بسم الله الرحمن الرَّحيم
البحث : حِوارُ عائلة...الأطفال بينَ الماضي و الحاضِر.
المُقدمة:
الحمدُ لله العظيم المُتعال... و صلاةً و سلاماً على مُحمَّدٍ مُربي الأجيال... أخرجَ الله بهِ الناسَ مِن عبادةِ الأحجارِ إلى عبادة الجبَّار... و صلَّى اللهُ و سلَّمَ على الصَّحابة الأخيار... خَيرُ جيلٍ رأتْهُ الأنظار... فاللهَّم لا تحرمنا صُحبةَ النَّبي و صَحبِهِ يومَ تَشْخَصُ الأبصار...
البحثُ عن حوار بين أفراد عائلةٍ الكبار و الصِّغار... نُقارنُ بِهِ أحوالَ الأطفالِ اليومَ و بعهدِ الصّّحابةِ الأطهار ... بالبدايةِ كان يُواجهُني الإحتيار... هل أجْعلهُ سردَاً للقصص و الأخبار... أم أبْنيهِ كحديثِ عائلةٍ يدور بينها حوار... لكنَّ نظامَ الحوار يُحبُهُ الطِّفلُ أكثَر وعليه وَقع الإختيار...
أَنْهَتْ العائلة تناولَ الطَّعام بعد استماعٍ لمُحاضرة حول تربيةِ الأطفال... و كانَ للأبِ و الأُم طفلان و هما " عبُد الله" و " عائشة"...
عبدُ الله : يا أبَتِ هل حقَّاً ما قالهُ الشيخ أنهُ كان برفقة النّبي –صلى الله عليه و سلم- أطفال؟!
الأب : أي نعم يا بُني... فمنهم : عليُّ بن أبي طالب و عبدُ الله ابن عمر، و عبدُ الله ابن الزُّبير، أُسامة بن زيد و غيرهم الكثير...
عبدُ الله : سُبحانَ الله! و هل كانوا مثلنا يا أبي؟ فأنا لا أتخيل طفلاً يقوم بأعمال كالتي ذكرها الشيخ في المُحاضرة...
عائشة : آه يا أبي كيف يُمكن لطفلٍ مثل علي بن أبي طالب أنْ يكون أولَ مَن صَدَّق النبي وَ كتَمَ أمره... بل و كانَ سبباً في دعوة رجال إلى الإسلام سراً... و الأعظم من ذلك يوم هجرة النبي مِن مكة إلى المدينة... فقد نامَ عليُّ بن أبي طالب في فراش النبي كي يُوهمَ الكُفار أنَّ النبي ما زالَ في فراشه... أَلم يخَفْ أن يتم قَتْلُه؟ كيف لطفلٍ أن يُغامرَ بحياته في أمرٍ يخشاهُ أقوى الرِّجال؟
الأُم : أرى أن هذه المُحاضرة قد أثَّرت بكم يا أبنائي... فما رأيكم أن نُناقش الآن حال الأطفال اليوم و في عهدِ الصحابة؟
عبدُ الله : هل تقصدي يا أُمي أنْ تسردي لنا حكايات عن صغار السِّن من الصحابة؟
الأُم : ليس هذا فقط يا بُني... و لكن نُقارن بين حالكم أنتم الأطفال اليوم و حالهم عندما كانوا أطفالا بمثل عُمركم...
عبدُ الله : لا مُقارنة يا أمي أبداً... أنا كنتُ أظن في البداية أطنهم رجال بعُمر والدي... فأعمالهم ليست بأعمال أطفال... لا أدري هل هم كانوا مُتميزون بشيء ما عنَّا... أم أنَّ الخلل فينا نحن...
الأب : بل الخلل في أطفالنا اليوم يا بُني ... و ربما يرجع هذا لعدة أسباب...
عائشة: أخبرنا بها يا أبي... رجاءاً
الأب : ربما تكمنُ المُشكلة في أُمور كثيرة و لكن أهمُّها : الأهل ، و البيئة ، الصُّحبة... فالطفل يتم بناؤُهُ و تكوينُه على يَدَي أَبويه... فكما أخبرَ النبي أن الطفل يولدُ على الفطرة... فأبواهُ يُهودانِه أو يُنصِّرانه أو يُمجسانه...
