السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الدلال المفرط للمراهق
ليس من الممكن دائمًا أن نصلح ما أفسدناه فهناك بعض العواقب لا يمكن التخفيف من آثارها.
وعادة ما تحدث تلك العواقب المأساوية عندما يصل أبناؤنا سن المراهقة ومجرد التفكير في أن مراهقينا
متورطون في مأساة بهذا الحجم هو أكبر كابوس لكل الآباء.
علينا كآباء أن نواجه العواقب الطبيعية لسلوكنا التربوي فإننا لم نميز بين الحب والدلال في تربية أبنائنا
فمن أشهر الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات خلال تعاملهم مع أبنائهم وبناتهم في سن
المراهقة هو الإفراط في تدليلهم بحيث يلبون لهم كل رغباتهم أيًّا كانت.وبدت سخيفة وغير منطقية بل
ضارة في كثير من الأحيان ومهما كلفهم تحقيق مثل هذه الرغبات والطلبات التي لا تنتهي.
علينا أن نفرق بين الحب والدلال فالحب سلوك عاطفي تترجمه الأفعال وهو سلوك إيجابي متأصل بالمشاعر
النفسية والعواطف الأبوية لحمايته والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره فالوالدان مفطوران على محبة الولد
وقد صور الله سبحانه وتعالى هذه المحبة أجمل تصوير قال تعالى: ï´؟ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ï´¾ (سورة الكهف: 46).
أما الدلال فهو سلوك عملي سلبي يفرط فيه الأبوان في تلبية ما لا يحتاجه الطفل مما ينتج عنه سلوك سلبي لدى الطفل.
يبدأ الطفل المدلل انحرافه بالإلحاح الشديد أو كما نطلق عليه "الزن" فإن رغب في شيء فإما أن يلبى مطلبه أو كان
الصراخ والركل والضرب وربما السب وسائل ضغط تمارس على الوالدين حتى يذعنوا لرغباته وتطورت حتى مرحلة المراهقة
فجاءت النتيجة المتوقعة ممثلة في المزيد من الانحرافات الأخلاقية والممارسات السلبية المؤدية حتما إلى أذية النفس والغير
بل الإضرار بكيان المجتمع ومصالحه ككل، والمثير للشفقة والحزن أن الوالدين يكونان أول الضحايا الذين يكتوون بنار
هذه الانحرافات التي زرعوها بأيديهم في أبنائهم وبناتهم المراهقين والمراهقات.
بعض سلوكيات المراهق المدلل:
- التمرد والعناد والاحتجاج على كل شيء.
- الفوضوية وعدم الالتزام بقواعد التهذيب وعدم الاستجابة لأي من التعليمات الموجهة إليه.
- الإلحاح وكثرة الطلبات.
- الملل واستعجال الأمور وانعدام الطاقة على الصبر.
- اتخاذ الغضب والبكاء عند البنات سبيلا للضغط على ذويهم لتلبية رغباتهم.
- تسيطر على الولد المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته الأصغر منه والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم.
- المراهق المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة فهو معدوم الشخصية.
ومن نتائجه في الأحوال العادية الخجل، الخنوع، فقدان الشجاعة والرجولة، ضعف الثقة بالنفس، التدرج نحو الميوعة، التخلف عن الأقران.
فالدلال المفرط من أكبر العوامل الخطيرة في انحراف المراهق النفسي والخلقي... لما يئول في الغالب إلى استشعاره
بمركب النقص ونظرته الحاقدة للحياة.
يرى الناس يتقدمون وهو خلفهم.
يرى الناس يبتسمون حتى في المصاعب وهو في بكاء وجزع إذا أصابته أدنى مصيبة.
يرى الناس في تلاق واجتماع وهو في عزلة وانطواء.
فإذا كان هذا حاله.... هل يكون إنسانًا سويًّا؟ هل يكون عضوًا فعالا في المجتمع؟
هل يكون إنسانًا ذا شخصية استقلالية يثق بنفسه ويعتمد عليها؟
فلماذا يغالي الوالدان في تدليل ابنهم المراهق؟ لماذا يدلعانه؟
يظهر ذلك على الأم بشكل ملحوظ لا سيما إذا كان ابنها الوحيد بين بنات أو الابن الأصغر أو الأكبر بين إخوته
أو جاء بعد عدة سنوات من الزواج أو أنجبته أمه بعد عدة إجهاضات مستمرة.
نحاول الابتعاد عن الدلال المفرط في تربية الأبناء عن طريق:
- تربية الولد منذ نعومة أظافرة على الخشونة والثقة بالنفس وتحمل المسئولية حتى يشعر الابن بكيانه ووجوده ويتحسس واجبه ومسئوليته.
- تربية الولد على الخشونة والبعد عن التنعم .
- التربية القائمة على الثقة بالنفس وتحمل المسئولية قال صلى الله عليه وسلم :
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) البخاري.. فهو يشمل الصغير والكبير الرجل والمرأة الحاكم والمحكوم.
- الاعتدال بالتربية لا التدليل ولا الإهمال المفرط.
- على الوالدين تقدير الموقف متى يُعطى ومتى يُمنع.
- مشاركة الطفل ببعض الأنشطة حتى يستطيع مخالطة الناس.
- عدم الدفاع عن الأخطاء الصادرة منهم.
لذلك ينبغي على الوالدين معرفة أن تدليل المراهق يفسده أكثر مما يصلحه فهو سيُصدم بواقع الحياة فليس كل شيء مجابًا
ولن تصله متطلباته دون عناء ومشقة، أو دون محاولة الوصول إليها.
مقتطف من كتاب : (تربية الأولاد في الإسلام) د. عبد الله ناصح علوان.
