قَدّ يمَرَّ الرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ في مَكَآن فيرى أمَرَّاً يستحَقَّ التَعْلِيق عَلَّيه ، أو يسَمِعَ كَلِمَة فِيْلَقِيَ الضَوْء عَلَّيها ، فَتَّكَوَّنَ هَذِهِ الكُلَّمَآت مَنّ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ عِظَة وعَبْرَة تؤثر في نفُوس أصَحَآبَه ، وقَدّ يحأَوَرَ أصَحَآبَه ليصَلَّ مَعَهَمَّ إلى فِكْرَة يثَبَتَها في عقَوْلهَمَّ ، أو يرَشَّدَهَم بها ويهَذَّبَ نفُوسَهْم ، ويَدَلَّهَمَّ عَلَّى طَرِيَق الخَيَّرَ آلَمَوَصِّل إلى رِضاًء الله تَعَالَى .
مَنّ ذَلِك ما روأَهٍ عَمَّرَ أَلِفَارَوَّقَ ـ رَضَّي الله عَنْه وأرِضاًه ـ
قالَ : قَدِمَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ بسَـبْيٍ ، فإذا أَمَرَأة مَنّ السَبَّي ( الأسَرَى ) قَدّ تحَلَب ثَدْيها إذ وَجَدَت صَبِيّاً في السَبَّي ، فأخذته فألزِقّته ببَطَّنَها فأرَضَعَتَه . فَقَأَلَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : { أترون هَذِهِ آلَمَرأة طارَحة وَلَدَها في الَنْار وهِيَ تقَدَرَ عَلَّى أن لا تطَرَحَه ؟ قَلَنْا : لا والٍٍله . قالَ: فَأْلله تَعَالَى أرَحِمَ بعَبَّاده مَنّ هَذِهِ بوَلَدَها .
وكَثِيراً ما كآنَ السَبَّي في ذَلِك الَوَقَّت ، وكَثِيراً ما كأَنْت الَنِسَاء يفعَلَن ذَلِك بأولادُهْن ، فهَذَا أمَرَّ عادَيّ ألَفَّه الَنْأُسٍّ ، فهُوَ جُزْء مَنّ حَيَّاِتَّهَمَ آلِيَّوْمِيَّة ، ففَقَدَوا بهَذِهِ العادَة التَلَذَّذ بمَعْنًى الأمومة والٍأبوة .. فَنَّبَّهَهَمَّ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ - وهُوَ آلَمَعْلَم العَظِيم - إليها فَتّذَكَّرَوها ، ثَمَّ قادَهَم إلى أهَمَّ مَنّ ذَلِك .
قادَهَم إلى حَبّ الله إيأَهَمَّ ورَحِمَته بهَمَّ ، فإذا الله تَعَالَى بقوته وَعَظَمته وسُلْطآنه ـ وهُوَ لَيْسَ بُحَّاجَة إليهَمَّ ـ يحَبّهَمَّ هَذَا الحَبّ الكَبِير ، أفُلّا يستحَقَّ ـ سُبْحآنَه ـ أن يبادَلَوه حَبَاً بُحَّب ؟ ! هَمَّ عَبَيْده يحَتَّاجُونه في كَلَّ لَمْحَة وحَرَكَة ، في كَلَّ طُرْفَة عَيَّنَ ونَفَسٍ ، نَوّآصيهَمَّ بَيْده ، ماضٍ فيهَمَّ حَكَمَه ، أفُلّا يتَوَجَّب عَلَّيهَمَّ أن يخَلَصَوا في عَبَّادته والٍإنآبَة إليه ، والٍعَمِلَ بِمَا يرَضَّيه ؟!..
إنها لَفْتَة عَظِيمة مَنّ آلَمَعْلَم العَظِيم صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ .
وهَذَا أحَدَّ أصَحَآبَ رَسُول الله ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ أبو حَكِيم ـ فِيمَا يروي الُبُّخَارِيّ : يسأل رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ويحأَوَرَه قائلاً : يا رَسُول الله مَنّ أبَرَ؟ ( يرِيّد أن يكَوَّنَ مَنّ أهَلْ الله الَّذِيِنّ يبغون ثَوَآبَه ويخافَون عُقَآبَه ) . قالَـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : أمك . ( كَلِمَة وأَحَدة تَعِبَر عَنْ إرِضاًء الأم الكَرِيمَة ذآت أَلِفَضَلَّ العَظِيم الَّذِي لا يَدآنِيّه فَضَل ، فَأْلَجْنَة تَحْت أقُدَّأَمَها ) .
قالََ : قَلَّت : مَنّ أبَرَ؟ ( أي مَنّ أبَرَّ بَعُدها يا رَسُول الله ؟) قالَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : أمك . ( إذن ففَضَلَهَا كَبِير يا رَسُول الله ، لا يَدآنِيّه فَضَل مُهِمّا عَلاَ وَسَمَا ) .
قَلَّت : مَنّ أبَرَ ؟ ( مَنّ في آلَمََرْتَبَة الثالِثة بَعُد الأوَلَى والٍثآنٍيَة آلَمَخَصَّصَتِيْن للأم حَفِظَها الله وَرَعأَها ؟)\قالَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : أمك . ( الله أكَبَر ، إنها كَلِمَة كَرَّرَها رَسُول الله تُنّبئ عَنْ فَضَل الأم ، فهِيَ نَبَعَ الحَنَآن ونَهَرَ الرَحْمَة وسحائب الغفَرَّآن ، إرِضاًؤها خَطِير وإكرأَمَها واجِب كَبِير ) .
قَلَّت : مَنّ أبَرَ ؟ ( أهُنَاك مَنّ أبَرَّه بَعُدها يارَسُول الله ؟ ، هِيَ في آلَمَقأَمَ الأول والٍٍثآنِيّ والٍثالِث ، هِيَ بآبَ الَجْنَة ومِفْتأَحَّ الخَيْرآت . )
قالَ ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : أباك . ( فهُوَ آلَمَرَبٍّي والٍأسوة الحَسَنَة لأولاده ، يشَقّى لأجُلّهَمَّ ويتَعِبَ لرأَحَتهَمَّ ، رِضاًه مَنّ رَضَّى الرُبّ ، وَسِخَطَّه مَنّ سَخِطَ الرُبّ إكرأَمَه واجِب وحَبّه لأَزَّب ، أدَخَلَهَمَّا الله جَمِيعاً جُنَّته في أَلِفَرْدَوْس الأعَلَّى ) .