عائشة : و لكن يا أبي نحنُ مُسلمين لسنا يهود و لا نصارى و لا مجوس... فأين تقصير الأهل؟
الأب : نعم بُنيتي عائشة... الآن كل ما نراهُ من انحراف الشباب و فسادهم سبَبُه الأكبر أن الأهل قَصروا بتعليمهم تعاليم الإسلام... و قتلوا أحلامهم بالسُّموم...
عبدُ الله : كيف؟ و ما هي السُّموم؟
الأُم : من السُّموم الدَّلع الزائد الذي قتَل المسؤولية في نفس الطَّفل... و منها الشِّدة الزائدة التي قتلتْ الحَيوية و النشاط في نفسه و أصبح مُنكمشاً خجولا ...
عائشة : أُمي أرجوكِ احكي لنا قصة عن صغار السِّن من الصحابة و كيف تجاوزوا مُشكلة فرْطُ الدَّلع و فرطُ الشِّدة...
الأُم : اسمعوا إذن لهاتَين القصتين :
" رواه البخاري عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي – صلىالله عليه وسلم-، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إذا دخل يتقمَّعن منه، فيسرِّبهًن إليّ، فيلعبن معي " ...البحث : حِوارُ عائلة...الأطفال بينَ الماضي و الحاضِر.
المُقدمة:
الحمدُ لله العظيم المُتعال... و صلاةً و سلاماً على مُحمَّدٍ مُربي الأجيال... أخرجَ الله بهِ الناسَ مِن عبادةِ الأحجارِ إلى عبادة الجبَّار... و صلَّى اللهُ و سلَّمَ على الصَّحابة الأخيار... خَيرُ جيلٍ رأتْهُ الأنظار... فاللهَّم لا تحرمنا صُحبةَ النَّبي و صَحبِهِ يومَ تَشْخَصُ الأبصار...
البحثُ عن حوار بين أفراد عائلةٍ الكبار و الصِّغار... نُقارنُ بِهِ أحوالَ الأطفالِ اليومَ و بعهدِ الصّّحابةِ الأطهار ... بالبدايةِ كان يُواجهُني الإحتيار... هل أجْعلهُ سردَاً للقصص و الأخبار... أم أبْنيهِ كحديثِ عائلةٍ يدور بينها حوار... لكنَّ نظامَ الحوار يُحبُهُ الطِّفلُ أكثَر وعليه وَقع الإختيار...
أَنْهَتْ العائلة تناولَ الطَّعام بعد استماعٍ لمُحاضرة حول تربيةِ الأطفال... و كانَ للأبِ و الأُم طفلان و هما " عبُد الله" و " عائشة"...
عبدُ الله : يا أبَتِ هل حقَّاً ما قالهُ الشيخ أنهُ كان برفقة النّبي –صلى الله عليه و سلم- أطفال؟!
الأب : أي نعم يا بُني... فمنهم : عليُّ بن أبي طالب و عبدُ الله ابن عمر، و عبدُ الله ابن الزُّبير، أُسامة بن زيد و غيرهم الكثير...
عبدُ الله : سُبحانَ الله! و هل كانوا مثلنا يا أبي؟ فأنا لا أتخيل طفلاً يقوم بأعمال كالتي ذكرها الشيخ في المُحاضرة...
عائشة : آه يا أبي كيف يُمكن لطفلٍ مثل علي بن أبي طالب أنْ يكون أولَ مَن صَدَّق النبي وَ كتَمَ أمره... بل و كانَ سبباً في دعوة رجال إلى الإسلام سراً... و الأعظم من ذلك يوم هجرة النبي مِن مكة إلى المدينة... فقد نامَ عليُّ بن أبي طالب في فراش النبي كي يُوهمَ الكُفار أنَّ النبي ما زالَ في فراشه... أَلم يخَفْ أن يتم قَتْلُه؟ كيف لطفلٍ أن يُغامرَ بحياته في أمرٍ يخشاهُ أقوى الرِّجال؟
الأُم : أرى أن هذه المُحاضرة قد أثَّرت بكم يا أبنائي... فما رأيكم أن نُناقش الآن حال الأطفال اليوم و في عهدِ الصحابة؟
عبدُ الله : هل تقصدي يا أُمي أنْ تسردي لنا حكايات عن صغار السِّن من الصحابة؟
الأُم : ليس هذا فقط يا بُني... و لكن نُقارن بين حالكم أنتم الأطفال اليوم و حالهم عندما كانوا أطفالا بمثل عُمركم...
