السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استغلال المواقف في التربية
إن استغلال المواقف التي تمر بالأبناء في مسيرة حياتهم لربطهم بطرق الخير ووسائله
وتحذيرهم من مسالك الشر وحبائل الشيطان أمر هام وفن لابد من التدرب عليه كما أن
ربط العمل الصالح بثوابه المترتب عليه والعمل السيئ بعقابه أمر له شأنه العظيم في
تصحيح مسار حياة الأبناء ذكورهم وإناثهم أطفالاً أو شبابا. والمواقف التي تمر بالأبناء لا
تتعدى أمرين إما خيرا فيشجعون عليه أو شرا فينفرون منه ومن الشر في الظاهر ما
يحتاج إلى صبر كالبلاء أو توبة كالمعصية وهكذا فدور المربي هنا اتخاذ الموقف الملائم
تجاه هذه الصور التي تتكرر في حياة الأبناء والبنات.
وهذه قصة شاب كانت أمه صالحة تذكره بسبل الخير وتحثه على الصدقة وتقول له إن
الصدقة بركة تبارك في مالك قال تعالى:
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:261]
وكان هذا الشاب يقول لأمه: كيف تقنعينني بأن المال يزيد بالصدقة وأنا أرى أني إذا
أنفقت منه نقص. فكانت تذكره بأن الله يبارك لك فيما بقي ويخلف عليك في الدنيا
والآخرة فحدث له في أحد الأيام الموقف التالي.
- احتاجت إحدى النساء الفقيرات مبلغا من المال فوقفت معها أم هذا الشاب وجمعت لها
المبلغ المطلوب وحثت ابنها على مساعدتها وقد فعل وقضى للمرأة حاجتها برحابة
صدر لكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يخرج هذا الشاب بسيارته في نفس اليوم الذي
ساعد فيه المرأة الفقيرة فحدث له حادث في سيارته ولم يصب هو بأذى وعندما عاد
إلى البيت قال لأمه: لقد قلت لك أكثر من مرة كيف يكون الإنفاق زيادة في المال وقد
ذكرت لي أن الصدقة يبارك لي فيها وتكون سببا في دفع المكاره وها أنذا اليوم بعدما
تصدقت حصل لي هذا الحادث فألهم الله الأم الجواب السديد حيث قالت لأبنها: يا بني
احمد الله ربما- والله أعلم- أنك لو لم تدفع الصدقة لكان الأمر أشد والحمد لله أن الحادث
كان بهذه الصورة ولم يكن أعظم فتذكر الأم أنه منذ أن قالت له ذلك لاحظت عليه
الرغبة في الصدقة والاقتناع بأهميتها وأثرها المبارك.
تعليق