لـسـه صـغـير
اسمحوا لي يا سادة أن نسلط الضوء على قضية خطيرة في مجتمعنا العربي بصفة خاصة ونريد أن نجد لها حلاً سوياً، بخصوص أطفالنا في الوقت الراهن، إلى متى سنظل مستهترين؟ إلى متى سنظل مقلدين؟ إلى متى سيظل أطفالنا مضيعين للوقت ونحن متفرجين؟ وهذه من سيئاتنا في المجتمع العربي بصفة خاصة منذ أمد بعيد حين يولد الطفل يعلم السب والشتم دون أن ندري، يترسخ في ذهن الطفل هذه الأشياء الغير مقبولة وتتكرر جملة (لسه صغير.. لسه صغير) إلى أن يكبر على هذا الأسلوب الذي أصبح من الصعب تغييره، ثم لا نكتفي بهذا ويأتي دور الإعلان الضال في الوطن العربي ليفسد الصغار والكبار تحت حجج لغة العصر من قنوات وفضائيات أكثر من الهم على القلب، لماذا لا يقوم الإعلام في الوطن العربي بدوره الطبيعي؟ لأن المسؤولين عن الإعلام لا هم لهم بالدين ولا بغيره، وأصبحت كل هذه القنوات عبارة عن وكر لفساد الكبار قبل الصغار.
فكيف نواجه هذا الفساد الذي أصبح هو المسيطر على عقول معظم الناس في هذا العصر؟ أولى على الكبار أن يصبحوا قدوة بالفعل تجاه الصغار في كل مجريات الحياة من تحدث وأفعال وعدم الكذب أمام الصغار ومحاسبتهم أولاً بأول، وننسى جملة (لسه صغار)، لكي نرسخ فيهم الصدق وإبعادهم عن كل ما هو ضار وتأسيسهم على مبادئ الإسلام العظيم منذ الصغر لكي نصبح مسلمين بالفعل ونحمد الله أنه جعلنا مسلمين ونعمل من أجل أنفسنا ومن أجل أولادنا، وهذه شهادة مني على أحد الأشخاص تقابلت معه وأصبح بيننا صداقة ومع مرور الوقت تحدثنا في الدين وفي أمور الحياة كثيراً، فتحدثت معه عن الغرب وأوروبا بصفة خاصة وقلت له نحن هنا في الوطن العربي ما زلنا في صدق وحياء فانقلب على رأسه وقال: لا لا لا، وقال لي الصدق والأدب والحياء في أوروبا وليس هنا، فصدمني بهذا الكلام، فكيف يتكلم عن الغرب بهذه الطريقة ونحن أحق بها لأننا مسلمين؟ وحتى يثبت لي أنه صادق عن ما حدثني عنه من صدق أوروبا التي عاش فيها هو وأطفاله غريباً أتاني يوماً واصطحب معه ابنته الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها العشر سنوات، قضت خمس سنوات من عمرها في أوروبا، حتى يثبت لي أن الصدق والأدب ولغة الحوار بالفعل ليس هنا، وأول ما تحدثت مع هذه الطفلة التي لا تعرف اللف والدوران في الكلام ولا الكذب سألتها: أيه رأيك في العرب وأيه رأيك في السويد التي كنتِ تعيشين فيها؟؟.. وقد صدمتني هي الأخرى بجملة لن أنساها ما دمت حياً وهذه شهادة مني على ذلك وقالت: والله يا عمو ناقص عليهم يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فتبسمت إليها وقلت لها: ماذا تقصدين؟.. قالت: أقصد أنه لا يوجد كذب أو شتائم ولا أحد يسب على أحد كما أسمع هنا في المدرسة التي أدرس فيها.
أليس من العار علينا نحن المسلمين أن يكون الغرب هم قدوة لنا ويكون العكس هو الصحيح؟؟
بقلم: أحمد خالد المزيد العزام
تعليق