. عصام توفيق: الإعلام سبب رئيس في تفاقم الأزمة، وزادت تفاقمها في سنوات المخلوع.
د. مدحت أبو النصر: كم من السرقات التي تمت باسم مشاريع التصدي للظاهرة، وما فعلوا شيئا.
د. محمد رشدي: بالرغم من كونهم"ضحايا لا جناة" إلا أن ثمة أسباب تجعلهم أقرب للإجرام.
د. علي السالوس: عليكم بالنظام الإسلامي في حل المشكلة، والزكاة دليل .
د. زينب صالح: ربط تفشي الظاهرة بالانحطاط الأخلاقي في المجتمعات أمر ضروري.
د. أحمد عمر هاشم: كلمتي لأغنياء الأمة اتقوا الله في أطفال شوارعها، وأأسف على ضياع الوقف.
لم ينس أحدٌ تلك المشاهد التي تُبرز مجموعة من الأطفال الذين وقفوا بجانب المجمع العلمي بقلب القاهرة في ميدان تحريرها، وكانت تعلوهم ابتسامة عجيبة؛ وكأنهم حرروا فلسطين مثلاً أو أفغانستان؛ في نفس اللحظة التي تلتهم النار مبنى المجمع الذي يضم تاريخ مصر وحاضرها بين طيات كتبه ووثائقه؛ فتركت هذه المشاهد عشرات الأسئلة بل مئاتها؛ كيف وصل مثل هؤلاء الأطفال لهذا المنعطف الخطير؟ كيف يشعلون النار في تاريخ أمتهم وتعلوهم ابتسامة المنتصر، ونشوة الفاتح؟ كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه والمجتمع في غيبة من أمره؟ أين كان المحللون النفسيون؟ وأين الدراسات عن هذه الظاهرة الخطيرة؟ أين كان التربويون؟ لماذا لم يستشرف أحد ما حدث؟، وكيف يفسروا تلك النظرات الحارقة الضاحكة؟ وأسئلة كثيرة كان لابد من الوقوف على إجابات لها من أهل التخصص والذكر؛ فبماذا يجيبوا؟.
يري الأستاذ الدكتور عصام توفيق قمر أستاذ أصول التربية المساعد، ورئيس قسم الأنشطة الاجتماعية والثقافية بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية؛ أن مشكلة ظاهرة "أطفال الشوارع" لم تظهر على الساحة فجأة، وإنما هي امتداد طبيعي للعقود الطويلة التي زاد تفاقمها في سنوات الرئيس المخلوع، وقد حذرنا منها كثيرًا لشدة خطورتها على المجتمعات؛ وذلك لشدة إحساسها بالتهميش والنسيان حتى أنهم يتعاملون على أنهم ليسوا آدميين، وفي الوقت الذي لم يسارع أحد لنجدتهم ونجدة المجتمع؛ زاد عددهم في الشوارع والمناطق المختلفة في ظل تجاهل الدولة والمنظمات الحكومية والدولية بل والأهلية، وهو مما زاد لديهم الشعور بالحرمان والرغبة في الانتقام، وخاصة في ظل ما يرونه من ثراء فاحش على أرض الواقع أو يشاهدونه في وسائل الإعلام التي تتحمل في نظري الجزء الأكبر من أسباب هذه المشكلة؛ وتكمن في عرض كل ما هو مستفز لمثل هؤلاء؛ فإنك ترى جل المسلسلات والأفلام وحتى المسرحيات تقام في أبهى صورة، وأغنى شكل؛ وكأن السينما أو التليفزيون هذه في بلد كألمانيا أو إيطاليا، وليس هناك من أحد في الشعب يعيش تحت تحت خط الفقر.
هم ضحية
ويؤكد الدكتور قمر أن ما رأيناه مثلا في أحداث حريق المجمع العلمي، أو غيره؛ لم يأت من فراغ، ولقد ساهم المجتمع في صنعهم؛ ولهذا فهم ضحية الجهل والفقر والبطالة والطلاق والتهميش والزواج العرفي والزنا والتسرب من المدارس والإهمال وعوامل أخرى كثيرة اجتماعية ونفسية لها صلة بالمحيط الاجتماعي أو شخصية الطفل مثل البحث عن الإثارة ومحاولة إثبات الذات وقد رسخت نشأتهم القاسية في الشوارع وتحت الكباري وفي المساكن العشوائية عدم الانتماء لهذا البلد.
ويؤكد الدكتور قمر أن ما رأيناه مثلا في أحداث حريق المجمع العلمي، أو غيره؛ لم يأت من فراغ، ولقد ساهم المجتمع في صنعهم؛ ولهذا فهم ضحية الجهل والفقر والبطالة والطلاق والتهميش والزواج العرفي والزنا والتسرب من المدارس والإهمال وعوامل أخرى كثيرة اجتماعية ونفسية لها صلة بالمحيط الاجتماعي أو شخصية الطفل مثل البحث عن الإثارة ومحاولة إثبات الذات وقد رسخت نشأتهم القاسية في الشوارع وتحت الكباري وفي المساكن العشوائية عدم الانتماء لهذا البلد.
