الحمد لله الذي افتتح بالحمد كتابه وجعله آخر دعاء أهل الجنة فقال جلّ ثناؤه: « وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين »
وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين.الطاهرين
أما بعدُ : فهذا بحث رائع بارك الله فى القائم عليه و أثابه كل خير نقلته من أخى فى الله أحمد بن عبد العزيز الحمدان - قسمته ليسهل على القارىء الكريم متابعته - نفعنا الله و إياكم به .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمَّد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أمَّا بعد :
* المقـدمـة :
إنَّ مرحلةَ الطفولةِ أخطرُ وأهمُ مرحلةٍ في حياة الإنسان ، إذ هي محطةُ بَذْرِ المبادىء والقيمِ والمفاهيم ، وهي البيئةُ التي تظهر فيها ميولُ الإنسانِ ونوازعُهُ للمربي الجادِ الذي جعل من ملاحظتِه ومُتَابَعَتِهِ سلوكَ الصغيرِ معياراً يتعرفُ بهما على جِبِلَّتِه ..
والطفولةُ منعطفُ طرقٍ خَطِرٍ يتحددُ من خلالِهِ مسارُ الصغيرِ في حياته كلِّها.
لذلك كلِّه وغيرِه كانت مرحلةُ الطفولةِ محطَ أنظارِ المصلحين ، ومجمعَ اهتمامِ المربين ، ومجالَ بحثِ الباحثين ، وهي كذلك محطُ أنظارِ المفسدين ، ومجمعُ اهتمامِهم وميدان بذلِهِم وإنفاقِهم ، لعلمهم أنَّ كلَّ أمةٍ إنَّمَا يصلُح أفرادُها ، وتثبتُ على مبادئها ، ويحملُ رايةَ عقيدَتِها صغارُها عن كبارِها ، فهم خَلَفُ الكبار ، وَمُجَدِّدُوا مَجْدِ سلفِها الأبرار .
فمرحلة هذا شأنها ، ومحطةٌ في حياةِ الإنسان كهذه تجلى خطبُها ، لا يمكن إلا أن تكون كما ذكرنا ، معتركَ المصلحين والمفسدين ، ومطمحَ آمال المربين .
وإنَّ النَّاظر في حالِ كثيرٍ من أفرادِ الأمَّةِ الإسلاميّة، في طول البلادِ وعرضها، يرى أنَّ هجماتِ أعدائِهم قد أثرت في أبنائِهم ، وأنَّ مخططاتِ مفسديهم قد انحرف بسببها كثيرٌ من فِلْذَاتِ أكبادِهِم، فتشوهتْ صورةُ الجيلِ الصاعد ، وانحرفتْ عن خُطى أسلافِها .
وما كان هذا الأمرُ ليقع لولا ذلك الفصامُ النَّكِدُ الذي وقعَ بين كثيرٍ من المسلمين وبين كتاب ربِّهِم، وسنةِ نبيهم صلى الله عليه وسلم ، وسيرِ أسلافهم ، فوجدوا أنفسهم بلا أُسُسٍ، وبلا مبادىء، وبلا تاريخٍ ، وبلا قدوات ، فانهزموا في أنفسهم ، وبهرهم تقدُم غيرهم ، فتعلقوا بركابهم ، وتشبثوا بأذنابهم ،وأخذوا بمفاسدهم ، وَعَجَزوا في مدنيتهم عن مواكبتهم .
لذلك كان لزاماً على الجميع : معرفةُ قواعدِ التربية الصحيحة ، ليعرف كلُّ فردٍ دورَه ومكانته ، وأساليبَ تطبيقِ ما تعلمَ في حياته العملية ، وبيئتِهِ الأسرية ، ليؤدي دوره الرائدَ في إخراجِ جيلٍ صالح ، ومجاهدٍ ناجح ، ومؤمن متمسكٍ بدينه ، ساعٍ لإرضاء ربِّه ، حريصٍ على الأخذِ بسنة نبيه ، مترسمٍ خُطى سلفِهِ الصالح .
وقد تضمن القرآنُ الكريمُ ، والسُّنَّةُ المطهرةُ ، وسيرُ سلفِ هذه الأمةِ كمَّاً هائلاً من المبادىء والقيم والمعاني والآداب ، والأساليبِ التربوية ، التي يجبُ أن يُرَبَّى عليها الصغير ، ويُشْرِبَ قلبُهُ الأخذ بها ، منذ نعومة أظفاره .
يُتبع بإذن الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
من الآداب الطيبة إذا حدثك المحدِّث بأمر ديني أو دنيوي ألا تنازعه الحديث إذا كنت تعرفه، بل تصغي إليه إصغاء من لا يعرفه ولم يمرَّ عليه، وتُرِيه أنك استفدت منه، كما كان أَلِبَّاء الرجال يفعلونه، وفيه من الفوائد: تنشيط المحدِّث، وإدخال السرور عليه، وسلامتك من العجب بنفسك، وسلامتك من سوء الأدب؛ فإن منازعة المحدِّث في حديثه من سوء الأدب .
الرياض الناضرة 548 .
تعليق