تتعرفين الى صديقات في اجتماع م ا، ثم تأتي ابنتك ذات العشر سنوات، تعرفينها عليهن بالجملة التالية:
هذه ابنتي هدى.. انها بنت مؤدبةومتفوقة وتشارك في الانشطة المدرسية. انا ووالدها فخوران بها.
وفي سيناريو معاكس يمكن أن تقول الأم:
هذه ابنتي هدى.. الله يهديها انها فتاة خجولة ونادرا ما تتحدث مع الناس، لا أدري ما الحل معها!!
هدى.. في كلتا الحالتين .. سوف تتلقى الصفة (إما فتاة متفوقة متميزة.. أو فتاة خجولة منطوية)..
وستبحث في حياتها عن الأدلة التي تثبت وجود مثل هذه الصفة (من مواقف سابقة) حتى تعتقد جازمة ان هذه الصفة موجودة فيها حقا..
ومن ثم..
تبدأ بالتصرف على هذا الاساس بقية حياتها!
هكذا تتشكل المعتقدات لدينا.. منذ الصغر.. سواء الإيجابية أو السلبية. ولكِ ان تتخيلي الكم الهائل من الرسائل “السلبية” التي وصلت الى عقلك في صغرك على شكل انتقادات من الوالدين او الناس حولك، لتصبحي الانسانة التي انتِ عليها الآن!!!
لماذا نلجأ الى سياسة الإنتقاد مع أبنائنا؟
الحقيقة أن سياسة الإنتقاد هي الإستراتيجية الأولى التي يستخدمها الآباء والأمهات مع أبنائهم لتحفيزهم على التغيير..
بل هي الاستراتيجية رقم واحد التي نستخدمها في علاقاتنا مع كل الناس حولنا للاسف!
لماذا؟
١. لأننا أولا وقبل كل شيء.. تربينا على هذه الطريقة.. سياسة الانتقاد والتجريح المستمر وإظهار العيوب بغرض تقويمها..
٢. والسبب الآخر لأننا نعتقد ان أبناءنا صفحة بيضاء، لا يعرفون شيئا عن انفسهم، ويأتي دورنا كآباء وأمهات من واقع خبرتنا ومعتركنا في الحياة (اكبر منك بيوم اعلم منك بسنة ) لنرشدهم إلى عيوبهم باستمرار (وليس مميزاتهم) كي يقوموا بتقويمها وتحسينها. نعم نحن نحبهم من كل قلوبنا.. لا شك في ذلك. لكننا نجد أنه من واجبنا أن نقسو عليهم بطريقة الانتقاد والتوبيخ من أجل ان نحفزهم على التغيير.
شيئا مؤلما.. صحيح ؟
ولكنه الواقع للاسف..
المضحك المبكي في الأمر أنه لا يوجد أحد فينا يقبل الإنتقاد.. ولا حتى يحبه..!
اخبريني بالله عليكِ.. هل انتقدك أحد ما.. زوجك.. أختك.. أمك.. صديقتك.. واعجبك الأمر حتى شعرتِ بالانتعاش والرغبة في التغيير؟
مستحيل
هل أرسلتِ في حياتك مرة رسالة لأحدهم.. تنهالين عليه بالشكر لتوبيخه المؤلم والقاسي لك؟؟
المرجح أنكِ شعرتِ بالغضب والإستياء والإهانة.. وأصبحتِ شديدة الحساسية مع هذا الشخص منذ تلك اللحظة..!
اذن خبريني بحق الله.. لماذا تنتقدين ابنك باستمرار بأنه شخص غير مسؤول ولا يمكن الإعتماد عليه في طلباتك منه؟ ولماذا توبخين ابنتك بأنها فوضوية ولا تهتم بترتيب غرفتها ولن تفلح في زواجها ان تزوجت يوما ما!!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة فن تربية الاولاد من الفنون الصعبه علينا *و السبب هو اننا لم نتعلمها بجد او التعامل معهم بدون وعى كافى وعدم مرعات فرق السن بين الطرفين وهو فارق كبير ولذا فعلينا الانتباه !!! والله الموفق
جزاكم الله خيراً وبارك لكم في أهلكم ومالكم وولدكم ...
هذا الموضوع من المواضيع التي استوقفتني ولفتت انتباهي ... وقرأته بتمعّن !!!
كنتُ أطبق بعضاً من الأساليب التي ذكرتها مع أبنائي عندما كانوا صغاراً ... ولكن يبدوا أنني خبوت قليلاً وأحتاج إلى إعادة حساباتي واستجماع قوتي ومن ثم التصميم على الاستمرار ...
شكراً لكم أخيّه على هذا العقد الفريد ... وأسأل الله أن ينفع به وأن يكتب لكم أجر من عمل به ...
التعديل الأخير تم بواسطة الدره العصماء; الساعة 24-12-2011, 02:08 PM.
سبب آخر: فضلا ,,,الإلتزام بصيغة الجمع فى مخاطبة الأخوات ,بوركتم .
يااااااااااااااااااااااه كم كنت محتاجه لهذه النصائح التي تساوي كنوز الارض شكرا لك وبارك الرحمن بك وجزيت خيرا على الموضوع المتميز والاكثر من رااااااااااااااااااااااائع
تعليق