السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله جميع الآباء والأمهات
منورين قسم التربية
وحيا الله الزوار الكرام
بوجدكم نشعر بالسعادة
نفع الله بنا وبكم وبكل كلمة تقرأ وتكتب جعلها في موازين حسنات من قام بها
ولقد حرص الإسلام على تبني الفتاة منذ ولادتها ومعاملتها معاملة خاصة ووجه الاهتمام إلى خصوصية تربيتها ، تبعا لخصوصية أنوثتها ونفسيتها وموقعها ودورها في الأسرة ثم في الحياة ، لكي تنشأ طاهرة ماهرة ، ثم تصبح أما صالحة مصلحة، ترعى بيت الزوجية باقتدار وأمانة وتحافظ على تربية أولادها تربية إسلامية صحيحة .
واهتم شرع الله تعالى بما يكرمها وينصفها من الظلم ويحررها من القهر والاستعباد قديمه وحديثه ، سواء بمقاومة وتصحيح نظرة الجاهلية إليها ، أو ما يواجهها اليوم من غوايات الحضارة المادية الحديثة وانحرافاتها . فقد أدان القرآن فعل الرجل في زمان الجاهلية الذي كان إذا بشر بأنثى اسودّ وجهه حسرة وتوارى من القوم مغموما حائرا أيمسكها على المهانة أم يدفن العار بدفنها حية ، فإذا هو يدوس مشاعر الأبوة ويحمل وليدته ليئدها ثم يعود إلى أهله وقد دفن العار كما توهم:
{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)}[سورة النحل]بل بلغ مِن جهلهم وجهالتهم: أنَّ الرجل منهم كان يحلِف على زوجه أن يُفارقَها إذا وضعتْ له بنتًـا، حتى قالتْ إحداهنَّ تشتكي حال زوجها:
ما لأبي حمزة لا يأتينـــا يظل في البيت الذي يلينـا
غـضبان ألا نلـــد البنينــا تــالله ما ذاك فـي أيدينـــا
فنحن كالأرض لزارعينــا ننبـت ما قـد زرعـوه فينــــا
وقد عمل الإسلام على استئصال هذه العادة المقيتة وقطع دابرها، ثم عقب القرآن عليها بوعيد يدل على شناعة الفعل وسوء مصير أصحابه يوم القيامة : { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)}[سورة التكوير].
تعليق