الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد
الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى
أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
لذلك نحن في تربية الأولاد النفسية، الأب في أمس الحاجة إلى الحكمة، لذلك
أكبر قرار حكيم في تربية أولادك، والله ما عرفه العالم أبداً، يبدأ قبل ولادة
الطفل، يبدأ من اختيار أمه، النبي عليه الصلاة والسلام يقول لك:
(( خذ ذات الدين والخلق تربت يمينك ))
[ أخرجه أبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد الخدري ]
هذه أم أولادك، هذه سوف تربيهم، تربيهم على الصدق، على الأمانة، على العفة.
درسنا سابقاً أن طفلاً صغيراً سرق بيضة وجاء بها إلى أمه، فقبلته، وباركت
عمله، ثم بدأ يزداد في انحرافه إلى أن استحق الإعدام، وهو قبل أن يُشنق طلب
أن يرى أمه جاؤوا له بأمه، قال: يا أمي مدي لسانك كي أقبله، فلما مدت لسانها قطعه، وقال:
لو لم يكن هذا اللسان مشجعاً لي في الجرائم ما فقدت حياتي.
أم أولادك هل أحسنت اختيارها ؟ الآن هناك ظاهرة عجيبة، الشاب
يريد جمالاً فقط ويريد صفات قلّما تتوافر في خمسة بالمئة من الفتيات، يريد الزواج
للمتعة، وينسى أن هذه التي سيتزوجها هي أم أولاده، هي التي تربيهم،
تعلمهم على الصدق والأمانة، والعفة والاستقامة.
لذلك أنا أقول أخاطب الأمهات: أعلى شهادة تحملينها أولادك، أعلى من الدكتوراه
، شهادة الأم أولادها، إن ربتهم على الفضيلة والاستقامة دفعت بهؤلاء الأولاد إلى المجتمع.
يتبــــــــــــــــــــــع
تعليق