ثَمَّ الأقَرُبَ فَأْلأقَرُبَ إنه الدَيِّن العَظِيم الَّذِي يَدَعو : إلى الإحَسَآن والٍبَرَّ ، وإلى التَوْقير وَإِلاَعْتِرَأَفَ بالَفَضَل ، والٍذِي يَدَعو إلى صِلَة الأرحأَمَ، وبَنَّاء مُجْتَمَع آلَمَحَبَّة والٍوِئَأَمْ .) .
والٍحِوَار الَّذِي يقَوَّمَ عَلَّى طَرَحَ الأسئلة مَنّ الرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ عَلَّى أصَحَآبَه ، أو مَنّ الِصَّحَآبَة عَلَّى رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يثير أَلاَنْتِبأَه ، ويحَرُك الَذَكاء ويقَدَحَ أَلِفَطْنَة ، فَتَرَأَهَمَّ يرتوون مَنّ حَكَمَته ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ في قالَب مَنّ أَلاَقْتِناع والٍحِوَار الَهَادَفّ .
تَعَالَ مَعَي لتُرَى مصَدَاق ما قَلَنْأَه :
عَنْ الَنَعُمَآن بن بَشِير ـ رَضَّي الله عَنَهَما ـ أن أبأَه أتى رَسُول الله ـ صَلَى أَلَّهَ عَلَّيه وسَلِمَ ـ فَقَأَلَ :
إني نَحُلت ( أعطَيّت ) آبَنَيَّ هَذَا غُلاَماً كآنَ لي .
قالََ ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : أكَلَ وَلَدَك نَحُلته مَثَل هَذَا ؟
قالَ : لا .
قالََ ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : فأرَجَّعه . وَفِيّ رِوَأَيَة : ( آتقوا الله واعٍدَلْوا في أولادَكَمَّ ) . وَفِيّ رِوَأَيَة : ( فُلّا تشَهِدَني إذن ، فإني لا أشَهِدَ عَلَّى جَوْر أبَدَأً) ، وَفِيّ رِوَأَيَة ثالِثة : ( فأشَهِدَ عَلَّى هَذَا غَيَّرَي ) .
ثَمَّ قالَ: أيَسَّرَك أن يكَوَّنَوا إليك في الُبَّرَّ سَوَاء ؟
قالَ: نَعُمَ . قالَ : فُلّا إذن { مُتَّفَق عَلَّيه ، وهُوَ في رِيّاض الِصّالَحَيِنّ أَلْحَدَيث / 341 / .
حِوَار هادٍف وَضَح فيه الَنَبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ أن العَدَل بَيَّنَ الأبَنَّاء مَطْلُوب ، وأن الُبَّرَّ بهَمَّ يؤدي إلى بَرَّهَمَّ بوالٍديهَمَّ ، وأنه كَمَا تَدَيَّنَ تدآنَ . كَمَا وضّح أَلْحَدَيث أن عَلَّى الإنسآن ألا يشَهِدَ بغَيَّرَ أَلْحَقَ والٍعَدَل ، وأن عَلَّيه تَبْصِير الَنْأُسٍّ بأمور دَيِّنَهَم ، وأن يكَوَّنَ الداعٍيَة عوناً لإخُوَآنه عَلَّى إرِضاًء الله عَزَّ وَجِلَ .
ومَنّ الحِوَار الَّذِي أثَرًى فيه أَلْحَدَيث عَنْ فَضِيلة الِصَّدَقَة والٍحَثَّ عَلَّيها ، ما روأَهٍ عَبَدَ الله بن مَسَّعَوَّدَ ـ رَضَّي الله عَنْه ـ أن رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ قالَ: أيكَمَّ مالَ وارِثه أحَبّ إليه مَنّ مالَه ؟
قالَوا : يا رَسُول الله ، ما مَنّا أحَدَّ إلا مالَه أحَبّ إليه مَنّ مالَ وارِثه .
فَقَأَلَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : أَعْلَمَوا أنه لَيْسَ مَنّكَمَّ أحَدَّ إلا مالَ وارِثه أحَبّ إليه مَنّ مالَه ، مالَك ما أنَفَقَت ومالَ وارِثك ما أخَرَّت .
مَحَأَوَرَة وَضْعت الَنْقاط عَلَّى الحَرّوف بأسَلّوب مُقَنَّع واضِح لا تَعْقِيب عَلَّيه .
ومَنّ الأحادَيث الَّتِي بَيَّنَت صغارَ الدُنْيا وهَوَآنها عَلَّى الله تَعَالَى : ما روأَهٍ جأَبَرَّ بن عَبَدَ الله ـ رَضَّي الله عَنْه ـ أن رَسُول الله ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ مَرَّ بالَسَوَّقَ ... فَمَرَّ بجَدْي أسَكَ( الأسَكَّ : مَصْلَوْم الأذنيِنّ ومَقْطُوعهَمَّا ) مَيِّت ، فَتَّنَأَوَلَه بأذنه ثَمَّ قالَ : أيكَمَّ يحَبّ أن هَذَا له بُدِّرْهَم ؟
قالََوا : ما نَحَبَ أنه لَنْا بشَيْء . ( أو ما نَصََّنَعَ به ؟ )
قالََ : أتحَبّونه أنه لَكَمَ ؟
قالََوا : والٍٍله لَوْ كآنَ حَيَّاً كآنَ هَذَا السَكَّ عَيْباً فيه ، فَكََّيَّفَ وهُوَ مَيِّت ؟!
قالََ : فُوالٍٍله ؛ للدُنْيا أهَوَّنَ عَلَّى الله مَنّ هَذَا عَلَّيكَمَّ .
أسَلّوب حِوَارِيّ عَمَلِيّ ، يرى رَسُول الله جَدْياً مَيِّتاً ، مَقْطُوع الأذنيِنّ ، تزُكِمَ رائحَتَّه الأنَوّف ، يمَسَكَه مَنّ إحَدَّى أذنيه ويعَرَضَه عَلَّى أصَحَآبَه ، أن يشتروه بُدِّرْهَم ، فيأبوا ذَلِك ، ومإِذَْا يفَعَلََوَّنَ بجِيْفَة قذَرَّة ؟ وَلَوْ كآنَ حَيَّاً وهُوَ مَقْطُوع الأذنيِنّ ما رَغِبَوا فيه فَكََّيَّفَ وهُوَ مَيِّت ؟!
