إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نربي أبنائنا التربية الإسلامية؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نربي أبنائنا التربية الإسلامية؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وصبحه أجمعيين
    التربيه الإسلاميه للأبنااااء.....كيف نربي أبنائنا؟؟؟
    أسأل الله العلي القدير أن يرزقني وإياكن بالأزواج الصالحة ويزقنا بالذرية الصالحة وأن يعيننا الله على تربيتهم التربية التي ترضيه سبحاانه وتعالى وأن نخرجهم أطفالا نافعين لدينهم ومجتمعهم ........اللهم آميبييييييييين
    إنا ونحن بصدد البحث في هذا الـمـوضوع لا بد لنا من الحديث عن الأساس والنواة الأولى المسؤولة عن ذلك الطفل، ألا وهي الأسـرة وتكـوينها. إن من أراد بناء أسرة إسلامية ينشأ عنها جيل صالح عليه أن يُعنى قبل ذلك باخـتـيـار الـزوجــة ذات الـديــن والخلق الكريم والمنبت الحسن حتى تسري إلى ذلك الجيل عناصر الخير وصفات الكمال، قـال - عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام- : "تنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين، تربت يداك" متفق عليه. لذلك فعلى الرجل أن لا يكون همه الاقتران بامرأة ذات جمــال، دون مـبـالاة بدينها وأخلاقها، فإن ذلك منغص للحياة هادم لها، مـسـبـب للفراق .



    سنتكلم بإذن الله من البدايه منذ حمل الأم في طفلها....

    قبل الحمل
    حرص الإسلام حرصًا شديدًا على أن يكون أبناؤه صالحين أقوياء، ينشأ أحدهم في محضن أمين، وينبت صغيرهم من أصل طيب، فيصبح مثله قال الله عز وجل في كتابه الكريم


    ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء{24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{25} )
    [إبراهيم: 24-25].
    ومن هنا كان حرص الإسلام واضحًا على حسن اختيار الأبوين، لأنهما أصل الأبناء ومحضنهم، فلقد حث الإسلام المرأة وأولياءها على اختيار الزوج الصالح، وإن كان فقير المال، فقال تعالى:

    (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
    [البقرة: 221].
    وقال صلى الله عليه وسلم(إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) [الترمذي وابن ماجه].
    كما حثّ الإسلام الرجل على اختيار الزوجة الصالحة، فهي أم بنيه، قال تعالى:
    ( َلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
    [البقرة: 221].
    وذلك ليضمن الأصل الصالح والمنبت الطيب للأبناء، فلا ينبغي للمسلم أن يتزوج المرأة لمالها أو لجمالها أو لحسبها فقط، بل عليه أن يبحث عن الدين مع كل ذلك، يقول رسول الله : (لا تَزَوَّجُوا النساء لحسنهن؛ فعسى حُسْنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن؛ فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدِّين)
    [ابن ماجه].
    وقد أوصى الإسلام الرجل أن يختار الزوجة الصالحة التي عُرفت بالشرف الرفيع والدين القويم، وحث على الزواج بالبكر؛ لأنها أكثر إنجابًا للأولاد، وأوثق علاقة بالزوج. كما حث على الزواج بالمرأة الولود الودود، قال رسول الله : (تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم) [أبو داود].
    ويحسن الزواج من الأباعد؛ حرصًا على صحة المولود من الأمراض والعاهات الوراثية التي قد تنتج من زواج الأقارب، وإلى هذا يشير عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقوله: (اغتربوا لا تَضْوُوا ). أي تزوجوا من غير القريبات حتى لا تضعفوا، ولقد أكد علماء الوراثة أن زواج الأقارب -إذا تكرر في أجيال متعاقبة وكثر حدوثه- يؤدي إلى ضعف النسل، حيث تنتقل الصفات الوراثية السيئة من أسرة الوالدين إلى الأبناء.
    وبوجه عام، فإن حسن اختيار كل من الزوجين يعتبر حقّا من حقوق الطفل في الإسلام . فإذا حَسُن دين الزوجين، وسَمَتْ أخلاقهما؛ كوَّنا معًا بيتًا مسلمًا، ومَنبتًا صالحًا للأبناء.
    ومثلما وضع ديننا الإسلامي الحنيف القواعد والأسس التي يختار كل من الزوجين الآخر في ضوئها، فإنه شرع من الآداب ما يحمي الذرية منذ تكوينها في رحم الأم، فَوَجَّه الآباء لاتخاذ كل التدابير الوقائية التي تصون الطفل مما قد يصيبه من نزعات الشياطين وغيرها -حتى عند الإخصاب- حيث قال صلى الله عليه وسلم:
    (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: باسم الله، اللهمَّ جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقدر بينهما ولد في ذلك، لم يـضرَّه شيطان أبدًا) [متفق عليه]
    ، وبذلك يجعل الإسلام من المرأة تربة خصبة لإنبات الذرية الصالحة النافعة لدينها ووطنها.
    الحمل:
    أبشري أنت حامل!! إنها أسعد اللحظات عند المرأة، تلك اللحظات التي تشعر فيها أنها ستكون أمَّا لطفل تعطيه حبها وحنانها.
    وفترة الحمل فترة شاقة متعبة، عبر عنها القرآن الكريم بقوله:

    (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)
    [لقمان:14]،
    وقوله سبحانه وتعالى:

    (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
    [الأحقاف:15].
    واعتني الإسلام بالجنين عناية بالغة،
    اهتم الإسلام بالمرأة الحامل، وأمر بالعمل على راحتها، وتوفير الغذاء لها،
    قال الله تعالى في سورة الطلاق
    (وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )



    والحامل تحتاج إلى تناول غذاء كامل يحتوي على جميع العناصر الغذائية حتى ينمو جنينها قويًّا صحيحًا؛ لأنها هي المصدر الوحيد لغذائه، وعليها أن تحرص على تناول البيض واللحم والحليب والجبن والسلطات والخضراوات والحبوب والخبز، والدهنيات -بنسبة بسيطة- والفاكهة، وغير ذلك من الأغذية الضرورية في هذه الفترة. وعلى الحامل أن تدرك أن راحة النفس لا تقل أهمية عن راحة البدن، وأن الانفعال أو التوتر النفسي يؤثر على الجنين تأثيرًا سلبيا، فالراحة النفسية للحامل من الأمور المهمة التي لا تقل في أهميتها عن الراحة البدنية، فيجب على الحامل ومن يعيشون معها الحرص على أن يكون جو البيت ممتلئًا بالسعادة والانشراح، حيث إن الحالة النفسية من فرح أو حزن لها تأثيرها في إفراز الهرمونات في جسم الأم، ويتأثر الجنين بهذه الهرمونات منذ الشهور الأولى.




    ومن الآداب الإسلامية المستحبة بعد الولادة:
    (1) شكر الله على المولود:
    على الوالدين والأهل شكر الله على ما رزقهم ولدً كان أو بنتًا، ويكون هذا الشكر والامتنان باللسان والقلب والفعل، ومن المستحب أن يصلي الأب ركعتين، ويسجد شكرًا لله على نعمة الولد وسلامة الأم.
    (2) التأذين والإقامة في أذن المولود:
    ويستحب ترديد الأذان في الأذن اليمنى للمولود، وترديد الإقامة في أذنه اليسري ؛ ليكون أول ما يصل إلى حواسه هو ذكر الله -تعالى-، فعن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: رأيت رسول الله (أذَّن في أذن الحسين بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة.) [أبو داود والترمذي].
    (3) تحنيك المولود بعد ولادته:
    والتحنيك معناه مضغ تمرة، ودلك حنك المولود بها، وذلك بوضع جزء من الممضوغ على الإصبع، وإدخال الإصبع في فم المولود، ثم تحريكه يميًنا وشمالا بحركة لطيفة، وإن لم يتيسر التمر، فليكن التحنيك بأية مادة حلوة ؛ تطبيقًا للسنة واقتداءً بفعله صلى الله عليه وسلم.
    فعن أبي موسي -رضي الله عنه- قال: ولد لي غلام، فأتيت به النبي ( فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إلي، وكان أكبر ولد أبي موسى. [البخاري].
    ولعل الحكمة في ذلك إثارة اللسان ليتحرك، ولتتحرك عضلات الفم مما يهيئ المولود للرضاعة، وكذلك إيصال كمية من السكريات إلى دم الوليد للوقاية من نقص السكر في الدم الذي يمثل أحد الأخطار التي يتعرض لها الوليد.
    (4) التهنئة والبشارة بالمولود:
    يستحب لمن ُولِد له مولود أن تزف له البشرى، وأن تقدم له التهنئة بأن يقال له كما جاء في الأثر عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: (بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب، وبلغ أشده، ورزقت بره) [النووي في الأذكار].
    والبشارة بقدوم الأولاد سنة مستحبة، تطيب بها نفوس الآباء والأمهات، وتنشرح لها صدورهم . ومما يذكَر في كتب السيرة أن النبي ( لما وُلد بَشَّرت به ثويبة عمه أبا لهب - وكان مولاها- فأعتقها سروًرا بولادته. ويروى أن العباس قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حَوْل في شر حال، فقال: ما لقيت بعدكم راحة إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين. وهو اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وهذه البشارة والتهنئة يجب أن تشمل كل مولود ذكرًا كان أو أنثى دون تفريق بينهما.
    (5) تسمية المولود:
    علي الأبوين أن يحسنا اختيار اسم المولود، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن اختيار الأسماء، إذ جاء رجل فسأله عن اسمه فقال: اسمي (حَزن) فقال صلى الله عليه وسلم: (أنت سهل). وسأل امرأة عن اسمها، فقالت: اسمي (عاصية). قال: (بل أنت (جميلة))
    [أحمد والدارمي].
    وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم ( أن خير الأسماء وأحسنها عبد الله، و عبد الرحمن، قال رسول صلى الله عليه وسلم: (إن أحب أسمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن) [مسلم].
    ويستحسن أن يختار للمولود أحسن الأسماء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنكم تُدْعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم) [أبو داود وأحمد].
    ولا يجوز تسمية المولود بالأسماء التي تشير إلى عبادة غير الله: كعبد العزي، وعبد هبل، وعبد الكعبة، وعبد الرسول، وعبد النبي، وما شابه ذلك .
    ومن الأسماء المكروهة التي نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التسمي بها ما رواه ابن ماجه في سننه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسمين غلامك يسارًا ولا رباحًا ولا نجيحًا ولا أفلح) [أبو داود] حتى لا يساء استخدام الإسم
    كما لا يجب تسمية الأبناء بأسماء الشياطين والجبابرة: كالأعور، وفرعون، وقارون، وهامان وكذلك لا يجوز التسمية بأسماء الله -عز وجل-
    (6) تكنية المولود:
    ومن المرغوب فيه تكنية المولود: كأبي الخير، وأبي عمير؛ وذلك تكريمًا له وإشعارًا له بالاحترام في كبره بما يقوي شخصيته اجتماعيا ونفسيا، فضلا عن أنها سنة من السنن التي سنها لنا الرسول صى الله عليه وسلم.
    (7) حلق رأس المولود:
    يستحب حلق رأس المولود ذكرًا كان أو أنثى في اليوم السابع لإزالة شعر الرأس، ولعل في إزالته تقويةً له، وفتحًا لمسام الرأس، وكذلك تقوية لحاسة البصر والسمع والشم، فعن علي -رضي الله عنه- عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة، وقال: (يا فاطمة، احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة) [الحاكم].
    والتصدق بوزن شعره فضة فيه دعوة رمزية إلى التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وفي ذلك تحقيق للتراحم والتعاون بين أفراد المجتمع.
    (8) العقيقة:
    وهي من السنن التي حث عليها الإسلام، فعن أم كرز الكعبية أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة، فقال: (عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاه، لا يضركم ذكرانًا كن أم إناثًا) أي الذبائح . [أبو داود والنسائي].
    يستحب أن تذبح العقيقة في اليوم السابع لولادة المولود . قال النبي صلى الله عليه وسلم (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق رأسه، ويسمى) [أصحاب السنن]. ويستحب في العقيقة التصدق وتوزيع اللحم، والأفضل أن تُطبَخ العقيقة، ويهدى منها إلى الفقراء والمساكين. والعقيقة فيها معنى القربان، والشكر، والفداء، والصدقة، وإطعام الطعام شكرًا لله، وإظهارًا للنعمة.
    (9) الختان:
    وهو من سنن الفطرة، قال رسول الله صلى الله عليخ وسلم: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط) [متفق عليه].