عبدُ الله : لا مُقارنة يا أمي أبداً... أنا كنتُ أظن في البداية أطنهم رجال بعُمر والدي... فأعمالهم ليست بأعمال أطفال... لا أدري هل هم كانوا مُتميزون بشيء ما عنَّا... أم أنَّ الخلل فينا نحن...
الأب : بل الخلل في أطفالنا اليوم يا بُني ... و ربما يرجع هذا لعدة أسباب...
عائشة: أخبرنا بها يا أبي... رجاءاً
الأب : ربما تكمنُ المُشكلة في أُمور كثيرة و لكن أهمُّها : الأهل ، و البيئة ، الصُّحبة... فالطفل يتم بناؤُهُ و تكوينُه على يَدَي أَبويه... فكما أخبرَ النبي أن الطفل يولدُ على الفطرة... فأبواهُ يُهودانِه أو يُنصِّرانه أو يُمجسانه...
عائشة : و لكن يا أبي نحنُ مُسلمين لسنا يهود و لا نصارى و لا مجوس... فأين تقصير الأهل؟
الأب : نعم بُنيتي عائشة... الآن كل ما نراهُ من انحراف الشباب و فسادهم سبَبُه الأكبر أن الأهل قَصروا بتعليمهم تعاليم الإسلام... و قتلوا أحلامهم بالسُّموم...
عبدُ الله : كيف؟ و ما هي السُّموم؟
الأُم : من السُّموم الدَّلع الزائد الذي قتَل المسؤولية في نفس الطَّفل... و منها الشِّدة الزائدة التي قتلتْ الحَيوية و النشاط في نفسه و أصبح مُنكمشاً خجولا ...
عائشة : أُمي أرجوكِ احكي لنا قصة عن صغار السِّن من الصحابة و كيف تجاوزوا مُشكلة فرْطُ الدَّلع و فرطُ الشِّدة...
الأُم : اسمعوا إذن لهاتَين القصتين :
عبدُ الله : هل كان الأطفال يلعبون؟ و النبي صلَّى الله عليه و سلم يسمح لهم باللعب بين يدَيه؟
الأب : نعم يا عبد الله لا تتفاجأ... فهم كانوا أطفالاً و يحتاجوا إلى المَرح و اللَّهو... مثلَ الصَّحابي " أبا عُمير" فقد كان له عصفورٌ صغير يلعب به في شوارع المدينة المُنورة... و عندما ماتَ عصفورُه حزن عليه فجاءَهُ النبي يُداعبُه و يواسيه قائلا :" يا أبا عُمير... ماذا فعلَ النُّغَير؟" ...
عبدُ الله : يُناديه بأبي عُمَير و هو ما زالَ طفلاً؟
الأب: نعم يا بُني... و هذا مُغاير لواقعنا اليوم... حيث تجدْ أنَّهُ من السُّنة تكنية الأطفال بأبي فُلان و فلان... كي نزيد من ثقة الطفل بنفسه و نُقوي شخصيته... أما اليوم فتجد أنَّ هناك رجالاً لهم أسماء "دَلَع" بل أنهم كبروا عليها...
عبدُ الله : صحيح أبي فأنا أسمع عن رجل اسمه أحمد يُنادوه "ميدو" و محمود " حودة " ... و أسماء كثيرة أُخرى...
الأب : لذا سنختار لك و لأختك كُنية نناديكما بهما ... موافقان؟
عبدُ الله : نعم أبي يا ليت ذلك... و لفتَ انتباهي من القصة أيضا أنه صلَّى الله عليه و سلم كان يُحبُّ الأطفالَ جداً و يهتم لأمرهم ...
الأَب : اسمعْ ما أعظَمَ حُبَّهُ –صلى الله عليه و سلم- للأطفال...ويروى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما هو على منبره يخطب فجاء "الحسن" و"الحسين" وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال : "رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصهما فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما" ...
