لقد حرصتِ على أن يكون طفلك بصحة جيدة وعلى منحه الحب وعلى أن يكون لديه العديد من الأنشطة المحفّزة لملء وقته أثناء النهار. لكن هل وجدت نفسك أحياناً تتساءلين ما إذا كان طفلك سعيداً أم لا؟
كيف أعرف أن طفلي سعيد؟
كيف أعرف أن طفلي سعيد؟
خلال الأشهر الستة الأولى من حياته، سيتقن طفلك التعبير عن مشاعره عندما يكون هناك ما يفرحه أو يزعجه. سوف يضيء وجهه بابتسامة عندما تدخلين إلى الغرفة وسينتظر حتى يقوم شخص ما بأخذ لعبته المفضلة بعيداً لينتقل من الابتسام إلى البكاء ثم يعود مرة أخرى بسرعة أكبر مما تستطيعين مواكبته.
حاولي ألا تقلقي إذا كان طفلك يقضي وقتاً في البكاء أكثر من الضحك لأن الاطفال يختبرون الشعور بالانزعاج في مرحلة مبكرة مقارنة بالشعور بالسعادة. فالبكاء وتعابير الوجه التي تدل على عدم السعادة والرضا هما الوسيلة الوحيدة التي يملكها طفلك للتواصل معك، وهما ينبهانك بأن حفاضه أصبح متسخاً أو أنه جائع أو متألم.
عندما يكبر طفلك، سيكون قادراً على التعبير عن مشاعره بسهولة أكبر باستخدام الكلمات ولغة الجسد.
كيف يمكنني التأكد من أن طفلي يمرح ويبتهج؟
قد ترسم حركة الألعاب الملونة المثبتة في مهد طفلك وحصيرة الألعاب الرياضية الخاصة به الابتسامة على وجهه، فإن ما يجعله أسعد طفل هو أمر أبسط من ذلك بكثير: أنت. تواصلي مع طفلك من خلال الألعاب واللعب معه، لأنه سيمرح ما دمت ستمرحين معه!
يعتبر اللعب أيضاً وسيلة رائعة لتطوير مهارات طفلك التي ستكون ضرورية لتحقيق سعادته في المستقبل. عندما يكبر في العمر، سيساعد اللعب الحرّ غير منظم على توقع ما يريد أن يصبح عليه طفلك عندما يكبر. يمكن أن يدل بناء المنازل باستخدام قطع التركيب، وتجربة طفلتك لعبة المطبخ الخاصة بها وإحداث ضجيج باستخدام وعاء وملعقة إلى مسارات وظيفية في المستقبل (أو يستبعدها!).
كيف يمكنني مساعدته على التعبير عن مشاعره؟
يعتبر البكاء الطريقة الوحيدة التي يعرف الاطفال الصغار التعبير عن مشاعرهم من خلالها. لكن كلما كبر طفلك، يمكنك تشجيعه على وصف مشاعره لك والتعبير عنها بالكلمات. يلتقط الاطفال الصغار الكلمات التي تدل على عاطفةٍ ما بسرعة شديد مثل "سعيد" أو "غاضب".
وحتى قبل أن يستطيع الكلام، يمكنك أن تعرضي له صوراً لوجوه وتسأليه عن الوجه الذي يصف شعوره.
ضعي في اعتبارك أنه من الطبيعي أن يصبح طفلك شديد الحساسية أو متعلقاً بك أو عصبياً في بعض الأحيان. قد يكون ذلك نتيحة تغير روتين حياته أو لأنه محبط بسبب شيءٍ ما. وسيتكرر حدوث هذا الأمر كلما كبر في السن. عندما تجدين طفلك عابساً وصامتاً في ركنٍ ما أثناء حفلة أو يبكي لأنه لم تتم دعوته لشيءٍ ما، لا تتجاهلي تلك المشاعر. فهو بحاجة لمعرفة أن لا مشكلة في أن يكون غير سعيد في بعض الأحيان، فهذا ببساطة جزء من الحياة.