    يتبع بإذن الله
    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 06-04-2013, 05:55 PM.
    اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
    اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

  • #2
    رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمد لله والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وصحبه أجمعيين
    التربية الإسلامية

    اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب بحيث يصبحون نافعين لدينهم ومجتمعهم.
    ويعتبر دور الأم في هذا المجال دورًا مؤثرًا وخطيرًا؛ لأنها تلازم طفلها منذ الولادة إلى أن يشب ويترعرع ويصبح رجلا يعتمد على نفسه،
    وهذه المسؤولية كبيرة وشاقة على الأم، ولكنها قادرة عليها بما وهبها الله من عزيمة وصبر وحنان على أبنائها.
    وقد دعا القرآن الكريم إلى العناية بالأبناء
    فقال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً)

    [النساء: 11]
    وقال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)

    [التحريم: 6]
    وقال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)

    [طه:132]
    كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية تأديب الطفل وتربيته
    قال عليه أفضل الصلاه والسلام:
    (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبو داود].
    وقد قص القرآن الكريم الكثير من صور التأديب والاهتمام بالولد مثل وصية لقمان لابنه.
    وعلى الأم أن تعمل على تربية طفلها إيمانيَّا واجتماعيَّا، وأن تعمل على تأديبه بآداب الإسلام.
    التربـية الإيمانية:
    بما يعني تقوية علاقة الطفل بربه، وبحيث يملأ الإيمان قلبه.
    ومما يساعد على ذلك:
    -استحباب التأذين في أذن المولود اليمنى، والإقامة في أذنه اليسرى.
    ذلك حتى تكون كلمة التوحيد، وشعار الدخول في الإسلام أول ما يقرع سمع الطفل، وأول ما ينطلق بها لسانه.
    - على الأم أن تردد على مسامعه دائمًا كلمات الله، وتسمعه آيات من القرآن الكريم، فالطفل وإن كان لا يعقل ما يسمعه إلا أنه يشعر بالاطمئنان والسكينة.
    - على الأم أن تساعد طفلها على التفرقة بين الحلال والحرام، حتى ينشأ على الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه.
    - تشجعه على الصلاة وتحفزه على أدائها.
    - كذلك عليها أن تشجعه على حفظ القرآن الكريم وتلاوته؛ حتى يتقوم لسانه، وتسمو روحه، ويخشع قلبه، ويرسخ فى نفسه الإيمان واليقين.
    - تبذر في قلبه بذور الحب لله ورسوله وصحابته -رضوان الله عليهم
    - تفهمه أن الله خالق هذا الكون وصانعه، وأن عليه أن يطيعه ويشكره.
    - إذا وصل الطفل إلى سن السابعة فعليها أن تأمره بالصلاة.. روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

    (مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين) [أبو داود].
    - أن تدربه على الصوم بأن تجعله يصوم ساعة أو ساعتين أو بعضًا من اليوم حتى يطيق الصوم في الكبر، وينشأ على طاعة الله والقيام بحقه، والشكر له.
    عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (من كان أصبح صائمًا فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرًا، فليتم بَقِيَّة يومه). فكنا نصومه بعد ذلك ونُصَوِّم صبياننا الصغار منهم -إن شاء الله- ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللُّعبة من العِهْن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه إياه عند الإفطار. [متفق عليه].
    -كذلك على الأم أن تؤدب ولدها على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته وتلاوة القرآن الكريم..
    لما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب آل بيته وتلاوة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله) [الديلمي].
    ويمكن للأم أن تنتهز أية فرصة لتشرح له قدرة الله عز وجل، وتتدرج معه من المحسوس إلى المعقول، ومن الجزئي إلى الكلي، ومن البسيط إلى المركب؛ حتى تصل معه في نهاية الشوط إلى قضية الإيمان عن اقتناع وبرهان.
    - وعليها أن تغرس في نفسه روح الخشوع والتقوى والعبودية لله رب العالمين.
    الآداب الإسلامية:


    - على الأم أن تحرص على تعليم ولدها الآداب الإسلامية إذا بلغ سن السادسة، حتى يتعود عليها. كأن تعلمه بأن يسمى الله عند الأكل، وأن يأكل بيمينه، ومما يليه.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك) [مسلم]
    ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: (باسم الله أولَه وآخرَه).
    [أبو داود والترمذي].
    - على الأم أن تغرس في طفلها الصدق والإخلاص، وذلك عن طريق الوفاء بالوعود التي تعطيها له، وأن تكون قدوة له دائمًا.
    - على الأم أن تعلم طفلها ألا يكون منافقًا، مع توضيح علامات المنافق التي ذكرت في الحديث
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)
    [متفق عليه].
    - أن تعلمه آداب العطس:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته)
    [الحاكم والبيهقى].
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (إذا عطس أحدكم: فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه -أو صاحبه-: يرحمك الله. فإذا قال يرحمك الله، فليقل: يهديكُم الله ويصلح بالكُم) [البخاري والترمذي].
    - على الأم أن تحثه دائمًا وتذكره أن يقول: (الحمد لله ) عند الانتهاء من أى عمل يقوم به.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (إن خير عباد الله يوم القيامة الحمادون) [أحمد].
    - وعليها أن تؤكد له دائمًا أن المسلم ليس شتامًا ولا لعانًا..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) [متفق عليه].
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) [الترمذي].
    -وعليها أن تعلمه أن حق المسلم على المسلم خمس..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس) [متفق عليه].
    -وتحرص الأم حرصًا شديدًا على مشاركة ولدها - دون تدخل واضح في اختيار أصدقائه لما لهم من تأثير كبير على شخصية طفلها..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كمثل حامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك (يعطيك)، أو تشترى منه، أو تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، أو تجد منه ريحًا خبيثة منتة) [البخاري].
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل) [أبو داود، الترمذي، أحمد].
    -وتنبه ولدها إلى آداب الصداقة، فيسلم على صديقه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويشمته إذا عطس، ويعينه في وقت الشدة، ويجيبه إذا دعاه، ويهنئه في المناسبات السارة
    وعليها أن تحرص دائمًا على أن تؤكد لطفلها أن لوالديه عليه حقوقًا، فعليه أن يحترمهما ويقدرهما ويحسن إليهما، فرضاهما من رضا الله سبحانه وتعالى
    قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
    (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)


    [الإسراء: 24].
    -وعلى الأم أن تحرك في أعماق طفلها عاطفة القرابة، وتشجعه على صلة الرحم، لتنمو في نفسه محبة من تربطه وإياهم رابطة النسب حتى إذا بلغ سن الرشد قام بواجب العطف والإحسان لهم،
    وتستطيع أن تطبق ذلك بصورة عملية فتأخذ طفلها معها عند زيارتها -مع محرم- لمن يرتبطون بهم بصلة قرابة، فيتعود الطفل هذا السلوك الإسلامى،
    قال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورا)
    [النساء: 36].
    -وعليها أن تشرح له أن عليه حقوقًا لجيرانه، يعاملهم بإحسان، ولا يؤذيهم، بل يحميهم ممن يتعرض لهم بسوء..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (والله لا يؤمن،والله لا يؤمن). قيل: من يا رسول الله؟ قال : (الذي لا يأمن جاره بوائقه (شروره)) [متفق عليه].
    -وعلى الأم أن تنبه ولدها إلى احترام معلمه، وتوقيره، وأن ذله لمعلمه عز، وتواضعه له رفعة..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه) [أحمد].
    -وعلى الأم أن تعلم طفلها منذ الصغر
    آداب الاستئذان:
    حتى لا يدخل بيت أحد بغير إذن صاحبه، مع تعليمه أن يستأذن ثلاث مرات قبل الدخول،
    قال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)

    [النور: 27]


    وقول الله تعالى في كتابه الكريم:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

    [النور: 58].
    -وعليها أن تعلمه كيفية قضاء حاجته، وذلك في الأماكن المخصصة
    -وعليها أن تعلمه بأن يدخل تلك الأماكن برجله اليسرى مع التزام ذكر دعاء الدخول،
    وهو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
    وذكر الخروج من الخلاء(غفرانك)[متفق عليه].
    -وعليها أن تعلمه تحية الإسلام
    (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
    -وعلى الأم أن تنفره من الكذب والكذابين،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا)[متفق عليه].
    - وفي المقابل تحثه على الصدق، وتذكر له أنه خلق طيب أمر به الإسلام..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صِدِّيقًا)
    [متفق عليه].
    - عليها أن تعلمه أن الحياء خلق طيب من أخلاق الإسلام،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (إن لكل دين خلقًا، وإن خلق الإسلام الحياء) [ابن ماجه].
    - وعليها أن تغرس في قلبه الرحمة على الفقراء والمساكين حتى يلين قلبه..
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم ) [أحمد].
    تربـية الذوق:
    - وتربية الذوق وتنميته في نفوس أطفالنا أمر مطلوب، لذلك فإن على الأم أن تحرص على تدريب طفلها على تذوق الجمال، مع تعويده على المحافظة على بقاء الأشياء الجميلة، فلا يتلف المزروعات، ولا يقطف الأزهار من الحدائق
    -ومن المستحب أن تكلف الأم طفلها برعاية بعض النباتات الموجودة في البيت كنباتات الزينة مثلا، وتعلمه كيفية ترتيب حجرته، وتنظيم حاجاته، حتى يتعود على تذوق الجمال منذ صغره.
    - ومن الذوق أيضًا أن تعلمه أصول الخطاب مع الغير، ومراعاة عدم جرح مشاعر الآخرين، ومعاملة الناس باحترام ولباقة، مع اختيار الألفاظ المهذبة، وخفض الصوت، وعدم رفعه، خاصة مع من يكبرونه في السن والمقام.
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (ما أكرم شاب شيخًا لسنه، إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه) [الترمذي]،
    وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا) [الترمذي].
    - وعلى الأم كذلك أن توضح لطفلها أن العيب كل العيب أن يهزأ من الكبير، أو يسخر منه أو يسيء الأدب معه.
    - وزيادة في تعويد الطفل على احترام الكبير، فيستحب له تقبيل يد الكبير خاصة الوالدين والجدين حتى ينشأ الولد على التواضع والاحترام وإنزال الناس منازلهم، بشرط ألا يغالي في ذلك ولا يزيد في الاحترام عن الحد الذي أمر به الشرع الحنيف كالانحناء أثناء القيام أو الركوع أثناء التقبيل.
    التربـية الاجتماعية:
    - على الأم أن تسعى جاهدة لتعليم طفلها منذ نشأته التزام الآداب الاجتماعية الفاضلة المستقاة من ديننا الإسلامي الحنيف حتى يستطيع الطفل في المستقبل الالتزام بها دون أن يشعر أنها تشكل عبئًا عليه، كذلك فإن قيام الأم بهذا الدور على وجهه الصحيح، يسهم في إقامة مجتمع إسلامي تقوم دعائمه على الأخلاق والقيم الإسلامية الرفيعة.
    - لذلك فإن على الأم أن تعلم طفلها الأخوة، والحب في الله...

    قال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)

    [الحجرات: 10]،
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه، التقوى هاهنا) (ثلاث مرات) ويشير إلى صدره) [الترمذي].
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى) [مسلم].
    - وعليها أن تعلمه الإيثار
    وهو: أن يفضل غيره على نفسه في الخيرات، ويمكنها أن تدربه على ذلك بأن تعطيه شيئًا يحبه حبًا شديدًا، وتطلب منه برفق وحنان أن يعطيه لأخيه، فيتعود منذ الصغر على هذه العادة الإسلامية السامية
    قال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)


    [الحشر: 9].
    - وعلى الأم أن تعلم طفلها التسامح والعفو عند المقدرة، فإذا اعتدى عليه أحد الأطفال، تطلب منه الأم أن يسامحه ،وأن يعفو عنه، لأن الله سبحانه وتعالى يحب العافين عن الناس..
    قال الله تعالى في كتابه الكريم:
    (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

    [آل عمران: 134].
    - وعليها أن تعلمه الشجاعة والجرأة وقول كلمة الحق، ويمكنها أن تطبق ذلك بطريقة عملية، فإذا أخطأت، وأدرك الطفل ذلك فنبهها إلى الخطأ، فلا تعنفه أو تعاقبه على جرأته، بل تشجعه على ذلك بأن تقول له: نعم أخطأت ولن أكرر ذلك مرة ثانية. فينشأ الطفل جريئًا شجاعًا، لا يسكت عن الحق في المستقبل، لأنه تعود عليه منذ الصغر.


    وأيضا على الأم أن تعمل على:
    - تربية الأطفال على ستر عوراتهم حتى يتربوا على الحياء والحشمة.
    - التفرقة بين الأبناء والبنات في المضاجع إذا ما بلغوا عشر سنين..

    فقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) [أبو داود وأحمد].


    يتبع بإذن الله
    اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
    اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ...وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
    التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 06-04-2013, 07:11 PM.
    اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
    اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
    اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

    تعليق


    • #3
      رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الحمد لله والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى آله وصبحه الطاهرين .
      عناصر التربيه الأسلاميه الصالحه للنشء الجديد :-
      1 -وجود أسرة سويه منسجمه تسودها المحبه والرحمه بين الأب والأم
      بعيده عن الخلافات والنزاعات .
      2- وضع القواعد النظاميه بالمنزل والنتائج المترتبه عليها ، فللوالدين الحق
      وعليهما تقع المسؤوليه تجاه وضع الأنظمه المعمول بها في المنزل .
      3- عدم إسراف الأهل في الممنوعات والتنبيهات ، فذلك ينمي لدى الطفل شعورابعدم الإستقلاليه ويكبت نزعة الأستكشاف لديه .
      4- تجنب إستخدام العقاب الشديد أو المتكرر مع الأطفال مما يؤدي الى تنميةالكذب كوسيله للدفاع عن النفس ويساعد في تبلد الأحساس ويقمع القدره على الأبداع .
      5 -إدراك سمات المرحلة العمريه التي يمر بها الطفل وخصائصها النفسيه
      والعقليه والأجتماعية حيث يختلف الطفل كثيرا في سماته عن سمات الشخص
      الكبير المدرك .
      6- أهمية مناقشة القضايا الأخلاقيه أمام الطفل كالكذب والسرقه والغش والعدوان وغير ذلك بأسلوب بسيط ومباشر بعيدا عن التشنج والغضب .
      7-أهمية التزام الراشدين بمعايير الصدق والألتزام بذلك على أعتبار ان سمة
      التقليد لدى الطفل معروفه فهو يتمثل الكبار كنموذج لا يقبل الجدال .

      دور المنزل في تربية الطفل المسلم
      إن من أراد بناء أسرة إسلامية ينشأ عنها جيل صالح عليه أن يُعني قبل ذلك باخـتـيـار الـزوجــة ذات الـديــن والخلق الكريم والمنبت الحسن حتى تسري إلى ذلك الجيل عناصر الخير وصفات الكمال،، قال سيدنا محمد- عـلـيـه الـصـلاة والـسـلام- : "تنكح المرأة لأربع لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين، تربت يداك" متفق عليه .
      وبالـمـقـابـل فإن الشريعة الغراء عندما دعت الرجل لاختيار الزوجة الصالحة فإنها حثت الآباء على حـسـن اختيار الرجل الكفء لبناتهم صاحب الدين والخلق القويم القادر على حمل الأمانة وصيانة المرأة .
      لذلك فإن حسن اختيار الأم والأب ينشأ عنه صلاح ذلك الجيل الناشئ عن تلك الأسرة ، فكل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما ورد في الحديث .
      *مرحلة الطفولة مرحلة إعداد وتدريب وتربية ومن أجل ذلك حثت الشريعة الغراء على أمور منها :
      1- تعليم الأطفال كل ما يعود عليهم بالنفع في الدين والدنيا وتلقينهم الشهادتين .
      2- غرس محبة الله ورسوله وصحابته في قلب الطفل .
      3- تحفيظ القرآن سورة سورة وما تيسر من الحديث .
      4- أمره بالصلاة عند بلوغه سبع سنين .
      5- تعليمه الطهارة والوضوء ، وتعويده على الصدق والأمانة والبر والصلة .
      6- إبعاده عن مجالس السوء واللهو والمنكرات .
      7- تعليمه الأدب الحسن (ما نحل والد ولده خير من أدب حسن ) .
      8- تجنيبه الخمر والمسكرات وما يفسد الدين والبدن والأخلاق .
      9- تدريبه على الشجاعة والإقدام والاخلاص في العمل .
      10- تدريسه حياة العظماء والصالحين والأبرار ليقتدي بهم .

