاء بصلاح الذرية، فمن حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه والحسن ويقول " اللهم إني أُحبهما فأَحبهما" (بخاري 3747)
ونهى الرسول أيضا عن الدعاء على الأبناء فقد توافق تلك الدعوة ساعة إجابة فيشقى الأبناء بذلك
فقد جاء في حديث جابر الطويل أن رجلا قال لبعيره: شأ لعنك الله!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هذا اللاعن بعيره؟" قال أنا يا رسول الله، قال:" انزل عنه فلا تصاحبنا بملعون! لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، فلا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجب لكم" (مسلم 3009).
يتبع............
أولا أريد أن أشير أن أول ما لفت إنتباهي لهذا الكتاب .. هو تسميته بالفقه، فهي المرة الأولي التي أقرأ فيها إسم فقه لتربية الأبناء.. ومن المعروف أن معنى كلمة فقه: أي ما يجب التفقه فيه أو فهمه وعلمه، فجعله الشيخ حفظه الله من الواجبات التي على المسلم معرفتها وفهما، وليس فقط من باب العلم بالشيء
فيبدأ الشيخ حفظه الله بذكر لماذا إختار هذه المادة وخصص لها كتاب، لأن الله سبحانه وتعالى كلف بني آدم بتكاليف، ومنها حسن رعاية الذرية وإصلاح النسل والسعي لاستنقاذ الأهل من النار، واستشهد بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ( التحريم 6)
وقوله { يوصيكم الله في أولادكم} (النساء 11)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعينه"( بخاري2554 /مسلم 1829)
وقوله صلى الله عليه وسلم:"وإن لولدك عليك حق"( مسلم)
ويقول أن الأبناء فتنة وابتلاء من الله، ليرى هل سنقيم فيهم حدود الله؟ هل سنشكر نعمته علينا؟ أم هل سنفتن بهم؟وغيرها من الأبتلاءات
يبدأ ببيان أن الهادي هو الله، وأن ما يفعله الوالدين من تربية إسلامية، هو فقط من باب الأخذ بالأسباب
لقوله تعالى{ من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولائك هم الخاسرون} (الأعراف178)... وغيرها من الآيات
وأن حتى الأنبياء لا يملكون هداية التوفيق لأحد
قوله تعالى{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} ( القصص56) وهي رسالة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم عندما كان يناشد عمه أبا طالب أن يقول لا إله إلا الله وعمه يأبى!
وأيضا نوح عليه السلامعندما كان يلح على إبنه ويقول { يا بني اركب معنا ولا تكن من الكافرين} (هود42) ولكن الله لم يرد له الهداية
كما لم يملك إبراهيم عليه السلام الهداية لوالده { ياأبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتِك فاتبعني أهدك صراطا سويا* يا أبتِ لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا} (مريم43-44)
وانظر كيف هدى الله إسماعيل لإبراهيم عليهما السلام حيث قال له بعد رؤياه { يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} (الصافات102)وكيف أن يوسف عليه السلام تعرض لظروف قاسية طزال حياته ولم يربه أبواه فترة طويلة، ولكن الله هو الذي حفظه، فالحافظ هو الله { خير حافظا وهو أرحم الراحمين} ( يوسف 64)
وموسى عليه السلام ، طفل رضيع تربّى في بيت فرعون، بيت الكفر كله! ولكن حفظه الله وكان نبيا!
وأكبر مثال على ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم، ولد في بيئة كلها كفر ولكن حفظه الله تعالى وأصبح خير خلق الله
وعلى عكس ذلك، الغلام الذي قتله الخضر، فكان أبواه صالحين، ولكن طبع الغلام فاسدا {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا} (الكهف80)
وبذلك، فعلى الوالدين الدعاء أن يرزقهما الله الذرية الصالحة، وفي القرآن العديد من أمثلة دعاء الصالحين بصلاح الذرية
{ ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} ( الفرقان74)
{رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سمبع الدعاء} (آل عمران 38)
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا لأبنائه وغيرهم، ففي ذلك تحقيق لوجوب الدعاء بصلاح الذرية، فمن حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه والحسن ويقول " اللهم إني أُحبهما فأَحبهما" (بخاري 3747)
ونهى الرسول أيضا عن الدعاء على الأبناء فقد توافق تلك الدعوة ساعة إجابة فيشقى الأبناء بذلك
فقد جاء في حديث جابر الطويل أن رجلا قال لبعيره: شأ لعنك الله!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هذا اللاعن بعيره؟" قال أنا يا رسول الله، قال:" انزل عنه فلا تصاحبنا بملعون! لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، فلا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجب لكم" (مسلم 3009).
يتبع............
تعليق