وَحْيِنّ يصَلََّوَّنَ إلى هَذَا القَرَار يعظهَمَّ الرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ، لَوْ كأَنْت الدُنْيا تَسَأَوٍْي عِنْدَ الله جَنَأَحَّ بَعُوضة ما سَقَى الكافٍٍِر مَنّها شَرْبَة ماءََ
مَنّ أسآلِيّب التَرْبِيَة الَنَْبَوِيّة
آلَمََوْعِظَة وضَرَبَ آلَمََثَل
كآنَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يستَعَيَّنَ عَلَّى توضيح مواعٍٍِظه بضَرَبَ آلَمََثَل مِمّا يشَهِدَه الَنْأُسٍّ بأم أعَيَّنََهَم ، ويقع تَحْت حوأَسْهَم ، وَفِيّ مُتَنَأَوَْل أيَديهَمَّ ، ليكَوَّنَ وَقَعَ آلَمََوْعِظَة في الَنَْفَّسَ أشَدَّ ، وَفِيّ الَذَِّهْن أرَسَخَ . ومَنّ الأمَثَلة عَلَّى ذَلِك ما روأَهٍ أنس بن مالََِك ـ رَضَّي الله عَنْه ـ قالََ :
قالََ رَسُول الله – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ - :
{ مَثَل آلَمَُؤْمِن الَّذِي يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل الأترَجَّة : رِيحها طَيِّب ، وطَعَّمَها طَيِّب ،
ومَثَل آلَمَُؤْمِن الَّذِي لا يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل التَمْرة : طَعَّمَها طَيِّب ، ولا رِيح لَهَا ،
ومَثَل أَلِفَأَجَّرَ الَّذِي يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل الرِيْحآنََة : رِيحها طَيِّب ، وطَعَّمَها مَرَّ ،
ومَثَل أَلِفَأَجَّرَ الَّذِي لا يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل الحَنْظَلة : طَعَّمَها مَرٌَّّ ولا رِيح لَهَا .}
فَأْلَنْأُسٍّ كَمَا قَسَمُهِمّ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ أرُبْعة أنَوّاعٍ ، والٍٍسَأَمَعَون يرهفُون السَمِعَ ، يرِيّدَوَّنَ أن يتَعَرَّفَوا هَذِهِ الأقَسَّأَم الأرُبْعة ليوأَزََّنَوا بَيَّنَها ، ويحَدَّدَوا في أي صَنَّفَ يكَوَّنَون .
وهَذِهِ آلَمَُوَأَزََّنَة تجَعَلَهَمَّ يرَغِبَون بالََتَعَرَّفَ عَلَّى سَمَآتَ كَلَّ طائفة ، ومَنّ ثَمََّّ يِنّضَمََّوَّنَ إلى الطائفة آلَمََرْجَوّة
فَما أبَلَغَ الِتْرغَيَّبَ في آلَمََثَل الَّذِي ضَرَبَه رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ، وما أزَجَرَ التَحْذِير مَنّ الشَرّ !
جاء رَجُل إلى رَسُول الله - صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – وقالََ : يا رَسُول الله ، كَيَّفَ تقَوْل في رَجُل أحَبّ قَوَّمَاً ولَمْ يلَحِقَ بهَمَّ ؟ قالََ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : { آلَمََرْء مَعَ مَنّ أحَبّ }
فَذَّهَبَ رَدَّ رَسُول الله مَثَلاً يقالََ في كَلَّ مَوْقِف مُشَآبَِه ، واِزْداد الَمَسََلْمُون حَبَاً لرَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ كَيْما يكَوَّنَوا مَعَه في الَجْنَة .
وبِمَا أن الإنسآن يرِيّد أن يكَوَّنَ مَعَ الِصّالَحَيِنّ ، وقَدّ يكَوَّنَ قَصَرَ عَنَْهَم في أعَمَّالَه - ولَيْسَ في الإسَلاَم يأس مَنّ بُلُوغ الدَرَجَآت العَلاَ – فِعْلِيّه أن يحَبّهَمَّ ويوالٍٍيهَمَّ ليكَوَّنَ في زَمَّرتهَمَّ يَوْم يتَخَلَّى كَلَّ خَلِيل عَنْ خَلِيله إلا خَلِيلَ الإيمآنِ والٍٍحَبِّ في الله .
رَوَى حذيفة بن الِيْمَآن رَضَّي الله عَنْه ، قالََ : سَمِعَت رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يقَوْل : { لا يَدَخَلَ الَجْنَة قتآت }
فَذَّهَبَت هَذِهِ الَجَُّمْلَة مَثَلاً يذَكَرَ كُلَّمَا ذَكَرَ الَنَْمَأَمْ وفَعَلَه ، أو تَحَدَّثَ الَنْأُسٍّ في أخبَأَرَ الَنْمأَمِيِنّ والٍٍواشيِنّ والٍٍكإِذِْبَيَّنَ ، وتعوّذ الَنْأُسٍّ مَنّ مَصِيرهَمَّ ، واِجْتَنَبوا أن يكَوَّنَوا مَثَلهَمَّ .
وما أجَمَل قَوْل رَسُول الله – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ للأقَرَعَ بن حآبَس - الَّذِي رأى رَسُول الله يقَبِلَ الحَسَّن والٍٍحِسِّيّن رَضَّي الله عَنَْهَما ، فَقَأَلَ : إن لي عَشَرَة مَنّ الَوَْلَدَ ما قَبِلَت أحَدَاً مَنَّهَم - : { مَنّ لا يرَحِمَ لأَيْرَحِمَ } .
جُمْلَة طَبَّقَت الآفاقََ وتَدَأَوَْلَها الَنْأُسٍّ في مَجَالسَهْم { مَنّ لا يرَحِمَ لا يُرحَم } إنها دَلِيل الرَحْمَة في الإسَلاَم وَطَرِيق الَوْصَوَّلَ إلى رَحْمَة الله بنا ، وكَمَا تَدَيِّنُ تُدآنَ .
مَنّ أسآلِيّب التَرْبِيَة الَنَْبَوِيّة
ذَكَرَ الِصّالَحَيِنّ
إن الأذن لتَسَرَّعَ إلى سَمَاع أخبَأَرَ الِصّالَحَيِنّ
وإن الَنَْفَّسَ لِتْرَغِبَ أن تَعَرَّفَ أحوأَلْهَمَ وما يخَصَّهَمَّ .
فَهِمَ القُدْوَة والٍٍمَثَل ، والٍٍراغِب في الكَمَال يتأسأَهَمَ ويتحسس خَطَأَهٍم ، وهَكَذَا كآنَ الَنَْبِيّ - صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ - يتعأَهَدَ أصَحَآبَه كَلَّ حِيْن بأخبَأَرَ الِصّالَحَيِنّ الأولَيِّن .
فعَنْ أبي سَعِيَد الخَدَّرَي – رَضَّي الله عَنْه – عَنْ الَنَْبِيّ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – قالََ :
قالََ مُوْسَى - عَلَّيه السَلاَم – يا رُبّ ، عَلَِّمَنْي شيئاً أذَكَرَك وأدَعْوك به .