عبدُ الله : سُبحان الله ما أرَقَّ قلبَه! صلى الله عليه و سلم...
الأُم : صدَقتَ يا بٌني... و دعوني أُكمل لكم القصة الثانية عن خادِمِ رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" يقول أنس رضي اللهُ عنه : أرسلني النبي -صلى الله عليه وسلم - لحاجةٍ له فخرجت... وقصدتُّ صبياناً يلعبون في السوق لألعب معهم ... و لم اذهب لِمَا أمرني به... فلما صرتُ إليهمشعرتُ بإنسان يقف خلفي و يأخذُ ثوبي ... فالتفت فإذا النبي صلي الله عليه وسلم يبتسم و يقول : الأب : نعم يا عبد الله لا تتفاجأ... فهم كانوا أطفالاً و يحتاجوا إلى المَرح و اللَّهو... مثلَ الصَّحابي " أبا عُمير" فقد كان له عصفورٌ صغير يلعب به في شوارع المدينة المُنورة... و عندما ماتَ عصفورُه حزن عليه فجاءَهُ النبي يُداعبُه و يواسيه قائلا :" يا أبا عُمير... ماذا فعلَ النُّغَير؟" ...
عبدُ الله : يُناديه بأبي عُمَير و هو ما زالَ طفلاً؟
الأب: نعم يا بُني... و هذا مُغاير لواقعنا اليوم... حيث تجدْ أنَّهُ من السُّنة تكنية الأطفال بأبي فُلان و فلان... كي نزيد من ثقة الطفل بنفسه و نُقوي شخصيته... أما اليوم فتجد أنَّ هناك رجالاً لهم أسماء "دَلَع" بل أنهم كبروا عليها...
عبدُ الله : صحيح أبي فأنا أسمع عن رجل اسمه أحمد يُنادوه "ميدو" و محمود " حودة " ... و أسماء كثيرة أُخرى...
الأب : لذا سنختار لك و لأختك كُنية نناديكما بهما ... موافقان؟
عبدُ الله : نعم أبي يا ليت ذلك... و لفتَ انتباهي من القصة أيضا أنه صلَّى الله عليه و سلم كان يُحبُّ الأطفالَ جداً و يهتم لأمرهم ...
الأَب : اسمعْ ما أعظَمَ حُبَّهُ –صلى الله عليه و سلم- للأطفال...ويروى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بينما هو على منبره يخطب فجاء "الحسن" و"الحسين" وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال : "رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصهما فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما" ...
عبدُ الله : سُبحان الله ما أرَقَّ قلبَه! صلى الله عليه و سلم...
الأُم : صدَقتَ يا بٌني... و دعوني أُكمل لكم القصة الثانية عن خادِمِ رسول الله صلى الله عليه و سلم :
يا أنيس اذهب الى ما أَمرتك ؟
عبدُ الله: تَبَسَّمَ له و لم يضربه؟ سامحكَ الله يا أبي أتذكر كم مَرَّة ضربتني لأمور مثل هذه... و بالغتَ كذلك بضربي بقسوة...
الأب : لا أدري ماذا أقول لك يا بُني... بصراحة أول مرة أسمع هذه القصة... و أَعِدُك أني لن أقسو عليكَ أبداً في هذه الحوادث...
عائشة : يعني الضَّرب ممنوع عن الأطفال؟
الأم : لا يا بُنيَّة... بل هناك طُرُق نَبَوية لمُعالجة انحراف و خطأ الأطفال و هي على دَرجات...
عبدُ الله : و ما هي يا أُمي؟
الأُم : أولاً " الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيه" و مثالُ ذلك هذه القصة :
" يقول عُمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما:" كنتُ غلاماً في حجر رسول الله-صلى الله عليه و سلم- (أي تحت رعايته)... و كانت يدي تطيشُ في الصّحْفة...(أي كانت تتحرك هُنا و هناك في وعاء الطَّعام) ... فقال لي رسول الله –صلى الله عليه و سلم – " يا غُلام سمِّ الله... و كُل بيمينك... و كُل مما يليك" ...
