وسائل الانفتاح:
في ظل عصر تتلاشى فيه الحدود الثقافية بين الدول وفي ظل ثورة علمية
تكنولوجية واسعة يكون لوسائل الإعلام أثر كبير في بناء أبنائنا ثقافيًا ودينيًا
واجتماعيًا عبر الوسائط الإعلامية مثل التلفاز والفيديو والإلكترونيات المختلفة
[الألعاب الإلكترونية] أو عبر الإنترنت أو المجلات.
أولا الآثار الخارجية:
............................................
1 - إتاحة الوصول السريع لكل ما هو معروض ومتاح بسبب السرعة
والانفتاح وإذا كانت السرعة في عرض المفهومات التربوية الإيجابية غير
صحية في تنشئة الطفل والمراهق حيث يجب مراعاة المرحلة العمرية في
تقديم المفهومات ومراعاة الوقت في ترسيخها فما ظنك حينما تكون ميزة
السرعة التي توفرها تلك الوسائل الحديثة مستغلة في الوصول إلى المفهومات
الفاسدة وتعلم العقائد والثقافات والأفكار والعادات الباطلة والسيئة؟!
فقبل انتشار الوسائل الحديثة كان الوالدان يستطيعان التحكم في التغذية
العقلية للطفل فيتحكمان فيما يسمع وفيما يقرأ وفي الأماكن التي يرتادها وفي
تكوين الصداقات لكن الوسائل الحديثة الآن - بما توفره من سرعة وانفتاح
- تهدم سيطرة الوالدين وتخرجهما تمامًا من التأثير في العمل التربوي.
2 - الإخلال بتقديم الأولويات التربوية ومن ثم تيسر الوسيلة للوصول
المبكر لمفهومات اجتماعية قبل وقتها عبر ما يعرض من ألعاب أو أفلام
أو إعلانات متلاحقة كمفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة فيراها طفل لم يبلغ
الخامسة أو السادسة وفي كثير من أفلام الأطفال التي تحوي في مضمونها
وإسقاطاتها عوامل هدم وفساد وإذا ذهبنا إلى ما بعد الطفولة فهناك الأفلام
والأغاني والبرامج التافهة والإعلانات الساقطة التي تعمل على إثارة الشهوات
وغرس الرذائل مما له تأثير ضار في الإنسان وخصوصًا فيمن هم في سن المراهقة.
3 - تقديم المواقف بصورة ممثلة مصحوبة بمؤثرات مرئية وصوتية وهي ميزة
لها آثار إيجابية كثيرة ونافعة لكن مع ذلك لها آثار غير صحية في التربية قد
تضر بالنفس والعقل إذا ما تُركت مطلقة بلا ترشيد أو توجيه إذ تؤدي إلى ملء
خيال الطفل بها مما يؤدي إلى ثبات هذه المواقف في الذاكرة بصورة قوية
وملحة والخطر هنا يكمن في أن تكون تلك المواقف والمشاهد غير مناسبة
لسن الطفل أو المراهق أو مواقف فاسدة أو مواقف مفزعة تسبب الفزع
للطفل في أثناء النوم أو تزرع فيه الخوف والقلق والاكتئاب أو مواقف دافعة
لارتكاب الجرائم والفواحش لما تقدمه من شخصيات خيالية مفزعة تتمتع
بقوى خارقة وتقوم مواقف الفيلم كلها على الصراع والتدمير كذلك الحال
في ألعاب (الفيديو جيم) التي ينتشر فيها الصراع الدموي العنيف وهي
ألعاب لا تزرع الشجاعة والقوة في نفس الطفل والمراهق بل تزرع فيه إما
العنف والقسوة والظلم وإما القلق والخوف.
4 - تأثير في القدرة على التصور العقلي إذ يعتاد العقل مشاهدة كل شيء
مصورًا أمامه جامدًا على الصورة المشخصة التي تقدمها اللعبة أو فيلم
الكارتون فيضعف فيه حس الخيال والتصور النظري بل قد يصل الحال إلى
عجزه عن تصور مسألة حسابية سهلة وحلها دون كتابتها على الورقة بسبب
ما قد تصيب به تلك الوسائل العقل من سلبية في التلقي إذ ينبغي أن تكون
مزيجًا من التفاعل بين السماع والرؤية والنقاش والتفكير.
5 - تولُّد آثار خطيرة في النفس من الصعب معالجتها بسبب مشاهدة
التمثيليات والأفلام والإعلانات والقصص والمواقف التي لها إسقاطات
ودلالات كثيرة فعلى سبيل المثال قام طالب بمحاولة السطو على بنك في
مصر بعد مشاهدته لفيلم عربي.
6 - إدمان مشاهدتها بسبب الجذب الشديد لتلك الوسائل فمنهم من يفقد
الإحساس بنداء الصلاة ومنهم من يفقد الإحساس بمن حوله فلا يشعر
بنداء ومنهم من يفقد الإحساس بالوقت حتى يضيع مسؤولياته وواجباته بل قد
تؤدي إلى الانتحار عندما يمنعون منها كقصة الفتاة المصرية التي انتحرت
بسبب منع والديها لها لإدمانها الإنترنت.
الله المستعان وسائل دمرت المجتمعات أكثر مما أصلحتها جزاكم الله خيرا والدنا الفاضل
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
ثانيا: آثار المضمون الذي يُقدم من خلال هذه الوسائل
السابق ذكرها :
.....................................
