رسالة إلى مربية الأجيال
أيتها المربية الفاضلة...
سألت نفسي أسئلة كثيرة كانت إجابتها واحدة:
من أين يتخرج القادة والفاتحون والمجاهدون؟.
من أين يتخرج العلماء والدعاة وطلاب العلم النابغون؟.
من أين يتخرج الأفذاذ من الرجال والجهابذة الذين يقارعون الجبال؟
من الذي يربيهم؟
من الذي يعلمهم ويوجههم ويحكم تنشئتهم؟
إنها أنت أيتها الأم "يا حارسة القلعة"...
سفيان الثوري- أمير المؤمنين في الحديث- أحد أصحاب المذاهب الفقهية المتبوعة. قال عنه الأوزاعي: (لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضا إلا سفيان).
من كان سببا في مكانته تلك بين الناس ؟
روى الإمام أحمد- رحمه الله- بسنده عن وكيع قال:"قالت أم سفيان لسفيان: (يا بني اطلب العلم، وأنا أكفيك بمغزلي)
فكانت- رحمها الله- تعمل، وتقدم له، ليتفرغ للعلم. وكانت تتخوله بالموعظة والنصيحة، قالت له ذات مرة: يا بني: إذا كتبت عشرة أحرف فانظر هل ترى في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك، ولا تنفعك.
أيتها المربية الفاضلة:
من أين يتخرج العصاة والمعاندون والمستكبرون؟.
من أين يتخرج المجرمون والسراق والسفاحون؟.
من أين يتخرج شباب المخدرات والتفحيط والميوعة.
من الذي يربيهم ويعلمهم ويوجههم؟
إنها أنت يا "حارسة القلعة"...!!
إذا.. إذا قمت بواجبك وحفظت أمانتك وسهرت على متابعة أبنائك وإرشادهم لكل خير ونصحت لهم في ذلك فإنه سبب بإذن الله وبعد توفيقه في صلاحهم ونشأتهم على الخير وبلوغهم المراتب العليا في العبادة والعلم والتقوى.
وفي المقابل فإن تقاعس المرأة المربية عن هذا الدور وانشغالها عنه أو تقصيرها فيه أو إهمالها إياه بالكلية كما يحصل عند بعض الأمهات- أصلحهن الله- يؤدي إلى نشوء الأجيال المريضة الضعيفة الهزيلة في دينها وعلمها وثقافتها.
ولله در من قال:
الأم مدرسة إذا أعـددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق أيما إيــراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى شغلت مآثرهم مدى الآفاق
فكوني- يا حارسة القلعة - على قدر المسئولية.
منقول للفائدة
تعليق