الدلال المفرط للمراهق
ليس من الممكن دائمًا أن نصلح ما أفسدناه فهناك بعض العواقب لا يمكن التخفيف من آثارها.
وعادة ما تحدث تلك العواقب المأساوية عندما يصل أبناؤنا سن المراهقة ومجرد التفكير في أن مراهقينا
متورطون في مأساة بهذا الحجم هو أكبر كابوس لكل الآباء.
علينا كآباء أن نواجه العواقب الطبيعية لسلوكنا التربوي فإننا لم نميز بين الحب والدلال في تربية أبنائنا
فمن أشهر الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات خلال تعاملهم مع أبنائهم وبناتهم في سن
المراهقة هو الإفراط في تدليلهم بحيث يلبون لهم كل رغباتهم أيًّا كانت.وبدت سخيفة وغير منطقية بل
ضارة في كثير من الأحيان ومهما كلفهم تحقيق مثل هذه الرغبات والطلبات التي لا تنتهي.
علينا أن نفرق بين الحب والدلال فالحب سلوك عاطفي تترجمه الأفعال وهو سلوك إيجابي متأصل بالمشاعر
النفسية والعواطف الأبوية لحمايته والرحمة به والشفقة عليه والاهتمام بأمره فالوالدان مفطوران على محبة الولد
وقد صور الله سبحانه وتعالى هذه المحبة أجمل تصوير قال تعالى: ï´؟ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ï´¾ (سورة الكهف: 46).
أما الدلال فهو سلوك عملي سلبي يفرط فيه الأبوان في تلبية ما لا يحتاجه الطفل مما ينتج عنه سلوك سلبي لدى الطفل.
يبدأ الطفل المدلل انحرافه بالإلحاح الشديد أو كما نطلق عليه "الزن" فإن رغب في شيء فإما أن يلبى مطلبه أو كان
الصراخ والركل والضرب وربما السب وسائل ضغط تمارس على الوالدين حتى يذعنوا لرغباته وتطورت حتى مرحلة المراهقة
فجاءت النتيجة المتوقعة ممثلة في المزيد من الانحرافات الأخلاقية والممارسات السلبية المؤدية حتما إلى أذية النفس والغير
بل الإضرار بكيان المجتمع ومصالحه ككل، والمثير للشفقة والحزن أن الوالدين يكونان أول الضحايا الذين يكتوون بنار
هذه الانحرافات التي زرعوها بأيديهم في أبنائهم وبناتهم المراهقين والمراهقات.
بعض سلوكيات المراهق المدلل:
- التمرد والعناد والاحتجاج على كل شيء.
- الفوضوية وعدم الالتزام بقواعد التهذيب وعدم الاستجابة لأي من التعليمات الموجهة إليه.
- الإلحاح وكثرة الطلبات.
- الملل واستعجال الأمور وانعدام الطاقة على الصبر.
- اتخاذ الغضب والبكاء عند البنات سبيلا للضغط على ذويهم لتلبية رغباتهم.
- تسيطر على الولد المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته الأصغر منه والعنف في تصرفاته معهم لإحساسه بالتميز عنهم.
- المراهق المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة فهو معدوم الشخصية.
ومن نتائجه في الأحوال العادية الخجل، الخنوع، فقدان الشجاعة والرجولة، ضعف الثقة بالنفس، التدرج نحو الميوعة، التخلف عن الأقران.
فالدلال المفرط من أكبر العوامل الخطيرة في انحراف المراهق النفسي والخلقي... لما يئول في الغالب إلى استشعاره
بمركب النقص ونظرته الحاقدة للحياة.
يرى الناس يتقدمون وهو خلفهم.
يرى الناس يبتسمون حتى في المصاعب وهو في بكاء وجزع إذا أصابته أدنى مصيبة.
يرى الناس في تلاق واجتماع وهو في عزلة وانطواء.
فإذا كان هذا حاله.... هل يكون إنسانًا سويًّا؟ هل يكون عضوًا فعالا في المجتمع؟
هل يكون إنسانًا ذا شخصية استقلالية يثق بنفسه ويعتمد عليها؟
فلماذا يغالي الوالدان في تدليل ابنهم المراهق؟ لماذا يدلعانه؟
يظهر ذلك على الأم بشكل ملحوظ لا سيما إذا كان ابنها الوحيد بين بنات أو الابن الأصغر أو الأكبر بين إخوته
أو جاء بعد عدة سنوات من الزواج أو أنجبته أمه بعد عدة إجهاضات مستمرة.
نحاول الابتعاد عن الدلال المفرط في تربية الأبناء عن طريق:
- تربية الولد منذ نعومة أظافرة على الخشونة والثقة بالنفس وتحمل المسئولية حتى يشعر الابن بكيانه ووجوده ويتحسس واجبه ومسئوليته.
- تربية الولد على الخشونة والبعد عن التنعم .
- التربية القائمة على الثقة بالنفس وتحمل المسئولية قال صلى الله عليه وسلم :
(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) البخاري.. فهو يشمل الصغير والكبير الرجل والمرأة الحاكم والمحكوم.
- الاعتدال بالتربية لا التدليل ولا الإهمال المفرط.
- على الوالدين تقدير الموقف متى يُعطى ومتى يُمنع.
- مشاركة الطفل ببعض الأنشطة حتى يستطيع مخالطة الناس.
- عدم الدفاع عن الأخطاء الصادرة منهم.
لذلك ينبغي على الوالدين معرفة أن تدليل المراهق يفسده أكثر مما يصلحه فهو سيُصدم بواقع الحياة فليس كل شيء مجابًا
ولن تصله متطلباته دون عناء ومشقة، أو دون محاولة الوصول إليها.
مقتطف من كتاب : (تربية الأولاد في الإسلام) د. عبد الله ناصح علوان.
تعليق