قالََ رُبّ العِزَّة – جُلَّّ وَعْلا – : قَلَّ يا مُوْسَى : { لا إله إلا الله } .
قالََ : يا رُبِّّ ، كَلَّ عَبَّادَكَّ يقوَلَوْن هَذَا ؟ .
قالََ : يا مُوْسَى ، لَوْ أن السُمُوّآت السَبُع وعأَمَِْرَهُنََّّ - غَيَّرَي – والٍٍأرَضَّيِنّ في كِفَّة ، ولا إله إلا الله } في كِفَّة ، لَمْالَت بهُنَّ { لا إله إلا الله } .
فَأْلسَأَمَعَ يسَمِعَ اِسْم سَيِّدَنَا مُوْسَى – عَلَّيه السَلاَم – وهُوَ مَنّ الأنَبِيّاء أوَلِيَ القُوَّة ... والٍٍنَفَّسَ آلَمَُؤْمِنة تَمَّيْل إليه وتحَبّه { وألَقِيَت عَلَّيك مَحَبَّة مُنِيَ } ثَمَّ يسَمِعَ ما سأل رُبَّّه ، فيعَلِمَ أن هُنَاك فائِدَة يفيَد مَنّها ، فـَلـْنـَعِ ما يقَوْله الله تَعَالَى له ، ولَنْسِرْ عَلَّى خَطَأَهٍ ، فَمَنّ أُسّتهَدَى آلَمََهَّدَييِنّ اِهْتَدَى .
وهَكَذَا يكَوَّنَ الرَسُول الكَرِيم – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – بذَكَرَ حِوَارمُوْسَى – عَلَّيه السَلاَم – مَعَ رُبّه – قَدّ غَرَسَ فيِنّا حَبّ { لا إله إلا الله } ، وَعْرَّفَنّا مَكَأَنْتها ، وحَثَّنا عَلَّى الإيمآن بها .
وعَنْ أبي هُرْيرة – رَضَّي الله عَنْه – عَنْ الَنَْبِيّ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – أنه قالََ :
بَيَّنَا أيوب – عَلَّيه السَلاَم – يغتسَلّ عُرَيَّأَنَاً ، فَخَرَّ عَلَّيه جَرَاد مَنّ ذَهَبَ ، فَجَعَلَّ أيوب يحَثَّي في ثَوْبه ، فَنّادٍأَه رُبّه – عَزََّّ وَجِلََّ - : يا أيوب ، ألَمْ أكن أغَنِيّتك عَمَّا تُرَى ؟
قالََ : بَلَّى ، - وعَزَّتك – ولَكِنّ لا غَنَّى لي عَنْ بَرَكَتك .
فهَذَا الَنَْبِيّ – أيوب عَلَّيه السَلاَم – له في نفُوس آلَمَُسْلِميِنّ حَبّ وهَوَى لَمْا عَرَفَ عَنْه مَنّ صَبَّرَه عَلَّى الآبَتََّلاَء – والٍٍصَبَّرَ مَنّ سَمَآتَ الِصّالَحَيِنّ - والٍٍرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يرِيّد أن يرِيّنا أن آلَمَالَ الِصّالَحَ للعَبَدَ الِصّالَحَ بَرَكَة ويُمْن ، وأن الَنَْفَّسَ الُبَّشَرِيَّة تهَوَى آلَمَالَ { ويحَبّون آلَمَالَ حَبَاً جَمّا } ، وأن الله تَعَالَى يختِبْر حَتَّى الأنَبِيّاء ، وأن آلَمَالَ يشَغَلَ حَتَّى كرأَمَْ الَنْأُسٍّ .
فهَذَا أيوب – عَلَّيه السَلاَم – يِنَّسَّى أنه عُرْيآن فِيشتغُلّ بجَمَع الَذََّهَبَ ويحَرَص عَلَّيه ، والٍٍإنسآن لا يعَدِمَ سَبَّبَاً يعَلَّلَ به حَبّه للَمْالَ ( ... ولَكِنّ لا غَنَّى لي عَنْ بَرَكَتك ..)
كَمَا أن الَنَْبِيّ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – قالََ : بُعِثَ مُوْسَى وهُوَ راعي غَنِمَ ، وبَعَثَ دأَوَْدَّ وهُوَ راعي غَنِمَ ، وبَعَثَت أنا وأنا أرَعَى غنَمَاً لأهَلْي بأجياد .
وهَلْ هُنَاك أفَضَل مَنّ مُوْسَى وَدَّأَوَْدَّ والٍٍأنَبِيّاء ، وَعْلى رأسَهْم رَسُول الله – صَلََّوْآت الله عَلَّيهَمَّ جَمِيعاً ؟ ! .
مإِذَْا كآنَ عَمِلَهَمَّ ؟ لَمْ كَوَّنَوا تجَأَرَاً ولا ومهَنْدَسِيّن أو أطِبّاء أو مُقَأَوِْلَيِّن ، ولَمْ يكَوَّنَوا يسَكَنَون القَصََّوَّرَ والٍٍبيوت أَلِفََخَّمَة ، كآنَوا فقَرَأَء يرعون الغَنِمَ للَنْأُسٍّ ، فَرَّعَوا الأمِمّ بَعُد ذَلِك .
والٍٍإنسآن – كَمَا يعَلَِّمَنْا رَسُول الله – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – بهَذَا أَلْحَدَيث : يشَرُّف ُ بعَمِلَه لا بنَسَبَه ، وبإيمآنه لا بُحََّسَبَه ، وَبَرَوَّحَه لا بِمَالَه ، وبعَقَلَه لا بَطِّيْنه ، فعَلَّى الإنسآن أن يعَمِلَ ولا يحَقََّرَنَ شيئاً مَنّ عَمِلَه .
فآدَم - عَلَّيه السَلاَم – كآنَ مُزَارِعاً ، ونَوّح – عَلَّيه السَلاَم – كآنَ نَجَّاراً ، ومُوْسَى – عَلَّيه السَلاَم كآنَ رأَعْيَاً ، وما مَنّ نَبِيّ إلا رَعَى الغَنِمَ ، وَعْلى الإنسآن أن يأكَلَّ مَنّ عَمِلَ يَده ( ما أكَلَّ أَمْْرُؤ طَعَأَمَّاً قَطُُّّ خَيَّرَاً مَنّ عَمِلَ يَده ) ، وَعْلى الإنسآن أن يبَحَثَ عَنْ اللُقْمَة الحَلاَل مَنّ العَمِلَ الحَلاَل ، ففيها الأمَنّ والٍٍأمآن والٍٍصِحَّة والٍٍعافََِيَة ، ورَضَّى الرَّحْمَن .
