مسلك التشجيع
التشجيع: هو تقوية القلب، أي تقوية قلب الطفل من أجل عمل شيء،وذلك إما أن تصغر الأمر الذي يقدم عليه، أو تعظم نفس الطفل.
ولا يقصد بالتشجيع "افعل كذا أعطيك كذا".
والحديث العمدة لهذا المسلك هو قول عمر بن الخطاب لابن عباس "يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك". فابن أخي هو تعظيم نفسه، وقال له لا تحقر نفسك هو تعظيم النفس.
وننبه على الانهماك في الثواب والهدية، يُخاف أن يتحول الأمر عند الطفل أن يعمل العمل فقط من أجل هذه الحوافز، بل يجب تصحيح نيته إذا أعطي الهدية، والتشجيع يستخرج من الأطفال أشياء لا يتوقع أن تخرجه.
وننبه أنه في أمور المشاعر تتصابى لولدك وفي أمور الأخلاق ترفعه إليك، وهكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال وإذا فعلنا العكس سوف ننتج خللاً في الأطفال.
فلو كان الطفل له إمكانيات رائعة ويتواجد في بيت يكبته، هكذا يضيعونه.
فمعاملتك التشجيعية أنك تشعره أنه لا يصل أبداً إلى النجاح النهائي، فلا تستصغر نجاحه ولا تستعظمه جداً فيصبح عنده رضا عن النفس وغرور، وهكذا يضيع فيجب أن تكون هناك حالة وسط. فلا تشعره أنه وصل إلى النجاح النهائي، بل هناك نجاحات أخرى يجب أن يخوضها ويحاول فيها.
لو خفت أن يصل ولدك إلى الغرور والرضا عن النفس فصغره وأعده إلى حجمه حتى تحافظ عليه.
من أحسن طرق التشجيع ما ذكرناه عن مطاولة أم أنس لأنس، لما طاولها طفلها طاولته..
لو جاءك طفل يقول لك أريد أن أفعل شيئاً (وهذا الشيء أنت على يقين أنه لن يصل إليه) قل له حاول ولا تثبطه وتضيعه، وإن جاءك وقد فشل فشجعه وأبدِ الإعجاب بالمكان الذي وصل به.
ومن طرق التشجيع المهمة أن تعامله على وفق ما تريده أن يكون عليه، مثلاً تريده أن يكون صادق عامله أنه صادق وليس بالكلام، وهكذا يتحمس أن يكون كما تريد.
فحسن له صورته حتى يحاول أن يصل إليها.
لكن مما يناقض التشجيع الاستهزاء والسخرية، الطفل يريد أن يقوم بعمل معين فتقول له حاول، ثم إذا فشل تسخر منه وتضحك عليه؟! يكون ذلك مؤثراً جداً في نفسه ويخاف أن يدخل أي محاولة فيجب أن تشجعه على المحاولة وعمل شيء جديد، فصورة التشجيع أن تتغاضى عن مرات الفشل وتفكر في مرة النجاح.ومما يتناقض مع التشجيع سوء الظن، فأنت تعامله على ما تحب فكيف الحال وأنت تنزله عن المرتبة الحقيقية التي له؟! وتشكك فيه وتتهمه فهذا تضييع للولد وتثبيط له. فعامله بتصديق.
ومما يناقض التشجيع الاستعجال، يستعجل الواحد ليصل بولده إلى شيء لا يستطيع أن يصل إليه حالياً، هذا الاستعجال غير مناسب وإن كنت معذوراً في هذه الفتن، لكن الهادي هو الله، حتى الأنبياء لا يستطيعون الهداية.. المهم أنك تنام بالليل وأنت تعلم أنك قمت بما عليك، فالحل هو الصبر والتقوى كما في القرآن الكريم. لا تيأس واحلم ولا تستصغر نفسك أو ولدك.
الواجب العملي:
1-الحرص على التوسط في التشجيع بلا افراط او تفريط.
2-عدم الاستهزاء او السخرية من قدرات الولد.
3-سماع شريط المسلك للشيخ .
http://ar.islamway.net/lesson/20050
تعليق