      * أخطاء نرتكبها في معاملة الأطفال :
      1- سوء فهم نية الطفل ، وتجاهل عواطفه ، فكثيراً ما نقسو عليه ونعاقبه بالضرب والازدراء والتحقير .
      كما أنه ليس كل مخالفة للوالدين يرتكبها الطفل عنوان الشقاوة ،
      بل هي على الأغلب عنوان نشاط وحيوية ، ومظهر لنمو الشخصية لديه .
      2- من الأخطاء تخويفه بالغول والعفاريت ليهدأ أو لينام .
      3- الاختلاط بين الجنسين ، والتساهل في مشاهدة التمثيليات ،
      وأفلام القتل والجريمة ، والانحراف ، وتصفح المجلات الخليعة .

      * بعض الأمور النافعة في تربية الطفل :
      1- القدوة الحسنة : وذلك لأن الطفل يقلد من حوله لا سيما الأم والأب والأقارب ، لذا لا بد من إيجاد القدوة الحسنة الملتزمة بالخلق الرفيع والألفاظ الطيبة .
      2- الرفق : معاملة الطفل لا بد لها من عطف ورحمة به كما قال -عليه الصلاة والسلام-
      للأقرع بن جالس لما أخبر أنه لا يقبل أحداً حتى أولاده : »من لا يرحم لا يُرحم«
      3- العدل : إن تفضيل الأبناء بعضهم على بعض يزرع العداوة والبغضاء ،
      وعلى الأبوين العدل بينهم في كل شيء ، لأنه أدعى إلى المودة والتآلف .

      * تعليم الطفل المسلم :
      : ((عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)) ،
      : ((الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الإنسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ)) .
      وهذه بعض الأمور التي يجب مراعاتها في تعليم الطفل :
      1- تعليم الطفل الأكل باليمين والتسمية عند الأكل والدخول والخروج .
      2- تعليمه الاستعانة بالله وحده وتشجيعه على الصلاة مع الجماعة .
      3- تعويده النظافة في الملبس والمسكن .
      4- التفريق في اللباس بين الذكر والأنثى ، وعدم تشبه كل منهما بالآخر .
      5- تعليم البنت على الستر في الملبس منذ الصغر والحجاب عند البلوغ .
      6- تعليم الولد الرماية والفروسية والسباحة .
      7- الاهتمام بتنمية جانب الذكاء لدى الطفل بالبحث والمناظرة .
      8- عدم إنهاكه بالتعليم النظري المتواصل حتى لا يمل ويتركه .

      يتبع الموضوع مع المشكلات عند الأطفال وكيفية علاجها إن شاء الله
      والسلام عليكم ورحمه الله وبركااااااااااااته
      اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
      اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
      اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

      تعليق


      • #4
        رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

        السلام عليكم ورحمة الله وبركااااااااته
        مشكلات الأطفال
        للأطفال مشكلات نفسية كثيرة، قد يقف عندها الآباء حائرين، يعانون منها، ويسهرون قلقين إزاءها، ويصرخون من آثارها.
        ماذا نفعل لطفلنا العصبي؟ كيف نتعامل معه؟
        ابني سرق !... ابني يميل إلى المشاجرة !!.
        ابني منطوٍ ... ابني كاذب ... ابني يسأل أسئلة محرجة... إلخ.
        ونقطة الانطلاق للتغلب على هذه المشكلات أن يكون لدي الأبوين قدرٍ كافٍ من المعرفة بهذه المشكلات، وأسبابها، ومظاهرها، ومدى خطورتها من عدمه، ووسائل علاجها، فعلى كلا الأبوين ألا يتهاونا في معالجة مثل هذه المشكلات؛ لأنها تحفر بمخالبها في شخصية الطفل، فتمسخها وتطمس فطرتها، وتشوه كمالها.
        مشكلة الخوف عند الأطفال
        ليس غريبًا أن نخاف !! فالخوف أمر طبيعي يشعر به الإنسان في بعض المواقف التي تهدد حياته بالخطر.
        والخوف الطبيعي المعقول مفيد للإنسان، فإذا كان الفرد منا لا يخاف النار؛ فقد تحرقه أو تقضي عليه، لكن هناك من الخوف ما هو مَرَضي، بل إن من الخوف ما هو قاتل !!.. فالخوف المبالَغ فيه والمتكرر لأي سبب يكون خوفًا غير طبيعي.
        الخوف:

        حالة انفعالية طبيعية يشعر بها الإنسان وكل الكائنات الحية في بعض المواقف التي يهدده فيها نوع من الخطر. وقد تظهر هذه المخاوف بصورة واضحة في سن الثالثة من العمر، وتتراوح درجاتها بين: الحذر، والهلع، والرعب.
        من أين يأتي الخوف للأطفال؟ هناك بعض الأمور التي تسبب الخوف عند الطفل، ومنها:
        - تهديد الأبوين له وتخويفه باستمرار مما يعرضه لمخاوف كثيرة.
        - مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة، واستماعه إلى القصص المخيفة، وهذا يبين خطورة قصص الجن والعفاريت، وكذلك أفلام الرعب والقصص البوليسية.
        - فقد الحب والرعاية، حيث تكثر مخاوف الأطفال من فقد أمه أو أبيه، أو فقد الأمن بهجر والده له، أو انفصال أمه عن أبيه، ومما سيقع عليه من أذى وكراهية وحرمان.
        - الخوف بالعدوى، فحالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلى آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة، فينشأ أطفالهن على الخوف من هذه الحيوانات.
        - المبالغة في الخوف والقلق من الآباء على الأبناء، فإذا رأي الصغير علي وجه أمه الارتباك وشحوب اللون إذا جرح جرحًا صغيرًا، أو وقع على الأرض؛ فإنه سيصاب بالذعر والخوف، وبهذا ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه.
        - البيئة العائلية المليئة بالتهديدات والمشاجرات والخلافات، والتي تزعزع اطمئنان الطفل وتجعله ينشأ على الخوف.
        وأكثر مخاوف الأطفال شيوعًا تكون من الأشياء المحسوسة؛ مثل الخوف من العسكري أو الطبيب، بينما المخاوف غير المحسوسة تكون أقل شيوعًا، مثل الخوف من الموت والعفاريت.. إلخ.
        وتلك أمور غالبًا ما يكون السبب في نشوئها لدى الأطفال هم الآباء أنفسهم.
        ويخطأ الأب والأم عندما يُخَوِّفان الطفل من شيء بهدف الضحك والتسلية، فهذه قسوة لا نظير لها، فما أقبح أن يصرخ الطفل خوفًا، والأب والأم يضحكان من خوفه.
        ويمكن تقسيم الأولاد من حيث الخوف إلى:
        (1) أطفال لا يخافون:

        وهذا أمر نادر للغاية، ويرجع عادة لقلة الإدراك، مثل: ضعاف العقل، أو الصغير الذي لا يفهم ما حوله.كالذي يمسك الثعبان جهلا، أو سهوًا، أو من عدم الانتباه.
        (2) أطفال يخافون خوفا عاديًّا:
        قد يكون الخوف شعورًا طبيعيا يحسه كل من الطفل والبالغ عندما يخاف مما يخاف منه أغلب من في سنه كالخوف من حيوان مفترس.
        (3) أطفال يخافون خوفا مَرَضِيًّا:
        وهو خوف شاذ مبالغ فيه ومتكرر أو شبه دائم مما لا يخيف أغلب من في سن الطفل، وقد يكون وهميّا (Phobia)...إلخ.
        علامات الخوف:
        في سن الطفل الأولى:

        فزع على ملامح الوجه وصراخ.
        بعد السنة الثانية:
        صياح، وهروب، ورعشة، وتغيرات في ملامح الوجه، والكلام المتقطع، وقد يصحبه عرق وتبول لا إرادي.
        التعرف على مدي تأثير الخوف عند الأطفال بمقارنته بدرجة مخاوف الآخرين:
        - الخوف من الظلام طبيعي لطفل الثالثة، أما إذا نتج عنه فزع شديد، وفقد الطفل اتزانه، كان خوفا شاذَّا في ضوء التقاليد السائدة.
        - مرحلة الحضانة والطفولة المبكرة مرحلة هامة لزرع الشعور بالأمن والطمأنينة.
        - كبح جماح الطفل في التعبير عن الخوف، والضغط عليه لضبط انفعالاته بالتخويف، يحول دون نموه وجدانيّا نحو حياة غنية بالخبرات، ويؤدي به إلى الضحالة الانفعالية والانطواء.
        - دفع الطفل في المواقف التي تخيفه بهدف مساعدته للتغلب على الخوف لا يجدي معه، وقد يضره بشدة.
        - الطفل الأكثر ذكاءً في البداية يخاف من أشياء كثيرة بسبب نمو مدركاته واستطلاعه لما حوله، ومع تقدم السن تقل هذه المخاوف غير المنطقية وهناك نوع من الخوف يطلق عليه اسم الفوبيا (Phobia) وهذه الفوبيا لها عدة صور منها:
        * الخوف من المجهول.
        * الخوف من الفشل.
        * الخوف من الموت المرتبط بالتهديد.
        وعمومًا الخوف من الأشياء التي لا تمثل تهديدًا حقيقيًا وفعليا للإنسان في الحاضر.
        مِمَّ يخاف الأطفال؟
        في السنة الأولى: يخاف الطفل من الأصوات العالية الفجائية بصفة أساسية. ومن 2: 5 سنوات: تزداد تأثيرات الخوف بتعدد أنواعها.
        والطفل يخاف من الأماكن الغريبة الشاذة، ويخاف الوقوع من مكان مرتفع، ويخاف الغرباء، كما يخاف الحيوانات والطيور التي لم يألفها، ويخاف تكرار الخبرات المؤلمة كالعلاج والعمليات الجراحية مما يخاف منه الكبار في بيئته سواء كانت مخاوف واقعية أو وهمية أو خرافية، ويخاف الظلام، والدخان المتصاعد من النار، ويخاف الغول، ويخاف تصديق الأطفال للتهديدات المحيطة مثل: سأذبحك وسأصل الكهرباء إلى جسمك، العفريت ينتظرك في هذا المكان.
        الخوف والثقة بالنفس:

        بعض الأطفال يعانون من الخوف مع معظم المواقف، وهؤلاء يعانون من ضعف الثقة بالنفس، وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وقد يصاحبها ظهور مخاوف غير واقعية، وأعراض أخرى كعدم القدرة على الكلام والتهتهة والانطواء والخجل والاكتئاب والتشاؤم وتوقع الخطر.
        أسباب عدم الثقة بالنفس:
        (1) التربية الخاطئة في الطفولة الأولى، كالحماية الزائدة، أو التدليل الزائد.
        (2) مقارنة الآباء بين طفل وآخر، بهدف التحفيز والتحميس مما يأتي بنتائج عكسية.
        (3) النقد والزجر والتوبيخ والضرب.
        (4) التنشئة الاعتمادية.. التي لا تدفع الطفل إلى التعرف بمفرده على مواقف الحياة.
        (5) تسلط الآباء وسيطرتهم.
        (6) اضطراب الجو العائلي ومنازعات الوالدين.
        (7) النقص الجسماني (عرج - حول - طول مفرط - قصر شديد - تشوه - سمنة مفرطة - انخفاض درجة الذكاء- والتأخر الدراسي).
        (8) النشأة في بيئة تعاني من القلق النفسي والخوف وعدم الثقة.
        (9) تكرار الفشل والإخفاق.
        الوقاية من الخوف:
        (1) إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي والحنان والمحبة، مع الحزم المعتدل والمرن.
        (2) إذا صادف الطفل ما يخيفه يجب على الأم ألا تساعده على النسيان حتى لا تصبح مخاوف مدفونة، فبالتفهم والطمأنينة وإجابة الأسئلة التي تُحيِّرهُ يستطيع التخلص من مخاوفه.
        (3) تربية روح الاستقلال والاعتماد على النفس في الطفل.. بالتقدير وعدم السخرية وعدم المقارنة.
        (4) توفير جو عائلي هادئ ومستقر يشبع حاجاته النفسية.
        (5) اتزان وهدوء سلوك الآباء (بلا هلع ولا فزع) في المواقف المختلفة خاصة عند مرضه، أو إصابته بمكروه؛ لتفادي الإيحاء والتقليد والمشاركة.
        (6) مساعدته على مواجهة مواقف الخوف - دون إجبار أو نقد - وتفهمه حقيقة الشيء الذي يخاف منه برقة وحنان.
        (7) إبعاده عن مثيرات الخوف (المآتم- الروايات المخيفة- الخرافات- الجن والعفاريت-.. إلخ).
        (8) عدم الإسراف في حثه على التدين والسلوك القويم بالتخويف من جهنم والشياطين حتى لا يزيد شعوره بالضيق والخوف.
        (9) مساعدته على معرفة الحياة وتفهم ما يجهل، وبث الأمن والطمأنينة في نفسه.
        (10) تنشئته على ممارسة الخبرات السارة كي يعتاد التعامل بثقة وبلا خوف.
        (11) عدم قلق الآباء على الأبناء، والتقليل من التحذير وعدم المبالغة والاستهزاء والحماية الزائدة.
        علاج الخوف:
        (1) إزالة خوف الطفل بربط ما يخيفه بانفعال سرور

        (2) العلاج النفسي بالكشف عن مخاوفه ودوافعها المكبوتة، وتصحيح مفاهيمه.
        (3) العلاج الجماعي بتشجيعه على الاندماج مع الأطفال وتفاعله الاجتماعي السليم.
        (4) علاج مخاوف الوالدين وتحسين الجو المنزلي.
        (5) تعاون المدرسة مع الآباء في علاج الأطفال وعدم استعمال التخويف والضرب في المدرسة.
        (6) على الأم أن تعلم ولدها دائما الخشية من الله -عز وجل- حتى يرق قلبه، وتصير التقوى صفة لازمة له، قال تعالى:
        (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)