عائشة : مُمتاز هذا هو التوجيه فماذا لو لم يستجب الطفل بالتوجيه؟
الأُم : يأتي بعد ذلك " الإرشاد إلى الخطأ بالمُلاطفة" ... و هذا نراه في هذه القصة :
روى مسلم عن سعد الساعدي – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره شيوخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أنأعطي هؤلاء"؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً".
الأب : لاحظوا يا أبنائي كيف هي قوة الشخصية لهذا الغُلام... و كيف أنهُ لم يخجل فيؤثر الآخرين على نفسه كي يسقيَهُ النبي أولاً و ينال هذا الشَّرف...
الأُم : ثالثاً " الإرشاد إلى الخطأ بالإشارة" ... كما حصلَ مع الفضل لمّا جاءت امرأة من خثعم ... فجعلَ الفضل ينظرُ إليها و تنظرُ إليه... و جعل رسولُ الله صلى الله عليه و سلم يصرف وجهَ الفُضَيل إلى الشَّقِ الآخر...
عبدُ الله مُمَازحاً : اسمع يا والدي هذه النَّصائح هي لك و لأُمي...
الأب : سمعاً و طاعةً أيها الأمير ...
عائشة : ما شاء الله إلى حدِّ الآن لا توجد أي طريقة مؤلمة بل كلُّها بالرفق...
الأُم : نعم بُنَيَّتي... و لكن إن لم تنفع تلك الطُّرق فيأتي الآن " الإرشاد إلى الخطأ بالتوبيخ" كقصة أبي ذَر لمَّا سابَبَ رجُلاً و عَيَّرَهُ بأُمه (قال له يا ابنَ السَّوداء)... فقال له النبي :" أَعَيَّرتَهُ بأُمه إنك امرؤٌ فيك جاهليَّة" ...
الأب : الآن سأُكمل عنكِ زوجتي فقد جاءت أساليب الهجر و الضرب ... الطريقة الخامسة هي " الإرشاد إلى الخطأ بالهجر" ... كقصة كعب بن مالك لمَّا تَخلَّلف عن غزوة تبوك... أَمَر النبي صلى الله عليه و سلم بهجره...
عبدُ الله : الآن أظنك يا أبي ستتكلم عن الضرب صحيح؟
الأب: بالتأكيد يا بُني و هذه هي الطريقة الأخيرة... أتمنى أن لا أستخدمها معكما ... فقد قال النبي " مُروا أولادكم بالصلاة و هم أبناءُ سبع سنين، و اضربوهم عليها و هم أبناءُ عشر... و فرقوا بينهم في المضاجع"...
عبدُ الله : إذن يا أبي أنتم أيها الأهل تتحملوا نتيجة هذا الإختلاف الجذري بين حالنا و حالة الأطفال في الماضي... فأكثر الأهل يكون حازماً جداً أو مُتساهلاً جداً...
الأم : زادكَ الله فطنةً يا بُنَي... أكبر عامل لتخلف أولادنا هم الأهل... و عدم إلتزامهم بتعاليم و أساليب النبي –صلى الله عليه و سلم- في تربية الأبناء...
الأب : لا تَنسَوا عامل البئية كذلك و الصُّحبة... فاليوم تنتشر وسائل الإعلام التي تبُث برامج هدّامة للأطفال... فنرى الموسيقى مُلازمة للرسوم المُتحركة... و كذلك مُسلسلات الكارتون التي لا تخلو من التبرُّج و زراعة الأفكار الدَّخيلة على عقلية أطفالنا...
الأُم : و هذا يا أولادي بعكسِ ما كان عليه الأطفال في الماضي... فالأطفال حملوا رسالة عظيمة... بعدَ أن اتَّبعوا النبي و كان هو كُل حياتهم... فترى صبيّان صغيران يقتلان أبا جهل... و أطفال آخرون يتركون بلدهم و يُهاجرون إلى المدينة كي يكونوا مع نبيِّهم و ينصروه... و فَتيات صغيرات مثلَ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقف في وجه أبي جهل... فيقوم بضربها على وجهها... ثم تشق ثوبها نصفين ليصل الطعام للنَّبي أثناءَ الهجرة...
