السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشتكي الام : كيف اربي طفلي عند غياب والده ؟؟
لاشك ان مسؤولية التربية تقع على عاتق كلا الابوين الام والأب وكلا منهما مسؤولا عن الطفل امام الله قال صلى الله عليه وسلم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ولكن الذي يحصل ان احد الوالدين قد لايكون متواجد مع الطفل لأنفصال اوموت او نحوه فيبقى الطفل اما مع والده او مع والدته وفي الغالب ان الطفل يبقى مع امه وقد تحتار الام كيف تتعامل مع الطفل ؟؟
كيف تعوضه فقدان ابيه ؟؟؟
كيف وكيف؟؟؟؟
وتظل تشعر بالمسؤولية تجاه هذا الطفل وتنشئته التنشئة السليمة التي لاتجعل الطفل يشعر بفقدان ابيه ....
ومن هنا نرشد الام الفاضلة الى :
1- ان تصبر وتحتسب الاجر من الله تعالى وتعلم انها مأجورة في تربيتها للطفل .
2- ان تتجنب الأم الاسراف في توفير حاجات الطفل الاقتصادية او النفسية فبعض الامهات تسرف كثيرا في شراء متطلبات الطفل من ملابس او العاب او طعام كتعويض للنقص كما يجب ان تتجنب تدليل الطفل بحجة تعويضه حنان ابيه فهذا خطأ كبير تقع فيه كبير من الامهات وان تعامله بحزم فلا ضرر ولاضرار قديقال هذه مشاعر لانستطيع التحكم بها ولكن لابد من تحكيم العقل قبل العاطفة والحرص على شخصية الطفل من التدليل الذي قد يفسده والنظر الى الموضوع بعقلانية والنظر الى مستقبله كيف سيكون وكيف سيواجه الحياة اذا كان طفلا مدللا ؟؟ وهذا بطبيعة الحال لايعني منعه من الحنان والدلال ولاندعو للقسوة ولكن الحزم مطلوب وخير الامور الوسط .
3- عدم إشعار الطفل بنبرات الحزن والأسى التي قد تنطبع على الأم وتنتقل للطفل نفسه بدون ان تشعر الأم فلا بد ان لاتجعل الطفل يشعر او يحس بتلك الاحاسيس او تثيرها فيه.
4- عدم اهمال اسئلة الطفل والاجابة عليها حينما يسأل عن والده والاجابة تكون وفق مايفهمه الطفل مثلا عندما يكون الطفل صغير ولايعي معنى الطلاق ويسأل أمه عن والده تقول له : فيجب ان تشرح الأم للطفل بصورة مبسطة عن السبب كأن تقول إنني انا ووالدك اصبحنا غيرسعداء وسيعيش كلا منا في منزل لوحده وانت ستعيش معي ولم الغرابة الست انت وصديقك اصدقاء ثم يعود كلا منكما الى منزله، ولكن ابوك يحبك وانا احب وسوف يأتي والدك وستذهب معه لتراه ولكنه مشغول لكي يأتي بالطعام لكم والمال وعندما ينتهي من شغله سيعود ليراك .
5- عدم ذكر الاب بأي امر سيئ امام الابناء حتى لايحملون له الكراهية ايضا عدم مدحه كثيرا حتى لايتعلقون به ومحاولة ضبط المشاعر والاحاسيس قدرا لمستطاع .
6- تجنب نظرات الشفقة والرحمة للابناء فعادة الطفل وخاص الصغيريزيد شعوره بفقدان ابيه عندما تنعكس مشاعر الام عليه فيشعر بها وحتى لايشعر بالنقص مع الاخرين يجب ان تعوضه فقدان الاب من خلال اخواله او اعمام الام اواي شخص قريب للأم .
7- عندما يكبر الطفل ويكو ن في سن المدرسة سيرى صديقه مع ابيه ليأخذه للمدرسة او ليشتري له وقد ينعكس هذا سلبا على نفسية الطفل ويقارن بينه وبين صديقه ، هنا اذا احست الأم بذلك او ان لدى طفلها مشكلة يجب ان تبادر فورا بحواره ومناقشته وان تشعره انها قريبة منه كما يجب ان لاتدع للاحباط الذي قد يصيب الطفل يؤثر على مستواه الدراسي وذلك باشعاره انها معه وتشعر بمشاعره وان لايهمل في هذا الجانب .
وفي الختام اهمس في اذن كل ام هذه الكلمات فأقول
عزيزتي الام :
لاتقلقي على مستقبل ابنك ولاتربيته فالله هو من خلقه ولن يضيعه وما كتبه الله له سوف يكون ومادمتي تبذلين الاسباب في تربيته تربية حازمة صحيحة فتوكلي على الله تعالى واكثري من الدعاء لابنائك بالصلاح والتوفيق والحفظ والرعاية من الله تعالى كما ان الطفل اذا نشأ في تربية سليمة قائمة على الحزم والرعاية والاهتمام وتوفير الحاجات النفسية اللازمة لنموه سيكون افضل من ذلك الذي عاش بين ابويه وقد يكون افضل انتاجا ومستقبله سيكون رائعا والمجتمع يشهد بذلك فكم من طفل تربى بين ابوين ولكن ترينه اما شابا منحرفا او فريسة لامراض نفسية لايعلم بها الا الله وكم من طفل عاش بدون ابوين او بأم واصبح له مستقبلا رائعا وحصل على تعليم ممتاز واصبح ناجحا في حياته العامة والخاصة العلمية والعملية فلا تجعلي اهمية وجود الاب سببا في حماية الابن من المشكلات النفسية او الانحرافات اوغيرها ولكن الاهم من كل ذلك هو التربية الاسلامية الحازمة القائمة على زرع مبادئ الدين والمتابعة للولد والمحاورة والمناقشة واشباع حاجاته ثم التوكل على الله والدعاء له والله يتولى عباده وهو ارحم بهم من امهاتهم
وهو الموفق اولا واخيراااااا.
منقول
تعليق