        [النازعات: 40- 41].
        وقال تعالى:
        (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)

        [الرحمن: 46]،
        وتعلمه الخوف من المعاصي:
        (قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)

        [الأنعام: 15]،
        ولكن عليها أن تحذر من الإسراف في تهديد طفلها من التخويف والتهديد بالعذاب والنار، وتدرك أن خوف الطفل من الله وحده يمنع عنه الخوف مما سواه.
        مشكله التأخر الدراسي
        التأخر الدراسي مشكلة تربوية اجتماعية يعاني منها التلاميذ، ويشقى بها الآباء في المنازل، والمعلمون في المدارس، وهي من أهم المشكلات التي تشغل المهتمين بالتربية والتعليم في العالم؛ لأنها تحدد إمكانيات الدول المادية والبشرية، ويتضح حجم المشكلة إذا عرفنا أن (20) تلميذًا من بين كل (100) تلميذ يعانون من هذه المشكلة.
        ويقصد بالتأخر الدراسي قلة التحصيل الدراسي للطفل بالمقارنة بمستوى زملائه.
        فالطفل المتأخر دراسيَّا:

        هو التلميذ الذي يكون مستوى تحصيله دون مستوى نظرائه ممن هم في مثل سنه، أو يكون مستوى تحصيله أقل من مستوى ذكائه العام.
        سمات وخصائص المتأخرين دراسيًا:
        أولاً:السمات والخصائص العقلية.
        - نقص الذكاء، ويكون أقل من المتوسط.
        - عدم القدرة على التركيز والانتباه، وضعف الذاكرة.
        - ضعف التفكير القائم على الاستنتاج، واضطراب الفهم.
        - القدرة المحدودة على التفكير الابتكاري والتحصيل.
        - عدم القدرة على التفكير المجرد واستخدام الرموز.
        - الفشل في الانتقال المنظم من فكرة إلى أخرى.
        - التحصيل بصفة عامة دون المتوسط، وفي مواد خاصة ضعيف.
        ثانيًا: السمات والخصائص الجسمية:
        - الإجهاد والتوتر والكسل.
        - الحركات العصبية والتوتر.
        - ضعف الصحة العامة.
        - ضعف الحواس كالسمع والبصر والشم والتذوق.
        ثانيًا: السمات والخصائص الانفعالية:
        - العاطفة المضطربة والقلق والخمول والبلادة.
        - الاكتئاب وعدم الثبات الانفعالي.
        - الشعور بالذنب والشعور بالنقص والفشل والعجز واليأس.
        - الغيرة والحقد والخجل.
        - الاستغراق في أحلام اليقظة وشرود الذهن والعدوان.
        - الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانطواء.
        ثالثًا:السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية:
        - القدرة المحدودة في توجيه الذات، أو التكيف مع المواقف الجديدة أو المتغيرة.
        - الانسحاب من المواقف الاجتماعية، ومن ثم الانطواء والعزلة والسلبية والانحراف.
        أسباب التأخر الدراسي:
        هناك أسباب تتعلق بالتأخر الدراسي منها ما يتعلق بالطفل، ومنها ما يتعلق بالمدرسة أو المنزل، بالإضافة إلى وجود أسباب أخري مساعدة لهذه المشكلة.
        أولا: الأسباب التي تتعلق بالطفل:
        (1) أسباب عقلية:

        والمراد منها هو ضعف الذكاء العام للطفل، والذي يعد من أقوى الأسباب في التأخر الدراسي.
        (2) أسباب جسمية:
        والمراد منها هو اضطرابات النمو الجسمي، وضعف البنية والصحة العامة، والأمراض الطفيلية المزمنة، واضطرابات إفرازات الغدد، والعاهات الجسمية كطول البصر وقصره وعمى الألوان، بالإضافة إلى حالات الاضطراب التي تصيب اللسان وأجهزة الكلام، مما يسبب صعوبة النطق.
        (3) أسباب انفعالية:
        كشدة الحياء، والقلق وعدم الاستقرار.
        ثانيًا: الأسباب التي تتعلق بالمدرسة:
        - سوء توزيع التلاميذ في الفصول وعدم مراعاة التناسق والتجانس أثناء توزيعهم.
        - عدم الانتظام في الدراسة، وذلك بتكرار الغياب والتأخر.
        - كثرة تنقلات المعلمين وعدم استقرارهم.
        - الإدارة الدكتاتورية والتنظيم السيء بالمدرسة.
        - طريقة التدريس والمناهج التي لا تتمشى مع أهداف التربية الحديثة، وعدم إدراك الفروق الفردية بين التلاميذ.
        ثالثا: الأسباب التي تتعلق بالمنزل، ومنها:
        - المستوى الاقتصادي الذي يلعب دورًا خطيرًا في عملية التأخر الدراسي أو عدمه.
        - المستوى الثقافي كأن يكون الطفل مثلا في بيئة لا تهتم بالتعليم، مع عدم توفر الجو المناسب له عند المذاكرة.
        - الجو المنزلي: والمقصود منه كثرة المشاحنات والخلافات داخل الحياة المنزلية، أو استبداد الآباء والتفريق بين الأبناء في المعاملة، أو قسوة زوج الأم أو زوجة الأب، أو التدليل أو الإهمال، أو العقاب المستمر، أو الابتعاد عن غرس القيم الدينية.
        كل هذا يسبب القلق والاضطرابات للطفل مما يؤثر على حياته، ويكون نتيجة ذلك تأخره الدراسي.
        رابعًا: العوامل المساعدة للتأخر الدراسي:
        هناك بعض العوامل التي تسهم في تأخر الطفل دراسيًا وذلك:
        كفقدان التوازن العاطفي، وانحطاط المستوى الثقافي في المنزل، وعدم المواظبة على الحضور في المدرسة، والفقر المادي في المنزل.
        علاج التأخر المدرسي:
        1- دور المدرسة:
        للمدرسة دور كبير في التغلب على مشكلة التأخر الدراسي وذلك عن طريق:
        - الاهتمام بالفروق الفردية.
        - التقليل من عدد التلاميذ في الفصول ذات المستوى العلمي الضعيف مع زيادة عدد المعلمين.
        - حذف المواد الدراسية التي لا تتناسب مع عقول الصغار وتصوراتهم.
        - الاهتمام بالتوجيه التربوي والمزيد من الإعداد الجيد للمعلم.
        - محاولة تضييق الفجوة بين الدراسة النظرية وواقع المجتمعات.
        - الاهتمام بالنواحي الاجتماعية وحل ما يواجه الأطفال الذين يعانون من التأخر الدراسي من مشكلات.
        - الاهتمام بالمناهج الدراسية، وطرق التدريس، ووسائل الإيضاح التعليمية.
        - الاهتمام بالنواحي الصحية للتلاميذ، وعمل فحوص دورية لهم.
        - أن تهيء المدرسة الجو المدرسي الصالح وفق حاجاتهم ورغباتهم وميولهم وزيادة ألوان النشاط المحبب إليهم.
        - أن يسمح للأطفال بممارسة ألوان النشاط والحركة داخل الفصل، وبفناء المدرسة، وسط الهواء الطلق والشمس الساطعة في بعض الأوقات، مع تزويدهم ببعض الألعاب التعليمية الهادفة.
        - ويختلف علاج التأخر الدراسي باختلاف السبب، فإذا كان السبب ضعف حيوية الطفل فإنه يعرض على طبيب المدرسة أو الوحدة العلاجية.
        وإذا كان السبب هو ضعف البصر، يعرض على الطبيب المختص، ويجلس الطفل قريبا من السبورة.
        أما إذا كان التأخر بسبب انحرافات مزاجية وعوامل نفسية، فيستعان بالعيادات النفسية، ويفضل وجود مرشد وموجه نفسي في كل مدرسة يعاون المعلمين.
        - وهناك حالات يكون سببها المعلم، نتيجة طريقته في التدريس، أو قسوته، أو الازدحام في الفصل، مما يؤدي إلى عدم استفادة الأطفال منه، لذلك عليه أن يطور من طرق تدريسه، وأن يفهم نفسيات ومشكلات التلاميذ، وأن يعد لكل منهم بطاقات تبين حالاتهم ومشاكلهم، ويبين العلاج الذي يناسبهم.
        وفي بعض الحالات يفضل عمل مجموعات دراسية لهؤلاء التلاميذ لتعويض ما فاتهم بسبب المرض أو الغياب.
        2- دور الأسرة:
        أما عن دور الأم والأسرة في علاج التأخر الدراسي فيجب مراعاة ما يلي:
        - العمل على تنمية ذكاء الطفل.
        - الاهتمام بالطفل صحيَّا.
        - الاهتمام بتغذيته جيدًا.
        - العمل على تخليص الطفل مما يعانيه من اضطرابات نفسية، وتصحيح علاقته بالمجتمع والناس من حوله.
        - العمل على تنقية الجو الأسري الذي يعيش فيه من الخلافات والمشاحنات، وتنمية إحساسه بالأمان والاستقرار.
        - متابعة الطفل من خلال زيارته بالمدرسة، والاطلاع على كتبه وكراساته، والوقوف على مستواه الدراسي.
        - العمل على ترغيب الطفل في المدرسة والدراسة.
        مشكله العدوان
        العدوان قد يكون في إحدى صوره ضرورة لحياة الإنسان وبقائه، فهو بمثابة سلاح يدافع به عن نفسه ضد الطبيعة والأفراد.
        والعدوان هو القيام بأفعال عدوانية نحو الآخرين، وما يعادلها من عداء معنوي، وهو محاولة تخريب ممتلكات الآخرين.كما أنه ضرب من السلوك الاجتماعي غير السوي يهدف إلى تحقيق رغبة صاحبه في السيطرة.
        فالعدوان سلوك مرضي موجه للإيذاء والإيلام وإلحاق الضرر، وإذا نظرنا إليه من الجانب الإيجابي نجده وسيلة لأن يثبت الطفل فيه ذاته، ويعتبر تعويضًا عن الإحباط الذي يعانيه الشخص المعتدي.
        والعدوان يأخذ أشكالا شتى، وتأثيره قد يكون سلبيّا، وقد يكون إيجابيّا، فالعدوان السلبي يكون موجها نحو الذات (نحو الطفل نفسه)، ويكون الطفل عندئذ عنيدًا وغير متعاون، بخلاف العدوان الإيجابي، فهو يتمثل في الاعتداء على الآخرين أو تدمير ممتلكاتهم.
        أما العدوان من حيث القوة، فقد يكون سافرًا أو مكبوتًا، فالسافر ينصب مباشرة على المنافس، ويتخذ أشكالاً متفاوتة الخطورة (كالاعتداء، والمشاجرة، وكلمات التحقير... إلخ)
        أما العدوان المكبوت فتختفي فيه النزعة العدوانية في اللاشعور، وقد يعبر عنها بأساليب غير مباشرة.
        والعدوان من حيث شكل التعبير قد يكون ماديَّا، وقد يكون لفظيّا، فالمادي هو الاعتداء على الآخرين باليد وما شابه ذلك، أو بتدمير ممتلكاتهم، أما العدوان اللفظي فيكون بتوجيه الألفاظ الخارجة، مثل السباب، والتهكم، والسخرية والمشاجرة.
        وتبدو ملامح هذه المشاجرة بين الأطفال عندما يقوم أحدهم بتعطيل أو تخريب لعبة زميله، أو السيطرة عليها، وهي تكثر بين الذكور، بينما تتسم مشاجرة الطفلة مع الطفلة بالشكل اللفظي والاعتراض الكلامي، وذلك لنمو قدرتها اللغوية في التعبير عن مشاعر غضبها وقلقها.
        العوامل التي تسبب العدوان:
        هناك عوامل عديدة تؤدي إلى العدوان منها:
        - فقدان الشعور بالأمن نتيجة الحرمان والإحباط.
        - تهديد وامتهان الذات وفقدان الاعتبار.
        - المشكلات الأسرية.
        - التشوهات الخِلْقية.
        - الحماية الزائدة والتدليل الزائد.
        - ثورة وعصبية الأب لأتفه الأسباب.
        - غياب أو ندرة فرص التعبير.
        - غياب الحرية أو تقييدها.
        - غياب السلطة الضابطة أو اضطرابها.
        - تغير السلطة الضابطة أو تعددها.
        - تنمية البوادر العدوانية بإهمالها؛ أو التكاسل عن علاجها.
        - الكراهية الشديدة أو الغيرة.
        - التربية الخاطئة والتعليم المغلوط.
        أساليب الكشف عن العدوان:
        يمكن التعرف على الميول العدوانية عند الطفل من خلال الأساليب التالية:
        - ملاحظة الطفل أثناء لعبه بالعرائس والدمى، ومن خلال رسوماته.
        - من خلال القصص التي يقصها الطفل استجابة لسلسلة من الصور التي تعرض عليه.
        - صور التعبير عن العدوان وهي كثيرة منها ما يكون بالوجه، أو باليد، أو بالقدم، أو باللسان، أو بالتمرد والعصيان، أو بالعناد والتحدي، أو بالفشل في الدراسة، أو بالخيانة.
        العوامل المؤثرة في السلوك العدواني:
        هناك عوامل كثيرة تؤثر في السلوك العدواني، منها: ما يعود إلى الطفل نفسه وذلك من خلال سنه، أو أصدقائه، أو ذكائه، أو تعليمه، أو مستواه المعيشي وتكوينه النفسي والاجتماعي، ومنها ما يعود إلى الأسرة من خلال عمل الوالدين وانشغالهما، بالإضافة إلى العلاقات الأسرية الهشة، ومنها عوامل خارجية كوسائل الإعلام المختلفة.
        وقد يظهر العدوان إذا غابت الأم، وخاف الطفل فيصيح ليعبر عن ذاته ووجوده، والطفل يكثر الكلام ليعلن عن وجوده، ويلفت النظر إليه، كما أن العدوان نوع من تحقيق القدرة وتأكيد الذات، وهي خاصية إنسانية يحتاج إليها الإنسان، وعدمها يعرضه للفشل في تحقيق وجوده وإمكانياته.
        وقد يكون العدوان تدريبا للطفل ليكون مستعدَّا في الوقت المناسب للدفاع عن بقائه ووجوده، وتأكيد ذاته، وقد يكون العدوان كنوع من المقاومة للحقيقة، مثل مقاومة الشخص لكشف حقيقة نزعاته ومواقفه السلبية، وتكون المقاومة في شكل عدواني سافر، وقد يرجع العدوان إلى الحاجة إلى الحرية، فالصغار يثورون طلبًا للحرية، ويستخدمون في ذلك العناد والمخالفة ورفض الطعام والتخريب .... إلخ.
        كما يلاحظ أيضا أن مشاهدة الأطفال للعنف في وسائل الإعلام يؤثر بشكل كبير على سلوك الأطفال.
        والطفل الذي يشعر بتقبل والديه له ينجح في التكيف مع بيئته، بخلاف الطفل الذي لا يشعر بتقبل والديه له، فإنه يميل إلى العدوانية، أي أن اتجاه التقبل الوالدي يرتبط بالعدوانية ارتباطًا سالبًا، كما أن اتجاه التفرقة الوالدي يرتبط بالعدوانية ارتباطًا موجبًا.
        علاج مشكلة العدوان:
        على الأم معرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى خلق السلوك العدواني لدى الأطفال، وعليها تعليمهم موقف الإسلام من هذا السلوك المرفوض، فالإسلام يحرم العدوان بجميع أشكاله، وليس أدل علي ذلك من قوله تعالى:
        (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)