إن ذَكَرَ الِصّالَحَيِنّ مَدْعاة للاقََتداء بهَمَّ والٍٍسَيَّرَ عَلَّى مِنْوأَلْهَمَ .. اللَّهُمَّ اجعَلَنا مَنّ عَبَّادَكَّ الِصّالَحَيِنّ يا رُبّ العالَََمِيّن .
مَنّ ذَلِك ما روأَهٍ عَمَّرَ أَلِفَارَوَّقَ ـ رَضَّي الله عَنْه وأرِضاًه ـ
قالَ : قَدِمَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ بسَـبْيٍ ، فإذا أَمَرَأة مَنّ السَبَّي ( الأسَرَى ) قَدّ تحَلَب ثَدْيها إذ وَجَدَت صَبِيّاً في السَبَّي ، فأخذته فألزِقّته ببَطَّنَها فأرَضَعَتَه . فَقَأَلَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : { أترون هَذِهِ آلَمَرأة طارَحة وَلَدَها في الَنْار وهِيَ تقَدَرَ عَلَّى أن لا تطَرَحَه ؟ قَلَنْا : لا والٍٍله . قالَ: فَأْلله تَعَالَى أرَحِمَ بعَبَّاده مَنّ هَذِهِ بوَلَدَها .
وكَثِيراً ما كآنَ السَبَّي في ذَلِك الَوَقَّت ، وكَثِيراً ما كأَنْت الَنِسَاء يفعَلَن ذَلِك بأولادُهْن ، فهَذَا أمَرَّ عادَيّ ألَفَّه الَنْأُسٍّ ، فهُوَ جُزْء مَنّ حَيَّاِتَّهَمَ آلِيَّوْمِيَّة ، ففَقَدَوا بهَذِهِ العادَة التَلَذَّذ بمَعْنًى الأمومة والٍأبوة .. فَنَّبَّهَهَمَّ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ - وهُوَ آلَمَعْلَم العَظِيم - إليها فَتّذَكَّرَوها ، ثَمَّ قادَهَم إلى أهَمَّ مَنّ ذَلِك .
قادَهَم إلى حَبّ الله إيأَهَمَّ ورَحِمَته بهَمَّ ، فإذا الله تَعَالَى بقوته وَعَظَمته وسُلْطآنه ـ وهُوَ لَيْسَ بُحَّاجَة إليهَمَّ ـ يحَبّهَمَّ هَذَا الحَبّ الكَبِير ، أفُلّا يستحَقَّ ـ سُبْحآنَه ـ أن يبادَلَوه حَبَاً بُحَّب ؟ ! هَمَّ عَبَيْده يحَتَّاجُونه في كَلَّ لَمْحَة وحَرَكَة ، في كَلَّ طُرْفَة عَيَّنَ ونَفَسٍ ، نَوّآصيهَمَّ بَيْده ، ماضٍ فيهَمَّ حَكَمَه ، أفُلّا يتَوَجَّب عَلَّيهَمَّ أن يخَلَصَوا في عَبَّادته والٍإنآبَة إليه ، والٍعَمِلَ بِمَا يرَضَّيه ؟!..
إنها لَفْتَة عَظِيمة مَنّ آلَمَعْلَم العَظِيم صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ .
وهَذَا أحَدَّ أصَحَآبَ رَسُول الله ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ أبو حَكِيم ـ فِيمَا يروي الُبُّخَارِيّ : يسأل رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ويحأَوَرَه قائلاً : يا رَسُول الله مَنّ أبَرَ؟ ( يرِيّد أن يكَوَّنَ مَنّ أهَلْ الله الَّذِيِنّ يبغون ثَوَآبَه ويخافَون عُقَآبَه ) . قالَـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : أمك . ( كَلِمَة وأَحَدة تَعِبَر عَنْ إرِضاًء الأم الكَرِيمَة ذآت أَلِفَضَلَّ العَظِيم الَّذِي لا يَدآنِيّه فَضَل ، فَأْلَجْنَة تَحْت أقُدَّأَمَها ) .
قالََ : قَلَّت : مَنّ أبَرَ؟ ( أي مَنّ أبَرَّ بَعُدها يا رَسُول الله ؟) قالَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : أمك . ( إذن ففَضَلَهَا كَبِير يا رَسُول الله ، لا يَدآنِيّه فَضَل مُهِمّا عَلاَ وَسَمَا ) .
قَلَّت : مَنّ أبَرَ ؟ ( مَنّ في آلَمََرْتَبَة الثالِثة بَعُد الأوَلَى والٍثآنٍيَة آلَمَخَصَّصَتِيْن للأم حَفِظَها الله وَرَعأَها ؟)\قالَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : أمك . ( الله أكَبَر ، إنها كَلِمَة كَرَّرَها رَسُول الله تُنّبئ عَنْ فَضَل الأم ، فهِيَ نَبَعَ الحَنَآن ونَهَرَ الرَحْمَة وسحائب الغفَرَّآن ، إرِضاًؤها خَطِير وإكرأَمَها واجِب كَبِير ) .
قَلَّت : مَنّ أبَرَ ؟ ( أهُنَاك مَنّ أبَرَّه بَعُدها يارَسُول الله ؟ ، هِيَ في آلَمَقأَمَ الأول والٍٍثآنِيّ والٍثالِث ، هِيَ بآبَ الَجْنَة ومِفْتأَحَّ الخَيْرآت . )
قالَ ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : أباك . ( فهُوَ آلَمَرَبٍّي والٍأسوة الحَسَنَة لأولاده ، يشَقّى لأجُلّهَمَّ ويتَعِبَ لرأَحَتهَمَّ ، رِضاًه مَنّ رَضَّى الرُبّ ، وَسِخَطَّه مَنّ سَخِطَ الرُبّ إكرأَمَه واجِب وحَبّه لأَزَّب ، أدَخَلَهَمَّا الله جَمِيعاً جُنَّته في أَلِفَرْدَوْس الأعَلَّى ) .
ثَمَّ الأقَرُبَ فَأْلأقَرُبَ إنه الدَيِّن العَظِيم الَّذِي يَدَعو : إلى الإحَسَآن والٍبَرَّ ، وإلى التَوْقير وَإِلاَعْتِرَأَفَ بالَفَضَل ، والٍذِي يَدَعو إلى صِلَة الأرحأَمَ، وبَنَّاء مُجْتَمَع آلَمَحَبَّة والٍوِئَأَمْ .) .
