مسلك التعويد
التعويد هو تحويل صفة ما إلى عادة من غير تكلف ولا تصنع، وعمدة هذا المسلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"الخيرُ عادة"
التعويد تلحظهُ جيدًا في قول النبي صلى الله عليه وسلم
: " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق هذا تعويد، حتى يكتب عن الله صديقًا فقد اعتاد هنا الصدق.
والمقصود من هذا المسلك هو تعويد الأطفال على صفات الخير وعلى مكارم الأخلاق على شرائع الدين وهذا أولًا.
ولو سألت عن أخطر مسلك من مسالك التربية؟!
فهو مسلك التعويد،
فالتربية تعويد ليس إلا، والتعويد لابد له من وقت مرة واثنين وأكثر، لنصل به إلى حالة العادة من غير تكلف ولا تصنع.
وإنك إما تعوده الخير وإما أن تعوده الشر، وكما أن الجسم الساكن لا يخرج من سكونها إلا بمؤثر وكذلك الطفل
يخرج عن حالة السكون قال النبي صلى الله عليه وسلم
: " كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه، أو
ينصرانه، أو يمجسانه
، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء "
فيظل الطفل على الفطرة ما لم يحركه عنه أحد ويؤثر فيه
أحد، وإذا اعتادت النفوس أمرًا فإنها ستظلُ عليه، وسيكون من الصعب أن تعيدها لسكونها مرة أخرى، وإذا كان التعويد قويًا استمر لمدة طويلة حتى بزوال الذي يعود، وإذا تعود ولدك على شيءٍ فإنه يصعب جدًا أن يخرج عن هذا التعويد ويساعد على ذلك البيئة الصالحة التي تكون على نفس منهجك ونفس طريقتك وهذه الأمور الخمس هي أصول هذا المسلك.
وما تعود عليه الطفل يصعب أن يفارقه ويستمر عليه في حال غيابك وكلما كان التعويد قويًا كلما استمر مدة اطول وكلما كانت البيئة من حوله صالحة كلما استمر طفلك على ما عودته عليه.
الأصل الأول في هذا المسلك: الفطرة التي بداخل الطفل لا تتأثر إلا بمؤثر خارجي السكون قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه" وهذا يلقي بالمسئولية عليك.
كان قديمًا الأب يرسل ابنه إلى مؤدب يؤدبه ويعلمه، اختلف الوضع الآن فالطفل له أكثر من أب الكمبيوتر أب، والمدرس أب والأب أب إلى آخره...
والطفل ينظر إلى أمه وأبيه فما يجد من اعمالهم فيعلم أنه الصواب، خامة طيبة لا تتشكل إلا بأفعال المحيطة به وأول ما يحتك الولد يحتك بالأب والأم، ويتأثر بهم.
مشى الطاووس يوما باختيال *** فقلد شكل مشيته بنوه
فقال علام تختالون؟ قالوا *** بدأت به ونحن مقلدوه
فخالف سيرك المعوج واعدل *** فإنا إن عدلت معدلوه
أما تدري أبانا كل فرع *** يجاري بالخطى من أدبوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
والإنسان حسب ما يعود فالخير عادة، فأنت تعود الطفل على الشعائر حتى إذا ما وصل لسن التكليف وجد ما كلف به هين عليه لأنه عود عليه، وكذلك تعويد البنت على الحجاب، والتعويد لابد أن يكون شيئًا فشيئًا قبل سن التكليف، فهذا من رحمة الله بالعباد فأنت تعمل مع الطفل وتعوده على الشعائر قبل سن التكليف أنت عودته على الصلاة قل له صل وعودت البنت على الحجاب تقول لها تحجبي سيكون الأمر معتاد عليه إلا أنه سيكون فيه قوة وشدة لأنه أصبح مُكلف.
وإن كان الطفل لم يبلغ سن التكليف إلا أنه شرع له الصلاة والصوم وذلك من باب التعويد، وعندما يأتيه سن التكليف تكون انتقالة سهلة ولينة.
ومن ذلك تعويدهم على الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع
وننبه في ذلك للأخوة القائمين على المساجد في تعاملهم مع الأطفال معاملة غير لائقة ومنفرة للأطفال عن المسجد، ننبه بطريقة لطيفة وغير صحيح أبدًا تجنيب الأطفال عن المسجد وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا، ومعلوم أنه كان يصلي وهو حامل أُمامة والحسن والحسين قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي، كراهية أن أشق على أمه ."
فما أنكر عليه الصلاة والسلام عليهنّ إحضار الأطفال للصلاة.
ويجب تعويد الطفل على أهمية الصلاة في وقتها فهي أولًا، وكذلك تعويدهم على الصيام من خلال تحفيز بجائزة وهدية.
ومن الأحاديث التي تبين تعويد الأطفال ان بعض الصحابة كان يصبح معه طفله في المعركة حتى يتعود الجلد والصلابة والجهاد في سبيل الله.
وحاول قدر الإمكان أنه ما صفة حميدة عودت عليها في صغرك ان تكون كذلك في ولدك، وما من صفة أنت تحبها ولكن ما عودت عليها أن تكون كذلك في ولدك.
التعويد على الصدق، التعويد على الصدقة، فمثلًا لو أنك وجدت شخص محتاج بدل من أن تعطيه أنت، اجعل ولدك يقوم بذلك
وكذلك حب النبي صلى الله عليه وسلم ليس بالكلام لكن تصرف حقيقي كلما جاء ذكر النبي أظهر الاهتمام والانتباه والبشر بدون تكلف أمام ولدك
وكذلك ننبه تعويد الأطفال على اللبس العربي نجد الأطفال يميلون إلى ملابس الغرب، وقد تكون كتب عليها عبارات قبيحة لا تليق أبدًا.
تعويده على الملبس العربي وكذلك التكنية (أبا...)، وكذلك وصلة النسب (ابن فلان..)، وكذلك رفع الصوت بعض الأطفال يعودون على رفع الصوت فيجب أن نعوده على خفض صوته من خلال ما حلوه أن يخفض الأم والأب صوتهما
وكذلك ينبه على بعض الألفاظ التي لا يجب أن يقولها الطفل وقد انتشرت بين الناس انشارًا كبيرًا (ماشي،كبر دماغك وغيرها...) وكذلك الألفاظ الشريعة كأن يقول الطفل سلام عليكم لا السلام عليكم وإلقاء السلام من العبادات وغيرها (حمد لله..)
وإنك إذا عودت ولدك على شيء ثم غيرته عليك أن تذكر السبب وما تغيره فجأة لأنك تعرضه لفتنة لأنه يجد تعارض
وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لأنس كان يدخل بغير استئذان فقال له النبي ذات مرة "كما أنت يا بني؛ فإنه قد حدث بعدك أمر: لا تدخلن إلا بإذن" نزلت الآية التي تأمر بالاستئذان فبين له النبي ذلك.
وبعد ما وصلت طفلك لصفة ما، ما تتوقف على ذلك يحتاج طفلك لتعزيز حتى ما يرتد عن هذه الصفة.
ومن كلام العرب: "شديدٌ عادةٌ منتزعة"
وميزة هذا المسلك يعمل في غيابك، صفة تعود عليها الطفل، سيفعلها في حضورك وفي غيابك
الواجب العملي :
1-ان يصبح هدفك تعويد الولد العادات الحسنة.
2-لابد من توضيح السبب عند تغير عادة ما للولد.
3-سماع شريط المسلك الثاني للشيخ حفظه الله
http://www.islamway.net/?iw_s=Schola...;series_id=863
تعليق