        [البقرة: 190].
        كما حرم كل أشكال التعاون في هذا الأمر الأثيم،
        قال تعالى:
        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
        [المائدة: 2].
        وعليها أن تعلم أولادها حب الآخرين، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
        (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) [متفق عليه]. وتدربهم على العطاء وتساعدهم على منح الهدايا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم
        (تهادوا تحابوا) [أبو يعلى]. وغير ذلك من الأخلاق التي تضاد السلوك العدواني لدى الصغار وتبغضهم فيه.
        مشكله الكــذب
        الكذب داء خطير إذا استشرى في المجتمع، ترك أثرًا مدمرًا عليه.لذلك اعتبره الإسلام من صفات المنافقين،

        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
        "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن؛ كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غَدَر، وإذا خاصم فَجَر" [متفق عليه].
        والطفل يتعلم الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، والطفل الذي يعيش في بيت يكثر فيه الكذب لا شك أنه يتعلمه بسهولة، خصوصًا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية واللباقة وخصوبة الخيال؛ لأن الطفل يقلد من حوله، فيتعود منذ طفولته على الكذب.
        والكذب سلوك مكتسب، وليس سلوكًا موروثًا، وهو عند الأطفال أنواع مختلفة تختلف باختلاف الأسباب الدافعة إليه، ومن هذه الأنواع:
        الكذب الخيالي:
        الطفل الصغير لا يميز بين الحقيقة والخيال، ومن هنا فإن كلامه يكون قريبًا من اللعب، فيتحدث وكأنه يلعب ويتسلى، ويكون حديثه نوعًا من التعبير عن أحلام طفولته أو ما يطلق عليه (أحلام اليقظة) التي تعبر عن رغباته وأمنياته التي يصعب التعبير عنها في الواقع.
        وهذا النوع من الخيال لا يعتبر كذبًا، ولا ينذر بانحراف سلوكي أو اضطراب نفسي، وقد يلفق طفل عمره أربع سنوات قصة خيالية، حيث تختلط الأفكار عنده فلا يفرق بين الصواب والخطأ، أو الحقيقة والخيال.. هذه القصة يجب ألا ينظر إليها على أنها كذب مما نتعارف عليه، حيث إن خياله قادر على أن يجعل من الأوهام حقيقة واقعة.
        الكذب الادعائي:
        قد يعاني الطفل من الشعور بالنقص مما يدفعه إلى محاولة التغلب على ذلك بالكذب، فيبالغ في حديثه عن الأشياء التي يملكها، وفي حديثه عن صفاته وصفات أفراد أسرته، وذلك قد يحقق له مكانة وقيمة وسط زملائه.
        مثال ذلك: أن يدعي الطفل أن عنده لعبة كبيرة، ويأخذ في وصفها وحجمها بشيء من التهويل، كما أنه يلجأ إلى الادعاء والمباهاة بما يملك من اللعب، وهذا النوع من الكذب لا ضرر منه، وقد تراه الأم بشكل متكرر في حديث طفلها، كما يلجأ إليه لجذب انتباه الأم وأفراد الأسرة، فيدعي المرض، ليحصل على درجة كافية من عطف أبويه.
        ومن الأشكال الأخرى لهذا النوع من الكذب: أن ترى الأم طفلها يتهم غيره بضربه وإيذائه، وهنا يجب على الأم أن تسرع بمعالجة الأسباب النفسية التي أدت إليه.
        الكذب خوفًا من العقاب:

        وهذا أكثر أنواع الكذب انتشارًا، وقد يلجأ إليه الأطفال من وقت لآخر خوفًا من العقاب، فقد يكسر الطفل لعبة أخته بطريق الخطأ، فإذا ما سئل عن ذلك أنكر وقوع الحادثة بأكملها، ومن الخطأ في مثل هذه الحالات أن نقسو على الطفل؛ لأن ذلك لن يحمله على الاعتراف بأخطائه، أمّا إذا أردنا أن يعترف الطفل بأخطائه فيجب أن نساعده على ذلك، فيمكن أن تقول له الأم مثلا: لقد كُسرت اللعبة... ترى ماذا حدث لها؟ مثل هذه العبارة تساعد الطفل أن يعترف ببساطة: أنا كسرتها. إني آسف.. وذلك بدلا من أن تخاطبه فتقول له عبارة: أنت الذي كسرت هذه اللعبة، اعترف أيها المشاغب؟!
        وعندما يعترف الطفل بقيامه بخطأ ما، فلا ينبغي أن يُعاقب عقابًا قاسيًا، حتى لا ندفعهُ إلى الكذب في المرة القادمة.
        كذب الانتقام والكراهية:

        يكذب الطفل في هذه الحالة لإسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه، ويكون الكذب في هذه الحالة تنفيسًا عن الكراهية المكبوتة في نفس الطفل ضد من يكرهه.
        مثلا: الطفل الذي يغار من أخيه غيرة شديدة، قد تدفعه الغيرة إلى تصور أن ضررًا كبيرًا قد حدث لأخيه لمجرد أنَّه وقع وهو يجري مثلا، عندئذ قد يجري إلى أمه وهو يحمل إليها قصة خيالية، بأن أخيه قد جرح جرحًا شديدًا وسال دمه وأُغمي عليه.
        عندما تكتشف الأم مثل هذه المبالغات، فلا تُعاقب الطفل أو تصفه بالكذب، بل يكفي أن تقول له: أنت تخشى عليه إلى هذه الدرجة؟ الحمد لله أنه لم يصب بالشكل الذي وصفته، إنه مجرد جرح بسيط، والآن ساعدني على تنظيف مكان الإصابة وتطهيره.
        وهذا النوع من الكذب خطر على الصحة النفسية للطفل، وقد يكون أحد أعراض حالة نفسية مرضية.
        الكذب التقليدي:

        يتعلم الأطفال الكثير من الأشياء عن طريق ملاحظتهم للكبار وخاصة الوالدين، فالقدوة وسيلة تربوية مؤثرة، وعلى الأم ألا تكذب على أطفالها بحجة إسكاتهم عن البكاء، ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم المربين من الكذب أمام أطفالهم ولو بقصد الإلهاء أو الترغيب،
        فعن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما أردت أن تعطيه؟) قالت أعطيه تمرًا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما إنك لو لم تعطيه شيئًا كُتبت عليك كذبة) [أبو داود].
        وكثيرًا ما يخدع الآباء الأطفال فيكذبون عليهم في كثير من الأمور، ومن ثم يقلد الأطفال الآباء، ويلجئون إلى نفس السلوك في حياتهم.
        مثال ذلك: أن تَعِد الأم الطفل بأنها ستأخذه ليزور أخواله ثم يخرج معها فيفاجأ بأنها ذهبت إلى الطبيب، أو أن يأتي شخص ما ليسأل عن الوالد فتقول الأم بأنه غير موجود، بينما هو جالس أمام طفله ولذا يعرف (بالكذب الإيحائي).
        الكذب المزمن: ويندفع الطفل إليه بطريقة غير شعورية... ويكون الكذب عادة تلازمه في أغلب مواقفه.
        والطفل الذي يلجأ إلى هذا النوع من الكذب غالبًا ما يكون فاشلا في حياته المدرسية، يعاني من عدم القبول من الأسرة والزملاء، لاتصافه بالكذب، ورغبة منه في تحقيق ذاته وسد الشعور بالنقص الذي يعاني منه، فقد يلجأ إلى السرقة، لتحقيق نوع من النجاح.
        علاج الكذب:

        إذا أردنا أن نعالج كذب الأطفال، فيجب دراسة كل حالة على حدة، ومعرفة الدافع إلى الكذب، ومن الأهمية أن يكون عُمر الطفل موضوعا في الاعتبار، فإذا كان عمره أقل من أربع سنوات، فعلى الأم ألا تنزعج مما يصوره له خياله، وتسارع إلى مساعدته ليدرك الفرق بين الواقع والخيال.
        ويجب على الأم أن تكون قدوة يحتذي بها الطفل، فلا تقول إلا الصدق، ولا تكذب عليه حتى لا يتعلم الكذب فيكون كذابًا.
        ويجب أن تدرك الأم أنه لا فائدة من علاج الكذب بالتهديد والسخرية والعقاب؛ لأن ذلك لن يجدي مع الطفل، ولن يمنعه من الكذب، بل إن الطفل سيعاند ويستمر في كذبه.
        وعلى الأم وأفراد الأسرة إشباع حاجات الطفل النفسية، وتبصرته بأهمية الأمانة والصدق فيما نقوله ونفعله، ونشجعه على ذلك.
        على الأم قبل أي شيء خلق جو من الطمأنينة والثقة بينها وبين طفلها، وأن تشجعه على الصدق، بل وتكافئه على ذلك.
        ولا شك أن الكذب لا يمكن أن يتسلل إلى أسرة تتسم كلها بالصدق، والخطر كل الخطر أن يقوم الكبار بصفة مستمرة ويوميَّا بقول الأكاذيب على مسمع من الأطفال.
        وعلى الأم أن تراعي بعض الأمور التي تساعدها في غرس قيمة الصدق عند طفلها فمثلا:
        عليها ألا تأمر طفلها بإخفاء شيء ما عن أبيه؛ بحجة أن الأب عصبي، وأن عقابه سيكون شديدًا.
        ألا تعوِّد ابنها على الكذب، كأن تقول له: إذا اتصلت السيدة فلانة بي، فقل لها أنا لست موجودة، فليس لدي الوقت لمحادثتها.
        ألا تُعلِّم طفلها الكذب على مدرسيه، كأن تصحبه لنزهة، وتطلب منه أن يخبر المدرس أنه كان مريضًا.
        ***
        يتبع بإذن الله
        التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 06-04-2013, 08:14 PM.
        اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
        اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
        اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