كيف أحمي طفلي عندما يكون غير سعيد؟
يتعلم طفلك في العام الأول من عمره أشياء كثيرة: كيفية الجلوس، والزحف أو الحبو، ومسك الأشياء، والمشي، والكلام. تستغرق هذه المهارات وقتاً لتتطور. من الهام أن تسمحي له بأن يخطئ خلال مراحل تطوره، بينما تشجعينه على الاستمرار في المحاولة. في البداية سيشعر بمشاعر متنوعة من الإحباط وحتى الغضب إلى الشعور بالإنجاز والثقة عندما ينهي شيئاً بصورة صحيحة.
سيساعد السماح لطفلك بأن يشعر بكل هذه المشاعر على بناء قوة داخلية لديه تؤدي بدورها إلى الشعور بالسعادة كلما كبر في العمر.
كيف يمكنني مساعدته على النمو والتطور؟
أسعد الناس في كثير من الأحيان هم أولئك الذين يتقنون مهارة ما. سيستغرق الأمر وقتاً وجهداً حتى يصبح طفلك جيداً فعلاً في شيءٍ ما. لذلك عندما يستطيع أن يكتب اسمه بنجاح للمرة الأولى، امتدحيه كثيراً. يستطيع حقاً أن يستمتع بالنجاح لأنه عمل بجد لتحقيقه. كما سيفخر بنفسه أمام الآخرين بإحداث ضجة حول هذا الإنجاز.
ربما يكون الأمر الأكثر أهمية معرفته أنه يملك بعض القدرة على التحكم بحياته. فهو يستطيع أن يكون جيداً في أي شيء، إذا ركّز عليه. وسيبقى ذلك عاملاً هاماً في تحقيق السعادة عندما يصبح شخصاً بالغاً وكبيراً.
هل لصحته تأثير على سعادته؟
يعتبر الكثير من النوم، وممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي أموراً هامة لصحة وعافية أي شخص، خاصة أولئك الذين ما زالوا في مرحلة النمو. سيساعد منحك طفلك الصغير مساحات واسعة لإطلاق طاقته على تحسين مزاجه. دعيه يركل بساقيه في الهواء، أو يزحف باتجاه كرته المفضلة، أو يركض في أنحاء الحديقة.
اهتمي بحاجة طفلك إلى النظام أيضاً. في حين أن بعض الأطفال الرضع والأطفال الأكبر سناً مريحون وهادئون جداً، يزدهر معظمهم ويشعر بالاستقرار أكثر مع وضع روتين محدد.
هل يتأثر طفلي بحالتي المزاجية؟
نعم. للأفضل أو للأسوأ، يلتقط الأطفال الحالة المزاجية لوالديهم. حتى أن الأطفال الصغار يقلدون أسلوب آبائهم وأمهاتهم العاطفي. فعندما تبتسمين، يبتسم طفلك ويصبح دماغه "محفّزاً" للابتسام.
بالنسبة لعائلة جديدة وشابة، من الطبيعي أن تشعري بالتعب وعدم القدرة على التكيف. لكن إذا كنت تجدين أن صبرك وقدرتك على الاحتمال ينفذان باستمرار أو أنك تصابين بالاكتئاب، من الهام أن تطلبي المساعدة.
كيف يمكن أن أعلّمه أن يجعل الآخرين سعداء؟
حتى في عمر العشرة أشهر، يمكنك تعليم طفلك كيفية الشعور بالرضا والسعادة عند مساعدة الآخرين. إذا أعطيته قطعة من الموز، دعيه يفعل الشيء نفسه بإطعامك قطعة منه. أظهري له مدى سعادتك بهذا التصرف. إذا قمت بتمشيط شعره بفرشاة الشعر، اعطيه فرصة ليقوم بتمشيط شعرك. يمكن أن تشجعه هذه اللحظات الصغيرة على مشاركة الآخرين والاهتمام بهم.
عندما يكبر طفلك ويصبح طفلاً دارجاً، قد يساعده القيام بالأعمال المنزلية البسيطة، مثل وضع ملابسه المتسخة في سلة الغسيل، على الشعور بالمشاركة بأمر مفيد.
تعليق