والٍحِوَار الَّذِي يقَوَّمَ عَلَّى طَرَحَ الأسئلة مَنّ الرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ عَلَّى أصَحَآبَه ، أو مَنّ الِصَّحَآبَة عَلَّى رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يثير أَلاَنْتِبأَه ، ويحَرُك الَذَكاء ويقَدَحَ أَلِفَطْنَة ، فَتَرَأَهَمَّ يرتوون مَنّ حَكَمَته ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ في قالَب مَنّ أَلاَقْتِناع والٍحِوَار الَهَادَفّ .
تَعَالَ مَعَي لتُرَى مصَدَاق ما قَلَنْأَه :
عَنْ الَنَعُمَآن بن بَشِير ـ رَضَّي الله عَنَهَما ـ أن أبأَه أتى رَسُول الله ـ صَلَى أَلَّهَ عَلَّيه وسَلِمَ ـ فَقَأَلَ :
إني نَحُلت ( أعطَيّت ) آبَنَيَّ هَذَا غُلاَماً كآنَ لي .
قالََ ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : أكَلَ وَلَدَك نَحُلته مَثَل هَذَا ؟
قالَ : لا .
قالََ ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ : فأرَجَّعه . وَفِيّ رِوَأَيَة : ( آتقوا الله واعٍدَلْوا في أولادَكَمَّ ) . وَفِيّ رِوَأَيَة : ( فُلّا تشَهِدَني إذن ، فإني لا أشَهِدَ عَلَّى جَوْر أبَدَأً) ، وَفِيّ رِوَأَيَة ثالِثة : ( فأشَهِدَ عَلَّى هَذَا غَيَّرَي ) .
ثَمَّ قالَ: أيَسَّرَك أن يكَوَّنَوا إليك في الُبَّرَّ سَوَاء ؟
قالَ: نَعُمَ . قالَ : فُلّا إذن { مُتَّفَق عَلَّيه ، وهُوَ في رِيّاض الِصّالَحَيِنّ أَلْحَدَيث / 341 / .
حِوَار هادٍف وَضَح فيه الَنَبِيّ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ أن العَدَل بَيَّنَ الأبَنَّاء مَطْلُوب ، وأن الُبَّرَّ بهَمَّ يؤدي إلى بَرَّهَمَّ بوالٍديهَمَّ ، وأنه كَمَا تَدَيَّنَ تدآنَ . كَمَا وضّح أَلْحَدَيث أن عَلَّى الإنسآن ألا يشَهِدَ بغَيَّرَ أَلْحَقَ والٍعَدَل ، وأن عَلَّيه تَبْصِير الَنْأُسٍّ بأمور دَيِّنَهَم ، وأن يكَوَّنَ الداعٍيَة عوناً لإخُوَآنه عَلَّى إرِضاًء الله عَزَّ وَجِلَ .
ومَنّ الحِوَار الَّذِي أثَرًى فيه أَلْحَدَيث عَنْ فَضِيلة الِصَّدَقَة والٍحَثَّ عَلَّيها ، ما روأَهٍ عَبَدَ الله بن مَسَّعَوَّدَ ـ رَضَّي الله عَنْه ـ أن رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ قالَ: أيكَمَّ مالَ وارِثه أحَبّ إليه مَنّ مالَه ؟
قالَوا : يا رَسُول الله ، ما مَنّا أحَدَّ إلا مالَه أحَبّ إليه مَنّ مالَ وارِثه .
فَقَأَلَ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : أَعْلَمَوا أنه لَيْسَ مَنّكَمَّ أحَدَّ إلا مالَ وارِثه أحَبّ إليه مَنّ مالَه ، مالَك ما أنَفَقَت ومالَ وارِثك ما أخَرَّت .
مَحَأَوَرَة وَضْعت الَنْقاط عَلَّى الحَرّوف بأسَلّوب مُقَنَّع واضِح لا تَعْقِيب عَلَّيه .
ومَنّ الأحادَيث الَّتِي بَيَّنَت صغارَ الدُنْيا وهَوَآنها عَلَّى الله تَعَالَى : ما روأَهٍ جأَبَرَّ بن عَبَدَ الله ـ رَضَّي الله عَنْه ـ أن رَسُول الله ـ صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ـ مَرَّ بالَسَوَّقَ ... فَمَرَّ بجَدْي أسَكَ( الأسَكَّ : مَصْلَوْم الأذنيِنّ ومَقْطُوعهَمَّا ) مَيِّت ، فَتَّنَأَوَلَه بأذنه ثَمَّ قالَ : أيكَمَّ يحَبّ أن هَذَا له بُدِّرْهَم ؟
قالََوا : ما نَحَبَ أنه لَنْا بشَيْء . ( أو ما نَصََّنَعَ به ؟ )
قالََ : أتحَبّونه أنه لَكَمَ ؟
قالََوا : والٍٍله لَوْ كآنَ حَيَّاً كآنَ هَذَا السَكَّ عَيْباً فيه ، فَكََّيَّفَ وهُوَ مَيِّت ؟!
قالََ : فُوالٍٍله ؛ للدُنْيا أهَوَّنَ عَلَّى الله مَنّ هَذَا عَلَّيكَمَّ .
أسَلّوب حِوَارِيّ عَمَلِيّ ، يرى رَسُول الله جَدْياً مَيِّتاً ، مَقْطُوع الأذنيِنّ ، تزُكِمَ رائحَتَّه الأنَوّف ، يمَسَكَه مَنّ إحَدَّى أذنيه ويعَرَضَه عَلَّى أصَحَآبَه ، أن يشتروه بُدِّرْهَم ، فيأبوا ذَلِك ، ومإِذَْا يفَعَلََوَّنَ بجِيْفَة قذَرَّة ؟ وَلَوْ كآنَ حَيَّاً وهُوَ مَقْطُوع الأذنيِنّ ما رَغِبَوا فيه فَكََّيَّفَ وهُوَ مَيِّت ؟!