        تعليق


        • #5
          رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاااااااااااته
          نتابع معا إن شااء الله مشاكل الأطفال
          مشكله اضطرابات النـــوم
          تعتبر حاجة الطفل إلى النوم حاجة طبيعية؛ ففي الشهر الأول ينام الطفل عشرين ساعة تقريبًا، ثم ينخفض ما يحتاجه من ساعات النوم، فتصل إلى (16) ساعة أو أقل في نهاية الشهور الستة الأولى، ثم تنقص تدريجيًا إلى (12) ساعة في سن الرابعة، وإلى ما يقرب من تسع أو عشر ساعات في دور المراهقة ثم إلى ما يقرب من ثماني ساعات فيما بعد.
          ويتوقف عدد ساعات النوم عند الإنسان على حالته الجسمية من حيث الصحة العامة والتغذية، وحالته النفسية من حيث الهدوء والاضطراب، وكذلك الظروف التي ينام فيها الفرد من تهوية ورطوبة شديدة، وما إلى ذلك.
          وفي أحيان كثيرة يضطرب نوم الطفل ويقل،
          ومن مظاهر قلة النوم:
          الانقباض، ونوبات الغضب، والكسل، وضعف القدرة على التركيز، وانعدام الاستقرار، وفقدان التوازن الحركي، وازدياد الحالات العصبية لدى الأطفال في الأيام التي لا ينامون فيها نومًا كافيًا؛ كالتهتهة، ومص الأصابع، وقرض الأظافر.
          أسباب عدم النوم عند الأطفال هي:
          أسباب غير مرضية:
          كوجود حشرات بالغرفة كالبعوض والبراغيث، أو إضاءة الغرفة بنور وهّاج ينبه أعصاب الطفل، فيمنع نومه، أو يكون الغطاء ثقيلا في الصيف أو خفيفًا في الشتاء، أو أن تكون الملابس ضاغطة على جسم الطفل، وخصوصًا حزام البطن واللفة، أو أن يكون الطفل جوعان، أو أن يكون قد تبول أو تبرز ولم يتم تغيير ملابسه.
          أسباب انفعالية:
          كفقدان الطفل للشعور بالأمن، أو اختفاء شخص عزيز عليه، أو إجبار الطفل على النوم، والإسراع في قطع حالات سرور الطفل إذا حانت ساعة النوم.
          أسباب مرضية:
          كسوء الهضم أو الإمساك أو الإفراط في الأكل قبل النوم، أو اضطراب الغدة الدرقية أو وجود ديدان.
          وهناك مشكلات أخرى عديدة تتعلق بنوم الطفل،
          ومن أبرزها:
          - نقص قدرة الطفل على الانتقال من حالة اليقظة إلى حالة النوم إلا بمساعدة خارجية، كأن تحمله الأم على كتفها، أو تهزه، أو تنام بجانبه حتى يستسلم للنوم، أو أن يضع الطفل أصابعه في فمه.
          - إقلاق الطفل أثناء نومه لأسباب تافهة كمداعبته، أو لكي يراه الضيوف.
          - كثرة طلبات الطفل عند النوم كالأكل، أو اللعب، أو التدليل.
          الأم وعلاج اضطرابات النوم:
          - أن تتجنب جعل النوم نوعًا من العقاب، فالتهديد بالنوم مبكرًا يخلق مشاعر سلبية لدى الطفل.
          - أن يكون موقف الأم نحو نوم الطفل موقفًا طبيعيًا هادئًا.
          - أن لا تقلق ولا تتوتر إذا رفض الطفل الذهاب إلى النوم.
          - أن تراعي حالة الطفل قبل نومه؛ فيكون هادئًا مسرورًا، وليس من الحكمة مفاجأة الطفل بمنعه من اللعب ثم إرساله إلى النوم، بل يحسن إنذار الطفل وإعطاؤه مهلة كافية لذلك.
          - أن تلتزم بنظام معين للنوم حتى يعتاد الطفل عليه.
          - أن تحرص على أن يتعود الطفل في سرير مستقل، وبصفة عامة يجب ألا ينام الطفل في غرفة والديه بعد عمر السنة والنصف، لأن ذلك قد يسبب له حالة من الاضطراب النفسي.
          - أن تحرص على قراءة قصة لطفلها قبل النوم، وأن تكون القصة خفيفة وأحداثها هادئة، وبعيدة كل البعد عن الإثارة والخوف، بحيث تساعد الطفل على الاستسلام للنوم.
          - أن تستوثق من أن الطفل لا يعاني من أية صعوبات في الهضم أو أصيب بأية حالة مرضية.
          - عدم تخويف الطفل لإجباره على النوم أو لمواصلة النوم إذا استيقظ ليلا. حيث نجد بعض الأمهات يخوفن أطفالهن في هذا الصدد بالعفاريت أو القطط أو غير ذلك.
          مشكله التبول اللاإرادي
          يقلق كثير من الأمهات عندما يجدن أولادهن قد تجاوزوا الرابعة ولا يستطيعون السيطرة على عملية التبول. ويستطيع الطفل التحكم في عملية التبول النهاري في الشهر الثامن عشر، أما التحكم في عملية التبول الليلي فيستطيع الطفل السيطرة عليها -عادة- في المدة التي تقع بين منتصف العام الثالث ونهايته (2.5- 3 سنوات).
          وتعتبر عملية التبول اللاإرادي عند الطفل شيئًا طبيعيَّا حتى سن الثالثة من عمره، وعندما يتجاوز الطفل هذه السن فإنها تصبح مشكلة يجب معالجتها.
          أسباب التبول اللاإرادي:
          وهي أسباب عضوية، وأسباب نفسية:
          1- الأسباب العضوية ومنها:
          - أمراض الجهاز البولي:
          -مثل التهاب المثانة البولية، أو التهاب قناة مجرى البول الخارجية.
          - تضخم اللوزتين ووجود زوائد خلف الأنف.
          - اضطراب الجهاز العصبي أو حساسيته.
          - الإمساك المزمن وسوء الهضم.
          - نقص كمية السوائل بالجسم، مما يؤدي إلى تركيز البول وارتفاع نسبة الحموضة فيه.
          - الضعف العقلي أو البله الشديد عند الطفل.
          2- الأسباب النفسية ومنها:
          - عدم إحساس الطفل بالأمن بسبب معاملته في البيت أو المدرسة، أو نتيجة لظروف بيئية مضطربة يعيشها الطفل، أو إحساسه بالخوف من الحيوانات، أو من الحكايات والقصص المزعجة.
          - شعور الطفل بالغيرة الشديدة، فيلجأ إلى هذه العملية كوسيلة لجذب الانتباه.
          - القسوة الشديدة في معاملة الطفل.
          - حرمان الطفل من العطف والحنان، فيجعل من التبول حيلة لا شعورية تساعده على تحقيق ما تعوده من الأم من الاهتمام الشديد بجميع طلباته.
          ومن الأسباب الأخرى:
          تقصير الأمهات في إكساب أطفالهن العادات الحسنة وإبعادهم عن العادات السيئة، وعدم اكتراثهن بالتبول اللاإرادي للطفل.
          علاج التبول اللاإرادي:
          - يمكن علاج التبول اللاإرادي ببعض الأمور، منها:
          - فحص الطفل فحصًا طبيًا شاملا، فإذا كان السبب عضويَّا، فيجب علاجه على الفور.
          - استبعاد السوائل من طعام الطفل في المساء، ومنع الأطعمة كثيرة التوابل.
          - تدريب الطفل على العادات السليمة وكيفية التحكم في عملية التبول.
          - عدم توبيخ الطفل أو السخرية منه أمام أقرانه وزملائه، لأن ذلك يسبب للطفل إحباطًا نفسيًا، وألا تلجأ الأم والمربي في المنزل والمعلم في المدرسة إلى أي عقاب أو تقريع أدبي، بل يجب ألا نجعل الطفل يشعر بأن ما يفعله جريمة أو غلطة كبيرة، لأن ذلك سوف يؤدي إلى تدهور حالته.
          - أن تقوم الأمهات بجولات تفتيشية خلال الليل حتى يستطعن الوقوف على الميعاد الذي يقع فيه التبول، فإذا وقفن على الميعاد، وجب عليهن أن يوقظن الطفل، وينبهنه للذهاب إلى دورة المياه.
          - تشجيع الطفل بكافة الوسائل على الامتناع عن التبول اللاإرادي.
          وعمومًا على الأمهات أن يسرعن بمعالجة التبول اللاإرادي؛ لأن هناك مشكلات أخرى تتعلق به، وتصاحبه العديد من الأعراض النفسية والتي تنتج عن الشعور بالنقص وضعف الثقة بالنفس، وهذه الأعراض تظهر بصور مختلفة منها:
          الفشل الدراسي، والخجل، والشعور بالمذلة، والميل إلى الانزواء، أو التهتهة، أو أن تكون الأعراض تعويضية: كالعناد والتخريب، والميل إلى الانتقام، وكثرة النقد، وسرعة الغضب، كما يصاحب التبول اللاإرادي في كثير من الحالات: النوم المضطرب أو الأحلام المزعجة، أو الفزع الليلي.
          مشكلات الكلام
          من الأشياء التي تؤرق الأم أمراض الكلام التي قد تصيب طفلها، والتي يمكن أن تؤثر على شخصيته وتهدد مستقبله.
          ومن أهم أمراض الكلام عند الأطفال:
          - تأخر الطفل في الكلام وقلة عدد الكلمات التي ينطق بها.
          - الحبسة (أي احتباس الكلام) وعدم القدرة على التكلم.
          - الكلام الطفولي والكلام التشنجي.
          - الإبدال مثل الثأثأة، والعيوب الصوتية.
          - عيوب طلاقة اللسان والتعبير مثل اللجلجة والتهتهة.
          - السرعة الزائدة في الكلام وما يصاحبها من إدغام وخلط وحذف.
          - عيوب النطق والكلام مثل الخمخمة (الخنف) كنتيجة لتشوه خلقي في سقف الحلق.
          - الفقدان الهستيري للصوت وفقدان القدرة على الكلام نتيجة الخوف من بعض المواقف الصعبة.
          وهذه الأعراض كلها قد يصاحبها أعراض حركية، مثل:
          تحريك الكتفين أو اليدين أو الضغط بالقدمين على الأرض وارتعاش رموش العينين والجفون وإخراج اللسان والميل بالرأس إلى الأمام أو إلى أي اتجاه،
          كما قد يصاحبها الأعراض النفسية مثل القلق وعدم الثقة في النفس والخجل والانطواء وسوء التوافق.
          وهناك مجموعة من العوامل تمهد لظهور صعوبات النطق بعضها عضوي، وبعضها نفسي، وبعضها يرجع إلى الوراثة، وبعضها يرجع إلى التقليد والبيئة.
          أولاً: الأسباب العضوية:
          - اضطراب الأعصاب المتحكمة في الكلام.
          - إصابة المراكز الكلامية في المخ بتلف أو نزيف أو ورم.
          - اختلال الجهاز العصبي المركزي المتحكم في عملية الكلام.
          - عيوب الجهاز الكلامي (الحنك واللسان والأسنان والشفتين والفكين).
          - عيوب الجهاز السمعي حيث تجعل الطفل عاجزًا عن التقاط الأصوات الصحيحة للكلمات مما يؤثر بالتالي على طريقة نطقها فيما بعد.
          ثانيًا: الأسباب النفسية:
          وهي من أكثر العوامل التي تسبب مشكلات الكلام، وتتركز في:
          - التوتر النفسي المصاحب للقلق وعدم الشعور بالأمن والطمأنينة.
          - الصراع، والقلق، والخوف المكبوت، والصدمات الانفعالية.
          - الشعور بالنقص وعدم الكفاءة.
          - قلق الآباء على قدرة الطفل على الكلام.
          - الرعاية الزائدة أو التدليل الزائد.
          - المبالغة في حرمان الطفل من الحنان وجوعه العاطفي يؤديان إلي النتيجة نفسها.
          ثالثًا: الأسباب البيئية:
          ترجع عيوب النطق إلى ظروف بيئية مثل:
          - تقليد الطفل للكلام المضطرب والنطق غير السليم من قبل الآباء والأمهات.
          - تأخر نمو الطفل بصفة عامة أو ضعفه عقليا.
          - تعدد اللغات التي يتعلمها الطفل في وقت واحد.
          - الكسل والاعتماد الزائد على الآخرين.
          - المشاكل العائلية وتصدع الأسرة.
          - سوء التوافق المدرسي أو الاجتماعي.
          - التغير المفاجئ في بيئة الطفل؛ كولادة أخ له، أو الالتحاق برياض الأطفال.
          أمراض الكلام:
          اللجلجة:
          وهي من العيوب الكلامية الشائعة عند الأطفال والكبار على السواء، وأسبابها معقدة، ولكن يعد الشعور بالقلق النفسي من أكثر العوامل التي تؤدي إلى ظهور هذا العيب، فالطفل القلق نفسيا يكون متوترًا في المواقف المختلفة، ولذلك قد يتلعثم ويتلكأ في إخراج الكلام بالصورة التامة المطلوبة، وذلك كنتيجة لشدة تخوفه من المواقف التي يخشى مواجهتها.
          اللثغ (التكلم بأسلوب غير ناضج):
          قد يستمر الطفل في التكلم بأسلوب طفولي كنوع من المحاكاة في تقليد أخيه أو أمه، وكذلك قد تحدث هذه الظاهرة عندما يفقد الطفل أسنان الفك قبل ظهور الأسنان الدائمة.
          وهذا العيب أكثر العيوب انتشارًا في أطفال ما قبل المدرسة، وغالبية الحالات التي تعاني من اللثغ ترجع إلى أن الكبار ينطقون الكلمات أمام أطفالهم بصورة غير سليمة على سبيل المداعبة، فيواصل الطفل الكلام بهذه الطريقة الطفولية معتقدًا أن يلقى استحسانًا من الآخرين، لأنه خفيف الظل.
          ولما كان الأطفال الذين يظهر لديهم هذا العيب يتعرضون إلى قدر كبير من السخرية، فإن من يعانون منه لأسباب غير عضوية يتغلبون عليه مبكرا قبل دخول المدرسة،
          أما اللثغ المستمر وعدم المقدرة على نطق حروف الكلمات بصورة صحيحة، فقد يكون نتيجة للإصابة بصمم جزئي، أو خطأ خلقِي، وإذا حدث ذلك فإن الطفل يصبح في حاجة للعلاج الطبي قبل بدء حياته.
          العي:
          ويعجز فيها الطفل عن النطق بأول كلمة، والسبب يرجع إلى توتر العضلات الصوتية وجمودها، والطفل يبذل مجهودًا كبيرًا حتى يتمكن من نطق أول كلمة في الجملة، لكنه بعد أن يتمكن من ذلك يندفع في كلامه كالسيل حتى تنتهي الجملة، ثم يعود إلى نفس الصعوبة عند بدء الجملة الثانية، وأغلب حالات العي سببها نفسي، وإن كان بعضها تصاحبه أمراض جسمية كاضطرابات الجهاز التنفسي، أو تضخم اللوزتين وغير ذلك.
          وتبدأ الحالة في البداية على شكل لجلجة وحركات ارتعاشية متكررة تدل على معاناة الطفل من اضطرابات انفعالية واضحة.
          والطفل الذي يصاب بالعي تظهر عليه المعاناة والضغط علي الشفتين وتحريك الكفين أو اليدين أو الضغط بالقدمين على الأرض أو التحرك يمينًا ويسارًا، أو القيام بحركات هستيرية في رموش وجفون العينين.
          مضغ الكلام:
          ويرجع لقلة نشاط الشفتين أو اللسان أو الفك لسبب أو لآخر، فقد يكون السبب عضويا، كعدم نضج وتطور جهاز النطق، أو شلل في أعضاء الصوت أو بعض العضلات خاصة عضلات اللسان.
          وقد يرجع هذا العيب لأسباب انفعالية حيث يندفع الطفل في نطق الكلمات بدون وضوح.
          عدم الترتيب والتشوش:
          وذلك بأن يكون كلام الطفل سريعًا مشوشًا وغير مرتب، وكثيرًا ما يخلط بينه وبين التهتهة، والفرق بينهما أن هذا العيب يمكن التغلب عليه إذا انتبه الطفل لكلامه، وكان يقظًا لما يقول، أما التهتهة فإن الطفل تسوء حالته أكثر إذا اهتم الطفل بكلامه.
          ويوجد هذا العيب أساسًا لدى الأطفال الذين تأخر تطورهم اللغوي.
          العلاج:
          ينبغي على الأم أن تبحث عن السبب وراء اضطرابات النطق عند الطفل، وعليها أن تتحلى بالصبر، وتتخلى عن القلق، فإن هي تعجلت شفاء طفلها، فإن المرض قد يستمر طويلا، أو قد يفشل العلاج.
          وفي البداية عليها أن تتأكد من أن طفلها لا يعاني من أمراض عضوية، وذلك بأن تذهب به إلى طبيب متخصص ليقوم بفحص الطفل، وتصحيح ما قد يوجد من خلل في الجهاز العصبي وجهاز الكلام والجهاز السمعي، وكل النواحي العضوية التي تتصل بإخراج الصوت.
          - فحص الطفل نفسيَّا، أو العلاج النفسي للكشف عن الصراعات الانفعالية، وإعادة الاتزان الانفعالي والعاطفي للطفل، وتقليل اتجاه الخجل والارتباك والانسحاب عنده، والتي تؤثر على شخصيته، وتزيد من أخطائه واضطراباته الكلامية.
          - إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي والمحبة وتحقيق أمن الطفل بكافة الوسائل.
          - العلاج الجماعي، والعلاج باللعب وتشجيع النشاط الجسمي والعقلي.
          - علاج الطفل عن طريق الاسترخاء الكلامي والتمرينات الإيقاعية في الكلام والتدرج من الكلمات والمواقف السهلة إلى الصعبة، وتدريب اللسان والشفتين والحلق، وتمرينات البلع؛ وذلك لتقوية عضلات الجهاز الكلامي، وتمرينات التنفس... وبصفة عامة تدريب الطفل المريض لتقوية عضلات النطق والجهاز الكلامي.
          مشكله أسئلة الأطفال الحرجة
          فجأة وبدون سابق إنذار، قد يأتي الطفل إلى أمه ليسألها: أين الله؟ ما هو الموت؟ من أين جئت؟.. وأسئلة كثيرة قد يصعب على الأم الإجابة عنها بشكل مناسب.
          وقد تعتبر الأم أن مثل هذه الأسئلة غير هامة، وتتهرب من الإجابة عنها أو تجيب بكلام مبهم لا يمت للحقيقة بصلة. وهذا خطأ كبير؛ فالطفل من حقه أن يعرف ويسأل، وإذا لم يعرف الإجابة سوف يشعر بالحيرة والقلق والتوتر النفسي، بل والخوف أحيانًا.
          وتخطئ الأم إذا لجأت إلى الصمت تجاه أسئلة طفلها، لأن الطفل سيحاول معرفة الإجابة من زملائه، أو بأي أسلوب آخر، مما قد يضره نفسيَّا، ويضلله علميَّا. بالإضافة إلى أنه سوف يشعر بالذنب مما قد يؤدي لانطوائه عن الحياة الاجتماعية.
          أسباب أسئلة الأطفال الحرجة ودوافعها:
          تكثر أسئلة الطفل في السنوات الأولى من عمره ــ من سن عامين إلى خمسة أعوام بسبب مخاوفه، وعدم وجود خبرة سابقة مباشرة، ومن الأسباب العديدة لأسئلة الطفل:
          (1) الخوف والقلق..
          فالأطفال يسألون كثيرًا عما يخافون منه؛ طلبًا للشعور بالأمن والطمأنينة من خطر المجهول، فهم يخافون حتى ولو لم يهاجمهم في حياتهم حيوان ما كالكلب أو الذئب أو خلافه، وهم يخافون اللصوص والمجرمين والمتسولين.
          (2) حب الاستطلاع...
          فهو يجهل ما حوله وما يحدث، ويريد أن يعرفه.
          (3) الاستحواذ على الانتباه، والحصول على الاهتمام.
          (4) المقاومة والتمرد على الكبار، أو السخط على سلطة الأب والأم أو غيرهما.
          (5) ممارسة اللغة والمباهاة بها، لإدراكه أنه أصبح يتقن لغة الكلام والمخاطبة والتفاهم.
          تصرفات الأم تجاه أسئلة أطفالها،
          وتأخذ صورًا متعددة منها:
          (1) التهرب من الإجابة بالصمت.
          (2) تجاهل الأمر، وتغيير موضوع الحديث.
          (3) الإجابة بردود غير مقنعة وغير صحيحة، أو بإجابات عشوائية.
          (4) الإجابة الصحيحة وبشكل علمي.
          وتصرف الأم الصحيح تجاه أسئلة طفلها أن تهتم بتساؤلاته، وأن تجيبه بإجابة مناسبة، وأن تكون الإجابات محددة، مبسطة، قصيرة، وبطريقة ذكية لا تتطلب التدقيق والتفاصيل، ولا تثير لدى الطفل أسئلة أخرى، وأن تكون مناسبة مع مداركه ومزاجه الشخصي.
          وترجع أهمية إجابة الأم عن أسئلة طفلها إلى:
          (1) زيادة الثقة بالنفس، وتحقق الهدف الذي سأل من أجله.
          (2) مُساعدته على النمو نفسيَّا بشكل سوي، وعلى التكيف الاجتماعي.
          (3) تنمية مقدرته اللغوية.
          (4) إكسابه الأخذ والعطاء.
          (5) تعليمه الإصغاء والاستماع.
          (6) استمتاعه بمشاركة والديه وجدانيَّا.
          وعلى الأم والأب أن يعلما أنه من الأفضل أن يتعلم طفلهما من خلال أسئلته ما يتعلق بالتربية الجنسية السليمة، بدلا من تلقيه بعض المعلومات الخاطئة غير الصحيحة من أصدقاء السوء أو من مصادر أخرى مشبوهة.
          وإذا وجه الطفل أسئلة لا تعرف الأم الإجابة عنها، فيُمكنها أن تقول له هذا سؤال جيد.. ولكن لا أستطيع الإجابة عنه،فسوف نسأل والدك أو نبحث عن الإجابة في أحد الكتب.
          وعندما تشجع الأم طفلها على توجيه الأسئلة، وتعطيه إجابات وافية، تجعله سعيدًا سويَّا، ويشعر أنه ذو قيمة عند أبويه، وأن له شأنًا، وأن لديهما ما يحتاج إليه وما يفيده.
          ومن حق الطفل على المحيطين به الإجابة عن كل تساؤلاته، وذلك لأنه فطر على حب الاستطلاع لمعرفة ما يدور حوله.
          وهذه المعرفة التي يحصل عليها تدفعه لمعرفة ذاته، ومعرفة الكون المحيط به، وإلى المعرفة الحقيقية بالإله الخالق، فمتى عرف الولد ربه، استطاع أن يعبده حق عبادته.