لا يخفى أن هذه الوسائل وما يتطور عنها وظفها الغرب كما وظفها كثير من
الفاسدين في مجتمعاتنا لتحقيق مآربهم الخبيثة في التغريب للسيطرة على
الأجيال القادمة وتذويب هويتها وحققوا في ذلك تقدمًا عظيمًا ومما زاد
الطين بلةً غيابُ أو ضعف الرقابة الفعالة سواء على مستوى الهيئات الرسمية
أو على مستوى الآباء والأمهات في الأسرة والإهمال في تحمل المسؤولية
الدينية والتربوية والثقافية فأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة في التربية لمن
يسيطر على توجيه تلك الوسائل ويضع لها المضمون الذي يُبث من خلالها
وتُركت تلك الوسائل المعاصرة وحدها لكي تشكل العقول وتغرس العادات
والتقاليد وتؤصل الثقافات وتصوغ المفهومات التربوية والاجتماعية بحسب
رغبة مالكيها والقائمين عليها وتوجهاتهم الفكرية.
ونتاج التربية الواقعة تحت سيطرة هذه الوسائل المسخرة لتغريب مجتمعاتنا
المسلمة لن يكون إلا الفساد والانحلال والفوضى الأخلاقية والاجتماعية
وهذه بعض نماذج تمثل هذا النتاج:
1 - (نموذج الهوس بأهل المجون):
قال رب أسرة من مدمني التلفزيون: "إن اللهجة اللبنانية يجب أن تكون هي
اللغة العربية الأم"، لهوس ذلك الرجل ببعض ماجنات الغناء.
2 - (نموذج ستار أكاديمي وسوبر ستار ومباشرة على الهواء):
إذ تُفاجأ بمقدار المتابعات الكبيرة لهذا النوع من البرامج الفاسدة والذي
يثبتها ويدل عليها الكم الهائل من المكالمات التي يجريها الجمهور لترشيح
نجمتهم أو نجمهم المفضل في تلك البرامج الساقطة إضافة إلى الرسائل
التي تظهر على الشاشة وتحتوي على عبارات فاضحة هي في الوقت نفسه
مصدر دخل عظيم لهذه القنوات.
3 - (نموذج الولع بأرقام المحمول المميزة):
إذ تقام في بعض دول الخليج مزادات يتنافس فيها الأثرياء لشراء أرقام هواتف
جوال مميزة وعلى سبيل المثال فقد تم بيع رقم خط لهاتف جوال في مزاد
علني تم تنظيمه في الدوحة بمبلغ عشرة ملايين ريال قطري بما يعادل
2.754 مليون دولار بعد مزايدة حامية عليه بين 8 من الأثرياء.
4 - (نموذج الإقبال على المواقع المنحرفة):
في دراسة للدكتور عبد العزيز كابلي -من كلية المعلمين بالمدينة- ذكر أن
50% من استخدام الشباب للمقاهي العنكبوتية هو من أجل أمور منافية
للأخلاق والقيم. فكيف ستتخيل شباب الأمة في المستقبل وهم قد ترعرعوا
على إسفاف التلفاز وفضائح الدش وإباحيات الإنترنت وأنغام (السيديهات)
والكاسيت وغراميات المحمول!.
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
جزاكم الله خيرا
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا
وهناك آثار اجتماعية أخرى : ............................................... 1 - غلبة الطابع المادي على تفكير الأبناء فمطالبهم المادية لا تنتهي ولا
يجد فيهم الآباء تلك الحالة من الرضا التي كانت لدى الآباء أنفسهم وهم في
هذه المراحل العمرية فالمتطلبات المادية مع كثرتها في أيديهم لا تسعدهم
بل عيونهم على ما ليس لديهم فإذا أدركوه تطلعوا إلى غيره وهكذا!!
2 - سيطرة الأبناء على الآباء على عكس ما ينبغي أن تكون عليه الحال فقد
درس عالم النفس \"إدوارد ليتن\" هذه الظاهرة على الآباء في أمريكا وقرر
أننا نعيش في عصر يحكمه الأبناء فبدلاً من أن يوجه الآباء أبناءهم فإن
الأبناء هم الذين يوجهون سلوك آبائهم فهم الذين يختارون البيت ويشيرون
بمكان قضاء العطلة وإذا دخلوا متجرًا مضى كل طفل إلى ما يعجبه
وما على الأب إلا أن يفتح حافظته ويدفع!
3 - روح التكاسل وعدم الرغبة في القراءة وتدني المستوى العلمي لكثير من الأبناء.
4 - ما يسمى بصراع الأجيال ويقصد به اتساع البون بين تفكير الأبناء وتفكير
الآباء وعزوف الأبناء في كثير من الأحيان عن الاستفادة من خبرات جيل
الكبار إذ ينظرون إلى خبراتهم على أنها لم تعد ذات قيمة في هذا العصر
الذي نعيش فيه.
5 - ما يعرف بالغزو الفكري والثقافي المتمثل فيما يشاهده الأبناء ويستمعون
إليه عبر وسائل الإعلام المختلفة من عقائد وأفكار وقيم ربما لا تكون في
كثير من الأحيان متفقة مع عقائد وأفكار وقيم مجتمعاتنا.
تعليق