في الإطار العام ركزّت الشريعة الإسلامية على التربية من كل النواحي،
وأعتبرت أن أهم وسائلها هي السير على منهج القرآن الكريم
والسنة النبوية، مصداق ذلك قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} (الانفال، 20)
إضافة إلى وسيلة ثانية مهمة هي أتخاذ القدوة الحسنة،
وذلك لأنها تؤدي إلى صلاح الفرد والجماعة، فمن خلالها يكتسب الإنسان الأخلاق والآداب والسلوكات، مصداق ذلك قوله تعالى في توجيه خاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } (الأنعام: 90)
وقوله سبحانه في معرض توجيه المؤمنين إلى اتخاذ رسول الله أسوة وقدوة: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (الأحزاب، 21)
إضافة إلى وسيلة أخرى وهي الموعظة الحسنة والدعوة بالحكمة،
مصداق ذلك ما ورد في حكاية لقمان وهو يعظ ولده،
قال تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ{16} يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{17} وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ{19} } (لقمان، 16-19)
وقد وضع العلماء جملة من المبادئ والقواعد تتعلق كلها بالتربية،
من ذلك مثلا التربية العقلية، وذلك في إعطاء الولد ذكراً أو أنثى
ما يناسب سنه، مع تعويده على أخذ المعلومات الصحيحة والموثقة،
وتحريضه على منهج النقد العلمي، ليعيش الولد وهو ينمو
رويداً رويداً بعيداً عن التفكير الخرافي·
ومثلها أيضاً ما يتعلق بالتربية الخلقية ومن أهم مبادئها،
1
" غرس المحبة في نفوس الأطفال،
2
"وغرس الثقة فيهم،
3
"مع تعويدهم على قوة الإرادة،
4" والاعتناء بمفهوم بناء الشخصية السوية·
وهكذا فيما يتعلق بمبادئ التربية الإجتماعية، بحيث يشعر الولد بالأمن والإستقرار في البيت والمدرسة والمسجد وما إلى هنالك،
4" والاعتناء بمفهوم بناء الشخصية السوية·
وهكذا فيما يتعلق بمبادئ التربية الإجتماعية، بحيث يشعر الولد بالأمن والإستقرار في البيت والمدرسة والمسجد وما إلى هنالك،
بعيداً عن القسوة والكبت، وبعيداً عن الدلال الزائد·
لكن السؤال الملح هنا هو:هل تربى البنت في عمرها الأول
كما تربى في فترة المراهقة ونحو ذلك؟!
أبداً فعلماء التربية وعلماء الشريعة الإسلامية وضعوا لكل مرحلة
ما يناسبها من الأمور التربية·
ففي المراحل الأولى على ولي أمر البنت أن يتذكر كيف
كان رسول اللّه يعامل البنات، وذلك من أجل أن يكون
في تلك التعاليم النبوية منهجاً للتربية والتعليم، من ذلك أن النبي قد اهتم بالنصيحة ووجه الآباء والأبناء إلى الإهتمام بالموعظة والنصيحة، مثال ذلك ما رواه البخاري فيالصحيح أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما وجه علي بن أبي طالب إلى فتح خيبر قال له:>انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام،وأخبرهم بما يجب عليهم من حق اللّه تعالى، فواللّه لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم<
وتارة ما يكون ذلك عن طريق انتهاج أسلوب القصة، أو الحوار،
أو الموعظة مع المداعبة أو بضرب الأمثال وما إلى هنالك·
والمهم في الحكاية أن تكون تربية الأولاد تحت مظلة الرحمة،
مثال ذلك ما أخرجه البخاري أن أبا قتادة قال: خرج علينا النبي
صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى، فإذا ركع وضعها،وإذا رفع رفعها·
عليك أن تراعي طبيعة الولد أثناء استعمال العقوبة،
مع التدرّج في المعالجة من الأخفّ إلى الشدّة، وذلك من خلال
الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيه أو الملاحظة أو الإشارة أو التوبيخ
أو بالهجر ونحو ذلك·
كما تربى في فترة المراهقة ونحو ذلك؟!