          وقد أودع الله روح البحث والتساؤل في الإنسان منذ بداية حياته...
          غير أن معظم المربين (آباء وأمهات وغيرهم) يرتكبون أخطر الأخطاء حينما يقتلون هذه الروح، وذلك عندما يتجاهلون تساؤلات الأطفال واستفساراتهم، بل يضيقون ذرعًا بها وبهم، فيهربون من الإجابة عن تساؤلاتهم، ويصدونهم بطريقة خاطئة.
          وقد يكون من المفيد أيضًا أن لا تنتظر الأم حتى يسألها ولدها، بل عليها أن تبدأه هي بالتعليم والإرشاد، وتوجيهه إلى ما يجهله، وما يجب عليه معرفته، مراعية في ذلك سنه وقدراته، وقد يصير هذا الأمر واجبًا عليها إذا أحست أن ابنها لا يسأل، ولا يحب أن يعرف، فإن سلوكها هذا سيلفت نظره إلى ضرورة المعرفة واستكشاف العالم من حوله.
          مشكله السرقة
          يحكى أن قاضيًا في إحدى المحاكم الشرعية حاكم لصَّا، وبعد المداولة أعلن حكمه بقطع يده، فقال اللص: (قبل أن تقطعوا يدي اقطعوا لسان أمي). لماذا قال اللص ذلك؟.. لأنه عندما سرق بيضة من جيرانه، ذهب بها إلى أمه، فلم تغضب، ولم تعترض، ولم تنصحه بإعادتها إلى الجيران، بل فرحت به وبما فعله.وصدق اللص حين قال: لولا لسان أمي الذي زغرد للجريمة لما كنت في المجتمع سارقًا.
          فالأم مسئوليتها خطيرة، وعليها أن تنشِّئ طفلها على مراقبة الله والخشية منه،
          وأن تعوده الأمانة، وأن يحافظ على حقوق الآخرين.
          ويهمل كثير من الآباء والأمهات التمييز بين ما يملكه الطفل ومالا يملكه، فيتركونه بلا ملكية محددة، فلا يشعر الطفل أنه يملك شيئًا، حيث إن أبويه يشتريان له ولإخوته دون تمييز على أساس أن هذا يفيد في تعليم التعاون، لكن ذلك قد يؤدي إلى أن الطفل لا يفصل بين ممتلكاته وممتلكات غيره،ويستمر ذلك معه في كبره.
          أسباب السرقة ودوافعها:
          السرقة لها دوافع، ومعرفة الدافع وتحديده بدقة ضرورة؛ لأنها طريق العلاج،
          وهذه الدوافع كثيرة، ومنها:-
          الانتقام:
          قد يسرق الطفل لأن والده يعامله بقسوة، فيغيظه أو يضايقه باللجوء إلى السرقة.
          الجهل وعدم الإدراك الكافي:
          الطفل قد يسرق قلمًا من أخيه أو زميله؛ لأنه لا يدرك معنى الملكية واحترام خصوصيات الآخرين، وذلك لنقص إدراكه وعدم تمييزه بين ما له وما ليس له.
          إثبات الذات:
          فالطفل الذي ينتمي إلى طبقة اجتماعية متوسطة، ويخالط أقرانًا من طبقات اجتماعية عليا، قد يلجأ إلى السرقة، ليثبت لهم أنه في مستواهم.
          نشأته الإجرامية:
          قد ينشأ الطفل في بيئة إجرامية تعوده على السرقة والإعتداء على ملكية الغير. قال الشاعر:-
          وينشأ ناشيء الفتيان منا .. على ما كان عوَّده أبوه
          انخفاض الذكاء:
          قد يكون سبب السرقة الضعف العقلي أو انخفاض الذكاء، والوقوع تحت سيطرة أولادٍ يفوقونه ذكاءً فيوجهونه إلى السرقة.
          التدليل الزائد:
          الطفل الذي تعود أن تلبي كل رغباته، ولا يطيق أن يقف أمامه ما يحول دون تنفيذ ما يريده، ثم يفاجأ بامتناع والده عما يطلبه من رغبات يلجأ إلى السرقة.
          الرغبة في الحصول على مركز مرموق:
          قد يسرق الطفل للتفاخر بما لديه من حاجيات ليست عند أحد من رفاقه، أو يعطي زملاءه؛ ليكون مقبولا لديهم.
          التخلص من مأزق معين:
          فقد يفقد الطفل النقود التي أعطاها له والده ليشتري بها شيئًا ما، ويخاف من العقاب، فيهديه تفكيره للسرقة.
          الحرمان:
          فقد يسرق الطفل لأنه محروم من المتطلبات الضرورية للمعيشة، كأن يسرق الطعام لأنه جائع.
          إشباع ميل أو عاطفة أو هواية:
          يميل بعض الأطفال أحيانًا إلى ركوب الدراجات، أو الذهاب إلى السرك، ولا يملكون المال اللازم لذلك، فيسرقون لإشباع هذه الهوايات.
          الإصابة بمرض نفسي:
          الطفل المصاب بمرض نفسي قد يدفعه هذا المرض إلى السرقة الغير إرادية أو ما يسمى بالقهرية، والتي تعرف بحالة (الكلبتومانيا).
          علاج السرقة:
          قال عبد الله بن دينار: خرجت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - إلى مكة، فانحدر بنا راع من الجبل، فقال عمر -ممتحنا- يا راعي بعني شاةً من هذه الغنم. فقال: إني مملوك. فقال ابن عمر: قل لسيدك أكلها الذئب. فقال الراعي: فأين الله؟ فبكى ابن عمر -رضي الله عنه- ثم غدا مع المملوك، فاشتراه من مولاه وأعتقه، وقال له: أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة، وأرجو أن تعتقك في الآخرة.
          فلا شك أن المملوك قد نشأ على خشية الله ومراقبته، وتعوَّد على الأمانة، لذلك لم يمد يده إلى أموال سيده،
          وهكذا فإن الأم عندما تعود طفلها على التقوى والعمل الصالح، فإنه ينشأ أمينًا لا يمد يده إلى ممتلكات الآخرين.
          وعند علاج السرقة يجب أن ندرس كل حالة على حدة، حتى نعرف الدوافع التي أدت إليها، وبالتالي يسهل أسلوب علاجها.
          وعلى كل أم أن توضح لطفلها قبح السرقة، كما ينبغي عليها أن تضرب لطفلها المثل الأسمى في احترام ملكية الآخرين.
          وعلى الأم أن تراعي إشباع رغبة الطفل في الدفء العاطفي والحنان، حتى يشعر بالثقة في النفس، ولا يشعر بأي نقص قد يدفعه إلى السرقة.
          وتعتبر تربية الطفل على مبادئ الإسلام، ومخافة الله، كفيلة بإبعاده عن أي سلوك منحرف مثل السرقة.
          مشكله الخجل
          الطفل الخجول هو الذي ليس لديه القدرة على التجاوب مع زملائه في المدرسة، أو الأشخاص الذين يراهم لأول مرة، سواء كان في البيت أو خارجه، وهو لا يندمج معهم، ولا يستطيع مواجهتهم بجرأة، لذلك فإن تجاربه في الحياة تكون محدودة، كما تكون صداقاته قصيرة الأجل غير مستديمة، وكذا لا يتحمل نقد الآخرين له، أو ملاحظاتهم البسيطة نحوه.
          كل هذه الصفات تجعل منه شخصا انعزاليَّا غير نافع لنفسه أو لمجتمعه.
          والحياء شيء والخجل شيء آخر، والفرق بينهما كبير؛
          لأن الخجل هو انطواء الولد وابتعاده عن معاملة الآخرين والتعامل معهم، أما الحياء فهو خلق وفضيلة من أخلاق الإسلام، يمنع من ارتكاب الخطأ والمحرمات،
          ولقد أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (استحيوا من الله حق الحياء). قلنا:يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله. قال: ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولتذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة، ترك زينة الحياة، فمن فعل ذلك؛ فقد استحيا من الله حق الحياء) [الترمذي].
          أسباب الخجل:
          وأسلوب تربية الطفل قد يجعله خجولا؛ حيث إن زيادة التدليل قد تسبب الخجل، كما أن التشدد في المعاملة وتكرار التوبيخ، والزجر والتأنيب بغير سبب، واستخدام القسوة في تصحيح الأخطاء خاصة أثناء وجود الغير، كل ذلك قد يؤدي إلى فقدان الثقة في النفس والشعور بالنقص، وبالتالي يؤدي إلى الخجل والانطواء عن الناس والمجتمع،
          وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم( يلاطف الصغار حتى يشعرهم بالثقة في أنفسهم.)
          وقد يكون من أسباب الخجل، الشعور بالنقص لدى بعض الأطفال الذين يعانون من عاهات وعيوب خِلقية، مما يجعلهم يميلون للعزلة.
          كما أن التأخر في الدراسة قد يكون سببًا في الشعور بالنقص، وضعف الثقة في النفس مما يؤدي لأن يصبح الطفل خجولا.
          والطفل الوحيد غالبًا ما يعاني من الخجل نظرًا للاهتمام الزائد به، والخوف الشديد، واللهفة عليه أكثر مما يعامل الآباء الأطفال الذين في مثل سنه، وقد يؤدي ذلك للسخرية منه من قبل بعض زملائه مما يزيد من حدة المشكلة.
          علاج الخجل:
          عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الأقرع بن حابس -رضي الله عنه- أبصر النبي صلى الله عليه وسلم ( وهو يقبل حسينًا فقال: إن لي عَشَرَةً من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم لا يُرحم) ) [أبو داود].
          وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ( يتلطف مع أبناء الصحابة ويسلم عليهم، ويهتم بهم ويرحمهم. وروى لنا ذلك أنس بن مالك فقال:(إنه كان له أخ صغير اسمه عمير، وكان له طائر يلعب معه، فلما مات حزن عليه حزنًا شديدًا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآه داعبه ولاطفه وسرّي عنه بقوله (يا أبا عمير ما صنع النغير) [متفق عليه]،
          وكثيرًا ما كان يركب الحسن والحسين على ظهره ويقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أحبهما، فأحبهما، وأحب من يحبهما) [الطبراني
          فالرحمة والحنان الغير زائدين عن الحد المعقول من العوامل المؤثرة التي تقي الأطفال من الخجل.
          ويمكن للأم علاج طفلها من الخجل والانطواء، وذلك بتربيته على الجرأة، وأن يصطحبه أبوه في المجالس العامة، لأن هذه المخالطة تجعله أقل خجلا من الأطفال الذين لا يخالطون الناس.
          وعلى الأم أن توفر لطفلها قدرًا كافيًا من العطف والرعاية والمحبة، وإشعاره بالأمن والطمأنينة، وأن تحذر من التفرقة في المعاملة بين أبنائها حتى لا تحدث الغيرة لدى الطفل، فيشعر بعدم القبول فينتج عن ذلك انطواؤه وخجله، فالأطفال يكونون في غاية الحساسية، ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:
          (اعدلوا بين أولادكم في النِّحَل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر) [الطبراني].
          والتربية الاستقلالية في شخصية الطفل خير وسيلة للوقاية والعلاج من الخجل،
          لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ( قدوة صالحة في تربية السلف الصالح على الجرأة).
          فعن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُتِي بشراب، فشرب منه -وعن يمينه غلام، وعن يساره الأشياخ (أي المسنين)- فقال للغلام: (أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟) فقال الغلام: لا والله يا رسول الله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا) [متفق عليه].
          وعلي الأم أن تعيد لطفلها ثقته بنفسه، فإذا كان متفوقًا في دراسته، أو ماهرًا في موهبة كالرسم مثلا وجب عليها أن تشجع فيه هذه الموهبة، وأن تعلي من قيمتها عنده، وأن تمدحه وتشعره أنه متفوق.
          وعلى الأم أن تكون صبورة في علاج الخجل عند طفلها؛ لأنه يحتاج إلى وقت طويل، ويتم على مراحل، وعليها أن تبدي سعادتها كلما تخلص من بعض خجله، ولكن إذا فشلت؛ فعليها أن تحاول معه مرة أخرى حتى يتحقق هدفها الذي تتطلع إليه.
          وعلى الأم الاهتمام بطفلها والإنصات له عندما يتكلم، وعدم السخرية من حديثه أو أفعاله، لأن هذا يكسبه الثقة في نفسه، بل يشجعه على التحدث مع الآخرين بلا خوف أو خجل.
          مشكله الغضب
          كثيرًا ما تشتكي الأم فتقول: ابني سريع الغضب.. فما السبب؟ وما الحل؟
          الغضب حالة انفعالية يشعر بها الطفل في الأيام الأولى من حياته، وتصحبه في جميع مراحل عمره.
          والغضب غريزة إنسانية قد تكون مفيدة في بعض الأحيان، كأن يشحذ العزائم للمحافظة على النفس، والمحافظة على الدين، والعرض، والوطن.
          أمَّا الغضب المذموم فهو الغضب من غير مبرر معقول، وفي غير حق، لذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بعدم الغضب). روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ( أوصني؛ قال (لا تغضب) فرددها مرارًا، قال (لا تغضب) [البخاري].
          وعن بن عمر -رضي الله عنهما- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فقال له: ما يباعدني من غضب الله؟ قال: (لا تغضب) [أحمد والبخاري].
          وامتدح القرآن الكريم الذين يملكون أنفسهم عند الغضب، فقال:
          (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
          [آل عمران: 134].
          وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
          (ليس الشديد بالصُّرَعَة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [متفق عليه].
          وتظهر بوضوح نوبات الغضب لدى الأطفال في الفترة ما بين الشهر السادس والسنة الثالثة من حياة الطفل،
          وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى غضب الطفل منها:
          - عدم تحقيق رغباته خصوصًا الفسيولوجية (الطعام - الإخراج).
          - إذا ترك وحيدًا في الحجرة، كما أنه قد يثور أيضًا عندما نغسل له وجهه أثناء الاستحمام، أو عند خلع ملابسه.
          - تذبذب المعاملة بين أساليب الشدة والتراخي.
          - تقييد حرية الطفل الحركية في لعبه وتحركاته، خاصة وأنَّ الطفل مفطور على حب الحركة واللعب والانطلاق؛ لأن في ذلك وسيلة للتعبير عما بداخله من طاقات متوقدة.
          وتقييد حرية الطفل في التعبير عن رأيه أيضًا يؤدي إلى غضبه، لأن الطفل وإن كان صغيرًا إلا أنه يشعر بالرغبة في أن يكون له شخصية مستقلة، ورأي خاص به يعبر عنه حتى يشعر بذاته.
          - قسوة الوالدين ونزوعهم إلى الشدة والنقد اللاذع، كل ذلك يؤدي إلى تفجير ثورة غضب الطفل.وإن كان بعض الأطفال لا تبدو عليهم ثوراتهم وانفعالاتهم، ولكن لها آثارها السلبية أيضًا كالاكتئاب والانطواء.
          - زيادة تدليل الأبوين للطفل يؤدي إلى نوبات الغضب المرضية، حيث تجاب كل رغباته في صغره مما يجعله يتوقع ممن حوله أن ينفذوا كل رغباته حتى في كبره.
          - عصبية بعض الآباء والأمهات وثورتهم لأتفه الأسباب تؤدي إلى عصبية الأطفال وثورتهم وغضبهم، لذلك فإن على الأبوين أن يحرصا على أن يكونا نموذجًا للهدوء وعدم العصبية الزائدة عن الحد.
          - النقص العام أو ضعف صحة الطفل، والتي تؤدي إلى ضعف مقدرته على السيطرة على موقف ما قد يجعل الطفل هائجًا غاضبًا، فبعض الأطفال لعدم قدرتهم على المشي أو الكلام أو الرؤية أو اللعب مثل سائر أقرانهم يجعلهم في حالة تقزز واستعداد للغضب.
          العلاج:
          الخطوة الأولى لعلاج أي مشكلة هو دفع وإزالة أسبابها، لذلك فإن على المربين مساعدة الطفل على الهدوء والتحكم في انفعالاته.
          ويبرز دور الآباء والأمهات في تقديم صورة صالحة لأطفالهم، فعليهم ألا يغضبوا ويثوروا لأتفه الأسباب، بل الواجب أن ينزهوا ألسنتهم عن كلمات التحقير والإهانة.. حتى لا تترسخ في نفس الولد الآفات النفسية، وانفعالات الغضب، وبذلك يكون الآباء والأمهات قدوة صالحة في الحلم والأناة وضبط النفس عند الغضب.
          ويجب أن يكون تدخل الأبوين في أعمال الطفل بصورة تربوية لا تجعله يشعر بتقييد حركته أو إرغامه على الطاعة بدون إفهامه أو إقناعه، فالطفل بطبيعته تكمن بداخله طاقات هائلة متوقدة إلا أن قدراته الإدراكية لا تمكنه من توجيه هذه الطاقات بصورة إيجابية في مكانها المناسب.. وهنا يبرز دور المربي في توجيه هذا النشاط الزائد إلى بعض الأشغال والهوايات اليدوية المفيدة التي تنفس عن مشاعر الطفل المكبوتة فضلا عن أنها تشعر الطفل بقيمته الذاتية.
          ويجب على المربين ألا يبالغوا في تدليل الطفل أو تلبية كل رغباته، فإنه عندما يتعامل مع الآخرين، فإنه يتوقع منهم نفس المعاملة، لكنه يرى معاملة قاسية فتثور في نفسه مشاعر الغضب.
          ومن عظمة ديننا الإسلامي أنه لم يترك شيئًا إلا وقد أحاط به,
          فهناك علاج ناجح أرشدنا إليه المنهج النبوي في تسكين الغضب، وعلى الآباء والأمهات أن يعوِّدوا أبناءهم عليه قدر المستطاع.. وللمنهج النبوي في ذلك عدة مراحل: ــ
          - تغيير الوضع الذي يكون عليه الغاضب،
          فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
          (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب.. وإلا فليضطجع) [أبو داود وأحمد].
          - اللجوء إلى الوضوء في حالة الغضب؛
          عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
          ( أنه قال صلى الله عليه وسلم: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تُطْفَأُ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) [أبو داود].
          - التعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
          فقد استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأحدهما يسب صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم كلمة لو قالها، لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) [متفق عليه].
          - مغادرة المكان الذي حدث فيه الغضب، فقد حدثت مشادة بين علي كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء -رضي الله عنها- فغضب كل منهما من الآخر، فخرج الإمام علي إلي المسجد، فمكث فيه،
          فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ذهب إلى علي، وقد وقع عليه بعض التراب، فأخذ ينفضه عنه، ويقول: (قم يا أبا تراب) [الطبراني].
          - والأشياء التي تفيد في معالجة الغضب:
          -التخلق بالخلق المضاد له، وهو الحلم والأناة.. فعلى الأم أن تنمي في أولادها الصبر والأناء بذاتهما، فإن الإنسان الحليم، لايعرف الغضب إلا لله.
          - كما عليها أن توظف ملكة الغضب في أبنائها التوظيف المناسب الذي يتلائم مع طبيعة الموقف، فإذا كان هناك موقف يقتضي الغضب، فعلى الأم أن تنبه ابنها عليه، وتعلمه أن الغضب هنا من الصفات المحمودة. وإذا كان الحلم في موقف ما أولى وأحسن، فعليها أن تذكر أبناءها بذلك وتحملهم عليه.فما ليس بخلق في الأصل يسهل الوصول إليه وجعله خلقًا بالتخلق به، والتطبع عليه حتى يصير خلقًا وطبعًا.
          - اكتساب عادة الحلم..فإن الحلم من أعظم الفضائل النفسية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان.
          فالتدريب على ضبط انفعالات الغضب عنصر جوهري من عناصر النمو الانفعالي الصحيح...
          ومن الأحاديث المأثورة عن الرسول صلي الله عليه وسلم
          ( أنه قال: (إن من أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا) [الترمذي].
          وهكذا يصبح ضبط النفس عند الغضب أمر ضروري ولا يعني هذا كبتها أو قمعها.
          وصلي اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعيييين
          التعديل الأخير تم بواسطة خديجة أحمد; الساعة 06-04-2013, 09:01 PM.
          اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
          اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
          اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