عائشة : ما شاء الله تضحيات عظيمة و بطولية...
عبدُ الله : ما أعتقدُه يا أُمي و أبي ممَّا سمعتُ أن الأهل عليهما أعظم مسؤولية... حتى أصحابي بالمدرسة لا أحد منكما يعلم مَن هم أو ماذا يحصل لي معهم... و هذا بلا شك تقصير منكما بحقِّي...
الأب حزيناً : معك حق يا بُني... الصُّحبة السَّيِّئة يُمكن أن تُضَيعك حتى لو كنتَ ببيتٍ مُلتزم... و لكن أَعِدُك أنَّني و أُمك سنتغيَّر من اليوم و صاعداً... كي تكون أنتَ و أُختك مثل هؤلاء الأشبال الذين سمعتَ قصصهم...
عائشة : نحنُ أمانة و نعمة من الله لكما أُمي و أبي... و أنتما تُحبانا جداً... فلا تُضيعونا و تُقصروا بتربيتنا... و سنبذُلُ جُهدنا حتى نكون طائعَيْنِ لله و بارَّيْن بكما...
فارتبكت و قلت :
سأذهب الان يا رسول الله"...
سأذهب الان يا رسول الله"...
عبدُ الله: تَبَسَّمَ له و لم يضربه؟ سامحكَ الله يا أبي أتذكر كم مَرَّة ضربتني لأمور مثل هذه... و بالغتَ كذلك بضربي بقسوة...
الأب : لا أدري ماذا أقول لك يا بُني... بصراحة أول مرة أسمع هذه القصة... و أَعِدُك أني لن أقسو عليكَ أبداً في هذه الحوادث...
عائشة : يعني الضَّرب ممنوع عن الأطفال؟
الأم : لا يا بُنيَّة... بل هناك طُرُق نَبَوية لمُعالجة انحراف و خطأ الأطفال و هي على دَرجات...
عبدُ الله : و ما هي يا أُمي؟
الأُم : أولاً " الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيه" و مثالُ ذلك هذه القصة :
" يقول عُمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما:" كنتُ غلاماً في حجر رسول الله-صلى الله عليه و سلم- (أي تحت رعايته)... و كانت يدي تطيشُ في الصّحْفة...(أي كانت تتحرك هُنا و هناك في وعاء الطَّعام) ... فقال لي رسول الله –صلى الله عليه و سلم – " يا غُلام سمِّ الله... و كُل بيمينك... و كُل مما يليك" ...
عائشة : مُمتاز هذا هو التوجيه فماذا لو لم يستجب الطفل بالتوجيه؟
الأُم : يأتي بعد ذلك " الإرشاد إلى الخطأ بالمُلاطفة" ... و هذا نراه في هذه القصة :
روى مسلم عن سعد الساعدي – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام وعن يساره شيوخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أنأعطي هؤلاء"؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً".
الأب : لاحظوا يا أبنائي كيف هي قوة الشخصية لهذا الغُلام... و كيف أنهُ لم يخجل فيؤثر الآخرين على نفسه كي يسقيَهُ النبي أولاً و ينال هذا الشَّرف...
الأُم : ثالثاً " الإرشاد إلى الخطأ بالإشارة" ... كما حصلَ مع الفضل لمّا جاءت امرأة من خثعم ... فجعلَ الفضل ينظرُ إليها و تنظرُ إليه... و جعل رسولُ الله صلى الله عليه و سلم يصرف وجهَ الفُضَيل إلى الشَّقِ الآخر...
عبدُ الله مُمَازحاً : اسمع يا والدي هذه النَّصائح هي لك و لأُمي...
الأب : سمعاً و طاعةً أيها الأمير ...
عائشة : ما شاء الله إلى حدِّ الآن لا توجد أي طريقة مؤلمة بل كلُّها بالرفق...
الأُم : نعم بُنَيَّتي... و لكن إن لم تنفع تلك الطُّرق فيأتي الآن " الإرشاد إلى الخطأ بالتوبيخ" كقصة أبي ذَر لمَّا سابَبَ رجُلاً و عَيَّرَهُ بأُمه (قال له يا ابنَ السَّوداء)... فقال له النبي :" أَعَيَّرتَهُ بأُمه إنك امرؤٌ فيك جاهليَّة" ...