أبداً فعلماء التربية وعلماء الشريعة الإسلامية وضعوا لكل مرحلة
ما يناسبها من الأمور التربية·
ففي المراحل الأولى على ولي أمر البنت أن يتذكر كيف
كان رسول اللّه يعامل البنات، وذلك من أجل أن يكون
في تلك التعاليم النبوية منهجاً للتربية والتعليم، من ذلك أن النبي قد اهتم بالنصيحة ووجه الآباء والأبناء إلى الإهتمام بالموعظة والنصيحة، مثال ذلك ما رواه البخاري فيالصحيح أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما وجه علي بن أبي طالب إلى فتح خيبر قال له:>انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام،وأخبرهم بما يجب عليهم من حق اللّه تعالى، فواللّه لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم<
وتارة ما يكون ذلك عن طريق انتهاج أسلوب القصة، أو الحوار،
أو الموعظة مع المداعبة أو بضرب الأمثال وما إلى هنالك·
والمهم في الحكاية أن تكون تربية الأولاد تحت مظلة الرحمة،
مثال ذلك ما أخرجه البخاري أن أبا قتادة قال: خرج علينا النبي
صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى، فإذا ركع وضعها،وإذا رفع رفعها·
عليك أن تراعي طبيعة الولد أثناء استعمال العقوبة،
مع التدرّج في المعالجة من الأخفّ إلى الشدّة، وذلك من خلال
الإرشاد إلى الخطأ بالتوجيه أو الملاحظة أو الإشارة أو التوبيخ
أو بالهجر ونحو ذلك·
وبالتالي فالبنت في المراحل الأولى لا تحتمل دروساً أكاديمية في التربية،
إنما المهم في تلك المرحلة أن يتم التركيز على حبّ الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، بحيث تتلخص المسألة بما أخرجه البخاري من قول الرسول
صلى الله عليه وسلم: >ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟<
ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم:
{فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}(الروم، 30)
وكيف تكون البنت التي يربطها والديها بحب الله ورسوله؟
وهل يستطيع شياطين الجن والإنس أن يؤثروا بأخلاقها وسلوكياتها أو أن يحرفوها عن جادة الصواب؟؟
وكيف تكون البنت التي يربطها والديها بحب الله ورسوله؟
وهل يستطيع شياطين الجن والإنس أن يؤثروا بأخلاقها وسلوكياتها أو أن يحرفوها عن جادة الصواب؟؟
لا والله ما استطاع ولا يستطيع أحد أبداًً أن يقترب من هذه
الجوهرة المصونة التي رباها والديها على حب كتاب الله
إضافة إلى ذلك على الآباء والأمهات تربية البنت على العيش
ضمن محيط الأسرة والبيت، حيث تسود المحبة والوئام والتعاون
بين جميع أفراد الأسرة، وقد أكدت الوقائع أن الطفل
الذي يعيش في جو منزلي هادئ، مليء بالحب والعطف
فسيكون الحال شعوره بالاستقرار والطمأنينة، مما ينعكس على
علاقاته العامة مع الناس جميعاً، والعكس صحيح،
فالطفل الذي يستيقظ وينام على مشاجرات الأهل يفقد الأمن والأمان،
ويتأثر بذلك كله، فيعيش الانطواء والعزلة والعقد من المجتمع!
ولا يتصور أولياء البنات أن القيام بتربية البنات أمراً سهلاً،
إنما أكدت الشريعة والواقع صعوبته،
وذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم : >من كان له أختان أو بنتان فأحسن إليهما، كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بأصبعه السبابة والوسطى<·
وقال صلوات الله عليه >من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخواتٍ وجبت له الجنة<
فقيل: يا رسول الله واثنين؟
فقال: >واثنتين<
فقيل: يا رسول اللّه وواحدة؟
فقال: >وواحدة
<
كل هذا يوجب على الآباء والأمهات أن يربّوا بناتهم على جميع
الأخلاق واحترام الآخرين، والمحافظة على حقوق الآخرين،
سواء كانت مادية أو معنوية،
كما قال اللّه تعالى: {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(الحجرات، 11)
ومثله قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوجه الأفراد الى الإحساس بالانتماء إلى المجتمع: >مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى<
ثم تأتي مرحلة تربية البنت وتعليمها الواجبات والفرائض
الإسلامية كالصلاة والحج ونحو ذلك·
مصداق ذلك ما أخرجه أبو داوود من قول النبي
صلى الله عليه وسلم : >مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين،
وأضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع<·
مع التركيز على التأمل والبحث والتفكر، وذلك من أجل أن يتكون
لديها إدراك عقلي سليم، وهذا يؤدي إلى تهذيب
النفوس وتربية الروح وما إلى هنالك·
يرافق ذلك كله ترويض الفتاة على الانضباط الإسلامي فيما
يتعلق بالاختلاط، وذلك انطلاقاً من قول الرسول
صلى الله عليه وسلم >ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء<·
ويدخل في ذلك تربيتها وتعوديها على ستر العورة وعلى
ارتداء الحجاب الشرعي، وذلك من خلال
ما قاله الله تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(النور· 31)
وبذلك كله، وبغيره، تكون الفتاة قد وصلت الى مرحلة الزواج
عسى أن يوقفها الله بزوج متدين
ملتزم بأحكام الشريعة العصماء·
دمتم فى رعاية الله وحفظه وفقكم الله لما يحب ويرضى
وسدد خُطاكم وأعانكم على تربية أبنائكم وبناتكم
تعليق