كما يشير الدكتور قمر إلى أهم سمات هؤلاء الأطفال النفسية، ويقول: إن هناك خصائص مشتركة بينهم أهمها: الشغب والعناد والميول العدوانية نتيجة طبيعية للإحباط النفسي بسبب فقدانهم الحب داخل أسرهم أولا؛ ثم مجتمعهم ثانية، ويزداد الميل إلى العدوانية مع ازدياد المدة التي يقضيها الطفل في حياة الشارع لأن العنف هو اللغة الوحيدة في حياة الشارع سواء مع بعضهم البعض ويصاحبه الانفعال الشديد والغيرة الشديدة، دون اهتمام بمستقبل.
ويصفهم أيضا بأنهم يعانون من التشتت العاطفي، وحب التملك، وشعورهم بعدم المساواة مع الآخرين، وحب ألعاب الحركة، والقوة والميل إلى الممارسات الشاذة مثل: ما يعرف في وسطهم بشم "الكُلَّة" [1] والبنزين، فضلا عن الشذوذ الجنسي بين الأطفال وجرائم الاغتصاب[2].
وختم الدكتور قمر حديثه عن هذه الفئة بأنها ضحية اللامبالاة لحكومة كان كل ما همها جمع المال من شعب تاه في طريق الحاضر لأنه لم يستوعب ماضيه ولم يتعود التخطيط للمستقبل.
كما أشار إلى أن سهولة استقطاب هؤلاء الأطفال وتوجيههم للقيام بأية أعمال جون النظر في شرعيتها أو عدمه، وذلك لعدم وجود انتماء لديهم تجاه الوطن لأن بسبب الحقد-المحق- الذي تربى بداخلهم تجاه المجتمع وأفراده، ولهذا -صدقني- ليس بغريب أبدًا أن ترى مثل هذه التصرفات في حرق المجمع العلمي، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة؛ دون شعور بأي نوع من الشفقة أو الندم؛ بل تحول شعورهم إلى سعادة وفرح المنتصر.
سرقة بإسمهم
ووضح الأستاذ الدكتور: مدحت أبو النصر، أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بكلية شرطة دبي سابقاً، أن أسباب عدوانية أطفال الشوارع بظروفهم الصعبة التي نشأوا وتربوا عليها؛ وذلك من جانب سوء التعامل معهم على المستوى الحكومي أو الرسمي؛ مُمثلا ذلك في إهمال الدولة ومؤسساتها لهم، بل والعمل الدءوب على تهميش مثل هذه الفئات، ولقد زاد الطين بلة؛ أن النظام السابق كان يعلن في كل صوب وحدب عن مشاريع هنا وأخرى هناك، لهؤلاء الأطفال، وملايين تصرف، ومليارات تنفق باسم "أطفال الشوارع" وعلى أرض الواقع –لا شيء ولا تغيير-، ثم من الجانب الآخر؛ وهي المنظمات المجتمع الأهلي أو القطاع الخيري، فأولا: كان هناك عدم اكتفاء لتلك المنظمات التي تستوعب العمل على هذا الأمر، ثم تقاعس الموجود منهم بالفعل، بل وضاعف الأمر سوءً مُتاجرة بعض الجمعيات والمنظمات باسمهم وحالهم ومشاكلهم، وإذا وضعنا في الحسبان تجاهل القطاع الخاص وتخليه تمام عنهم؛ وهو ما أدى إلى تسريحهم من الجمعيات القليلة التي حاولت مساعدتهم وبهذا وجودوا أنفسهم في الشوارع تارة أخرى.
ووضح الأستاذ الدكتور: مدحت أبو النصر، أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان، ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بكلية شرطة دبي سابقاً، أن أسباب عدوانية أطفال الشوارع بظروفهم الصعبة التي نشأوا وتربوا عليها؛ وذلك من جانب سوء التعامل معهم على المستوى الحكومي أو الرسمي؛ مُمثلا ذلك في إهمال الدولة ومؤسساتها لهم، بل والعمل الدءوب على تهميش مثل هذه الفئات، ولقد زاد الطين بلة؛ أن النظام السابق كان يعلن في كل صوب وحدب عن مشاريع هنا وأخرى هناك، لهؤلاء الأطفال، وملايين تصرف، ومليارات تنفق باسم "أطفال الشوارع" وعلى أرض الواقع –لا شيء ولا تغيير-، ثم من الجانب الآخر؛ وهي المنظمات المجتمع الأهلي أو القطاع الخيري، فأولا: كان هناك عدم اكتفاء لتلك المنظمات التي تستوعب العمل على هذا الأمر، ثم تقاعس الموجود منهم بالفعل، بل وضاعف الأمر سوءً مُتاجرة بعض الجمعيات والمنظمات باسمهم وحالهم ومشاكلهم، وإذا وضعنا في الحسبان تجاهل القطاع الخاص وتخليه تمام عنهم؛ وهو ما أدى إلى تسريحهم من الجمعيات القليلة التي حاولت مساعدتهم وبهذا وجودوا أنفسهم في الشوارع تارة أخرى.
وأكد الدكتور أبو النصر على الارتباط الوثيق بين أسباب تفاقم مصيبة أطفال الشوارع وبين انفلات الوضع الأمني من ناحية، وسوء الأحوال الاقتصادية من ناحية أخرى، وكثرة الأموال المتخصصة لإثارة القلاقل في مصر بعد الثورة من ناحية ثلاثة،
تعليق