          تعليق


          • #6
            رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

            جزاك الله خيرا أخيتى على هذا الموضوع
            لكن لى طلب من حضرتك وهو ان الكمية الموضوعةكبيرة جدا وماشاء الله تحمل فوائد كثيرة
            ولكبر حجمها لا يستطيع أى أخ أو اخت تناول الموضوع بهذا الحجم مرة واحدة
            فلو أمكن اخيتى ان تقومي بتجزئته على أيام مثلا
            أو كما ترين مناسب لك ليستفاد الكل من هذا الكم من المعلوزمات الهامة والمفيدة فى التربية
            وجزاك الله خيرا
            اللهم صلِّ على سيدنا محمد وسلم تسليماً كثيراً

            الحمد
            لله الذي تتم بفضله الصالحات

            تعليق


            • #7
              رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

              جزاك الله كل خير وبارك فيك
              ماشاء الله الموضوع يتحدث عن عدد كبير من الجوانب


              سبحان الله وبحمده ..عدد خلقه ومداد كلماته وزنة عرشه
              استثمر عمرك بمضاعفة ذكرك


              تعليق


              • #8
                رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟


                جزاكم الله خيرا أخواتي الغاليات
                بااااارك ربي فيكن
                -----------
                لبيك اللهم لبيك
                لبيك لا شريك لك لبيك
                إن الحمد والنعمة لك والملك
                لا شريك لك
                سبحان الله..الحمدلله
                لا إله إلا الله..الله أكبر
                لا حول ولا قوة إلا بالله
                اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
                اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
                اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فإغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

                تعليق


                • #9
                  رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

                  جزاك الله خيرا أخيتى على هذا الموضوع الرائع

                  تعليق


                  • #10
                    رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

                    ماشاء الله ,,موضوع رائع وهام جدا لكل أسرة مسلمه
                    جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ ,,تم التثبيت .

                    (وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ )
                    افضل موقع لحفظ والاستماع للقران الكريم
                    ***}حــــــــــوار صريح جدا...{***
                    مع المشرف العام للمنتدى

                    تعليق


                    • #11
                      رد: كيف نربي أبنائنا التربيه الإسلاميه؟

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      ما شاء الله موضوع قيم
                      جزاك الله خيرا أختي ونفع الله بك
                      اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

                      ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
                      ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: كيف نربي أبنائنا التربية الإسلامية؟


                        ماشاء الله تبارك الله

                        موضوع قيم و مجهود يذكر

                        بارك الله فيك و في كل أعمالك


                        تعليق

                        يعمل...
                        X