الأب : الآن سأُكمل عنكِ زوجتي فقد جاءت أساليب الهجر و الضرب ... الطريقة الخامسة هي " الإرشاد إلى الخطأ بالهجر" ... كقصة كعب بن مالك لمَّا تَخلَّلف عن غزوة تبوك... أَمَر النبي صلى الله عليه و سلم بهجره...
عبدُ الله : الآن أظنك يا أبي ستتكلم عن الضرب صحيح؟
الأب: بالتأكيد يا بُني و هذه هي الطريقة الأخيرة... أتمنى أن لا أستخدمها معكما ... فقد قال النبي " مُروا أولادكم بالصلاة و هم أبناءُ سبع سنين، و اضربوهم عليها و هم أبناءُ عشر... و فرقوا بينهم في المضاجع"...
عبدُ الله : إذن يا أبي أنتم أيها الأهل تتحملوا نتيجة هذا الإختلاف الجذري بين حالنا و حالة الأطفال في الماضي... فأكثر الأهل يكون حازماً جداً أو مُتساهلاً جداً...
الأم : زادكَ الله فطنةً يا بُنَي... أكبر عامل لتخلف أولادنا هم الأهل... و عدم إلتزامهم بتعاليم و أساليب النبي –صلى الله عليه و سلم- في تربية الأبناء...
الأب : لا تَنسَوا عامل البئية كذلك و الصُّحبة... فاليوم تنتشر وسائل الإعلام التي تبُث برامج هدّامة للأطفال... فنرى الموسيقى مُلازمة للرسوم المُتحركة... و كذلك مُسلسلات الكارتون التي لا تخلو من التبرُّج و زراعة الأفكار الدَّخيلة على عقلية أطفالنا...
الأُم : و هذا يا أولادي بعكسِ ما كان عليه الأطفال في الماضي... فالأطفال حملوا رسالة عظيمة... بعدَ أن اتَّبعوا النبي و كان هو كُل حياتهم... فترى صبيّان صغيران يقتلان أبا جهل... و أطفال آخرون يتركون بلدهم و يُهاجرون إلى المدينة كي يكونوا مع نبيِّهم و ينصروه... و فَتيات صغيرات مثلَ أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقف في وجه أبي جهل... فيقوم بضربها على وجهها... ثم تشق ثوبها نصفين ليصل الطعام للنَّبي أثناءَ الهجرة...
عائشة : ما شاء الله تضحيات عظيمة و بطولية...
عبدُ الله : ما أعتقدُه يا أُمي و أبي ممَّا سمعتُ أن الأهل عليهما أعظم مسؤولية... حتى أصحابي بالمدرسة لا أحد منكما يعلم مَن هم أو ماذا يحصل لي معهم... و هذا بلا شك تقصير منكما بحقِّي...
الأب حزيناً : معك حق يا بُني... الصُّحبة السَّيِّئة يُمكن أن تُضَيعك حتى لو كنتَ ببيتٍ مُلتزم... و لكن أَعِدُك أنَّني و أُمك سنتغيَّر من اليوم و صاعداً... كي تكون أنتَ و أُختك مثل هؤلاء الأشبال الذين سمعتَ قصصهم...
عائشة : نحنُ أمانة و نعمة من الله لكما أُمي و أبي... و أنتما تُحبانا جداً... فلا تُضيعونا و تُقصروا بتربيتنا... و سنبذُلُ جُهدنا حتى نكون طائعَيْنِ لله و بارَّيْن بكما...
الأُم: تُخالطني مشاعر لا أقدرُ أن أَصِفها... و لكن يا أولادي... من اليوم و صاعداً سنحملُ شعاراً بحياتنا و هو ... سأُربِّي أولادي كَما أَمَر النَّبي...
و أخيراً... أسألُ اللهَ أن يكون بالبحث خيراً و أجراً لي و للأُمة... اللهم إنَّا نسألكَ العفوَ و العافية...
و أخيراً... أسألُ اللهَ أن يكون بالبحث خيراً و أجراً لي و للأُمة... اللهم إنَّا نسألكَ العفوَ و العافية...
تعليق