وَحْيِنّ يصَلََّوَّنَ إلى هَذَا القَرَار يعظهَمَّ الرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ، لَوْ كأَنْت الدُنْيا تَسَأَوٍْي عِنْدَ الله جَنَأَحَّ بَعُوضة ما سَقَى الكافٍٍِر مَنّها شَرْبَة ماءََ
مَنّ أسآلِيّب التَرْبِيَة الَنَْبَوِيّة
آلَمََوْعِظَة وضَرَبَ آلَمََثَل
كآنَ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يستَعَيَّنَ عَلَّى توضيح مواعٍٍِظه بضَرَبَ آلَمََثَل مِمّا يشَهِدَه الَنْأُسٍّ بأم أعَيَّنََهَم ، ويقع تَحْت حوأَسْهَم ، وَفِيّ مُتَنَأَوَْل أيَديهَمَّ ، ليكَوَّنَ وَقَعَ آلَمََوْعِظَة في الَنَْفَّسَ أشَدَّ ، وَفِيّ الَذَِّهْن أرَسَخَ . ومَنّ الأمَثَلة عَلَّى ذَلِك ما روأَهٍ أنس بن مالََِك ـ رَضَّي الله عَنْه ـ قالََ :
قالََ رَسُول الله – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ - :
{ مَثَل آلَمَُؤْمِن الَّذِي يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل الأترَجَّة : رِيحها طَيِّب ، وطَعَّمَها طَيِّب ،
ومَثَل آلَمَُؤْمِن الَّذِي لا يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل التَمْرة : طَعَّمَها طَيِّب ، ولا رِيح لَهَا ،
ومَثَل أَلِفَأَجَّرَ الَّذِي يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل الرِيْحآنََة : رِيحها طَيِّب ، وطَعَّمَها مَرَّ ،
ومَثَل أَلِفَأَجَّرَ الَّذِي لا يقَرَّأ القَرَّآن كَمََّثَل الحَنْظَلة : طَعَّمَها مَرٌَّّ ولا رِيح لَهَا .}
فَأْلَنْأُسٍّ كَمَا قَسَمُهِمّ رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ أرُبْعة أنَوّاعٍ ، والٍٍسَأَمَعَون يرهفُون السَمِعَ ، يرِيّدَوَّنَ أن يتَعَرَّفَوا هَذِهِ الأقَسَّأَم الأرُبْعة ليوأَزََّنَوا بَيَّنَها ، ويحَدَّدَوا في أي صَنَّفَ يكَوَّنَون .
وهَذِهِ آلَمَُوَأَزََّنَة تجَعَلَهَمَّ يرَغِبَون بالََتَعَرَّفَ عَلَّى سَمَآتَ كَلَّ طائفة ، ومَنّ ثَمََّّ يِنّضَمََّوَّنَ إلى الطائفة آلَمََرْجَوّة
فَما أبَلَغَ الِتْرغَيَّبَ في آلَمََثَل الَّذِي ضَرَبَه رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ ، وما أزَجَرَ التَحْذِير مَنّ الشَرّ !
جاء رَجُل إلى رَسُول الله - صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – وقالََ : يا رَسُول الله ، كَيَّفَ تقَوْل في رَجُل أحَبّ قَوَّمَاً ولَمْ يلَحِقَ بهَمَّ ؟ قالََ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ : { آلَمََرْء مَعَ مَنّ أحَبّ }
فَذَّهَبَ رَدَّ رَسُول الله مَثَلاً يقالََ في كَلَّ مَوْقِف مُشَآبَِه ، واِزْداد الَمَسََلْمُون حَبَاً لرَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ كَيْما يكَوَّنَوا مَعَه في الَجْنَة .
وبِمَا أن الإنسآن يرِيّد أن يكَوَّنَ مَعَ الِصّالَحَيِنّ ، وقَدّ يكَوَّنَ قَصَرَ عَنَْهَم في أعَمَّالَه - ولَيْسَ في الإسَلاَم يأس مَنّ بُلُوغ الدَرَجَآت العَلاَ – فِعْلِيّه أن يحَبّهَمَّ ويوالٍٍيهَمَّ ليكَوَّنَ في زَمَّرتهَمَّ يَوْم يتَخَلَّى كَلَّ خَلِيل عَنْ خَلِيله إلا خَلِيلَ الإيمآنِ والٍٍحَبِّ في الله .
رَوَى حذيفة بن الِيْمَآن رَضَّي الله عَنْه ، قالََ : سَمِعَت رَسُول الله صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يقَوْل : { لا يَدَخَلَ الَجْنَة قتآت }
فَذَّهَبَت هَذِهِ الَجَُّمْلَة مَثَلاً يذَكَرَ كُلَّمَا ذَكَرَ الَنَْمَأَمْ وفَعَلَه ، أو تَحَدَّثَ الَنْأُسٍّ في أخبَأَرَ الَنْمأَمِيِنّ والٍٍواشيِنّ والٍٍكإِذِْبَيَّنَ ، وتعوّذ الَنْأُسٍّ مَنّ مَصِيرهَمَّ ، واِجْتَنَبوا أن يكَوَّنَوا مَثَلهَمَّ .
وما أجَمَل قَوْل رَسُول الله – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ للأقَرَعَ بن حآبَس - الَّذِي رأى رَسُول الله يقَبِلَ الحَسَّن والٍٍحِسِّيّن رَضَّي الله عَنَْهَما ، فَقَأَلَ : إن لي عَشَرَة مَنّ الَوَْلَدَ ما قَبِلَت أحَدَاً مَنَّهَم - : { مَنّ لا يرَحِمَ لأَيْرَحِمَ } .
جُمْلَة طَبَّقَت الآفاقََ وتَدَأَوَْلَها الَنْأُسٍّ في مَجَالسَهْم { مَنّ لا يرَحِمَ لا يُرحَم } إنها دَلِيل الرَحْمَة في الإسَلاَم وَطَرِيق الَوْصَوَّلَ إلى رَحْمَة الله بنا ، وكَمَا تَدَيِّنُ تُدآنَ .
مَنّ أسآلِيّب التَرْبِيَة الَنَْبَوِيّة
ذَكَرَ الِصّالَحَيِنّ
إن الأذن لتَسَرَّعَ إلى سَمَاع أخبَأَرَ الِصّالَحَيِنّ
وإن الَنَْفَّسَ لِتْرَغِبَ أن تَعَرَّفَ أحوأَلْهَمَ وما يخَصَّهَمَّ .
فَهِمَ القُدْوَة والٍٍمَثَل ، والٍٍراغِب في الكَمَال يتأسأَهَمَ ويتحسس خَطَأَهٍم ، وهَكَذَا كآنَ الَنَْبِيّ - صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ - يتعأَهَدَ أصَحَآبَه كَلَّ حِيْن بأخبَأَرَ الِصّالَحَيِنّ الأولَيِّن .
فعَنْ أبي سَعِيَد الخَدَّرَي – رَضَّي الله عَنْه – عَنْ الَنَْبِيّ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – قالََ :
قالََ مُوْسَى - عَلَّيه السَلاَم – يا رُبّ ، عَلَِّمَنْي شيئاً أذَكَرَك وأدَعْوك به .
قالََ رُبّ العِزَّة – جُلَّّ وَعْلا – : قَلَّ يا مُوْسَى : { لا إله إلا الله } .
قالََ : يا رُبِّّ ، كَلَّ عَبَّادَكَّ يقوَلَوْن هَذَا ؟ .
قالََ : يا مُوْسَى ، لَوْ أن السُمُوّآت السَبُع وعأَمَِْرَهُنََّّ - غَيَّرَي – والٍٍأرَضَّيِنّ في كِفَّة ، ولا إله إلا الله } في كِفَّة ، لَمْالَت بهُنَّ { لا إله إلا الله } .
فَأْلسَأَمَعَ يسَمِعَ اِسْم سَيِّدَنَا مُوْسَى – عَلَّيه السَلاَم – وهُوَ مَنّ الأنَبِيّاء أوَلِيَ القُوَّة ... والٍٍنَفَّسَ آلَمَُؤْمِنة تَمَّيْل إليه وتحَبّه { وألَقِيَت عَلَّيك مَحَبَّة مُنِيَ } ثَمَّ يسَمِعَ ما سأل رُبَّّه ، فيعَلِمَ أن هُنَاك فائِدَة يفيَد مَنّها ، فـَلـْنـَعِ ما يقَوْله الله تَعَالَى له ، ولَنْسِرْ عَلَّى خَطَأَهٍ ، فَمَنّ أُسّتهَدَى آلَمََهَّدَييِنّ اِهْتَدَى .
وهَكَذَا يكَوَّنَ الرَسُول الكَرِيم – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – بذَكَرَ حِوَارمُوْسَى – عَلَّيه السَلاَم – مَعَ رُبّه – قَدّ غَرَسَ فيِنّا حَبّ { لا إله إلا الله } ، وَعْرَّفَنّا مَكَأَنْتها ، وحَثَّنا عَلَّى الإيمآن بها .
وعَنْ أبي هُرْيرة – رَضَّي الله عَنْه – عَنْ الَنَْبِيّ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – أنه قالََ :
بَيَّنَا أيوب – عَلَّيه السَلاَم – يغتسَلّ عُرَيَّأَنَاً ، فَخَرَّ عَلَّيه جَرَاد مَنّ ذَهَبَ ، فَجَعَلَّ أيوب يحَثَّي في ثَوْبه ، فَنّادٍأَه رُبّه – عَزََّّ وَجِلََّ - : يا أيوب ، ألَمْ أكن أغَنِيّتك عَمَّا تُرَى ؟
قالََ : بَلَّى ، - وعَزَّتك – ولَكِنّ لا غَنَّى لي عَنْ بَرَكَتك .
فهَذَا الَنَْبِيّ – أيوب عَلَّيه السَلاَم – له في نفُوس آلَمَُسْلِميِنّ حَبّ وهَوَى لَمْا عَرَفَ عَنْه مَنّ صَبَّرَه عَلَّى الآبَتََّلاَء – والٍٍصَبَّرَ مَنّ سَمَآتَ الِصّالَحَيِنّ - والٍٍرَسُول صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ يرِيّد أن يرِيّنا أن آلَمَالَ الِصّالَحَ للعَبَدَ الِصّالَحَ بَرَكَة ويُمْن ، وأن الَنَْفَّسَ الُبَّشَرِيَّة تهَوَى آلَمَالَ { ويحَبّون آلَمَالَ حَبَاً جَمّا } ، وأن الله تَعَالَى يختِبْر حَتَّى الأنَبِيّاء ، وأن آلَمَالَ يشَغَلَ حَتَّى كرأَمَْ الَنْأُسٍّ .
فهَذَا أيوب – عَلَّيه السَلاَم – يِنَّسَّى أنه عُرْيآن فِيشتغُلّ بجَمَع الَذََّهَبَ ويحَرَص عَلَّيه ، والٍٍإنسآن لا يعَدِمَ سَبَّبَاً يعَلَّلَ به حَبّه للَمْالَ ( ... ولَكِنّ لا غَنَّى لي عَنْ بَرَكَتك ..)
كَمَا أن الَنَْبِيّ – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – قالََ : بُعِثَ مُوْسَى وهُوَ راعي غَنِمَ ، وبَعَثَ دأَوَْدَّ وهُوَ راعي غَنِمَ ، وبَعَثَت أنا وأنا أرَعَى غنَمَاً لأهَلْي بأجياد .
وهَلْ هُنَاك أفَضَل مَنّ مُوْسَى وَدَّأَوَْدَّ والٍٍأنَبِيّاء ، وَعْلى رأسَهْم رَسُول الله – صَلََّوْآت الله عَلَّيهَمَّ جَمِيعاً ؟ ! .
مإِذَْا كآنَ عَمِلَهَمَّ ؟ لَمْ كَوَّنَوا تجَأَرَاً ولا ومهَنْدَسِيّن أو أطِبّاء أو مُقَأَوِْلَيِّن ، ولَمْ يكَوَّنَوا يسَكَنَون القَصََّوَّرَ والٍٍبيوت أَلِفََخَّمَة ، كآنَوا فقَرَأَء يرعون الغَنِمَ للَنْأُسٍّ ، فَرَّعَوا الأمِمّ بَعُد ذَلِك .
والٍٍإنسآن – كَمَا يعَلَِّمَنْا رَسُول الله – صَلَى الله عَلَّيه وسَلِمَ – بهَذَا أَلْحَدَيث : يشَرُّف ُ بعَمِلَه لا بنَسَبَه ، وبإيمآنه لا بُحََّسَبَه ، وَبَرَوَّحَه لا بِمَالَه ، وبعَقَلَه لا بَطِّيْنه ، فعَلَّى الإنسآن أن يعَمِلَ ولا يحَقََّرَنَ شيئاً مَنّ عَمِلَه .
فآدَم - عَلَّيه السَلاَم – كآنَ مُزَارِعاً ، ونَوّح – عَلَّيه السَلاَم – كآنَ نَجَّاراً ، ومُوْسَى – عَلَّيه السَلاَم كآنَ رأَعْيَاً ، وما مَنّ نَبِيّ إلا رَعَى الغَنِمَ ، وَعْلى الإنسآن أن يأكَلَّ مَنّ عَمِلَ يَده ( ما أكَلَّ أَمْْرُؤ طَعَأَمَّاً قَطُُّّ خَيَّرَاً مَنّ عَمِلَ يَده ) ، وَعْلى الإنسآن أن يبَحَثَ عَنْ اللُقْمَة الحَلاَل مَنّ العَمِلَ الحَلاَل ، ففيها الأمَنّ والٍٍأمآن والٍٍصِحَّة والٍٍعافََِيَة ، ورَضَّى الرَّحْمَن .
إن ذَكَرَ الِصّالَحَيِنّ مَدْعاة للاقََتداء بهَمَّ والٍٍسَيَّرَ عَلَّى مِنْوأَلْهَمَ .. اللَّهُمَّ اجعَلَنا مَنّ عَبَّادَكَّ الِصّالَحَيِنّ يا رُبّ العالَََمِيّن .
تعليق